تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: *هل يوافق الاخوة ابن *قدامة المقدسي في قوله*: *أن آيات الصفات من* *المتشابه* ؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,589

    افتراضي *هل يوافق الاخوة ابن *قدامة المقدسي في قوله*: *أن آيات الصفات من* *المتشابه* ؟

    *هل يوافق الاخوة ابن *قدامة المقدسي في قوله*:
    *أن آيات الصفات من* *المتشابه* ؟

    والصحيح أن المتشابه ما ورد في صفات الله سبحانه مما يجب الإيمان به ويحرم التعرض لتأويله كقوله تعالى الرحمن على العرش استوى بل يداه مبسوطتان لما خلقت بيدي ويبقى وجه ربك تجري بأعيننا ونحوه فهذا اتفق السلف رحمهم الله على الإقرار به وإمراره على وجهه وترك تأويله
    روضة الناظر - (1 / 66)

    روضة الناظر - (1 / 68)
    وأما المعنى فلأنه ذم مبتغي التأويل ولو كان ذلك للراسخين معلوما لكان مبتغيه ممدوحا لا مذموما ولأن قولهم آمنا به يدل على نوع تفويض وتسليم لشيء لم يقفوا على معناه سيما

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: *هل يوافق الاخوة ابن *قدامة المقدسي في قوله*: *أن آيات الصفات من* *المتشابه* ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن المطروشى الاثرى مشاهدة المشاركة
    *هل يوافق الاخوة ابن *قدامة المقدسي في قوله*:
    *أن آيات الصفات من* *المتشابه* ؟

    والصحيح أن المتشابه ما ورد في صفات الله سبحانه مما يجب الإيمان به ويحرم التعرض لتأويله كقوله تعالى الرحمن على العرش استوى بل يداه مبسوطتان لما خلقت بيدي ويبقى وجه ربك تجري بأعيننا ونحوه فهذا اتفق السلف رحمهم الله على الإقرار به وإمراره على وجهه وترك تأويله
    روضة الناظر - (1 / 66)

    روضة الناظر - (1 / 68)
    وأما المعنى فلأنه ذم مبتغي التأويل ولو كان ذلك للراسخين معلوما لكان مبتغيه ممدوحا لا مذموما ولأن قولهم آمنا به يدل على نوع تفويض وتسليم لشيء لم يقفوا على معناه سيما
    بارك الله فيك أخى الفاضل حسن المطروشى الاثرى
    آيات الصفات إن أريد معرفة معناها فهي من المحكم،
    وإن أريد معرفة كنهها وكيفيتها فهي من المتشابه الذي استأثر الله بعلمه،
    كما قال الإمام مالك وغيره من أئمة السلف في صفة الاستواء على العرش:
    الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول ـ أو: الاستواء معلوم، والكيف مجهول.
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
    المعنى الذي يراد به هذا في حق المخلوقين لا يجوز أن يكون نظيره ثابتا لله، فلهذا صار متشابها، وكذلك قوله:
    ثم استوى على العرش ـ فإنه قد قال: واستوت على الجودي ـ وقال: فاستوى على سوقه ـ وقال: فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك ـ وقال: لتستووا على ظهوره
    ـ فهذا الاستواء كله يتضمن حاجة المستوي إلى المستوى عليه،
    وأنه لو عدم من تحته لخر،
    والله تعالى غني عن العرش وعن كل شيء،
    بل هو سبحانه بقدرته يحمل العرش وحملة العرش..
    فصار لفظ الاستواء متشابها يلزمه في حق المخلوقين معاني ينزه الله عنها،
    فنحن نعلم معناه وأنه العلو والاعتدال،
    لكن لا نعلم الكيفية التي اختص بها الرب التي يكون بها مستويا من غير افتقار منه إلى العرش،
    بل مع حاجة العرش وكل شيء محتاج إليه من كل وجه، وأنا لم نعهد في الموجودات ما يستوي على غيره مع غناه عنه وحاجة ذلك المستوى عليه إلى المستوي،
    فصار متشابها من هذا الوجه، فإن بين اللفظين والمعنيين قدرا مشتركا،
    وبينهما قدرا فارقا هو مراد في كل منهما،
    ونحن لا نعرف الفارق الذي امتاز الرب به فصرنا نعرفه من وجه ونجهله من وجه
    ،
    وذلك هو تأويله، والأول هو تفسيره. اهـ.
    وقال ابن القيم في إعلام الموقعين:
    الذين يستمسكون بالمتشابه في رد المحكم، لهم طريقان في رد السنن:
    أحدهما: ردها بالمتشابه من القرآن أو من السنن،
    الثاني: جعلهم المحكم متشابها ليعطلوا دلالته،
    وأما طريقة الصحابة والتابعين وأئمة الحديث كالشافعي والإمام أحمد ومالك وأبي حنيفة وأبي يوسف والبخاري وإسحاق: فعكس هذه الطريق، وهي أنهم يردون المتشابه إلى المحكم، ويأخذون من المحكم ما يفسر لهم المتشابه ويبينه لهم، فتتفق دلالته مع دلالة المحكم وتوافق النصوص بعضها بعضا، ويصدق بعضها بعضا، فإنها كلها من عند الله، وما كان من عند الله فلا اختلاف فيه ولا تناقض، وإنما الاختلاف والتناقض فيما كان من عند غيره، ولنذكر لهذا الأصل أمثلة لشدة حاجة كل مسلم إليه أعظم من حاجته إلى الطعام والشراب:

