الحمد لله والصلاة والسلام على خير عباد الله محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه ومن والاه

أما بعد :

جاء في سفر التثنية الإصحاح 25 الفقرات من 5 إلى 9 (( إِذَا سَكَنَ إِخْوَةٌ مَعًا وَمَاتَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَلَيْسَ لَهُ ابْنٌ، فَلاَ تَصِرِ امْرَأَةُ الْمَيْتِ إِلَى خَارِجٍ لِرَجُل أَجْنَبِيٍّ. أَخُو زَوْجِهَا يَدْخُلُ عَلَيْهَا وَيَتَّخِذُهَا لِنَفْسِهِ زَوْجَةً، وَيَقُومُ لَهَا بِوَاجِبِ أَخِي الزَّوْجِ.
وَالْبِكْرُ الَّذِي تَلِدُهُ يَقُومُ بِاسْمِ أَخِيهِ الْمَيْتِ، لِئَلاَّ يُمْحَى اسْمُهُ مِنْ إِسْرَائِيلَ.
وَإِنْ لَمْ يَرْضَ الرَّجُلُ أَنْ يَأْخُذَ امْرَأَةَ أَخِيهِ، تَصْعَدُ امْرَأَةُ أَخِيهِ إِلَى الْبَابِ إِلَى الشُّيُوخِ وَتَقُولُ: قَدْ أَبَى أَخُو زَوْجِي أَنْ يُقِيمَ لأَخِيهِ اسْمًا فِي إِسْرَائِيلَ. لَمْ يَشَأْ أَنْ يَقُومَ لِي بِوَاجِبِ أَخِي الزَّوْجِ.
فَيَدْعُوهُ شُيُوخُ مَدِينَتِهِ وَيَتَكَلَّمُون َ مَعَهُ. فَإِنْ أَصَرَّ وَقَالَ: لاَ أَرْضَى أَنْ أَتَّخِذَهَا.
تَتَقَدَّمُ امْرَأَةُ أَخِيهِ إِلَيْهِ أَمَامَ أَعْيُنِ الشُّيُوخِ، وَتَخْلَعُ نَعْلَهُ مِنْ رِجْلِهِ، وَتَبْصُقُ فِي وَجْهِهِ، وَتُصَرحُ وَتَقُولُ: هكَذَا يُفْعَلُ بِالرَّجُلِ الَّذِي لاَ يَبْنِي بَيْتَ أَخِيهِ ))

قلت الناظر إلى هذا التشريع يجد أموراً يتوقف عندها القاريء

الأمر الأول أن هذا التشريع فيه اجبار للرجل على الزواج من امرأة لا يرغب بها وإلا تعرض للفضيحة

الأمر الثاني اعتبار المرأة التي لم تلد متاعاً يرثه الأخ من أخيه

الأمر الثالث نسبة الإبن إلى غير أبيه الحقيقي

هذه الأمور كلها ممنوعة في الإسلام

غير أن من العجائب والعجائب كثيرة أن نجد من يعترض على كون ميراث المرأة في الإسلام _في بعض الفرائض_

ولا نجده يعترض على هذا التشريع الإلهي عندهم في جعل المرأة متاعاً يورث

ومن المعلوم أن إخراجها من حيز الموروثات إلى حيز الوارثين أرفع مقاماً لها

فإن قال النصراني : هذا التشريع منسوخ ولا علاقة لنا بالعهد القديم

قلنا : بعض بني جلدتك ينكرون النسخ على المسلمين وهذا النص يلزمهم به وإلا لزمهم الإلتزام بهذا التشريع

ثم إن هذا التشريع لم يشكل عندك طعناً في نبوة النبي الذي نزل عليه هذا الوحي ( والعهد وحي عندهم لذا يطبعونه مع العهد الجديد باسم الكتاب المقدس )

فماذا تطعن في نبوة محمد بما هو أقل من هذا ؟

وقد عمل بهذا التشريع يهوذا النبي الزاني عند القوم

ففي سفر التكوين الإصحاح 38 الفقرات من 6 إلى 11 ((واخذ يهوذا زوجة لعير بكره اسمها ثامار وكان عير بكر يهوذا شريرا في عيني الرب.فأماته الرب فقال يهوذا لأونان ادخل على امرأة اخيك وتزوج بها واقم نسلا لاخيك فعلم أونان ان النسل لا يكون له.فكان اذ دخل على امرأة اخيه انه افسد على الارض لكيلا يعطي نسلا لاخيه فقبح في عيني الرب ما فعله.فاماته ايضا فقال يهوذا لثامار كنته اقعدي ارملة في بيت ابيك حتى يكبر شيلة ابني.لانه قال لعله يموت هو ايضا كاخويه.فمضت ثامار وقعدت في بيت ابيها))

قلت فانظر رحمك كيف توارد عليها الأخوة وكيف أن أن يونان لم يحب أن ينسب نسله لأخيه

وتتمة القصة فيها ذكر زنا يهوذا النبي بزوجة ابنيه !!

ولا تستغرب فالأنبياء غير معصومين من الزنا في الكتاب المقدس !!

وليس هذا محل بسط هذه المسألة

وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم