تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: ذنوب القلوب

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    41,164

    افتراضي ذنوب القلوب

    ذنوب القلوب

    «المحرمات التي على القلب أشد حرمة من الزنا وشرب الخمر وغيرهما من الكبائر» (ابن القيم - مدارج السالكين: ج1- ص: 133). كنت على وشك مغادرة المجلس العائلي الأسبوعي يوم الخميس، حين سألني ابن أختي أحمد: - ما موضوع خطبة الغد؟ (ذنوب القلوب) إن شاء الله. - سمعنا عن طاعات القلوب، لا عن ذنوب القلوب. - كما للقلب طاعات، كذلك تقع منه المعاصي والذنوب، بل معاصي القلب أشد من معاصي الجوارح، معاصي القلب قد تكون كفرا مخلدا في نار جهنم، مثل النفاق والشرك والشك، ومنها ما يكون كبائر، مثل الرياء والكبر والعجب والخيلاء والقنوط من رحمة الله واليأس من روح الله، ومنها ما يكون صغائر مثل شهوة المحرمات وتمنيها، فعلى العبد أن يكون أحرص ألا يقع في المعاصي القلبية من الوقوع في المعاصي الظاهرة. طلبت مني أختي أن أجلس لتستوضح بعض النقاط. - ولماذا كانت هذه المعاصي القلبية أشد من الكبائر التي نهى عنها النبي -[؟ - سؤال جميل، والإجابة باختصار.
    أولاً: هذه الذنوب تتعلق بالقلب، والقلب هو أساس نجاة العبد يوم القيامة: {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} (الشعراء:88-89)، وحديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: «وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب» (متفق عليه).
    ثانيا: ذنوب القلوب هي التي تؤدي إلى ذنوب الجوارح، فالأصل هو ما يصدر من القلب، من حسد أو كبر أو عجب، وغيرها.
    ثالثا: المعاصي الظاهرة، بينة واضحة، يعرفها العاصي، فيتوب منها أما معصية القلب فقلما يتوب صاحبها، وهذا هو الفرق بين معصية آدم في الجنة، ومعصية إبليس، فآدم نسي، وغفل وأكل من الشجرة التي نُهي عنها، فتاب، بمجرد أن رأي أثر المعصية وتذكر، فتاب الله عليه، أما إبليس فكانت معصيته (الكبر): {أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} (البقرة:34)، فتمادى في غيه وكبره، كما قال -تعالى-: {قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ} (الأعراف:13).
    رابعا: الوعيد الشديد الذي ورد في القرآن والأحاديث الصحيحة على معاصي القلوب، ومن ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر» (مسلم).
    وحديث أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «دب إليكم داء الأمم من قبلكم الحسد والبغضاء، والبغضاء هي الحالقة لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين» (السلسلة الصحيحة)، وهذه معاصي قلبية، وأحاديث أخرى كثيرة تبين أن معصية القلب تحبط العمل كله! وفي حديث آخر، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ثلاثة لا تسأل عنهم: رجل ينازع الله إزاره، ورجل ينازع الله رداءه؛ فإن رداءه الكبرياء وإزاره العز، ورجل في شك من أمر الله والقنوط من رحمة الله» (الصحيحة). - وكيف النجاة من هذه المعاصي القلبية؟ قالتها متذمرة أختي الكبرى. - قبل أن نذكر السبيل للنجاة من هذه الذنوب يجب التنويه أنها تقع من أهل العبادة، أكثر من غيرهم، ولاسيما ممن لم يكن من أهل العلم الشرعي، فهذا حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أن رجلا قال: والله لا يغفر الله لفلان، فقال الله -تعالى-: من ذا الذي يتألى عليّ ألا أغفر لفلان، فإني قد غفرت لفلان وأحبطت عملك» مسلم. وعن أبي هريرة قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «كان رجلان في بني إسرائيل متواخيين، فكان أحدهما يذنب، والآخر مجتهد في العبادة، فكان لا يزال المجتهد يرى الآخر على الذنب فيقول: أقصر، فوجده يوما على ذنب فقال له: أقصر، فقال: خلني وربي، أبعثت علي رقيبا؟ فقال: والله لا يغفر الله لك، أو لا يدخلك الله الجنة، فقبض أرواحهما، فاجتمعا عند رب العالمين فقال لهذا المجتهد: أكنت بي عالما، أو كنت على ما في يدي قادرا؟ وقال للمذنب: اذهب فادخل الجنة برحمتي، وقال للآخر: اذهبوا به إلى النار» قال أبو هريرة -]-: والذي نفسي بيده لتكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته. أما سبيل النجاة ففي أمور منها: أولا: الالتزام بطاعات القلوب قبل طاعات الجوارح.
    ثانيا: طلب العلم الشرعي الصحيح، والعمل به.
    ثالثا: قراءة القرآن بتدبر وتفكر.
    رابعا: المداومة على ذكر الله -عز وجل.
    خامسا: الدعاء والتضرع.
    في الحديث: عن معقل بن يسار قال: انطلقت مع أبي بكر - رضي الله عنه - إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال - صلى الله عليه وسلم -: «يا أبا بكر للشرك فيكم أخفى من دبيب النمل، فقال أبو بكر: وهل الشرك إلا من جعل مع الله إلها آخر؟! فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: والذي نفسي بيده للشرك أخفى من دبيب النمل، ألا أدلك إذا قلته ذهب عنك قليله وكثيره؟! قل: «اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم» صحيح الأدب المفرد.

    اعداد: د. أمير الحداد

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    41,164

    افتراضي رد: ذنوب القلوب

    ذنوب القلوب

    – إن الشرك لظلم عظيم

    - منذ بدأت التعمق في دين الله، قراءة، ودراسة، وتلمذة، وحضورا للندوات والمؤتمرات، وأنا أركز على العقيدة، والتوحيد؛ ذلك أنني رأيت أقرب الناس إلي يزورون الأضرحة، ويشدون الرحال إلى المشاهد، للتقرب إلى الله عند القبر وبحضرة الضريح، وينفقون الأموال نذرا لصاحب الضريح، ويعتقدون حازمين أنه يقضي حاجاتهم؛ فيشفي المريض، ويفرج الهم، ويخرج من الكربات، ويرجع الغائب، ورأيت أكثر من مرة من يرى بعد عمى، عندما تقرب أهله إلى الضريح ودعاه! ومن مشى على رجليه، بعد أن كان كسيحا! هكذا نقلوا لنا الخبر عندما كنا في إحدى الزيارات، سمعنا تهليلا وتكبيرا، إيذانا بهذين الحديثين، وإن كنا لا نعلم شيئا عن حقيقة الأمر. - إذًا اهتمامك بالعقيدة لم يكن من فراغ - كلا، بل من واقع عشته، مع أني لم أمارس شيئا من ذلك ولم يدخل قلبي شيء من هذه المعتقدات، إلا أن والدتي -رحمها الله- كانت حريصة على أن تأخذنا إلى هذه الأماكن؛ لأنها كانت (متدينة) وأرادت أن نتربى تربية دينية بعيدا عن الفواحش والمحرمات. استدعاني أحدهم للقاء إذاعي، بإيعاز من أحد المصلين في مسجدنا يعمل في الإذاعة، وكان اللقاء ضمن برنامج (واحة المستمعين). - وما الذي جعلك لا تتبنى هذه العقيدة التي كانت عليها والدتك؟ - الفضل أولا لله -عز وجل-، ومنذ كنت ربما في الصف السابع في سن الثانية عشرة من عمري، وأنا أتساءل، هل يعقل أن تنفع هذه الأمور، أعني المبيت عند الضريح، والذبح عنده، والنذر له؟ ولماذا لا يكون عند قبر النبي - صلى الله عليه وسلم -، فهو الأجدر أن ينفع لو كان بمقدور مخلوق أن يجلب نفعا أو يدفع ضرا؟ وبالطبع بقيت هذه التساؤلات في قلبي ولم أطلع عليها أحدا، ثم بدأت بقراءة كل كتاب أحصل عليه في العقيدة، وأظن من أولها كتاب (الأصول الثلاثة)، وجدته في المسجد الذي أصلي فيه، وهكذا بدأت مسيرتي مع كتب العقيدة، ثم بدأت استمع إلى من أثق به من العلماء، وأحضر الندوات، وأزور المشايخ، أناقش، وأقارن، وأحاول أن أجمع وبعد انتهائي من المرحلة الجامعية الأولى، بدأت أجمع أهلي وأقاربي وأبيّن لهم، وكانوا يقبلون مني لثقتهم بي وحسن تعاملي معهم، وتفوقي في دراستي ورضا والدتي عني. - وما الذي كنت تركز عليه في البدايات؟ - كان كل همي أن أبيّن لهم خطورة الوقوع في الشرك، وأن الشرك يحبط العمل، وآتي بآيات من كتاب الله، مثل قول الله -تعالى-: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (الزمر:65)، وقوله -تعالى-: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا} (النساء:48). وأن الشرك ليس عبادة الأصنام، فحسب مع أن الأصنام لم تكن إلا رموزا لأناس صالحين ماتوا، وإنما الشرك عبادة قلبية واعتقاد في الوجدان بأن أحدا ينفع ويضر ويعطي ويمنع، لمكانته عند الله! كما قال الله عن مشركي قريش الذين بعث فيهم الرسول - صلى الله عليه وسلم -: {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} (الزمر:3)، فهؤلاء لم يعبدوا غير الله اعتقادا بهذه المعبودات، وإنما ليقربوهم إلى الله، بمعنى أنهم واسطة بينهم وبين الله، وهذا الاعتقاد وصفه الله بالشرك، وأمر أن يكون التقرب إليه مباشرة، في الدعاء والاستغاثة، والنذر، والحلف، كما قال -تعالى-: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} (الجن:18)، والشفاعة أيضا، لا يملكها إلا الله كما قال -تعالى-: {مَا مِن شَفِيعٍ إِلَّا مِن بَعْدِ إِذْنِهِ} (يونس:3)، وكذلك {مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} (البقرة:255)، حتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، لا يملك الشفاعة لأحد إلا بعد أن يستأذن ربه، ويأذن له ربه، أن يشفع لفئة معينة كما في حديث الشفاعة الطويل. قاطعني مقدم البرنامج: - وهل كانت هناك استجابة وقبول لما تقول؟ استأذنته أن آخذ جرعة ماء. - كان هناك تلقٍّ واستماع، وذلك أن الموضوع كان جديدا في وسط أسرتنا، وبفضل الله، ظهرت نتائجه بعد سنين، بأن الغالب فهم معنى التوحيد، والشرك، وأنه ينبغي أن يحذر المرء كل الحذر من الوقوع في الشرك. وماذا عن الفرق بين الكفر والشرك؟ - هذان لفظان إذا اجتمعا افترقا وإذا افترقا اجتمعا، الكفر معناه لغة التغطية؛ ولذلك يسمى الزراع (كفار)، كما قال -تعالى- في وصف أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} (الفتح:29). فالكافر هو من يغطي الحق، وينكره، كمن ينكر شيئا من أركان الإيمان: الإيمان بالله، والملائكة والكتب الرسل واليوم الآخر، والقضاء، والقدر. والشرك صرف شيء مم اختص الله به لغير الله أو مع الله، كمن يعبد الله، ويعبد معه غيره، كمن يدعو الله، ويدعو المخلوق، فيقول: (يا الله.. يا رب)، ثم يقول (يا فلان)، ويعتقد أن هذا المخلوق ينفع وإلا لما دعاه، وكمن يسجد لله ويسجد لغير الله، وكمن ينذر لله، وينذر لغير الله، فهو يعبد الله ويعبد مع الله مخلوقا يعتقد فيه أنه ينفع في شيء من دخول الجنة أو النجاة من النار، أو الرزق، أو العافية، أو غير ذلك من أمور الدنيا أو الآخرة؛ ففي الحديث، يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يقول الله -تعالى-: «أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك معي غيري تركته وشركه» (مسلم).
    قاطعني مقدم البرنامج مرة ثانية: - لا أظن أن العامة بحاجة لمعرفة تفاصيل العقيدة ودقائقها وخلاف علماء السنة والفلاسفة والطوائف في المسميات، وإنما الرجل العامي المسلم يحتاج إلى مفاهيم عامة، كما كان عامة المسلمين في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - وبعده. - أحسنت، نعم لا ينبغي الخوض في نقاش كلامي أو فلسفي حول مفاهيم العقائد، بل العقيدة والتوحيد الذي أتى به النبي - صلى الله عليه وسلم - بسيط واضح، بدأ بـ(لا تعبدوا إلا الله)، لا تتقربوا إلى الأصنام، ولا إلى الأموات؛ فإنه لا يجلب نفعا ولا يدفع ضرا إلا الله، كما في حديث ابن عباس: «واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن يضروك لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك» (صحيح الجامع)، على العبد ألا يدعو غير الله، فلا يدعو مع الله أحدا، ولا ينذر إلا لله، ولا يذبح تقربا إلا إلى الله، ولا يحلف بغير الله، ولا يتعلق قلبه حبا وتعظيما وخوفا ورجاء، بأحد مع الله، نعم نحب النبي - صلى الله عليه وسلم - وحبه دين، ونحب أهل البيت وحبهم دين، ونحب الأولياء والصالحين وحبهم دين، ولكن حبهم ليس كحبنا لله -عز وجل-، وتعلقنا بالله، نسأل الله أن يشفعوا لنا بحبنا لهم، ولكنهم لا يملكون هم الشفاعة وإنما بإذن الله، ولا أحد يملك المغفرة إلا الله، ولا أحد يملك إدخال الجنة والنجاة من النار إلا الله، فإذا نقى العبد قلبه لله -عز وجل-، وصرف هذه العبادات لله وحده، ودعا الله مخلصا أن يوفقه للتوحيد الخالص وينجيه من الشرك، فهذا هو المطلوب من عامة المسلمين.