    المثال الأول:
    رد الجهمية النصوص المحكمة غاية الإحكام المبينة بأقصى غاية البيان أن الله موصوف بصفات الكمال من العلم والقدرة والإرادة والحياة والكلام والسمع والبصر والوجه واليدين والغضب والرضا والفرح والضحك والرحمة والحكمة وبالأفعال كالمجيء والإتيان والنزول إلى السماء الدنيا ونحو ذلك، والعلم بمجيء الرسول بذلك وإخباره به عن ربه إن لم يكن فوق العلم بوجوب الصلاة والصيام والحج والزكاة وتحريم الظلم والفواحش والكذب، فليس يقصر عنه، فالعلم الضروري حاصل بأن الرسول أخبر عن الله بذلك، وفرض على الأمة تصديقه فيه، فرضا لا يتم أصل الإيمان إلا به، فرد الجهمية ذلك بالمتشابه من قوله: ليس كمثله شيء {الشورى: 11} ومن قوله: هل تعلم له سميا {مريم: 65} ومن قوله: قل هو الله أحد {الإخلاص: 1}... اهـ.

    وقال ابن القيم رحمه الله :
    التشابه والإحكام نوعان
    : تشابه وإحكام يعم الكتاب كله، وتشابه وإحكام يخص بعضه دون بعض، فالأول كقوله تعالى: اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً {الزمر23} وقوله: كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ {هود1} وقوله: يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ {يس2 ـ 1}
    والثاني: كقوله: هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ {آل عمران7}

    فإن اردتم بتشابه آيات الصفات النوع الأول فنعم هي متشابهة غير متناقضة يشبه بعضها بعضا، وكذلك آيات الأحكام،
    وإن أردتم أنه يشتبه المراد بها بغير المراد فهذا وإن كان يعرض لبعض الناس فهو أمر نسبي إضافي فيكون متشابها بالنسبة إليه دون غيره، ولا فرق في هذا بين آيات الأحكام وآيات الصفات،
    فإن المراد قد يشتبه فيهما بغيره على بعض الناس دون بعض،
    وقد تنازع الناس في المحكم والمتشابه تنازعا كثيرا
    ولم يعرف عن أحد من الصحابة قط أن المتشابهات آيات الصفات،
    بل المنقول عنهم يدل على خلاف ذلك،
    فكيف تكون آيات الصفات متشابهة عندهم وهم لا يتنازعون في شيء منها،
    وآيات الأحكام هي المحكمة وقد وقع بينهم النزاع في بعضها؟! وإنما هذا قول بعض المتأخرين، وسيأتي إشباع الكلام في هذا في الفصل المعقود له إن شاء الله تعالى. اهـ.

