تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: قوم يحبهم ويحبونه

  1. #1

    افتراضي قوم يحبهم ويحبونه

    قال تعالى في صفة المحبين المحبوبين: {يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم} [المائدة: 45]، فوصف المحبوبين المحبين بأنهم أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين وأنهم يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم

    فإن المحبة مستلزمة للجهاد، لأن المحب يحب ما يحب محبوبه ويبغض ما يبغض محبوبه ويوالي من يواليه ويعادي من يعاديه ويرضي لرضاه ويغضب لغضبه ويأمر بما يأمر به وينهي عما ينهى عنه فهو موافق له في ذلك، وهؤلاء هم الذين يرضى الرب لرضاهم ويغضب لغضبهم، إذ هم إنما يرضون لرضاه ويغضبون لما يغضب له) [مجموعة الفتاوى 5/204].

    والمجاهدون هم صفوة الخلق وسادتهم والناصحون لهم والباذلون نفوسهم ومهجهم لإسعادهم في الدنيا بالتمتع بهذا الدين الذي لا سعادة لهم بدونه، وفي الآخرة بنيل رضوان الله ودخول جناته.

    قوم باعوا نفوسهم وأموالهم لله ورغبوا في عاجل لقاه، لينالوا الحياة الآجلة الأبدية التي لا يصطفي الله لها من خلقه إلا خيارهم، الذين يتخذهم شهداء.

    قوم يختارون الجوع والعطش والخوف على الشبع والريِّ والأمن في الحياة الدنيا ليسبقوا إلى نعيم الله الدائم في دار كرامته، ينام الناس وهم يسهرون ويتمتع الناس بملذات الدنيا وطيباتها وهم منها محرومون، إذا تغطى القاعدون على سررهم بأنواع الثياب وافترشوا أجود الزرابي وتوسدوا ألين النمارق كان غطاء المجاهدين نقع غبار التحامهم بالأعداء وكان فرشهم الحصى والشوك وكانت وسائدهم أسلحتهم التي يقارعون بها الكفار، لذلك يكرمهم الله إذا انتقلوا إلى دار كرامته بما يتمنون أن يحييهم الله من أجله مرات ليقتلوا في سبيله، بل هذا ما تمناه الرسول صلى الله عليه وسلم! وما ذاك إلا لمكان المجاهد الشهيد الذي يقاتل لإعلاء كلمة الله [الجهاد في سبيل الله حقيقته وغايته للدكتور عبد الله القادري 1/12].

    ما ذا أقول بوصف ما قاموا به عجز البيان وجفّت الأقلام

    فطوبى - والله - ثم طوبى لمن سابق وبادر والتحق بقافلتهم وانخرط في صفوفهم مجاهداً في سبيل الله، فالزمن يسرع ولا انتظار لبطيء أو متثاقل أو قاعد، ومن ينفر مع بزوغ الفجر فسيسبق من توقظه الشمس لأن الطريق سيزدحم!
    (( كل انسان يخرج من هذه الدنيا يموت الا الشهيد فان الله عزوجل اخبرنا انه ينتقل من حياة الى حياة افضل حياة اوسع حياة لاموت بعدها ولا كدر ولا خوف الانسان فيها فرح مستبشر مسرور بلقاء ربه))

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المشاركات
    164

    افتراضي رد: قوم يحبهم ويحبونه

    بارك الله فيك موضوع رائع وجميل جدا
    و لا تكتب بخطّك غير شيىء
    *********** يسرّك في القيامة أن تراه

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    750

    افتراضي رد: قوم يحبهم ويحبونه

    الله يرفع قدرك يا أخي الكريم ..
    ويجعلنا وإياك منهم ..
    [والإجماع منعقد على وجوب التوبة ؛ لأن الذنوب مهلكات مبعدات عن الله ، وهي واجبة على الدوام ، فالعبد لا يخلو من معصية ، لو خلا عن معصية بالجوارح ، لم يخلُ عن الهم بالذنب بقلبه]
    (ابن قدامة المقدسي)

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الدولة
    ليبيا الحرة
    المشاركات
    102

    افتراضي رد: قوم يحبهم ويحبونه

    فـهُمْ نَصَـرُوا والدِيـنُ عزَّ نَصيـرهُ *** وآووا وقَدْ كادَت يـدُ الديـنُ تغضبُ
    وخاضُوا غمارَ الموتِ في حومةِ الوغى*** فعادَ نهــاراً بالهُــدى وهو غيهـبُ
    أولـئك قـومـي حسـبـيَ الله مُثنـيـاً**** عليهِـم وآيُ الله تُـتلَى وتُـكـتَـبُ
    مَن يَفعَلُ الخيرَ لا يُعدَم جَوازيَهُ ... لا يَذهَبُ العُرفُ بينَ اللهِ والناسِ

  5. #5

    افتراضي رد: قوم يحبهم ويحبونه

    بارك الله فيكم يا اخوتي على ردودكم الطيب.
    قال ابن النحاس
    اما بعد، فمن المعلوم أن الخلق كلهم ملك لله وعبيد وأن الله يفعل في ملكه وملكه ما يريد[1]]لا يسأل عما يفعل وهم يسألون[[2] ولا يقال لما لم يرد، لم لا يكون، ومع هذا اشترى من المؤمنين نفوسهم لنفاستها لديه إحسانا منه وفضلا، ورقم[3] ذلك العقد الكريم في كتابه القديم فهو يقرأ أبداً بألسنتهم ويتلى فقال تعالى مبينا للزوم هذا العقد أزلا في محكم الفرقان : ]إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن[[4]، ثم أرشد من اشترى منهم نفوسهم إلى الوفاء بالتسليم وحضهم عليه ببيان مالهم فيه من الربح الجزيل والفضل العميم، فقال تعالى: ]يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم علىتجارة تنجيكم من عذاب أليم . تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون . يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم[[5].
    وخاطب المقرين بالبيع المماطلين[6] بالتسليم خطابا بل عتابا وتوبيخا يقرأ أبدا في محكم التنزيل، فقال تعالى:]يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل[[7].
    ثم حذرهم من الإصرار على المماطلة وتوعدهم على التسويف بعد وجوب النفي[8] فقال سبحانه :
    ]إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شيء قدير[9][.
    واعلموا إخواني أن الدين على التحقيق هو المعاملة، وأن سبيل اليقين هي الطريق الفاضلة، والسلعة تشرف بالمساوم والمشتري، والمماطل بعد لزوم العقد هو الظالم والمفتري، وليُّ الواجد يحل عرضه[10] وعقوبته، ومن حرم التوفيق فقد عظمت مصيبته . ومما يجب اعتقاده أن الأجل محتوم[11]، وأن الرزق مقسوم، وأن ما أخطأ لا يصيب، وأن سهم المنية[12] لكل أحد مصيب، وأن كل نفس ذائقة الموت، وأن ما قدر أزلا لا يخشى فيه الفوت، وأن الجنة تحت ظلال السيوف[13]، وأن الري الأعظم في شرب كؤوس الحتوف[14]، وأن من أغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار[15]، ومن أنفق دينارا كتب[16] بسبع مائة، وفي رواية بسبع مائة ألف دينار[17]، وأن الشهداء حقا عند الله من الأحياء[18]، وأن أرواحهم في جوف طير خضر تتبوأ من الجنة حيث تشاء[19]، وأن الشهيد يغفر له من جميع ذنوبه وخطاياه[20]، وأنه يشفع في سبعين من أهل بيته[21] ومن والاه[22]، وأنه أمن يوم القيامة من الفزع الأكبر[23]، وأنه لا يجد كرب الموت ولا هول المحشر[24]، وأنه لا يحس ألم القتل إلا كمس القرصة[25]،
    وكم للموت على الفراش من سكرة وغصة[26]، وأن الطاعم النائم[27] في الجهاد أفضل من الصائم القائم في سواه[28]، ومن حرس في سبيل الله لا تبصر النار عيناه[29]، وأن المرابط يجري له أجر عمله الصالح إلى يوم القيامة[30]، وأن ألف يوم لا تساوي يوما من أيامه19، وأن رزقه يجري عليه كالشهيد أبدا لا ينقطع19، وأن رباط يوم خير من الدنيا وما فيها أجمع19، وأنه يؤمن من فتنة القبر وعذابه19، وأن الله يكرمه في القيامة بحسن مآبه. . . إلى غير ذلك من الفضل الذي لا يضاهى، والخير الذي لا يتناهى .

    [1]في (ر): كما يريد.

    [2]اقتباس من سورة الأنبياء: آية 23 .

    [3]الرقم : الكتابة والختم، الصحاح : 5/1935.

    [4] سورة التوبة : آية 111.

    [5]سورة الصف : الآيات 10، 11، 12 .

    [6]المطل : التسويف بالعدة والدين . القاموس المحيط : 4 / 51، (المطل ).

    [7]سورة التوبة : الآية 38.

    [8]والنفير: الذهاب والخروج إلى القتال . انظر: القاموس مع التاج : 3/578.

    [9]سورة التوبة : 39 .

    [10]اللي : المطل، النهاية لابن الأثير: 4 / العرض : موضع المدح والذم من الإنسان، النهاية :3/ 208، 209 . 280 .

    [11]الحتم : القضاء وإحكام الأمر. الصحاح :1892/5، مادة (حتم ).

    [12]المنية : الموت، الصحاح : 6/2497 .

    [13] اقتباس من حديث يأتي برقم 170 .

    [14] الحتوف مصدر بمعنى الحتف، وهو أيضا جمع الحتف، وهو الموت، تاج العروس 6/ 64، القاموس : 3/125 .

    [15] اقتباس من حديث يأتي تخريجه برقم 259 وما بعده .

    [16] في (م ) و(ر): كتبت .

    [17] اقتباس من حديث يأتي تخريجه برقم 342.

    [18] إشارة إلى آية 154. اقتباس من حديث : (أرواحهم في جوف طير خضر، لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت ". مسلم : 3/1502. من سورة البقرة .

    [19] اقتباس من حديث : (أرواحهم في جوف طير خضر، لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت ". مسلم : 3/1502. من سورة البقرة ..

    [20] اقتباس عن حديث يأتي برقم 310 وما بعده

    [21] اقتباس من حديث : (يشفع الشهيد في سبعين من أهل بيته". سنن أبي داود، كتاب الجهاد، باب في الشهيد يشفع، 3/34، وموارد الظمآن ص 388 . وفي سندهما نمران ابن عتبة الذماري ووثقه ابن حبان .

    [22] اقتباس من حديث يأتي برقم 323 ..

    [23] اقتباس من حديث رواه ابن ماجه وفيه : "ويأمن من الفزع الأكبر" . كتاب الجهاد، باب فضل الشهادة في سبيل الله، 2/936 . وفيه إسماعيل بن عياش ولكن السند شامي

    [24] اقتباس من حديث ذكره المؤلف في الباب التاسع والعشرين (م 66 /أ) .

    [25] اقتباس من حديث يأتي تخريجه برقم 46 . القرصة : أخذك لحم الإنسان بأصبعيك حتى تؤلمه . القاموس مع تاج العروس.

    [26] الغصة : الشجا، وما اعترض في الحلق فأشرق . القاموس المحيط : 2/ 310، مادة (الغصة).

    [27] في (ر): القائم .

    [28] اقتباس من حديث يأتي تخريجه برقم 113 .

    [29] اقتباس من حديث يأتي تخريجه برقم 717 وما بعده .

    [30] هذه كلها مقتبسة من أحاديث متفرقة يأتي تخريجها في الباب السادس عشر إن شاء الله .
    (( كل انسان يخرج من هذه الدنيا يموت الا الشهيد فان الله عزوجل اخبرنا انه ينتقل من حياة الى حياة افضل حياة اوسع حياة لاموت بعدها ولا كدر ولا خوف الانسان فيها فرح مستبشر مسرور بلقاء ربه))

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •