ولله الأسماء الحسنى فاسألوه بها


محمد سيد حسين عبد الواحد


أيها الإخوة الكرام: إن أحد أهم المطالب الشرعية التى لا تعفى منها كمؤمن بالله تعالى أن تتعرف على الله عز وجل، إيمانا، ويقينا، وحبا، وخشية لله رب العالمين..
أخرج أبو نعيم في حلية الأولياء قال: «قَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ: خَرَجَ أَهْلُ الدُّنْيَا مِنَ الدُّنْيَا وَلَمْ يَذُوقُوا أَطْيَبَ شَيْءٍ فِيهَا» قَالُوا: وَمَا هُوَ يَا أَبَا يَحْيَى؟ قَالَ: «مَعْرِفَةُ اللهِ تَعَالَى»» .
تتعرف على الله تعالى وعلى قدرته وعظمته وجلاله وحكمته من خلال النظر في بديع صنع الله سبحانه وتعالى..
{﴿ وَتَرَى ٱلْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِىَ تَمُرُّ مَرَّ ٱلسَّحَابِ ۚ صُنْعَ ٱللَّهِ ٱلَّذِىٓ أَتْقَنَ كُلَّ شَىْءٍ ۚ إِنَّهُۥ خَبِيرٌۢ بِمَا تَفْعَلُونَ ﴾ }
تتعرف على الله تعالى وعلى قدرته وعظمته وجلاله وحكمته من خلال تدبر الآيات التي أنزلها الله تعالى على قلب النبي محمد صلى الله عليه وسلّم..
{ ﴿ وَقَالُوٓا۟ أَسَٰطِيرُ ٱلْأَوَّلِينَ ٱكْتَتَبَهَا فَهِىَ تُمْلَىٰ عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾ ﴿ قُلْ أَنزَلَهُ ٱلَّذِى يَعْلَمُ ٱلسِّرَّ فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ ۚ إِنَّهُۥ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴾ }
تتعرف على الله تعالى وعلى قدرته وعظمته وجلاله وحكمته من خلال التفكر في أسماءه الحسنى ومن خلال النظر في صفاته العلا ..
قال الله تعالى {﴿ وَلِلَّهِ ٱلْأَسْمَآءُ ٱلْحُسْنَىٰ فَٱدْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا۟ ٱلَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِىٓ أَسْمَٰٓئِهِۦ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا۟ يَعْمَلُونَ ﴾ }
وقال عز من قائل {﴿ قُلِ ٱدْعُوا۟ ٱللَّهَ أَوِ ٱدْعُوا۟ ٱلرَّحْمَٰنَ ۖ أَيًّا مَّا تَدْعُوا۟ فَلَهُ ٱلْأَسْمَآءُ ٱلْحُسْنَىٰ ۚ وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَٱبْتَغِ بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا ﴾ }
وقال {﴿ ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ لَهُ ٱلْأَسْمَآءُ ٱلْحُسْنَىٰ ﴾ }
وفي خواتيم سورة الحشر قال {﴿ هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِى لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ عَٰلِمُ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ ۖ هُوَ ٱلرَّحْمَٰنُ ٱلرَّحِيمُ ﴾ ﴿ هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِى لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلْمَلِكُ ٱلْقُدُّوسُ ٱلسَّلَٰمُ ٱلْمُؤْمِنُ ٱلْمُهَيْمِنُ ٱلْعَزِيزُ ٱلْجَبَّارُ ٱلْمُتَكَبِّرُ ۚ سُبْحَٰنَ ٱللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ ﴿ هُوَ ٱللَّهُ ٱلْخَٰلِقُ ٱلْبَارِئُ ٱلْمُصَوِّرُ ۖ لَهُ ٱلْأَسْمَآءُ ٱلْحُسْنَىٰ ۚ يُسَبِّحُ لَهُۥ مَا فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ ۖ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ ﴾ }
أيها الإخوة الكرام: إن لله تعالى تسعة وتسعين اسما، مائة إلا واحدا، تسعة وتسعين اسما، نعرفها، ونحصيها عدا، سمى الله بها نفسه، وأنزلها في كتابه، وأجراها سبحانه وتعالى على لسان رسوله صلى الله عليه وسلّم.
«صلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم بمكة يوما فدعا ربه فقال: يا اللهُ، يا رحمانُ» ، فسمِعَ ذلك أبو جهلٍ، فقالَ: إنَّ مُحمدًا ينهانَا أنْ نعبُدَ إلهين، وهو يدعُو مع اللهِ إلهًا آخرَ ، يُقالُ لهُ: الرَّحمنُ، فأنزلَ اللهُ سبحانَهُ : { ﴿ قُلِ ٱدْعُوا۟ ٱللَّهَ أَوِ ٱدْعُوا۟ ٱلرَّحْمَٰنَ ۖ أَيًّا مَّا تَدْعُوا۟ فَلَهُ ٱلْأَسْمَآءُ ٱلْحُسْنَىٰ ۚ وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَٱبْتَغِ بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا ﴾}
تسعة وتسعين اسما نعرفها، وله سبحانه وتعالى من الأسماء الحسنى ما لا نعلمه.. لكن قد يعلمه ملك من الملائكة أو رسول من الرسل، وله سبحانه وتعالى من الأسماء ما استأثر سبحانه وتعالى بعلمه فلم يطلع عليه ملك مقرب ولا نبي مرسل..
الدليل:
حديث النبي عليه الصلاة والسلام «( ما أصاب عبدًا قطُّ همٌّ ولا حَزَنٌ فقال: اللهمَّ إني عبدُك، وابنُ عبدِك، وابنُ أمَتِك، ناصيتي بيدِك ماضٍ فيَّ حكمُك، عدلٌ في قضاؤكَ، أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سمَّيتَ به نفسَك، أو أنزلتَه في كتابِك، أو علمتَه أحدًا من خلقِك، أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك، أنْ تجعل القرآنَ العظيمَ ربيعَ قلبي، وشفاءَ صدري، وجَلاءَ حزني، وذهابَ همِّي وغمِّي إلّا أذهب اللهُ تعالى همَّهُ وغمَّهُ، وأبدل مكانهُ فرحًا) »

