تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: أجوبة فضيلة الشيخ الدكتورأحمد معبد عبدالكريم على أسئلة لقاء المجلس العلمي

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    914

    افتراضي أجوبة فضيلة الشيخ الدكتورأحمد معبد عبدالكريم على أسئلة لقاء المجلس العلمي

    هذه هي المجموعة الأولى من أجوبة الشيخ الدكتور أحمد معبد عبد الكريم، وسوف تعلن باقي الأجوبة تباعاً بإذن الله تعالى.
    ---------------------------------------------------------------

    بسم الله الرحمن الرحيم

    - سؤال: من الأخ عبد الله العلي، ويَتَضَمَّن جواب سؤال آخر للأخ عبدالرحمن بن ناصر.
    - وسؤال الأخ عبد الله يقول: ما آخر مَشاريعكم العِلْميَّة؟
    الجواب: وهذا السَّؤال وجيهٌ جدًّا بالنِّسْبَة إلى غيري ممن يكون في مُقْتَبل العمر من جِهَة، ومن جِهَة أُخْرى تكون مسئوليَّاته أقل. فعندما عُدْتُ إلى مصر بعد استقالتي من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلاميَّة عام 1418هـ كنت مُتَصَوِّرًا أني سأخلو إلى مكتبتي، وأنهي - بعون الله - إخراج بقيَّة "النفح الشَّذِيّ" لابن سيِّد الناس، ثم تكملته للحافظ العراقي اللَّذَيْن حَقَّقْت نصوصهما، وَوَثَّقْت أكثرها على مَخْطُوطات المصادر منذ كنت مُدَرِّسًا مُساعِدًا بكليَّة أصول الدين، جامِعَة الأزهر، وكذلك أُتِمُّ تحقيق كتاب "تهذيب التَّهذيب" الذي كنت فَرغْتُ من قسم كبير منه في أواخر أيَّامي بالرياض؛ ولكن بمُجَرَّد عودتي إلى القاهرة حَدَث ما لم أتوقَّعْه، فَفُرِض عليَّ فَرْضًا أدبيًّا أن أعود مرة أخرى إلى رحاب جامعة الأزهر؛ وفاءً بسابق حقِّها عليَّ، فعدت فعلاً وبهذه الخُطْوَة انفتح عليَّ من الأعباء ما يضيق به وقت أي باحث مهما كان جهده، ومِن ثَمَّ أصبح عملي في الكتابَيْن السَّابق ذكرهما بطيئًا عمَّا كنت أتوقَّع.
    وما ذُكِر من تلف تحقيق كتاب "التهذيب" فهذا ظهر أنَّه كان عُطْلاً في الجهاز، وفي الصورة المُخَزَّنة على أنها الطَّبعة الهنْدِيَّة، وظَهَر أنها خلاف ذلك.
    - سؤال آخر من الأخ/ عبدالله العلي أيضًا يقول: المُتَابعات إذا كانت قاصِرَة هل تُفِيد الحديث قُوَّة؟
    الجواب: نعم تفيد الحديث قوة، فلم يذكر في هذا المبحث في كتب المصطلح تفريقٌ في التَّقْوية بين التامَّة والقَاصِرَة، لكن التَّامَّة أفضل فقط، ويستفاد منها في غير التَّقْوِية؛ كمعالجة التَّصْحِيف؛ والتَّحْريف في رجال الإسناد مثلاً.
    - سؤال من الأخ / عامر بن بهجت يقول:
    ذُكِر أنكم أشْرَفْتُم على برنامج "جوامع الكلم" لشركة (أُفُق). فهل هذا صحيح ؟ وما هي طريقتكم في الإشراف؟ وما تقييمكم للبرنامج؟ وإلى أي مدى يمكن الاستغناء به عن المطبوعات؟ وإلى أي مدى يُعْتَمَد على ما يذكرونه في تصحيح الأسانيد وتضعيفها؟

    الجواب: هذا السُّؤال تَكَرَّر تَوْجِيهه إليَّ بهذه الصِّيغة وبغيرها.
    وبدايةً أريد التأكيد على نقطتَيْن مُهِمَّتَيْن في هذا الموضوع
    النُّقْطة الأولى: أنَّ الحاسوب وبرامجه عُمُومًا حتى الآن عِبَارة عن وسيلة من وسائل البحث فقط، وإن كانت فعَّالة جدًّا لكنها ليست غاية يَنْتَهِي عندها عمل الباحث وجهوده، وأيضًا كل برنامج له مُمَيِّزات، وعليه مآخذ مثل: طبعات الكتب تمامًا، وعلى الباحث أن يأخذ ما يفيده، ويَتْرك ما لا يفيده.
    لكن الحاصل أنَّ كثيرًا من الباحثين - وطلبة العلم الآن للأسف - يُريدون تحويل، أو يحولون فعلاً الوسيلة إلى غاية، ويريدون من الحاسب أنْ يَنُوب عنهم، حتى إنَّ بعض الباحثين كتب بحثًا لقب فيه الكمبيوتر (بحافظ عصرنا)، وباحث آخر كتب بحثًا بعُنْوان: "توظيف آليَّات المنْطق المضبب في نقد مراتب رواة الحديث النبوي"؛ وخُلاصة هذا البحث: أنَّ صاحبه يرى أنَّ على المُخْتَصِّين بعُلُوم الحديث أن يُصَمِّمُوا طريقة آليَّة أو برنامجًا آليًّا حسب قواعد المنطق الحديث، يمكن بواسطته ذكر حكم مُحَدَّد على أيِّ راوٍ من حيث قَبُول روايته أو ردُّها، بمجرد إدخال اسم الراوي ونسبه، وما يُعْرَف من كُنْيَة أو لقب ونحوهما، ويُقَرِّر الباحث في هذا البحث أيضًا أن تأخر المُخْتَصِّين في إخراج هذا البرنامج يُعَدُّ جمودًا على القديم، وتخلفًا عن رَكْبِ التَّطور العِلْمِيّ.
    النقطة الثانية: أنَّ استخدام الحاسوب وبرامجه في خدمة النُّصوص الدينيَّة بدأ في الغرب؛ كما هو معلوم كعمل خيريٍّ، فلمَّا وصل إلينا تَحَوَّل إلى عمل تِجَاري، وبالتالي لم يَعُد الإشراف العلمي هو كل شيء. كما أنَّ الإشراف العلمي على البرامج يختلف عن الإشراف العلْمِيّ على الرسائل والبحوث الجامعيَّة. فالأخير يَقْتَضِي المُرَاجَعَة التفصيليَّة للرسالة، والأَوَّل يَقْتَضِي مُرَاجَعَة الإطار والمُحْتَوى العام للبرنامج وخطوطه العامة، والمطالب البحثيَّة التي يوفرها للباحث، وعرض نماذج على الشاشة من ذلك، وفي هذه الحدود يكون التَّوْجيه من المُشْرِف. وبالنِّسْبة لبرنامج أُفُق فالأخ المهندس محمود المراكبي كما عَرَفْتُه قبل ثلاثينَ سنةً في الرِّياض يُعَدُّ من أكْفَأ، وأقدم العاملين في هذا الحقل.
    وبدأ مع البرامج منذ كانت قاصرة على الصَّحِيحَيْن فقط، وقد عرض برنامجهما علينا في قِسْم السُّنَّة وعلومها بجامعة الإمام بالرياض قبل ثلاثين سنة.
    والمُشْرِف الأصلي، والمتابع له بالتَّفصيل في كل خُطُواته: هو الأخ الفاضل الأستاذ الدكتور/ مروان شاهين، أستاذ الحديث بكليَّة أصول الدِّين، وعضو لجنة الحديث العلميَّة الدائمة لترقية أعضاء هيئة التدريس. وقد كان له المَسْعَى الأَوَّل والمشكور في تجويد العَلاقة العلميَّة بيني وبين المهندس محمود المراكبي، وهذه العَلاقة تَنْحَصر في المخطوطات الحديثيَّة غالبًا، حيث جعل المُهَنْدس المراكبي من مميِّزات برنامجه اشتماله على مجموعة من الأجزاء والفوائد والأمالي الحديثيَّة المخطوطة التي لم تكن مُدخَلَة حينذاك عند غيره، أو مُدْخَلَة من طبعة غير مُعْتَنًى بتحقيقها، وظروفي الصحية ومسئوليَّاتي لا تسمح بأكثر من زيارتَيْن في الشهر، وأحيانًا أقل، وفي كُلِّ زيارة أقابل مع أحد الباحثين ما كَتَبَه، مقابلة تفصيليَّة بما يَتَّسِع له الوقت من أوراق المخطوط، للتأكُّد من سلامة النَّصِّ المُثْبَت في البرنامج من أي سقط، أو تحريف، أو قراءة أي لفظة يكون في رسمها في المخطوط صعوبة.
    أمّا تقويمي العامّ لأيّ برنامج سواء من إنتاج شركة "أفق" أو غيرها، فهو أنه فيه الصَّواب وفيه الخطأ، وليس هناك ما يخلو من الخطأ، وقد قَرَّر لي المهندس المراكبي بنفسه أنه مُسْتَعِدٌّ لتَقَبُّل أي ملحوظة، أو تصويبٍ من طالبِ علمٍ مع حِرْصِهِ - ابتداءً - على إخراج النُّصوص مُصَحَّحَة من الأخطاء، ومُتَابَعَة التَّصويب بصفة دائمة.
    وعليه، فإن طالب العلم يُمْكِنُه الاستفادة من كل البرامج التي يجد فيها ما يفيده، ويستفيد بالبرامج في جَمْع المادَّة العلميَّة فقط، لأنَّ هذه أهم فوائدها، وقدرة البرامج على ذلك مع توفير الوقت أمرٌ لا خلاف عليه.
    ثم بعد الحصول على المادَّة لابد للباحث من التَّأكُّد من وجودها في المصادر المُحَال عليها، وخاصَّة المطبوعة وهي الأكثر.
    ولابدَّ من التَّأكُّد من بيانات الطَّبعة من حيث التاريخ، والمكان، والمُحَقِّق إن وُجِد.
    ثم يبدأ الباحث بصياغة بحثه وترتيبه، واستخلاص نتائجه بجهده الخاص، ومشورة من يثق بعلمه وخبرته.
    وفي مقدمة ذلك سلامة النَّصِّ، وتحقيق أحوال الرُّواة، وتحقيق بيان درجات الأحاديث، وضبط العِلَل، والله المُوَفِّق.
    ** قـال مـالـك رحمه الله: **
    (( إن حقا على من طلب العلم أن يكون عليه:
    وقار، وسكينة، وخشية، وأن يكون متبعا لآثار من مضى من قبله ))
    ============================== ==============================
    الشيخ العلامة المحدث / عبد الكريم بن عبد الله الخضير

