"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (66)

اكتب في (قوقل) (النوال. وأول الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.

قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "القيامة": (يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ)
وقال في سورة "الانفطار" (عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ)

القول الأقرب أن المراد بما قدم من عمل، وما أخر منه فلم يعمله.
وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: (فاغفر لي ما قدمت وما أخرت)

والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف المفسرون في المراد بهذه الآية على ثلاثة أقوال:

القول الأول: أن المراد بما قدم من العمل قبل مماته، وما أخر من حسنة أو سيئة يعمل بها من بعده. (رجحه ابن جرير*) (وذكره الماتريدي*, والبغوي*, والزمخشري*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*) ( عند تفسير آية القيامة, وذكره مع غيره عند تفسير آية الانفطار)

القول الثاني: أن المراد بأول عمله وآخره أي: بجميع عمله في أول عمره وأخره (ذكره ابن جرير*, والماتريدي*, والبغوي*, والزمخشري*, والرازي*, والقرطبي*) (واقتصر عليه ابن كثير*) (وذكره ابن عاشور* عند تفسير آية الانفطار)

القول الثالث: أن المراد بما قدم من عمل، وما أخر منه فلم يعمله (ذكره ابن جرير*, والزمخشري*, والرازي*) (واقتصر عليه ابن عاشور*) (وذكره عند تفسير آية الانفطار مع القول السابق, وهو أن المراد ما عمل في أول العمر وآخره).
وهذا القول هو أقرب الأقوال, والله أعلم.
وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: (فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت).

ونحوه قول من قال: بما قدم من طاعة وأخر من حقوق الله وفرائضه التي ضيعها. (رجحه ابن جرير* مع ترجيحه للقول الأول) (وذكره الماتريدي*) (وذكره البغوي*, والرازي* عند تفسير آية الانفطار)

وفي الآية قولان آخران فيهما بعد:
الأول: بما قدم من المعصية، وأخر من الطاعة (ذكره ابن جرير*, والبغوي*, وابن عطية*, والقرطبي*)

الثاني: بما قدم من ماله فتصدق به, وما أخر فخلفه للورثة (ذكره البغوي*, والزمخشري*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*)
والله تعالى أعلم.

للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/