يوم نتكلم عن أسماء الله الحسنى أو عن صفاته العلا الدالة على وحدانيته وجلاله وكماله وحكمته وعدله وأفضاله ورحمته، نحن نتحدث عن أشرف موضوع لأنه يتعلق بذكر العظيم الكريم الجليل سبحانه وتعالى..
{ ﴿ ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلْحَىُّ ٱلْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُۥ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَّهُۥ مَا فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِى ٱلْأَرْضِ ۗ مَن ذَا ٱلَّذِى يَشْفَعُ عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذْنِهِۦ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَىْءٍ مِّنْ عِلْمِهِۦٓ إِلَّا بِمَا شَآءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ ۖ وَلَا يَـُٔودُهُۥ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ ٱلْعَلِىُّ ٱلْعَظِيمُ ﴾ }
هذه الآية: هى آية الكرسي، أعظم آية في القرآن الكريم، ومن أسباب عظمتها أنها حوت من أسماء الله الحسنى ومن صفاته العلا ما لم تحوه آية من الآيات في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الفرقان.
{ ﴿ ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلْحَىُّ ٱلْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُۥ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَّهُۥ مَا فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِى ٱلْأَرْضِ ۗ مَن ذَا ٱلَّذِى يَشْفَعُ عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذْنِهِۦ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَىْءٍ مِّنْ عِلْمِهِۦٓ إِلَّا بِمَا شَآءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ ۖ وَلَا يَـُٔودُهُۥ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ ٱلْعَلِىُّ ٱلْعَظِيمُ ﴾ }
قال النبي عليه الصلاة والسلام "إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ"
إن لله تعالى تسعة وتسعين اسما من أحصاها: أي عرفها، وعقلها، وفهم معانيها، وآمن بها دخل الجنة..
إن لله تعالى تسعة وتسعين اسما من أحصاها: أي جمعها وحفظها وعمل بها دخل الجنة..
إن لله تعالى تسعة وتسعين اسما من أحصاها: أي استوفاها، وألزم نفسه بها، وأدى حقها، وعبد الله بها، وسأله بها، دخل الجنة..
قال النبي عليه الصلاة والسلام «"إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ"»
وعند أبي داوود أن النبي ﷺ سمع رجلاً يقول: اللهم إني أسالُك
أني أشْهَدُ أنَكَ أنتَ الله، لا إله إلا أنتَ الأحَدُ الصَّمدُ الذي لم يَلدْ ولم يُولَدْ ولم يكن له كفُواً أحدٌ، فقال: "لقد سألتَ الله بالاسم الذي إذا سُئِلَ به أعْطَى، وإذا دُعي به أجَابَ"

