تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: من سنن الصيام وآدابه

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    41,239

    افتراضي من سنن الصيام وآدابه

    من سنن الصيام وآدابه
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي





    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد:

    فإن للصيام سننًا وآدابًا ينبغي للصائم أن يلتزم بها فمن ذلك:
    1- السحور يُسن للصائم أن يتسحر لما فيه من البركة، واتباع السنة، ومخالفة أهل الكتاب، والتقوي على عبادة الصيام؛ روى البخاري ومسلم من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تسحَّروا فإن في السحور بركة»[1].


    وفي صحيح مسلم من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «*فَصْلُ *مَا *بَيْنَ *صِيَامِنَا *وَصِيَامِ *أَهْلِ *الْكِتَابِ: *أَكْلَةُ *السَّحَرِ»[2].


    وروى الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «السَّحُورُ *أَكْلُهُ *بَرَكَةٌ، *فَلَا *تَدَعُوهُ، *وَلَوْ *أَنْ *يَجْرَعَ[3]أَحَدُكُمْ جُرْعَةً مِنْ مَاءٍ، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الْمُتَسَحِّرِي نَ »[4].


    وينبغي للمتسحر أن ينوي بسحوره امتثال أمر النبي صلى الله عليه وسلم، والاقتداء بفعله؛ ليكون سحوره عبادة، وأن ينوي به التقوي على الصيام ليكون له به أجر، ولو جعل في السحور تمرًا، فهو أفضل روى أبو داود في سننه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «*نِعْمَ *سَحُورُ *الْمُؤْمِنِ *التَّمْرُ»[5].


    2- تأخير السحور، ويسن تأخير السحور؛ لحديث أنس عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: تسحرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قام إلى الصلاة، قلت: كم بين الأذان والسحور، قال: «*قَدْرُ *خَمْسِينَ آيَةً»[6]، قال الحافظ ابن حجر قدر خمسين آية؛ أي متوسطة، لا طويلة ولا قصيرة، ولا سريعة ولا بطيئة[7].


    وروى ابن حبان في صحيحه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّا *مَعْشَرَ *الأَنْبِيَاءِ *أُمِرْنَا *أَنْ *نُؤَخِّرَ *سُحُورَنَا، *وَنُعَجِّلَ *فِطْرَنَا، *وَأَنْ *نُمْسِكَ *بِأَيْمَانِنَا *عَلَى *شَمَائِلِنَا *فِي *صَلَاتِنَا»[8].


    اللهم إنا نسألك العافية في الدنيا والآخرة، ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، واغفر لنا إنك أنت الغفور الرحيم.


    والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

    الأسئلة:
    1- هل السحور سنة أم واجب؟


    2- ما الحكمة من السحور؟


    3- هل السنة تأخير السحور أم تقديمه؟



    [1] صحيح البخاري برقم (1923) وصحيح مسلم برقم (1095)

    [2] برقم (1096).

    [3] جرعة: في القاموس: مثلته من الماء، حسوة منه.


    [4] (17/ 150) برقم (11086) وقال محققوه حديث صحيح.


    [5] برقم (2345)، وصححه الشيخ الألباني -رحمه الله - في صحيح سنن أبي داود (2/ 446) برقم (2055).

    [6] صحيح البخاري برقم (1921)، وصحيح مسلم برقم (1097).

    [7] فتح الباري (4/ 138).

    [8] برقم (1770) وصححه الشيخ الألباني-رحمه الله- في أحكام الجنائز (149).







    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    41,239

    افتراضي رد: من سنن الصيام وآدابه

    من سنن الصيام وآدابه (2)
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي





    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد:




    فاستكمالًا للحديث عن سنن الصيام وآدابه فمن ذلك:

    1- تعجيل الفطر، يسن للصائم تعجيل الفطر إذا تحقق من غروب الشمس، فروى البخاري ومسلم من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «*لَا *يَزَالُ *النَّاسُ *بِخَيْرٍ *مَا *عَجَّلُوا *الْفِطْرَ»[1]، وروى الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «*إِنَّ *الْيَهُودَ *وَالنَّصَارَى *يُؤَخِّرُونَ»[2].




    وروى ابن خزيمة في صحيحه من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «*لَا *تَزَالُ *أُمَّتِي *عَلَى *سُنَّتِي *مَا *لَمْ *تَنْتَظِرْ *بِفِطْرِهَا *النُّجُومَ»، قَالَ: وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا *كَانَ *صَائِمًا *أَمَرَ *رَجُلًا *فَأَوْفَى *عَلَى *شَيْءٍ، *فَإِذَا *قَالَ: *غَابَتِ *الشَّمْسُ، *أَفْطَرَ »[3].




    والسنة أن يفطر على رطب، فإن عُدم فتمر فإن عُدم فماء، لما رواه الإمام أحمد في مسنده من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم *يُفْطِرُ *عَلَى *رُطَبَاتٍ *قَبْلَ *أَنْ *يُصَلِّيَ، *فَإِنْ *لَمْ *يَكُنْ *رُطَبَاتٌ، *فَتَمَرَاتٌ، *فَإِنْ *لَمْ *يَكُنْ *تَمَرَاتٌ *حَسَا *حَسَوَاتٍ *مِنْ *مَاءٍ»[4].




    فإن لم يجد رطبًا ولا تمرًا ولا ماء أفطر على ما تيسَّر من طعام أو شراب، فإن لم يجد شيئًا نوى الإفطار بقلبه.




    2- دعاء الفطر: يسن للصائم أن يدعو عند فطره بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم؛ روى أبو داود في سننه من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال: «ذَهَبَ *الظَّمَأُ *وابتلَّت *الْعُرُوقُ، *وَثبَتَ *الْأَجْرُ *إِنْ *شَاءَ *اللَّهُ»[5].




    3- السنة للصائم أن يستاك قال البخاري: وَيُذْكَرُ عَنْ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ رضي الله عنه قَالَ: «رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ *يَسْتَاكُ *وَهُوَ *صَائِمٌ *مَا *لَا *أُحْصِي *أَوْ *أَعُدُّ »[6]، قال البخاري رحمه الله: (باب السواك الرطب واليابس للصائم): قال أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: «*لَوْلَا *أَنْ *أَشُقَّ *عَلَى *أُمَّتِي *لَأَمَرْتُهُمْ *بِالسِّوَاكِ *عِنْدَ *كُلِّ *وُضُوءٍ»[7]، قال البخاري: ولم يخص الصائم من غيره، وقالت عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم: «السِّوَاكُ *مَطْهَرَةٌ *لِلْفَمِ *مَرْضَاةٌ *لِلرَّبِّ»[8]، قال الحافظ ابن حجر: أشار بهذه الترجمة إلى الرد على من كره للصائم الاستياك بالسواك الرطب، ولم يخص صائمًا من غيره، ولم يخص رطبًا من يابس[9]؛ قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: الصواب أن السواك للصائم سنة في أول النهار وفي آخره[10].




    اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقِنا عذاب النار، ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير.

    والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.




    الأسئلة:

    1- ما السنة في الإفطار تعجيله أو تأخيره؟ مع الدليل.

    2- على أي طعام يفطر الصائم؟ وما السُّنة في ذلك؟

    3- اذكر دعاء إفطار الصائم الذي كان يقوله صلى الله عليه وسلم.

    4- هل السنة للصائم أن يستاك آخر النهار؟ مع الدليل.






    [1] صحيح البخاري برقم (1957)، وصحيح مسلم برقم (1098).




    [2] مسند الإمام أحمد برقم (9810)، وقال محققوه إسناده حسن، وانظر: سنن الدارقطني (2 /185)، والفتوحات الربانية لابن علان (4 /339).




    [3] صحيح ابن خزيمة برقم (2061) وصححه الشيخ الألباني –رحمه الله- في صحيح الترغيب والترهيب (1 /622) رقم 1074.




    [4] (20 /110) برقم (12676) وقال محققوه إسناده صحيح على شرط مسلم.




    [5] برقم 2357 وحسنه الدار قطني، وابن حجر والألباني –رحمهم الله- كما في مشكاة المصابيح (1 /621) برقم (1993).




    [6] صحيح البخاري (ص366) معلقاً بصيغة التمريض.





    [7] صحيح البخاري ص 367.




    [8] صحيح البخاري ص 367.




    [9] فتح الباري (4 /158) باختصار.




    [10] فتاوى أركان الإسلام (ص468).










    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •