ظاهرة الخروج من الصحوة إلى أين؟
لا نفتأ نتابع على شاشة التلفزة –كل حين- خروج رجل -متأنق في كلامه وملبسه- يطل علينا
ويعطينا من خبرات الحياة وأسرارها ما لا تطوله أيدينا
"كنت صحويا وغدوت الان من منتقديها ومحاربيها"!!
المشاهد البعيد المتدين الذي يحسب نفسه على هذه الصحوة يحتار من هذا الخروج المتواصل من الصحوة، ماذا يراد منه وله؟
لأنه لم يفهم هذه الصحوة –وهو البعيد- إلا العودة إلى الكتاب والسنة في الفهم والتطبيق
مع الأخذ بعين الاعتبار أن هناك مساحة كبيرة مما جرى على الألسنة من أحكام وفتاوى –وقتها- أنها قضايا اجتهادية
(لأنه طالب علم وإن كان بعيدا)
فهذا المشاهد البعيد المتدين الصحوي، لم يخطر بباله أبدا:
· أن الشيخ فلانا وفلانا من المعصومين
· وأن كلامهم لا ينطق عن الهوى، وأن مشايخ الصحوة يتحدثون دائما في مناطق النص القطعي، فالويل كل الويل لمن خالفهم، كيف وكثير من القضايا التي بحثت –وقتها- كانت من النوازل التي تحتاج إلى اجتهادات معاصرة تؤخذ من النصوص ومقاصد الشرع
· وأنه ستكون نهاية الدنيا وخراب العالم فيما لو خالف أحد مشايخ الصحوة أراءه فيما بعد
· وأن النتائج ستكون كارثية فيما لو ظهر خطأ في بعض الفتاوى والأحكام أيا كان مُصْدِرها
· وأن شيخ الإسلام ابن تيمية يمثل الإسلام وحده، ولكن هو رجل كان يقدم دليله في كل ما يعتقده ويقوله فأين أدلة مخالفيه!!
لم يخطر بباله كل هذا اطلاقا وهو البعيد
نعم كان يعتقد أن من يريد أن يتحدث عن الإسلام أو باسمه، ينبغي أن يدعم كلامه بالدليل النصي
وكلام أهل العلم وفي مقدمتهم أهل القرون الثلاثة
وأيضا يكون من أهل الديانة والمخافة من الله، فهذا العلم دين، يحتاج لعبادة وتبتل وانكسار
ولا يقاس بالطب والفيزياء والكمياء، فأولئك يمكن أن يبرع فيهم الكفرة والفساق أما الإسلام فلا وألف لا
نعم أيضا كان يعتقد –وقتها- أنه لا يمكن لصحفي أو مغني أو حتى راقصة أو فنانة تشكيلية بإمكانها أن تناطح أئمة العلم وتخالفهم باجتهادها !!
وتقول وقد علا التبرج وجهها: هم رجال وأنا –أي الراقصة أو الفنانة أو الصحفي- رجال
فهذا المشاهد المتدين يسأل –وهو البعيد- ماذا يجري؟
هل كان هؤلاء الخارجون لا يعون هذه البديهيات، أم أن هناك من يضخمهم ويكثرهم في أعيننا؟
حبذا لو تفهموه أيها الإخوة الكرام؟
ماذا يجري؟