أسماءُ الله الحسنَي من عرفها، وآمن بها، وسأل الله بها، وجعلها وردا من أوراده، وأجراها على لسانه في ذكره في ليله ونهاره حفظه الله تعالى بها قال: النبي عليه الصلاة والسلام ” مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ فِي صَبَاحِ كُلِّ يَوْمٍ، وَمَسَاءِ كُلِّ لَيْلَةٍ: بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ، وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَيَضُرَّهُ شَيْءٌ “.
أسماءُ الله الحسنَي من عرفها، وآمن بها، وسأل الله بها، وجعلها وردا من أوراده، وأجراها على لسانه في ذكره في ليله ونهاره، فك الله كربه وأزال همه «لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، وَرَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ» هذه دعوة النبي عليه الصلاة والسلام إذا همه أمر أو غشيه كرب «لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، وَرَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ»
أسماءُ الله الحسنَي من عرفها، وآمن بها، وسأل الله بها، وجعلها وردا من أوراده، وأجراها على لسانه في ذكره في ليله ونهاره، دعته هذه الأسماء إلى التخلق بأخلاق الله سبحانه وتعالى..
تدعونا إلى الرحمة: وهذا من بركات اسم الله الرحيم.
تدعونا إلى الكرم: وهذا من بركات اسم الله الكريم.
تدعونا إلى الترفع عن الدنايا، يدعونا إيماننا، وفهمنا لأسماء الله الحسنى إلى طلب المعالي في الأمور كلها، تدعونا إلى العزة، تدعونا إلى الحلم إلى العلم إلى الصبر إلى العفو إلى الود إلى جبر الخواطر..

من أسماء الله الحسنى (العظيم) و(الكبير) و(المتعال) و(المجيد) و(الجليل) وهذه أسماء تملأ القلب تعظيماً لله وإجلالاً له.
ومن أسماء اللهالحسنى (البر) و(الكريم) و(الجواد) و(المنان) و(الرحيم) و(الجميل) و(الودود) وهذه أسماء تملأ القلب حباً لله وشوقاً إليه وحمداً له وشكراً.
ومن أسماء الله الحسنى(العزيز) و(شديد العقاب) و(الجبار) و(القدير) وهذه أسماء تملأ القلب خضوعاً وانكساراً وذلاً وخوفاً ورهبةً منه سبحانه.
ومن أسماء الله الحسنى(العليم) و(الخبير) و(السميع) و(البصير) و(الشهيد) و(الرقيب) و(الحسيب) وهذه أسماء تملأ القلب مراقبةً لله في الحركات والسكنات، وتؤدي بالعبد إلى أن يعبد الله كأنه يراه فإن لم يكن يراه فإنه يراه.
ومن أسماء الله الحسنى(الغني) و(الغفور) و(التواب) و(المجيب) و(اللطيف) هذه الأسماء تملأ القلب افتقاراً إلى فضله ورجاءً لرحمته ورغبةً في منته.
وهذا يدعونا لأن نقول بملئ أفواهنا إن أسماء الله الحسنى بركة على المؤمن في الدنيا والآخرة، بركة على أخلاقه، بركة على دعواته، بركة على سلوكياته، ودعواته متى حفظها وفهمها وآمن بها وعمل بها..
قال النبي عليه الصلاة والسلام "إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ"
نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يصلح أحوالنا وأن يحسن عاقبتنا في الأمور كلها إنه ولي ذلك ومولاه وهو على كل شيء قدير..
الخطبة الثانية
بقى لنا في ختام الحديث عن أسماء الله الحسنى وأنها بطاقة تعارف بين العبد وبين ربه بقى لنا أن نقول:

بعد أن عرفت من أسماء الجمال والجلال ما عرفت يا أيُّها الإنسانُ ما غرّكَ بربِّكَ الكريمِ؟
بعد أن عرفت من صفات الكمال ما عرفت يا أيُّها الإنسانُ ما غرّكَ بربِّكَ الكريمِ؟
كيف لك أن تعصيه؟ كيف لك أن تكفره؟ كيف لك أن تتجرأ على محارمه وقد عرفت أنه يغار أن تنتهك حرمة من حرماته؟!
أتأمن حسابه؟ أتأمن عقابه؟ {﴿ أَفَأَمِنَ أَهْلُ ٱلْقُرَىٰٓ أَن يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا بَيَٰتًا وَهُمْ نَآئِمُونَ ﴾ ﴿ أَوَأَمِنَ أَهْلُ ٱلْقُرَىٰٓ أَن يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ ﴾﴿ أَفَأَمِنُوا۟ مَكْرَ ٱللَّهِ ۚ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلْقَوْمُ ٱلْخَٰسِرُونَ ﴾}
لا معبود بحق في هذا الوجود إلا الله سبحانه وتعالى..
لا مالك في هذا الوجود إلا الله سبحانه وتعالى..
لا مصرف لحركة الحياة في هذا العالم إلا الله سبحانه وتعالى..
هو الرزاق هو الفتاح هو العليم مالك الملك ذو الجلال والإكرام..

{﴿ قُلِ ٱللَّهُمَّ مَٰلِكَ ٱلْمُلْكِ تُؤْتِى ٱلْمُلْكَ مَن تَشَآءُ وَتَنزِعُ ٱلْمُلْكَ مِمَّن تَشَآءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَآءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَآءُ ۖ بِيَدِكَ ٱلْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ ﴾ ﴿ تُولِجُ ٱلَّيْلَ فِى ٱلنَّهَارِ وَتُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِى ٱلَّيْلِ ۖ وَتُخْرِجُ ٱلْحَىَّ مِنَ ٱلْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ ٱلْمَيِّتَ مِنَ ٱلْحَىِّ ۖ وَتَرْزُقُ مَن تَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾}
فاعبد الله مخلصا له الدين، ولا تخشى إلا الله، ولا تتوكل إلا على الله، ولا تستعن إلا بالله، ولا تسأل إلا الله فلا يملك أحد في هذا العالم أن يحرك حصاة من موضعها، ولا يملك أحد لنفسه ولا لغيره نفعا ولا ضرا إلا بإذن الله سبحانه وتعالى، رفعت على ذلك الأقلام وجفت الصحف، قبل أن يخلق الله السموات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء {﴿ وَلِلَّهِ غَيْبُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ ٱلْأَمْرُ كُلُّهُۥ فَٱعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾}
إن عشت الحياة بهذا الإيمان، وخرجت من الدنيا بهذا اليقين فأنت من أهل الجنة..
عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ – رضي اللهُ عنه – قَالَ: كُنْتُ رِدْفَ رَسُولِ اللّهِ ﷺ عَلَى حِمَارٍ يُقَالُ لَهُ عُفَيْرٌ..
قَالَ: فَقَالَ لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يَا مُعَاذُ! أَتَدْرِي مَا حَقُّ اللّهِ عَلَى الْعِبَادِ وما حقُّ العبادِ عَلَى الله؟
قَالَ قُلْتُ: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «فَ «إِنَّ حَقَّ اللّهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوا اللّهِ وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً. وَحَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ لاَ يُعَذِّبَ مَنْ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً» قَالَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللّهِ! أَفَلاَ أُبَشِّرُ النَّاسَ؟ قَالَ: «لاَ تُبَشِّرْهُمْ. فَيَتَّكِلُوا))»


نسأل الله بأسماءه الحسنى وصفاته العلا أن يجعلنا جميعا من أهل الجنة، وأن يهب لنا من واسع رحمته الرزق الواسع والعلم النافع إنه ولي ذلك ومولاه وهو على كل شيء قدير.