الأخوة في الدين عبادة نتقرب إلى الله بها،وهى أعظم من أخوة النسب و أقوى من رابطة الدم،
و بها قيام الدين وقد نهى عن كل ما يخل بها لأن في اختلالها فساد الدين وشتات أمر المسلمين:
وَاذكُرُوا نِعمَةَ اللَّهِ عَلَيكُم إِذ كُنتُم أَعدَاء فَأَلَّفَ بَينَ قُلُوبِكُم فَأَصبَحتُم بِنِعمَتِهِ إِخوَاناً وَكُنتُم عَلَى شَفَا حُفرَةٍ, مّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مّنهَا [آل عمران: 102، 103]. هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصرِهِ وَبِالمُؤمِنِين َ * وَأَلَّفَ بَينَ قُلُوبِهِم لَو أَنفَقتَ مَا فِى الأرضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفتَ بَينَ قُلُوبِهِم وَلَـاكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَينَهُم إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [الأنفال: 62، 63].
فالأخوة في الله أعظم رابطة على وجه الأرض، هي التي تبقى إذا ذهبت بقية الروابط والصلات، سواء كان ذلك في الدنيا أم في الآخرة، فأما في الدنيا فقد شاهد الناس وعايشوا أمماً ودولاً وقوميات ارتبطت بعنصريات ضيقة ودويلات محدودة، وقبائل متناحرة، سرعان ما ذهبت إلى غير رجعة ولم يبق منها إلا ذكر الديار والأطلال،
وبقيت الأخوة الإيمانية منذ أن خلق الله آدم إلى يومنا هذا وإلى يوم القيامة..
وأما في الآخرة فإن كل رابطة على غير الإسلام تصبح لعنة على أصحابها، كما قال تعالى: {الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} (67) سورة الزخرف.
والأخوة في الله من أوثق عرى الإيمان، فهي رابطة عقدت بعقد الله سبحانه وتعالى. ويصف الله تعالى حال المؤمنين الصادقين بقوله: (وَالْمُؤْمِنُون َ وَالْمُؤْمِنَات ُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ) التوبة: 71.
فكل موحد على وجه الأرض هو أخ لنا، له حق الاخوة الايمانية
في أي بقعة كان ومن أي شعب أو لغة كان ما دام على عقده وميثاقه الذى هو توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له،
فالأخوة الإيمانية فوق كل الحواجز والعلائق الأرضية، لا ولاءات عصبية، لا جنسيات مقيتة، تفتت الأمة وتمزقها، وتضع الحدود التي تفصل بين أبنائها.
يا أخي المسلم في كل مكان وبلد ** أنت مني وأنا منك كروح في جسد
فقد شبه الرسول -صلى الله عليه وسلم- الأخوة الإيمانية بالجسد الواحد
فقال: (مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى)
رواه مسلم رقم (4685) .،
فهي فوق أخوة النسب،
وأخوة القبيلة والوطن …
هي فوق كل الأخوات الأرضية …تسمو عليها وترتقي .

وامتن الله تعالى على المسلمين بهذه الرابطة العظيمة
فقال: {وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (103 آل عمران).

وقد دلت الأدلة الشرعية على عظيم فضل الأخوة في الله. – جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أَنَّ رَجُلًا زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى فَأَرْصَدَ اللَّهُ لَهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا، فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ قَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ، قَالَ: هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا؟ قَالَ: لَا، غَيْرَ أَنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ)
رواه مسلم رقم ( 4656) .
عن أبي إدريس الخولاني قال: دخلت مسجد دمشق فإذا فتى شاب براق الثنايا وإذا الناس معه إذا اختلفوا في شيء أسندوا إليه وصدروا عن قوله، فسألت عنه فقيل هذا معاذ بن جبل، فلما كان الغد هجرت فوجدته قد سبقني بالتهجير، ووجدته يصلي قال: فانتظرته حتى قضى صلاته ثم جئته من قبل وجهه فسلمت عليه ثم قلت: والله إني لأحبك لله، فقال: آلله؟ فقلت: آلله، فقال: آلله؟ فقلت: آلله، فقال: آلله؟ فقلت: آلله، قال: فأخذ بحبوة ردائي فجبذني إليه وقال: أبشر فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (قال الله تبارك وتعالى: وجبت محبتي للمتحابين فيَّ، والمتجالسين فيَّ، والمتزاورين فيَّ، والمتباذلين فيَّ) .
رواه أحمد ومالك، وهو صحيح.