    وقد لخص بعض المشايخ في أطروحته للدكتوراة، وقال:
    : جاءت مناقشة شيخ الإسلام لمن توهم ذلك من المتكلمين وغيرهم من خلال وجهين: ـ أحدهما: مناقضة من قال: إن الصفات من المتشابه، وإنه لا يفهم معناه، يقول شيخ الإسلام: نقول: أما الدليل على بطلان ذلك: فإني ما أعلم عن أحد من سلف الأمة ولا من الأئمة، لا أحمد بن حنبل ولا غيره أنه جعل ذلك من المتشابه الداخل في هذه الآية، ونفي أن يعلم أحد معناه وجعلوا أسماء الله وصفاته بمنزلة الكلام الأعجمي الذي لا يفهم، ولا قالوا: إن الله ينزل كلاما لا يفهم أحد معناه، وإنما قالوا كلمات لها معان صحيحة، قالوا في أحاديث الصفات: تمر كما جاءت ـ ونهوا عن تأويلات الجهمية وردوها وأبطلوها التي مضمونها تعطيل النصوص عما دلت عليه، ونصوص أحمد والأئمة قبله بينة في أنهم كانوا يبطلون تأويلات الجهمية، ويقرون النصوص على ما دلت عليه من معناها، ويفهمون منها بعض ما دلت عليه، كما يفهمون ذلك في سائر نصوص الوعد والوعيد والفضائل وغير ذلك، وأحمد قد قال في غير أحاديث الصفات: تمر كما جاءت..... ومن أدلة شيخ الإسلام على أن الصفات ليست من المتشابه الذي لا يعلم معناه قوله بعد إيراد عدد كبير من نصوص الأسماء والصفات: فيقال لمن ادعى هذه أنه متشابه لا يعلم معناه: أتقول هذا في جميع ما سمى الله ووصف به نفسه، أم في البعض؟ فإن قلت: هذا في الجميع كان هذا عنادا ظاهراً وجحداً لما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام، بل كفر صريح، فإنا نفهم من قوله: إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ـ معنى، ونفهم من قوله: إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ـ معنى ليس هو الأول، ونفهم من قوله: وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ـ معنى، ونفهم من قوله: إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ ـ معنى، وصبيان المسلمين، بل كل عاقل فيهم يفهم هذا، ثم رد على من زعم أن أسماء الله أعلام جامدة كبعض من ابتدع من أهل المغرب....
    ـ والثاني: أنه لو قيل: إن الصفات من المتشابه، أو فيها ما هو من المتشابه، كما نقل عن الإمام أحمد تسمية ما استدل به الجهمية النفاة متشابها، فيقال: الذي في القرآن أنه لا يعلم تأويله إلا الله، إما المتشابه، وإما الكتاب كله.. ونفي علم تأويله ليس نفي علم معناه، كما قدمناه في القيامة وأمور القيامة... ويؤيده أيضا أنه قد ثبت أن في القرآن متشابها وهو ما يحتمل معنيين، وفي مسائل الصفات ما هو من هذا الباب، كما أن ذلك في مسائل المعاد وأولى، فإن نفي المتشابه بين الله وخلقه أعظم من نفي المتشابه بين موعود الجنة وموجود الدنيا، وإنما نكتة الجواب هو ما قدمناه أولا أن نفي علم التأويل ليس نفيا لعلم المعنى ـ ثم زاده شيخ الإسلام تقريراً وشرحا بشواهد الكتاب والسنة وكلام الصحابة وسائر السلف والأئمة الذين تكلموا في نصوص الصفات وغيرها، وفسروها بما يوافق دلالاتها وبيانها، وحرص عبد الله بن مسعود على تعلم التفسير، ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس، وتعلم جميع الصحابة التفسير مع التلاوة، وأقوال الأئمة، كل ذلك أدلة واضحة لمن هداه الله على إثباتهم للصفات التي دلت عليها النصوص، مع نفي العلم بالكيفية.. اهـ.

    **************
    قال صالح بن فوزان الفوزان : صفات الله سبحانه وتعالى من قبيل المحكم الذي يعلم معناه العلماء ويفسرونه، أما كيفيتها؛ فهي من قبيل المتشابه الذي لا يعلمه إلا الله‏.‏ وهذا كما قال الإمام مالك رحمه الله وقال غيره من الأئمة‏:‏ ‏"‏الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة‏"‏ ‏.
    ‏ وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله‏:‏ ‏"‏فإني ما أعلم عن أحد من سلف الأمة ولا من الأئمة؛ لا أحمد بن حنبل ولا غيره؛ أنه جعل ذلك من المتشابه‏"‏ ‏.‏
    ومعنى ذلك أن علماء أهل السنة وأئمتها أجمعوا على أن نصوص الصفات ليست من المتشابه، وإنما ذلك قول المبتدعة والفرق المنحرفة عن منهج السلف‏.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: *هل يوافق الاخوة ابن *قدامة المقدسي في قوله*: *أن آيات الصفات من* *المتشابه* ؟

    قال ابن عثيمين رحمه الله
    اعلم أن كثيرًا من الناس الذين تكلموا في العقائد فسروا المتشابه بآيات الصفات،
    قالوا: إن المتشابهات هن آيات الصفات،
    ولكن لا شك أن تفسير المتشابهات بآيات الصفات على الإطلاق ليس بصحيح؛
    لأن آيات الصفات معلومة مجهولة؛
    فهي من حيث المعنى معلومة، ولا يمكن أن يخاطبنا الله عز وجل ويحدِّثنا عن نفسه بأمر مجهول لا نستفيد منه، وليس هو بالنسبة إلينا إلا كنسبة الحروف الهجائية التي ليس فيها معنى، هذا غير ممكن إطلاقًا،
    نعم، هي مجهولة من جهة أخرى، وهي الحقيقة والكيفية التي هي عليها،
    فهذا مجهول لنا، لا نعلم كيف يد الله ولا ندرك حقيقتها،
    لا نعلم كيف وجه الله ولا ندرك حقيقته، لا ندرك حقيقة علم الله عز وجل، ولا ندرك،
    كل صفاته لا ندرك حقائقها؛ لأن الله يقول: ﴿وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا﴾ [طه ١١٠]،
    فمن زعم أن آيات الصفات من المتشابه -على سبيل الإطلاق- فقد أخطأ،
    والواجب: التفصيل،
    فنقول: إن أردت بكونها من المتشابه تشابه الحقيقة التي هي عليها فأنت مصيب،
    وإن أردت بالمتشابه تشابه المعنى، وأن معناها مجهول لنا فأنت مخطئ غاية الخطأ،
    وقد ذهب إلى هذا من ذهب من الناس،
    وقال: إن آيات الصفات وأحاديثها مجهولة لا نعلمها، لا يعلمها رسول الله ﷺ، ولا أبو بكر، ولا عمر، ولا عثمان، ولا علي، ولا ابن مسعود، ولا ابن عباس، ولا فقهاء الصحابة، ولا فقهاء التابعين، ولا أئمة الإسلام، كلهم لا يدرون ما معناها،
    تقول له: ما معنى استوى على العرش؟ فيقول: الله أعلم. ما معنى يد الله في قوله: ﴿بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ -- يقول: الله أعلم، ما معنى: ﴿يَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ﴾ [الرحمن ٢٧]؟ الله أعلم، كل شيء الله أعلم، كل ما يتعلق بصفات الله يقول: الله أعلم،
    والغريب أن هذا القول في غاية ما يكون من السقوط، وإن كان بعض الناس يظن أنه مذهب أهل السنة، أو أنه مذهب السلف،
    حتى أدى بهم الأمر إلى هذه الكلمة الكاذبة، طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعْلم وأحكم، وهذه الجملة والقضية من أكذب القضايا، أن تكون طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم، لكن نقول: طريقة السلف أسلم وأعلم وأحكم،
    المهم أن من الناس من يظن أن مذهب السلف هو التفويض وعدم معرفة المعنى
    ... نقول: آيات الصفات من المتشابه في الحقيقة والكيفية التي هي عليها؛
    لأن الإنسان بشر لا يمكن يدرك هذه الصفات العظيمة، لكن في المعنى محكَمة معلومة لا تخفى على أحد، كلنا يعرف ما معنى العلم، كلنا يعرف ما معنى الاستواء، كلنا يعرف ما معنى الوجه، ما معنى اليد،
    ولهذا قال الإمام مالك رحمه الله قوله المشهور الذي روي عن شيخه قال: إن الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بِدعة.تفسير ابن عثيمين

