إن الإنسان لربه لكنود


أحمد قوشتي عبد الرحيم


{ إن الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ }
يبقى الإنسان متقلبا في نعم الله زمانا طويلا ، ووقتا مديدا ، رافلا في حلل العافية ، وممتعا بطيب العيش ، ودوام الصحة ، وتيسير الأمور ، وصلاح الأحوال.
فإذا ما مسته نفحة من بلاء ، أو نزلت به شدة عارضة ، تبرم وتضايق ، وأخذ يعد أيام البلاء ويستطيلها ، ويكثر الشكوى منها ، وينسى أيام العافية ويجحدها .

وتالله إن هذا لهو الكنود بعينه ، وهو طبع في جنس الإنسان إلا من رحمه الله وعافاه ، كما قال تعالى { إن الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ } قال الحسن البصري في معنى الكنود : هو الذي يعد المصائب وينسى نعم ربه .
والكنود أنواع : فقد يكون بالحال وعمل القلب من تسخط وضيق وعدم صبر ، وقد يكون باللسان وكثرة الشكاية ، وكتم النعم وإظهار البلايا ، وقد يكون بالفعل ، فلا تظهر نعم الله عليه ولا يصرفها في مرضاته ، ولا يوظفها لما ينفعه في آخرته .