ومن فضائل الأخوة: أن المتآخين في الله في ظل الله تعالى: روى أبو هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أَيْنَ الْمُتَحَابُّون َ بِجَلَالِي الْيَوْمَ؟ أُظِلُّهُمْ فِي ظِلِّي يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلِّي).
رواه مسلم.
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ.. -وذكر منهم-: وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ) .
رواه البخاري.
ويكفى المتاحبين والمتآخين في الله أن يكونوا تحت عرش الله يوم يخاف الناس وتكون الشمس منهم مقدار ميل.
ومن فضائل الأخوة في الله أن المتآخين يغبطهم النبيون والشهداء،
كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ لَأُنَاسًا مَا هُمْ بِأَنْبِيَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ، يَغْبِطُهُمْ الْأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِمَكَانِهِمْ مِنْ اللَّهِ تَعَالَى، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ تُخْبِرُنَا مَنْ هُمْ؟ قَالَ: هُمْ قَوْمٌ تَحَابُّوا بِرُوحِ اللَّهِ عَلَى غَيْرِ أَرْحَامٍ بَيْنَهُمْ وَلَا أَمْوَالٍ يَتَعَاطَوْنَهَ ا، فَوَاللَّهِ إِنَّ وُجُوهَهُمْ لَنُورٌ، وَإِنَّهُمْ عَلَى نُورٍ، لَا يَخَافُونَ إِذَا خَافَ النَّاسُ، وَلَا يَحْزَنُونَ إِذَا حَزِنَ النَّاسُ، وَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: "أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ
")
أخرجه أبو داود وأحمد وصححه الألباني..
الأخوة في الله طريق لحلاوة الإيمان واستكمال عراه:
يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ أَعْطَى لِلَّهِ وَمَنَعَ لِلَّهِ وَأَحَبَّ لِلَّهِ وَأَبْغَضَ لِلَّهِ وَأَنْكَحَ لِلَّهِ فَقَدْ اسْتَكْمَلَ إِيمَانَهُ).
رواه أحمد، والترمذي وحسنه، وحسنه الألباني
ويقول -صلى الله عليه وسلم-: (ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ) .
متفق عليه.
ويقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ).
متفق عليه.
إن الأخوة الإيمانية واجب ديني، وفريضة شرعية،
يجب موالاة المسلم ، والمداومة على ذلك ما دام على عقد الإيمان:
فتلك المحبة ليست أمراً اختيارياً بل هي من صميم إيمان المسلم،
قال -صلى الله عليه وسلم-: (لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا).
مسلم.
روى أنس بن مالك رضي الله عنه وغيره قال: "مَرَّ رَجُلٌ بِالنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَعِنْدَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَجُلٌ جَالِسٌ فَقَالَ الرَّجُلُ:" وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّ هَذَا فِي اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (أَخْبَرْتَهُ بِذَلِكَ؟) قَالَ: لَا، قَالَ: (قُمْ فَأَخْبِرْهُ تَثْبُتْ الْمَوَدَّةُ بَيْنَكُمَا) فَقَامَ إِلَيْهِ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ: أَنِّي أُحِبُّكَ فِي اللَّهِ، أَوْ قَالَ: أُحِبُّكَ لِلَّهِ، فَقَالَ الرَّجُلُ: أَحَبَّكَ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي فِيهِ).
رواه أبو داود، وأحمد، بسند صحيح.
وأرشد النبى صلى الله عليه وسلم المؤمنين أن يتعاهدوا هذه المحبة وينموها بطرق متعددة، : (تَصَافَحُوا يَذْهَبْ الْغِلُّ، وَتَهَادَوْا تَحَابُّوا وَتَذْهَبْ الشَّحْنَاءُ).
رواه مالك، وهو حسن.
(لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ).
الأخوة في الله منة ينعم بها الله -تعالى- على عباده الصالحين، فتأتلف قلوبهم وتتوثق روابطهم؛
كما أنعم على الجيل من الصحابة -رضوان الله عليهم- (وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُم) (63 سورة الأنفال)،
جاء هذا التأليف بعد امتحان للقلوب واختبار للنوايا، فلما صدقوا نزلت عليهم النعمة وغشيتهم الرحمة.

إن أول عمل قام به الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعد هجرته إلي المدينة -بعد بناء المسجد- هو مؤاخاته بين المهاجرين والأنصار، إذ بهذه المؤاخاة شدت لبنات المجتمع الإسلامي إلى بعضها البعض، وارتفع صرح الجماعة المسلمة، فاستعصى على محاولات الهدم والتخريب التي سعى بها يهود المدينة وأعوانهم من المنافقين والمرجفين،
فقد كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- مع الصحابة يسدد خطواتهم ويوجه أعمالهم، والقرآن الكريم يبني بهذه المجموعة المباركة مجتمع القدوة ومنارة التأسي ليستضئ المسلمون من بعدهم بنورهم الساطع، ويقتفوا آثارهم الواضحة، كلما ادلهمت بهم الخطوب، ونابتهم نوائب الحياة.
وفي زمان المادية الطاغية المعاصر ، حيث يقاس كل إنسان بما يملك من أصول، ويوقر بقدر ما يحوز من نفوذ،
ما أحوجنا إلى معنى الأخوة في الله حتى نجد حلاوة الإيمان، ونتذوق نعيم الأخوة التى لا يعرفها إلاّ من عاشها، حلاوة لا تدرك بمجرد العلم والمعرفة، وكما قيل:

لا يعرف الشوق إلاّ من يكابده ولا الصبابة إلاّ من يعانيها
والذين عاشوا الأخوة في الله، تيقنوا أن الأخ الحقيقي ليس بالضرورة أن تلده أمك، فنعموا بالعديد من الإخوان ينتشرون في بقاع الأرض، بعضهم رأوهم وعايشوهم، وبعضهم لم يروهم لتباعد المسافات.
ولعل من أكبر العوامل في بناء المنهج الإسلامي تمثل فى روح الأخوة في الله، ونشرها في كل المجتمعات الإسلامية،،
والأخوة في الله كفيلة بإحداث النهضة الاسلامية بعد أن أفلست تلك القوميات الضيقة وذهبت أدراج الرياح؛
لأنها أسست على غير الإسلام، ومنها ما يسمى رابطة القومية العربية التي ماتت بعد ولادة مشوهة
فكل تلك القوميات التي فرقت المسلمين إلى قوميات ضيقة متناحرة، ودويلات كثيرة ضعيفة تهزها ويلات الأعداء وضغوطات اليهود والنصارى..
فمن أعظم ما يقوى رابطة الأخوة الإسلامية ، إذابة تلك النزعات الجاهلية والعصبيات الوطنية والقومية..
قال الامام ابن باز رحمه الله
لقد كان المسلمون من أول ما بعث الله نبيه عليه الصلاة والسلام حريصين على تطبيق هذه الإخوة،..، وما فعله ﷺ حين قدم المدينة من المسارعة إلى تحقيق هذا الأمر من جهة المسجد، والإخاء بين الأنصار والمهاجرين،وتثب يت الدولة الإسلامية في مقرها الجديد المدينة المنورة، ثم ما جرى بعد ذلك في غزواته ﷺ، وحله ما قد يقع من المشاكل بين الصحابة، ثم ما وقع في عهد الصديق، وفي عهد عمر، ثم في عهد عثمان، ثم ما جرى بعد ذلك بعد مقتل عثمان من الشرور التي حصلت بأسباب الإخلال بواجب الإخوة الإسلامية من بعض الناس، وهكذا كلما ضعف الإخلال بهذا الواجب كثرت المشاكل، ولكن إلى يومنا هذا لا يزال بحمد الله يوجد من ينصر الحق، ويوجد من يدعو إلى الحق، كما قال النبي ﷺ: لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا تزال طائفة من هذه الأمة قائمة بأمر الله لا يخلو منها زمان، ولكن تقوى في جانب، وتضعف في جانب، وإلا فالحق موجود وإن قل أهله في أماكن كثيرة، لكن ما أخبر به النبي ﷺ واقع، ولا تزال الكلمات والمقامات الصادعة بالحق تنشر هاهنا وهاهنا، وسماعها هاهنا وهاهنا فيستجيب لها الأقل ويأبى الأكثر الأخذ بها، وآخرون لا يتبعونها ولا يصغون إليها ابتلاء وامتحانًا. فعلى المؤمن أن ينتبه لهذا الواجب وإن تركة الأكثرون، وعليه أن يصدع بالحق، وإن غفل عنه الغافلون، ويقارب بالحق وهو الجماعة وإن قل أولئك القائمون به، فالإخوة الإسلامية وما فيها من الفوائد العظيمة والمصالح الجمة للمجتمع الإسلامي في العاجل والآجل؛ لأن حقيقتها تكاتف وتعاون على البر والتقوى، حقيقتها إصلاح الشأن وتوجيه الناس إلى الخير،