تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: عبد الرحمن في إسناد حديث عمرو بن العاص في الجنابة

  1. #1

    Question عبد الرحمن في إسناد حديث عمرو بن العاص في الجنابة

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،


    جاء في سنن أبي داود: "حدثنا ابن المثنى، أخبرنا وهب بن جرير، أخبرنا أبي قال: سمعت يحيى بن أيوب يحدث عن يزيد بن أبي حبيب، عن عمران بن أبي أنس، عن عبد الرحمن بن جبير [المصرى]، عن عمرو بن العاص، قال: احتلمت في ليلة باردة في غزوة ذات السلاسل فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك، فتيممت، ثم صليت بأصحابي الصبح، فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «يا عمرو، صليت بأصحابك وأنت جنب؟» فأخبرته بالذي منعني من الاغتسال، وقلت إني سمعت الله يقول (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما) فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل شيئا،
    قال أبو داود: عبد الرحمن بن جبير مصرى مولى خارجة بن حذافة، وليس هو ابن جبير بن نفير" اهـ من 1\92


    ولكن وجدتُ العلماء عند الكلام على هذا الحديث يعينون عبد الرحمن بن جبير المصري بأنه المؤذن العامري المتوفى 97هـ أو 98هـ. ولم أجد مَن يذكر أنه مولى خارجة بن حذافة، وإنما ذُكِر في بعض تراجمه أنه مولى نافع بن عمرو أو نافع بن عبد عمرو.


    فهل يمكن أحدكم أن يشرح سبب هذا الاختلاف؟

  2. #2

    افتراضي رد: عبد الرحمن في إسناد حديث عمرو بن العاص في الجنابة

    قلتُ: قد ورد أنه مولى نافع بن عبد عمرو القرشي، وذلك فيما أخرجه الطحاوي في مشكل الآثار [2457] فقال:
    حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قُرَّةَ بْنِ أَبِي خَلِيفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلامَةَ الأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ:
    حَدَّثَنَا أَبُو الأَسْوَدِ النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ
    وَهُوَ مَوْلَى نَافِعِ بْنِ عَبْدِ عَمْرٍو الْقُرَشِيِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فذكره دون ذكر التيمم.
    وفي آخر الحديث قال عمرو بن العاص رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم: "... فَتَوَضَّأْتُ ثُمَّ صَلَّيْتُ"، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " أَحْسَنْتَ، مَا أُحِبُّ أَنَّكَ تَرَكْتَ شَيْئًا صَنَعْتَهُ، لَوْ كُنْتُ فِي الْقَوْمِ لَصَنَعْتُ كَمَا صَنَعْتَ ". اهـ.
    ويعضد ذلك ما أخرجه ابن عساكر وغيره في تاريخ دمشق [46 : 148]، من طريق:
    مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أنا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ يَزِيدَ ابْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عِمْرَانَ ابْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، مَوْلَى عَمْرٍو، فذكره مرسلا.
    ونقل ابن عساكر عن ابن وهب قوله: "هَذَا مِنْ قَبْلِ أَنْ يَنْزِلَ التَّيَمُّمُ". اهـ.
    ولعل هذا الأرجح أن يكون مرسلًا، فقد قال الحاكم في المستدرك (1/177) : "فَإِنَّ أَهْلَ مِصْرَ أَعْرَفُ بِحَدِيثِهِمْ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ". اهـ.

    ولعل ما ذكره أبو داود من ولايته لخارجة بن حذافة رضي الله عنه أنه أكثر من صحبته، وذلك حيث أن خارجة عاش مع عمرو بن العاص رضي الله عنه بمصر.
    ومن الملاحظ أن نافع بن عبد عمرو القرشي لم يكن بمصر بل كان بمكة.
    وقد ذكر المزي والخطيب البغدادي وغيرهما في ترجمة عبد الرحمن بن جبير أنه روى عن خارجة بن حذافة وفي المقابل لم يذكروا في ترجمته أنه روى عن نافع بن عبد عمرو شيئا.
    ولم أقف على رواية فيها عبد الرحمن بن جبير عن خارجة بن حذافة، مما يعطينا القصور والتوقف عند هذا الأمر.
    والله أعلم.

  3. #3

    افتراضي رد: عبد الرحمن في إسناد حديث عمرو بن العاص في الجنابة

    جزاك الله خيرا، وهذا ما وقفتُ عليه حتى الآن:


    لم أجد أحداً اسمه عبد الرحمن بن جبير وهو يوصف بأنه مولى خارجة، سوى ما يشير إليه ذلك القول المنقول عن أبي داود "عبد الرحمن بن جبير مصرى مولى خارجة بن حذافة، وليس هو ابن جبير بن نفير". ولاحظ أن القول المنقول هو من سنن أبي داود ط المكتبة العصرية.


    أما في سنن أبي داود ط دار الرسالة العالمية، فليس في النص أن أبا داود قال هذا، بل علق المحقق على الحديث قائلاً: "تنبيه: بإثر هذا الحديث في (ب)، وفى هامش (أ): قال أبو داود: عبد الرحمن ابن جبير مصري مولى خارجة بن حذافة، وليس هو ابنَ جبير بن نفير. وعليها الرمز لا: خط، أي: أنها ليست في نسخة الخطيب." اهـ من 1\251
    في ط دار الرسالة العالمية: (ب) هو مصورة عن الأصل الخطي للملك أحمد بن صلاح الدين الأيوبي، و(أ) هو مصورة عن الأصل الخطي لابن حجر بمكتبة كوبرلي بإستانبول (انظر مقدمة سنن أبي داود ت الأرنؤوط ص64 وص88).


    وفي طبعة دار التأصيل، ذُكر القول في النص ثم عُلِّق عليه: "من قوله: «قال أبو داود ...» إلى آخره من (م)، (ض)، (ت)، وكتب فوقه في (ض) من أوله إلى آخره: «لا خط ... إلى»، أي: ليس في نسخة الخطيب، وبنحوه في حاشية (ح)." اهـ من سنن أبي داود ط التأصيل 2\277
    وفي ط دار التأصيل: (م) هو نسخة مكتبة فيض الله في القسطنطينية، و(ح) هو مصورة عن الأصل الخطي لابن حجر بمكتبة كوبرلي بإستانبول، و(ض) هو مصورة عن الأصل الخطي للملك أحمد بن صلاح الدين الأيوب، و(ت) هو مصورة عن الأصل الخطي بدار الكتب المصرية (انظر مقدمة سنن أبي داود ت الأرنؤوط ص86، وص114، وص123، وص128).
    وفي نسخة الشاملة من ط دار التأصيل، عُلِّق عليه: "قول أبي داود هذا من نسخة الملك الأيوبي, وهامش نسخة ابن حجر. ورمزا له بأنه ليس في نسخة الخطيب. وقد أثبته في أصل الكتاب محققو طبعات: دار التأصيل ودار القبلة, ودار الصدِّيق. وأشار إليه في الحاشية محقق طبعة الرسالة." اهـ من 2\276 (ومثله مذكور 1\6)


    وهذا القول المنقول عن أبي داود قد نقله عنه بعض العلماء السابقين مثل مغلطاي (في شرح ابن ماجه ص711)، ولكن نقل عبد الحق الاشبيلي (في الأحكام الكبرى 1\538) وابن كثير (في البداية والنهاية ط هجر 6\497-498) كلامَ أبي داود ولم يذكر هذا القول عنه.


    فهل يقدح في صحة هذا القول المنسوب لأبي داود عدمُ وجوده في نسخة الخطيب؟

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    المشاركات
    178

    افتراضي رد: عبد الرحمن في إسناد حديث عمرو بن العاص في الجنابة

    نافع بن عبد عمرو وخارجة بن حذافة، كلاهما عدويان، وهما يلتقيان في عُبَيدِ بْنِ عُوَيْجِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَشِيّ. انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد، ج 4، ص 142، ط العلمية، وتلخيص المتشابه في الرسم للخطيب البغدادي، ج 1، ص 416، وهذا لا يشكل على ولائه لبني عدي، والله أعلم.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •