إن المتمعن في حال الفرق و الأديان المختلفة يجد أن هناك خاصيتان تميزان أهل السنة و الجماعة عن غيرهم قد يغفل عنهما أغلب الناس ألا و هما؛
الأولى هي عدم التعلق بالأشخاص مهما علا شأنهم و في هذا تعظيم للخالق جل و علا حيث أن الإنسان مهما بلغ شأنه و علت مرتبته و خصه الله بخصائص أو مميزات مثل النبوة فإنه يظل إنسانا لا سبيل لمقارنته بالخالق فلا عالم و لا نبي و لا ملك يرقون إلى مرتبة الله تعالى الله علوا كبيرا. و قد تكلم الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله عن هذا و بينه أفضل بيان في كتابه مسائل الجاهلية إلى جانب ما يزيد عن مائة مسألة أخرى خالف فيها الرسول صلى الله عليه وسلم أهل الجاهلية.
الثانية هي قيام عقيدتنا على الحب بينما تقوم أغلب العقائد الأخرى على الكراهية فنحن لا نكره عيسى ولا نكره رسالته بينما يكره النصارى محمدا و ما جاء به من الحق و نحن لا نكره عليا و لا آل البيت بينما يكره جل الرافضة أبو بكرا و عمرا و غيرهما من الصحابة. كذلك أهل السنة لا يحسدون أحدا بل هم محسودون من كل الأديان و الفرق الأخرى على ما أتاهم الله من فضله، بينما هم يريدون الخير لجميع الناس بدون أي تكبر أو إستعلاء. و الحمد لله رب العالمين.