لا أستطيع نسيان الماضي


السؤال:
الملخص:
شاب ثلاثيني كان لحادثة تحرش به وهو صغير أثر في حياته كلها، وقد اقترف ذنوبًا كثيرة وأسرف على نفسه، وهو يسأل: ما النصيحة؟
تفاصيل السؤال:
السلام عليكم.
أبلغ من العمر الثلاثين، حياتي مليئة بالعقد النفسية منذ الطفولة؛ حيث تحرش بي شخص في طفولتي (لكن فقط فوق الملابس)، وقد بقيت آثار تلك الحادثة حتى اليوم، فمن بين هذه الآثار أني بدأت الاستمناء في سن السابعة أو الثامنة، وأتناول الأدوية النفسية منذ عشر سنوات، كنت في سن السادسة عشرة أهدد الفتيات بالتعري أمام الكاميرا في مواقع الدردشة، وإلا أقرصن عنوانها الإلكتروني، لكن حصلت فاجعة مع فتاة نصرانية، قالت لي بأني أذكِّرها بأبيها الذي كان يتحرش بها، وأضافت أنها ستنتحر بسببي؛ لأنني كنت أذكِّرها بأبيها، منذ ذلك الوقت وأنا مرعوب أن تموت بسببي، ثم حدثت فاجعة ثانية أني تحرشت بطفل صغير ذي ثلاثٍ أو أربع سنوات، عندما كنت في سن السادسة عشرة، لم يكن تحرشًا جنسيًّا، فقط كنت أقبل وجهه، لا شفتيه، أنا خائف إنْ أصبح اليوم منحرفًا بسبب فعلتي الشنيعة، الآن تذكرت هذه الأشياء التي قمت بها، ونادم كل الندم، وخائف من عقاب الله، قبل كل هذا، عشت طفولة قاسية جدًّا، وكنت مريضًا بالوسواس القهري منذ سبع سنوات، أقول لنفسي: إن ما أعاني منه من أمراض نفسية وقسوة الحياة؛ بسبب عقابي في الدنيا وأيضًا سيكون في الآخرة، فما رأيكم؟ ولكم جزيل الشكر.

الجواب:
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أما بعد:
أولًا: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
مرحبًا بك أيها الأخ الفاضل، وأسأل الله لنا ولك الهداية والتوفيق، والسداد والتيسير.
ثانيًا: لا تيأس من رحمة الله، فالله يغفر الذنوب جميعًا، وأبشر فمن تاب، تاب الله عليه، وبدل سيئاته حسنات، فلا تفكر في الماضي، وانشغل بصلاح نفسك وتزكيتها، فأحسن الفرائض، واجتنب المحرمات، وأكثر من قراءة القرآن والأذكار وصحبة الصالحين؛ وتأمل قول الله عز وجل: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53].
وأنصحك بمطالعة استشارة: هل التفكير في الماضي يؤثر في التوبة؟
واستشارة: التوبة مع تكرار الذنب
واستشارة: الطاعة طريق الاستقرار النفسي
واستشارة: وقعت في ذنب عظيم
واستشارة: ضاع إيماني، فهل لي من توبة؟
واستشارة: ذنب سيخلدني في جهنم
واستشارة: كيف يتأصل الدين في النفس؟
واستشارة: وساوس قهرية مستمرة
واستشارة: أفتقد لذة الإيمان
هذا، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.