    اعداد: د. أمير الحداد

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    41,164

    افتراضي رد: ذنوب القلوب

    ذنوب القلوب

    – النفاق

    من الأمور التي أحرص عليها عند جدولة السفر، ألا تفوتني صلاة الجمعة، ولاسيما إذا كان الترتيب مسؤوليتي، دون التزام بموعد مستشفى أو محاضرة في مؤتمر أو غير ذلك. كنت وصاحبي في رحلة لتفقد منزله في إسبانيا، أدينا صلاة الجمعة في مسجد جميل، واسع، خارج (ماربيا)، بعد الصلاة كان هناك (غداء خيري)، شاركنا فيه. جاورني شخص ملتح، بادرته بالسلام، عرفت بعد ذلك أنه من ليبيا، سألني:
    ما رأيك بالخطبة؟
    كانت موعظة جيدة، ذكرنا فيها بالآخرة، والأعمال الصالحة المنجية، ويحتاج أحدنا لمثل هذه المواعظ، مع كثرة مشاغل الدنيا.
    وهكذا هو دائما، يتكلم عن الأعمال الصالحة والآخرة والنجاة من النار، وهذه الأمور، ولم أسمعه مرة قط يتكلم عن حكام البلاد الإسلامية، وأنهم أصبحوا عبيدا لليهود والنصارى، وخدما للصهيونية وأمريكا. كان حريصا ألا يسمعنا أحد، مع حماسه في كلامه، تابع حديثه: - هذا وغيره، أئمة السلاطين، يتكلمون بقدر ما يدفع لهم، كالمنافقين، أغضبني كلامه، تمالكت نفسي.
    لم تصلي خلفه إذا كنت لا تحب ما تسمع؟
    مع الأسف جميع المساجد هنا، تتبع ذات المنهج (التطبيل) للحكام والدعاء لهم، والتذكير بالآخرة، ولا أحد ينتقدهم أبدا، كلهم يتكسبون بخطبهم، ويريدون رضا أسيادهم عنهم، وبصراحة أرى ذلك (نفاقا).
    أظن أنه ينبغي أن تتريث قبل أن نصف أحدا بالنفاق.
    النفاق عمل قلبي بالدرجة الأولى، وذنب عظيم، من يمت منافقا فهو في (الدرك الأسفل من النار)، كما قال الله -تعالى-: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا} (النساء:145)، والقرآن ذكر كثيرا من صفات المنافقين الظاهرة والباطنة وجاء ت هذه الآيات في صدر سورة البقرة وآل عمران والنساء والأنفال والأحزاب ومحمد والفتح والحديد والمجادلة والحشر والمنافقون والتوبة. قاطعني: - هل أنت حافظ للقرآن؟ كلا، ولكن أحفظ منه ما يكفي، تابعت حديثي:
    والنبي -صلى الله عليه وسلم - بيّن صفات المنافقين وأخلاقهم وعبادتهم، كما في الحديث، عن أنس بن مقال - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «تلك صلاة المنافق يجلس يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني الشيطان، قام فنقرها أربعا لا يذكر الله فيها إلا قليلا» (مسلم)، والحديث الآخر أظنك تعرفه: «أربع من كن فيه...»، قاطعني: نعم أعرفه، كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها، إذا أؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر» (متفق عليه).
    نعم، أحسنت، وهنا ينبغي بيان أن هذه تدخل في باب النفاق العملي (النفاق الأصغر)، وليس هو المقصود في الآية رقم 145 من سورة النساء، ولكن هذا النفاق الأصغر أيضا شأنه خطير؛ لأنه جسر إلى النفاق الأكبر الذي هو نفاق القلب، فيظهر الإسلام، والصلاة والصيام والتفقه، ويخفي في قلبه الكفر وكره الدين ومحاربة السنة؛ فالعبد الصالح يكره أن يتصف بصفات المنافقين، لا في عباداته ولا أخلاقه، وفي الحديث، قال - صلى الله عليه وسلم -: «مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين الغنمين -يعني المترددة الحائرة- تعير إلى هذه مرة وإلى هذه مرة لا تدري أيهما تتبع» (مسلم- أحمد). كان صاحبي منصتا، لا أدري إنصات تدبر أم إنصات إنكار! قررت أن أكمل بياني، إقامة للحجة وأداء للأمانة.