    الشيخ العلامة المحدث / سعد بن عبد الله آل حميد

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    914

    افتراضي رد: أجوبة فضيلة الشيخ الدكتورأحمد معبد عبدالكريم على أسئلة لقاء المجلس العلمي

    سؤال من الأخ حسين الحسين:
    ما رأيكم فيما يقال: إن الإمام العِجلي مُتساهل؟
    والجواب أن هذا القول غير صحيح، وليس له دليل يُعَوَّل عليه. ولا أعرف من قال به قبل الشيخ عبدالرحمن المعلمي - رحمه الله - ثم تابعه عليه غيره.
    ويظهر أن الشيخ - رحمه الله - تأثر في هذا القول بمعركة الشيخ الكوثري - رحمه الله - وتطوراتها المعروفة، وصدور عدة مؤلفات بعناوين شديدة مثل: "التأنيب"، و"التنكيل"، والدليل على تأثر الشيخ المعلمي - رحمه الله - بهذه المعارك أنه لم يقتصر على وصف العِجلي بالتساهل؛ بل انتقد توثيق ابن معين أيضًا.
    وكل ما استدل به على تساهل العجلي قوله: "إن كثيرًا ممن وثقهم حَكَم غيرُه من النقاد عليهم بالجهالة". ومعروف أن الجهالة ولو كثرت فلا تقدح في حُكْم مَن عَرف، وللإمام النووي في كتاب "تهذيب الأسماء واللغات" (2/267) ترجمة "أبو مرزوق التجيبي" جوابٌ عن ذلك خاص بتوثيق العجلي، ولا أدري إن كان الشيخ المعلمي وقف عليه أم لا؟ ولم أقف على مَن نبَّه على جواب النووي هذا مِن قَبْل، ثم إني وجدتُ بعض مَن وافق الشيخ المعلمي حاول تأييده بأمور:
    الأول: قولهم: "إن كثيرًا ممن وثقهم العجلي قد ضعفهم غيرُه من النقاد". وهذا كما هو معلوم ليس أمرًا خاصًّا بالعجلي؛ بل أمثاله من النقاد حصل معه مثل هذا بما يغني عن ذكر الأمثلة.
    الأمر الثاني: قولهم: "إن العجلي وثق أناسًا لم يرهم ولم يُعاصرْهم". وهذا القول كسابقه مردود؛ لأن كثيرًا من النقّاد غيره فعل هذا، مستندًا إلى ما جاء عن غيره من النقاد؛ كما يصنع الإمام البخاري مثلاً، أو مستندًا إلى النظر في أحاديث الراوي، وبيان حاله على ضوئها ومثل هذا يصنع البخاري أيضًا وغيره.
    والأمر الثالث: مقارنة مجموعة فقط من توثيق العجلي بأحكام الحافظ ابن حجر في "التقريب". وهذا أيضًا مردود لأمور منها: أن المقارنة حصلت في أمثلة جزئية غير مستقصية؛ وبالتالي لا يصلح استنتاج طابع عام منها.
    ومنها: أن الحافظ نفسه قد خالف ما في "التقريب" في مؤلفاته الأخرى كما هو معلوم. والقول بأن "التقريب" متأخر، هو باعتبار أصل الكتاب، وليس باعتبار جميع أحكامه.
    ومنها: أن الأخ الدكتور علي الصياح - جزاه الله خيرًا - أوقفني على نص لعلي بن المديني، يقرر فيه أن الناقد إنما يُقاس بأقرانه وأهل زمانه من النقاد؛ وبالتالي تكون مقارنة توثيق العجلي بأحكام "التقريب" أو غيره ممن ليس من أقران العجلي ولا من أهل زمانه، مقارنةً غير متوازنة.
    ومنها: أن أحد معاصري العجلي وعارفيه، وهو عباس الدوري، يذكر: أنهم كانوا يعدون العجلي مثل الإمام أحمد وابن معين، وأن أحمد وابن معين كانا يأخذان عنه.
    فهل مثل هذا يُقبل إطلاق القول بتساهله في التوثيق عمومًا؟! وقول الدوري هذا يؤكد قول ابن المديني السابق أيضًا.
    هذا، ولا يفوتني التنبيه على أن هناك فرقًا بين الحُكْم العام بالتساهل أو التشدد على أحكام الناقد، وبين الحكم بالتساهل أو التشدد الجزئي، فهذا الأخير يوجد في أحكام كثير من النقاد كما هو معلوم لأهل الاطلاع والممارسة، والله الموفق.

    2 سؤال من الأخ "القرشي" عن كتاب "تحرير التقريب" وهل لم يحرر الحافظ ابن حجر كتاب "التقريب" حتى يُحرَّر من غيره؟
    الجواب: كتاب "تحرير التقريب" فيه أحكام كثيرة خالف فيها أحكام الحافظ في "التقريب"؛ ولكن كثيرًا من تلك المخالفات ليس لها مستند علمي، وهناك تراجم متعددة تُعَدُّ مخالفةُ الحافظ فيها في محلها، ويعد حكم كتاب "التحرير" على الراوي مقبولاً.
    وقد صدر للأخ الدكتور ماهر الفحل كتابٌ، نشرتْه دارُ الميمان للطبع والنشر بالرياض، ويقع في مجلد بعنوان "كشف الإيهام لما تضمنه تحرير التقريب من الأوهام". وهذا دليل تفصيلي على مدى سلامة ما في "تحرير التقريب"، فالتحرير 4 أجزاء و"كشف الإيهام" جزء واحد، يعادل من حيث الكم ربع كتاب "التحرير"، وقد وقفت على الكتابين، لكن حاليًّا لم تكتمل لدي نتيجة عامة لكل منهما.
    لكن النتيجة الأهمّ أن الكتابين يُستفاد من كلّ منهما، بحسب ما تؤيده الدلائل والقواعد النقدية من أحكامهما.
    أما مقولة: "هل الحافظ ابن حجر لم يحرر التقريب؟". فمن يقارن "تهذيب التهذيب" بما في "التقريب" من أحكام إجمالية على الرواة، فسيجد أن كثيرًا من التراجم لا يتوافق فيها حكم "التقريب" مع مجموع ما ذكره الحافظ نفسه في بيان حال الراوي في "التهذيب"، وبالتالي تكون خلاصة حال مثل هؤلاء في "التقريب"، تحتاج إلى تعديل وتحرير ممن له الخبرة الكافية، مع التزام الإنصاف والاعتدال، ومثل هؤلاء قليل، والله الموفق.
    ** قـال مـالـك رحمه الله: **
    (( إن حقا على من طلب العلم أن يكون عليه:
    وقار، وسكينة، وخشية، وأن يكون متبعا لآثار من مضى من قبله ))
    ============================== ==============================
    الشيخ العلامة المحدث / عبد الكريم بن عبد الله الخضير

    الشيخ العلامة المحدث / سعد بن عبد الله آل حميد

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •