(القراءة المحفوظة)
تأليف
(نظام الدين القاري)


لقد طعن أعداء القرآن، في القرآن الكريم، قديمًا وحديثًا؛ فمنهم من حمله الجهل على الطعن، ومنهم من حمله الهوى على ذلك.
واعتمد الطاعنون على بعض الموروثات الضعيفة، في طعنهم؛ وأبرزها:
1- القراءات الضعيفة، التي ظهرت في مجال قراءة القرآن.
2- الكتابات الضعيفة، التي ظهرت في مجال كتابة القرآن.
3- الأقوال الضعيفة، التي ظهرت في مجال دراسة القرآن.
لقد اختلف المؤلّفون، قديمًا وحديثًا، في هذه الموروثات الضعيفة، بين مصحِّح، ومضعِّف، ومتوقِّف؛ ولذلك لم يستطع أهل التحقيق تنقية المباحث العلميّة، من هذه الموروثات الضعيفة؛ لوجود علماء آخرين، يرفضون هذه التنقية، مستمسكين بتلك الموروثات الضعيفة!
ومن هنا، اتّخذ أعداء القرآن هذه الموروثات الضعيفة خنجرًا مسمومًا؛ للطعن في صحّة القرآن؛ فطعنوا في شرعيّة القرآن، وطعنوا في حفظ القرآن.
فأمّا الطعن في شرعيّة القرآن، فيعني أنّهم ينفون كون القرآن وحيًا إلهيًّا. وهذا الطعن موجّه إلى النبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، وإلى أصحابه، وإلى من جاء بعدهم.
وأمّا الطعن في حفظ القرآن، فيعني أنّهم ينفون كون القرآن قد سلم من الأوهام والأهواء. وهذا الطعن موجّه إلى القرأة، والكتبة، والعلماء، من بعدهم.
وقد جاء كتاب (القراءة المحفوظة)؛ لإبطال مطاعن الطاعنين، في شرعيّة القرآن؛ ولإبطال مطاعنهم في حفظ القرآن؛ وكذلك لإبطال تلك الموروثات الضعيفة.
وجاء هذا الكتاب لإثبات أنّ (رواية حفص) هي أقرب الروايات إلى موافقة القراءة النبويّة، في الكيفيّات اللفظيّة، وهي الرواية الوحيدة التي سلمت من مخالفة أصول العربيّة الفصحى، وهي الرواية الوحيدة التي تحقّقت فيها الموافقات العدديّة، التي تدلّ دلالة قطعيّة على إعجاز القرآن، وعلى حفظ القرآن، فلا وجود فيه لأيّ صورة من صور الأخطاء البشريّة.
لقد دلّت الأدلّة العدديّة القطعيّة، على تحقّق الصحّة القطعيّة، لهذه القراءة المحفوظة. وتدلّ هذه الصحّة القطعيّة على بطلان كلّ ما يخالفها من الموروثات الضعيفة، والمطاعن السخيفة!