    - لذلك وصف إمراء بالنفاق لا يملكه أحد، حتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، لم يكن يعرفهم بأسمائهم إلا أن عرفه الله إياهم كما قال -تعالى-: {وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُ مْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّ هُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ} (محمد:30)، والنبي - صلى الله عليه وسلم - أعلمهم أمين هذه الأمة حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه -، فأتاه عمر - رضي الله عنه - واستحلفه أن يخبره إن كان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد سماه معهم! وهذا من باب عدم تزكية النفس، فقال حذيفة - رضي الله عنه -: كلا ولا أقولها لأحد بعدك! والرسول - صلى الله عليه وسلم - كان يعاملهم معاملة المسلمين حتى بعد موتهم أتاه الأمر من الله -تعالى- كما في الحديث: قام النبي - صلى الله عليه وسلم - ليصلي على رأس النفاق عبدالله بن أبي ابن سلول، جذبه عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - بثوبه، وقال: لا تصل عليه يا رسول الله! أنسيت ما صنع؟! لقد صنع كذا في يوم كذا، وكذا في يوم كذا، وجاذب عمر - رضي الله عنه- ثوب الرسول - صلى الله عليه وسلم - فجذب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثوبه وقال: «دعني يا عمر؛ فلقد خيرني الله -جل وعلا- بين أن أستغفر لهم أو لا أستغفر لهم»، ثم صلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - على رأس النفاق، وينزل القرآن على الحبيب - صلى الله عليه وسلم - موافقاً لرأي عمر - رضي الله عنه -، وهو قول الله -جل وعلا-: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ} (التوبة:84). يقول ابن القيم: «هم أخبث بني آدم وأقذرهم وأرذلهم، آذوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه أذية شديدة، فعابوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قسمته وسخروا بصحابته، وهزئوا بالمتصدقين منهم، ورجع رأسهم عبدالله بن أبي يوم أحد بثلث الجيش والمسلمون في أحوج ما يكونون للعدد والعدة. وهم الذين أثاروا الفتنة على أمير المؤمنين عثمان - رضي الله عنه -، وحرَّضوا عليه غوغاء الناس ودهماءهم، حتى قتل شهيدا صابرا محتسبا، كما وصاه النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله: «يا عثمان، إن الله مُقمّصك قميصا، فإن أرادَك المنافقون على خلعه، فلا تخلعه حتى تلقاني» (أخرجه أحمد والترمذي بسند صحيح). وهم الذين كانوا وراء حادثة الإفك الشهيرة التي أرادوا من ورائها تشوية بيت النبوة الشريف. ومن خطورة هذا النفاق الأصغر: أنه سُلّم وجسر إلى النفاق الأكبر، إذا استمر صاحبه على أخلاق المنافقين، وأكثر من شعب النفاق ولم يدعها، يخشى عليه أن يسلب الإيمان عند الموت، ويختم له بخاتمة سيئة. كما ثبت في (الصحيح): «إن الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل أهل الجنَّة، ثم يختم له عمله بعمل أهل النار». وقد بينت الرواية الأخرى في (الصحيح»): أن عمله بعمل أهل الجنة ذاك، إنما كان فيما يبدو للناس.

    اعداد: د. أمير الحداد

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    41,164

    افتراضي رد: ذنوب القلوب

    ذنوب القلوب – الشــك

    (طارق) من الذين يلتزمون بصلاة الجماعة لفترة، ثم يختفي فترة أخرى، ثم يعود للمسجد لجميع الصلوات بما فيها صلاة الفجر ثم يختفي، انتظرني بعد صلاة عصر الجمعة، سألني: - هل يمكن أن آخذ من وقتك؟ - بالطبع، تعال نجلس في مكتبة المسجد. بعد فترة صمت، قال: - أخشى أن أقع في الكفر! أحيانا تأتيني أفكار لا أستطيع السيطرة عليها. قاطعته: - ما يأتيك ليس بكفر، ما يأتيك وسواس يأتي لأي مسلم، الكفر هو الشك في الله أو الملائكة أو اليوم الآخر أو غيرها من أركان الإيمان، أما الوسواس فلا شيء. استغرب إجابتي، وكأنني أهون من أمر عظيم! - وما الفرق بين الشك، والوسواس؟ - هذا السؤال، صحيح، والإجابة عنه ينبغي أن يتعلمها كل مسلم حتى لا يصبح فريسة سهلة للشيطان. اعتدل في جلسته، وأصغى منتبها، يريد أن يسمع التفصيل.
    أولا: الوساوس هي خواطر شيطانية، تأتي قلب الإنسان وفكره لا إراديا، ويمكن بل يجب التخلص منها، كما علمنا رسول الله - صلى الله عليه و سلم -، فقد شكا بعض الصحابة -رضي الله عنهم- لرسول الله - صلى الله عليه و سلم .
    قالوا: «يا رسول الله، إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، قال - صلى الله عليه و سلم -: وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذلك صريح الإيمان»، بمعنى أنه إذا أتى ودفعتموه، فهذا هو الإيمان، وفي الحديث الآخر عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه و سلم -: «يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول: من خلق ربك؟ فإذا بلغه، فليستعذ بالله ولينته»، بمعنى أن يقول أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم؛ فإن هذا يوقفه، ولا يستمر مع هذا الوسواس، وهذه الوساوس لا أثر لها، ولا ذنب فيها، وتذهب بمجرد ذكر الله، والاستعاذة من الشيطان. أما الشك، فهذا أمر إرادي، يأتيه الإنسان، ويحاج به، وهو نقيض (اليقين)، وهو الذي فعله الكفار مع جميع أنبياء الله -تعالي-، كما قال -تعالى: {أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (9) قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى قَالُوا إِنْ أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ} (إبراهيم). فالعبد لا يخرج من دائرة الكفر ويدخل دائرة الإيمان، حتى يحقق اليقين بما جاء من عند الله -عز وجل-، ويجب عليه أن يكون صادقا متيقنا بأركان الإيمان، لا يشك في شيء منها، كما قال النبي - صلى الله عليه و سلم -: «لا إله إلا الله، وأني رسول الله، لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة»، وفي رواية «مستيقنا بها قلبه» (مسلم). فالعبد يتعلم ما يجب عليه من أركان الإيمان، ويصدق بهذه الأركان ولا يتزعزع هذا العلم والتصديق أبدا؛ لأنه يكون يقينا لا يخالطه شك. سألني: - وما الفرق بين الريب والشك؟ - هاتان كلمتان إذا افترقتا كان لهما معنى واحد، وهو التردد بين شيئين، والنجاة لا تتحقق إلا بانتفاء الشك، والريب في دين الله -تعالى- وأركان الإيمان. الكفر الأكبر خمسة أنواع: كفر تكذيب، وكفر استكبار وإباء مع التصديق، وكفر إعراض، وكفر شك، وكفر نفاق. فأما كفر التكذيب: فهو اعتقاد كذب الرسل، وهذا القسم قليل في الكفار؛ فإن الله -تعالى- أيد رسله وأعطاهم من البراهين والآيات على صدقهم ما أقام به الحجة وأزال به المعذرة، قال الله -تعالى عن فرعون وقومه-: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْ هَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا} (النمل:14)، وقال لرسوله -[-: {فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} (الأنعام:33)، وإن سمي هذا كفر تكذيب أيضا فصحيح؛ إذ هو تكذيب باللسان، وأما كفر الإباء والاستكبار: فنحو كفر إبليس؛ فإنه لم يجحد أمر الله، ولا قابله بالإنكار، وإنما تلقاه بالإباء والاستكبار، ومن هذا كفر من عرف صدق الرسول - صلى الله عليه و سلم -، وأنه جاء بالحق من عند الله ولم ينقد له إباء واستكبارا، وهو الغالب على كفر أعداء الرسل، كما حكى الله -تعالى عن فرعون وقومه-: {فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ} (المؤمنون:47)، وقول الأمم لرسلهم: {إن أنتم إلا بشر مثلنا} (إبراهيم:10). وقوله: {كذبت ثمود بطغواها} (الشمس:11)، وهو كفر اليهود، كما قال -تعالى-: {فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ} (البقرة:89)، وقال: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ} (البقره:146)، وهو كفر أبي طالب أيضا؛ فإنه صدقه ولم يشك في صدقه، ولكن أخذته الحمية وتعظيم آبائه أن يرغب عن ملتهم ويشهد عليهم بالكفر. وأما كفر الإعراض: فأن يعرض بسمعه وقلبه عن الرسول - صلى الله عليه و سلم -، لا يصدقه ولا يكذبه ولا يواليه ولا يعاديه، ولا يصغي إلى ما جاء به البتة، كما قال أحد بني عبد ياليل للنبي - صلى الله عليه و سلم -: والله أقول لك كلمة: إن كنت صادقا فأنت أجل في عيني من أن أرد عليك، وإن كنت كاذبا فأنت أحقر من أن أكلمك. وأما كفر الشك: فإنه لا يجزم بصدقه ولا بكذبه بل يشك في أمره وهذا لا يستمر شكه إلا إذا ألزم نفسه الإعراض عن النظر في آيات صدق الرسول - صلى الله عليه و سلم - جملة؛ فلا يسمعها ولا يلتفت إليها، وأما مع التفاته إليها ونطره فيها: فإنه لا يبقى معه شك؛ لأنها مستلزمة للصدق، ولا سيما بمجموعها؛ فإن دلالتها على الصدق كدلالة الشمس على النهار. وأما كفر النفاق: فهو أن يظهر بلسانه الإيمان، وينطوي بقلبه على التكذيب، فهذا هو النفاق الأكبر. وكفر الجحود نوعان: كفر مطلق عام، وكفر مقيد خاص. فالمطلق: أن يجحد جملة ما أنزله الله -عز وجل- وإرساله الرسول - صلى الله عليه و سلم -، والخاص المقيد: أن يجحد فرضاً من فروض الإسلام، أو تحريم محرم من محرماته، أو صفة وصف الله -تعالى- بها نفسه أو خبرا أخبر الله -تعالى- به عمدا أو تقديما لقول من خالفه عليه لغرض من الأغراض، وأما جحد ذلك جهلا أو تأويلا يعذر فيه صاحبه، فلا يكفر صاحبه به، كحديث الذي جحد قدرة الله -تعالى- عليه وأمر أهله أن يحرقوه ويذروه في الريح، ومع هذا فقد غفر الله -تعالى- له ورحمه لجهله؛ إذ كان ذلك الذي فعله مبلغ علمه، ولم يجحد قدرة الله -تعالى- على إعادته عنادًا أو تكذيباً.

    اعداد: د. أمير الحداد

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •