صيام العصافير... الأفضل لتعويد الطفل على صوم رمضان


نجاح شوشة

مع بداية الشهر الكريم كل عام تتجدد المناقشات حول أفضل الطرق لتحفيز الأطفال على الصيام حسب مقدرته، حيث يختلف سن الإطاقة للصيام من طفل لآخر، باختلاف بنية الولد ، وقد حدَّه بعض العلماء بسن العاشرة.

ومن بين الطرق المحببة للأطفال في رمضان "صيام العصافير" وهي عادة موروثة منذ زمن الخلافة العثمانية لتشجع الأطفال على الصيام يتم خلالها تنظيم إفطار جماعي للأطفال ما بين أربع وثماني سنوات، بعد آذان الظهر في مكان عام.

وتقوم بلدية أيوب في مدينة إسطنبول التركية كل يوم من أيام شهر رمضان بتنظيم هذا الإفطار، وعادة ما تشارك الأسر أطفالهم في هذا التقليد القديم لتشجيعهم على الصيام في جو احتفالي جماعي مرح لا ينساه الأطفال مهما تقدم بهم العمر.

وتعتبر هذه الطريقة ملائمة للأطفال الصغار، حيث يقوم الأهل بتوفير طعام السحور المناسب الذي يحتوي على العناصر والسوائل اللازمة.

وخلال هذه الفعالية يتلقى الطفل نصائح ولمسات تربوية تغرس فيه معنى الصوم، وأنه ليس فقط عن الطعام والشراب، بل كذلك عن سائر ما يغضب الله سبحانه من المعاصي والآثام، وتجدر الإشارة إلى أن القيم التربوية المصحوبة بالأجواء الاحتفالية يكون فيها الطفل أكثر استجابة من إسداء النصائح المجردة بالمنزل.



نصائح للوالدين

في ظل ارتفاع معدلات درجات الحرارة وطول وقت النهار الممتد إلى نحو 15 ساعة متواصلة، ينصح بتوخي مدى قدرة الطفل على الصيام لا سيما وأن الشرع الشريف لم يكلف الطفل حتى يبلغ.

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "الصغير لا يلزمه الصوم حتى يبلغ ، ولكن يؤمر به متى أطاقه ليتمرن عليه ويعتاده ، فيسهل عليه بعد البلوغ ، وقد كان الصحابة رضي الله عنهم - وهم خير هذه الأمة - يصوِّمون أولادهم وهم صغار "

وسئل الشيخ رحمه الله تعالى :

طفلي الصغير يصر على صيام رمضان رغم أن الصيام يضره لصغر سنه واعتلال صحته ، فهل أستخدم معه القسوة ليفطر ؟

فكانت إجابته:

" إذا كان صغيراً لم يبلغ فإنه لا يلزمه الصوم ، ولكن إذا كان يستطيعه دون مشقة فإنه يؤمر به ، وكان الصحابة رضي الله عنهم يُصوِّمون أولادهم ، حتى إن الصغير منهم ليبكي فيعطونه اللعب يتلهى بها ، ولكن إذا ثبت أن هذا يضره فإنه يمنع منه ، وإذا كان الله سبحانه وتعالى منعنا من إعطاء الصغار أموالهم خوفاً من الإفساد بها ، فإن خوف إضرار الأبدان من باب أولى أن نمنعهم منه ، ولكن المنع يكون عن غير طريق القسوة ، فإنها لا تنبغي في معاملة الأولاد عند تربيتهم " انتهى . " مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " (19/83) .

خطوات عملية لصوم الطفل

جاء في موقع الإسلام سؤال وجواب أن تعويد الصبيان على الصيام ينتظم في أمور، منها:

1- تحديثهم بفضائل الصيام وأنه من أسباب دخول الجنة ، وأن في الجنة باباً يسمى الريان يدخل منه الصائمون .

2- التعويد المسبق على الصيام ، كصيام بضع أيام من شهر شعبان ؛ حتى لا يفجؤهم الصوم في رمضان .

3- صيام بعض النهار ، وتزاد المدة شيئاً فشيئاً .

4- تأخير السحور إلى آخر الليل ، ففي ذلك إعانة لهم على صيام النهار .

5- تشجيعهم على الصيام ببذل جوائز تُدفع لهم كل يوم ، أو كل أسبوع .

6- الثناء عليهم أمام الأسرة عند الإفطار ، وعند السحور ، فمن شأن ذلك أن يرفع معنوياتهم.

7- بذل روح التنافس لمن عنده أكثر من طفل ، مع ضرورة عدم تأنيب المتخلف .

8- إلهاء من يجوع منهم بالنوم ، أو بألعاب مباحة ليس فيها بذل جهد ، كما كان الصحابة الكرام يفعلون مع صبيانهم ، وهناك برامج أطفال مناسبة ، وأفلام كرتونية محافظة في القنوات الإسلامية الموثوقة ، يمكن إشغالهم بها .

9- يفضَّل أن يأخذ الأب ابنه – وخاصة بعد العصر – للمسجد لشهود الصلاة ، وحضور الدروس ، والبقاء في المسجد لقراءة القرآن ، وذكر الله تعالى .

10- تخصيص الزيارات النهارية ، والليلية ، لأسر يصوم أولادهم الصغار ؛ تشجيعاً لهم على الاستمرار في الصيام .

11- مكافأتهم برحلات مباحة بعد الإفطار ، أو صنع ما تشتهيه نفوسهم من الأطعمة والحلويات ، والفواكه ، والعصائر .

وفي خاتمة النصائح إلى أنه إذا بلغ الجهد من الطفل مبلغه أن لا يصرَّ عليه إكمال الصوم ؛ حتى لا يتسبب ذلك في بغضه للعبادة ، أو يتسبب له في الكذب ، أو في مضاعفات مرضية ، وهو ليس من المكلفين ، فينبغي التنبه لهذا، وعدم التشدد في أمره بالصيام.