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: *هل يوافق الاخوة ابن *قدامة المقدسي في قوله*: *أن آيات الصفات من* *المتشابه* ؟

    سئل الامام ابن باز رحمه الله :
    أسماء الله وصفاته هل هي من قبيل المُحْكَم وليست من قبيل المتشابه، أما أنها من حيث المعنى من المُحْكَم ومن حيث الكيفية من المتشابه؟

    الجواب:
    هي من المُحْكَم، أسماء الله الحسنى من المُحْكَم من جهة المعنى، ولكن من جهة الكيفية لا يعلمها إلا الله، ولهذا قال السلف  ورحمهم في الصفات قالوا فيها: معلومة والكيف مجهول، الاستواء معلوم، الرحمة معلومة، الغضب معلوم، الرضا معلوم، الضحك معلوم، والكيف غير معلوم، الكيف مجهول. فالذي عليه أهل السنة والجماعة: الإيمان بالأسماء والصفات، وأنها حق، وأنها معلومة المعنى، لكن كيفيتها لا يعلمها إلا الله، ولهذا قال مالك رحمه الله: الاستواء معلوم والكيف مجهول.
    الموقع الرسمى للامام ابن باز

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: *هل يوافق الاخوة ابن *قدامة المقدسي في قوله*: *أن آيات الصفات من* *المتشابه* ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن المطروشى الاثرى مشاهدة المشاركة
    *هل يوافق الاخوة ابن *قدامة المقدسي في قوله*:
    *أن آيات الصفات من* *المتشابه* ؟

    والصحيح أن المتشابه ما ورد في صفات الله سبحانه مما يجب الإيمان به ويحرم التعرض لتأويله كقوله تعالى الرحمن على العرش استوى بل يداه مبسوطتان لما خلقت بيدي ويبقى وجه ربك تجري بأعيننا ونحوه فهذا اتفق السلف رحمهم الله على الإقرار به وإمراره على وجهه وترك تأويله
    روضة الناظر - (1 / 66)

    روضة الناظر - (1 / 68)
    وأما المعنى فلأنه ذم مبتغي التأويل ولو كان ذلك للراسخين معلوما لكان مبتغيه ممدوحا لا مذموما ولأن قولهم آمنا به يدل على نوع تفويض وتسليم لشيء لم يقفوا على معناه سيما
    قال الشيخ صالح ال الشيخ فيما انتقد على ابن قدامة فى هذا الموضع
    (وجبَ الإيمانُ به لفظاً) وهذا اللفظُ الَّذي ذكرَهُ في قولِهِ: (وجبَ الإيمانُ به لفظاً)
    ممَّا انتُقدَ على الإمامِ موفَّقِ الدِّينِ ابنِ قدامةَ .
    فإنَّه في هذه العقيدةِ الموجزةِ انتُقدَت عليه ثلاثُ مسائلَ :
    هذه أوَّلُهَا: وهي قولُهُ:
    (وجبَ الإيمانُ به لفظاً)
    ويمكنُ أن يُخَرَّجَ كلامُه -يعني: أن يُحْمَلَ- على محملٍ صحيحٍ.
    أمَّا الانتقادُ
    فهو أن يُقالَ:

    إنَّ الواجبَ أن نؤمنَ به لفظاً ومعنىً ، لكن إذا جهلنا المعنى نؤمنُ بالمعنى على مرادِ اللهِ -جلَّ وعلا- أو على مرادِ رسولِهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- كما سيأتينا من كلمةِ الإمامِ الشَّافعيِّ أنَّه قال: (آمنتُ باللهِ، وبما جاء عن اللهِ على مراد اللهِ، وآمنت برسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- وبما جاء عن رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- على مرادِ رسولِ اللهِ) يعني: إذا جهلَ المعنى.

    فإذا جهلْتَ المعنى تؤمنُ باللفظِ والمعنى، لكن المعنى على مرادِ من تكلَّمَ به.
    ووجهُ الانتقادِ الَّذي انتُقِدَ به الإمامُ ابنُ قدامةَ في هذه اللفظةِ:
    أنَّهُ يجبُ الإيمانُ باللفظِ والمعنى ،
    أمَّا الإيمانُ بلفظٍ مجرَّدٍ عن المعنى فهذا هو قولُ أهلِ البدعِ الَّذين يقولون: (نحن نؤمنُ بألفاظِ الكتابِ والسّنَّةِ دونَ إيمانٍ بمعانيها؛ لأنَّ معانيَهَا قد تختلفُ).
    والجوابُ:
    أنَّ هذا غلطٌ ؛
    بل معاني الكتابِ والسّنَّةِ هي على المعنى العربيِّ، فالقرآنُ نزل بلسانٍ عربيٍّ، والنَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- تكلَّمَ بلسانٍ عربيٍّ، فلهذا وجب أن يؤمَنَ بالكتابِ والسّنَّةِ على ما تقتضيه لغةُ العربِ، وعلى ما يدلّ عليه اللسانُ العربيُّ ، وهذا أصلٌ من الأصولِ .

    لكنْ إذا اشتبه عليك المعنى، كلمة في القرآنِ ما علمْتَ معناها ، حديثاً إمَّا في الصِّفاتِ أو في الغيبيَّاتِ لم تعلم معناه ، نقولُ: نؤمن به لفظاً ومعنًى ، يعني: معناهُ مفهومٌ، لكنْ على مرادِ اللهِ ومرادِ رسولِهِ صلَّى الله عليه وسلَّم.
    وهذا هو الَّذي جاء في الآيةِ، حيثُ قال جلَّ وعلا: {فأمَّا الَّذين في قلوبِهِم زيغٌ فيتَّبعون ما تشابَهَ منه ابتغاءَ الفتنةِ وابتغاءَ تأويلِهِ وما يعلَمُ تأويلَهُ إلا اللهُ والرَّاسخُونَ في العلمِ يقولون آمنا به كلٌّ من عندِ ربِّنَا} هنا قال: {وما يعلمُ تأويلَهُ إلا اللهُ} ماذا يُعنى بهذا التَّأويلِ؟
    إذا قلنا: إنَّ كلَّ آيةٍ لا بد أن نعلمَ معناها ، وكل حديثٍ لا بدَّ أن يوجدَ في الأمةِ منْ يعلمُ معناهُ، فما معنى قولِه تعالى: {وما يعلَمُ تأويلَهُ إلا اللهُ} ؟
    الجوابُ: أنَّ ما أنزلَ اللهُ -جلّ وعلا- على قسمين:
    - إمَّا أن يكونَ أخباراً.
    - وإمَّا أن يكونَ أحكاماً.
    وتأويلُ الأخبارِ يكون بوقوعِهَا، وتأويلُ الأحكامِ (الأمرِ والنَّهيِ) يكون بإيقاعِها.
    فقولُهُ تعالى هنا: {وما يعلمُ تأويلَهُ إلا اللهُ} يعني: تلك الأخبارَ ما يعلم تأويلَهَا إلا اللهُ؛ لأنَّ اللهَ -جلَّ وعلا- هو الذي يعلمُ حقيقةَ ما تَؤُولُ إليه، أو يعلمُ ما تَؤَُولُ إليه حقيقةُ تلك الألفاظِ وتلك الآياتِ.
    وذلك أنَّ التَّأويلَ في القرآنِ أتى بمعنيين لا ثالثَ لهما:
    الأوَّلِ: التَّأويلُ بمعنى ما تَؤُولُ إليه حقيقةُ الشَّيءِ، وهذا كما في قولِهِ تعالى: {هل ينظرُونَ إلا تأويلَهُ يومَ يأتي تأويلُهُ يقولُ الَّذينَ نسوهُ من قبلُ…} الآية.
    {هل ينظرون إلا تأويلَهُ} يعني: ما تَؤُولُ إليه حقيقةُ أخبارِهِ وأحكامِهِ، فحقيقةُ الأخبارِ تَؤُولُ إلى ظهورِهَا من الصّفاتِ والغيبيَّاتِ، كذلك الأحكامُ حقيقتُهَا تَؤُولُ إلى ظهورِ أثر من تمسَّكَ بها وامتثلها ممَّنْ عصى وخالَفَ، هذا المعنى الأوَّلُ.
    المعنى الثَّاني: وهو فرعٌ عن هذا، التَّأويلِ: بمعنى التَّفسيرِ، قالَ: {أنا أنبِّئُكم بتأويلِهِ فأرسلُونَ} بتأويلِهِ: يعني بتفسيرِ الرُّؤيا، وهذا مرتبطٌ بالمعنى الأوَّلِ؛ يعني: الحقيقةَ الَّتي تَؤُولُ إليها الرُّؤيا في الواقعِ المشاهدِ.
    فإذاً: قولُهُ تعالى هنا: {وما يعلمُ تأويلَهُ إلا اللهُ} ليس هو التَّأويلَ الحادثَ الَّذي يقوله بعضُ أهلِ الأصولِ وهو: (صرفُ اللفظِ عن ظاهرِهِ المتبادرِ منه إلى غيرِهِ لمرجِّحٍ أو لقرينةٍ تدلّ عليه) لا، هذا إنَّمَا هو اصطلاحٌ حادثٌ، أمَّا التَّأويلُ فهو في القرآنِ والسّنَّةِ له معنيان لا غيرُ.
    فإذاً: قولُهُ هنا: {وما يعلمُ تأويلَهُ إلا اللهُ} إذا كان في آياتِ الصّفاتِ ووقفنا على هذه الآيةِ وقلنا: {وما يعلمُ تأويلَهُ إلا اللهُ} ووقفنا، فنريدُ بالتَّأويلِ ما تَؤُولُ إليه حقيقةُ الأسماءِ والصِّفاتِ، يعني: الكيفيَّة، لا يعلم الكيفيَّةَ وهي الحقيقةُ الَّتي تؤولُ إليها آياتُ الأسماءِ والصِّفاتِ والأحاديثِ الَّتي فيها الأسماءُ والصّفاتُ، لا يعلم كيفيَّةَ اتّصافَ اللهِ -جلَّ وعلا- بها إلا هو سبحانه.
    شرح لمعة الاعتقاد

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: *هل يوافق الاخوة ابن *قدامة المقدسي في قوله*: *أن آيات الصفات من* *المتشابه* ؟

    وأما المعنى فلأنه ذم مبتغي التأويل
    لا أجد في النفس قبولاً لهذا الكلام . . وكأن الحديث عن قطعة أدبية من الموروث الصيني باللغة الصينية . .
    . .
    هل هو يعني أن الإيمان بها مجرد النظر لها في المصحف؟ أو ترديدها على اللسان؟ كترديد كلمة "اسبازيروزي" ننطقها بسهولة ولكن لا ندري ماذا تعني؟

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: *هل يوافق الاخوة ابن *قدامة المقدسي في قوله*: *أن آيات الصفات من* *المتشابه* ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    لا أجد في النفس قبولاً لهذا الكلام . .
    . .
    هل هو يعني أن الإيمان بها مجرد النظر لها في المصحف؟ أو ترديدها على اللسان؟ كترديد كلمة "اسبازيروزي" ننطقها بسهولة ولكن لا ندري ماذا تعني؟
    أحسنت بارك الله فيك
    يقول شيخ الاسلام-القول بالتفويض يفضي إلى
    (القدح في الرب جلا وعلا

    وفي القرآن الكريم،
    وفي الرسول صلى الله عليه وسلم؛
    وذلك بأن يكن الله تعالى أنزل كلاماً لا يفهم,
    وأمر بتدبر ما لا يتدبر,
    وبعقل ما لا يعقل,
    وأن يكون القرآن الذي هو النور المبين والذكر الحكيم سبب لأنواع الاختلافات، والضلالات،
    بل يكون بينهم، وكأنه بغير لغتهم،
    وأن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم لم يبلغ البلاغ المبين،
    ولا بين للناس ما نزل إليهم،
    وبهذا يكون قد فسدت الرسالة،
    وبطلت الحجة،
    وهو الذي لم يتجرأ عليه صناديد الكفر)
    [درء التعارض]
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في "درء تعارض العقل والنقل" (1/204):
    (وأما على قول أكابرهم: إن معاني هذه النصوص
    المشكلة المتشابهة لا يعلمها إلا الله، وأن معناها الذي أراده الله بها فهو ما يوجب صرفها عن ظواهرها،
    فعلى قول هؤلاء يكون الأنبياء والمرسلون لا يعلمون معاني ما أنزل الله عليهم من هذه النصوص ولا الملائكة ولا السابقون الأولون،
    وحينئذ فيكون ما وصف الله به نفسه في القرآن،
    أو كثير مما وصف الله به نفسه لا يعلم الأنبياء معناه، بل يقولون كلاما لا يعقلون معناه).


    إلى أن قال:
    (ومعلوم أن هذا
    قدح في القرآن والأنبياء ، إذا كان الله أنزل القرآن، وأخبر أنه جعله هدى وبيانا للناس، وأمر الرسول أن يبلغ البلاغ المبين، وأن يبين للناس ما نزل إليهم، وأمر بتدبر القرآن وعقله، ومع هذا فأشرف ما فيه - وهو ما أخبر به الرب عن صفاته، أو عن كونه خالقا لكل شيء، وهو بكل شيء عليم، أو عن كونه أمرا ونهيا ووعدا وتوعدا، أو عما أخبر به عن اليوم الآخر- لا يعلم أحد معناه، فلا يعقل ولا يتدبر، ولا يكون الرسول بين للناس ما نزل إليهم، ولا بلغ البلاغ المبين


    قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله
    فإني ما أعلم عن أحد من سلف الأمة ولا من الأئمة لا أحمد بن حنبل ولا غيره أنه جعل ذلك من المتشابه الداخل في هذه الآية، ونفى أن يعلم أحد معناه،
    وجعلوا أسماء الله وصفاته بمنزلة الكلام الأعجمي الذي لا يفهم ولا قالوا: إن الله ينزل كلاما لا يفهم أحد معناه
    وإنما قالوا كلمات لها معان صحيحة، قالوا في أحاديث الصفات: "تمر كما جاءت"، ونهوا عن تأويلات الجهمية وردوها وأبطلوها التي مضمونها تعطيل النصوص عما دلت عليه، ونصوص أحمد والأئمة قبله بينة في أنهم كانوا يبطلون تأويلات الجهمية ويقرون النصوص على ما دلت عليه من معناها).
    قال شيخ الإسلام في القاعدة المراكشية : (( فقد اخبر -رضي الله عنه- بأن نفس الاستواء معلوم وأن كيفية الاستواء مجهولة وهذا بعينه قول أهل الإثبات وأما النفاة فما يثبتون استواء حتى تجهل كيفيته بل عند هذا القائل الشاك وأمثاله إن الاستواء مجهول غير معلوم
    وإذا كان الاستواء مجهولا لم يحتج أن يقال الكيف مجهول لا سيما إذا كان الاستواء منتفيا
    فالمنتفي المعدوم لا كيفية له حتى يقال هي مجهولة أو معلومة
    وكلام مالك صريح في إثبات الاستواء وأنه معلوم وان له كيفية لكن تلك الكيفية مجهولة لنا لا نعلمها نحن ولهذا بدع السائل الذي سأله عن هذه الكيفية فان السؤال إنما يكون عن أمر معلوم لنا ونحن لا نعلم كيفية استوائه وليس كل ما كان معلوما وله كيفية تكون تلك الكيفية معلومة لنا )) (( القاعدة المراكشية ) ضمن مجموع الفتاوى ( 5/181)https://majles.alukah.net/t164363-2/

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •