بسم الله الرحمن الرحيم
لا أجد أي مبرر تربوي أو مصلحي في دمج طلاب الصفوف الأولية الذكور مع الطالبات في مدارس البنات في بلادنا حفظها الله وأدام أمنها وخيرها .
وهذه الخطوة التي اتخذتها الوزارة والتي ستطبق مبدئيا في بعض المدارس الخاصة ، لا نجد لها أي سند من مصلحة أو فائدة ، بل كل المؤشرات تدل على أنها إجراء خاطئ ، وقفزة في الظلام ، غير مبالية بمصالح البلاد وحقائق منهجها وسياساتها وأسسها .
إن فصل النساء عن الرجال في التعليم والعمل في هذه البلاد نعمة من الله تعالى ومنحة لم تذق طعمها بلدان إسلامية كثيرة ابتليت بتراث الاستعمار الذي غرس غرسات شوهاء وترك بصمات شلاء في تلك البلدان ، وأهلها يغبطون هذه البلاد وأهلها ان هيأ لها هذه النعم العظيمة ومنها عدم خلط الطلاب بالطالبات في التعليم وكذا النساء والرجال في التعليم والعمل.
إن تجرية هذه البلاد العظيمة في التعليم حرية بأن تجد طريقها إلى بلدان إسلامية كثيرة ، وكان الحرى بالوزارة ألا تجحد هذه النعمة وهذا التوفيق لتستبدل به الذي أسوأ ، وها هي بلدان إسلامية كثيرة تجاهد نفسها للتخلص من إرث الاستعمار والتغريب لتعود بالتعليم والعمل إلى جادة الصواب وطريقة وهدي الإسلام .
وإننا لنسأل وزارة التربية والتعليم أين الخلل الذ اكتشفته حتى تعالجه بهذه الخطوة المؤلمة ؟ إن تعليمنا كان يسير سيرا حسنا في هذه الناحية ، ولم تظهر أبدا مشكلة من فصل الذكور عن الإناث في التعليم ، بل ستظهر هذه المشكلات إذا لم يلغ هذا القرار والإجراء المتعسف غير المسؤول ، وكان على الوزارة ألا تضيف لمشكلات التعليم في بلادنا مشكلة جدديدة ، فمشكلات التعليم في بلادنا كثيرة وخطيرة ، وكان الحرى بالوزارة أن تحل القائم منها وأن تواجه هذا الضعف الواضح في مخمخرجات التعليم في بلادنا - ومناقشة قضايا التعليم ليست خاصة بالوزارة بل هو واجب كل سعودي لأن الجميع في سفينة واحدة - أو تسعى للتقليل من اخطارها ، لا أن تضيف مشكلة ، بل طامة جديدة .
إن الذي نعلمه جميعا هو أن الجهات المشرفة على قطاعات البلاد المختلفة لا تبحث عن المتاعب ، بل تبحث عن الحلول ، وتبحث عن النجاحات ، أما دمع الذكور بالإناث في التعليم فهو بحث عن المتاعب للبلاد بصورة عامة وليس للتعليم فحسب ، والذي نأمله من الوزارة أن تلغي هذا القرار والإجراء المنافي لأسس البلاد ولسياسة التعليم فيها ولقرارات ولاة الأمر وفقهم الله وسددهم في هذا الشأن .
علي التمني
أبها في 29/10/1430