تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: أخطاء عقدية

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي أخطاء عقدية

    منذ الخليقة، وفي بداياتها، والإنسان إذا رُزق بالمولود تكوَّنَت عنده عناصرُ ثلاثة هي: البخل، والجبن، والخوف على المواليد؛ ولذا جاء في حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم أنَّ الأولاد مَجبنة مَبخلة[1]؛ أو كما قال عليه الصلاة والسلام، ولامرئ القيس بيت من الشعر يبين فيه العبث الذي كان يعيشه على الواقع، أو من خلال الشعر يطوِّع فيه الخيال، ويهمُّنا فيه أنَّه كان يشغل المرأة عن رضيعها ذي الحول الواحد، وقد علَّقَت عليه التمائم:
    فمثلِكِ حُبْلَى قَدْ طَرَقْتُ ومُرْضِعٍ *** فألهيتُها عَنْ ذِيْ تمَائمَ مُحْوِلِ
    مما يعكس صورة من الصور العقديَّة والاجتماعية في العصر الجاهلي، حينما كان الناس يعلِّقون التمائم على أولادهم، خوفًا عليهم من العين؛ والعين حقٌّ، وهي واقع ملموس، يُصاب بها بعض الناس، فتكون لها تأثيراتها القوية أو الضعيفة، بحسب قوَّة العين وضعفها، ونحن مطالبون باتِّقائها بذِكر الله تعالى، والأورادِ الواردة عن المصطفى محمَّد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، وعن علماء الأمَّة؛ سلَفِهم وخلفهم.
    هذه الأدعية والأوراد لا تنافي التوكُّل على الله تعالى، وهي تُنبئ عن صَفاء في العقيدة، وقوَّة في الإيمان، وتوكيد على التعلُّق بالله تعالى في السرَّاء والضرَّاء، وكلَّما ضعفَتِ العقيدةُ في النفوس لجأ الإنسان إلى أساليبَ تُنافي التوكُّل، ولا تحمي من العين؛ مثل التمائم التي تُعلَّق على الصدور، أو توضع تحت الوسائد، أو تُعلَّق في البيوت أو السيارات والمركبات الأخرى؛ مما يقي من العين، أو يجلب الحظ! وعِلمُنا القائم على صحيح العقيدة أنَّها لا تَنفع ولا تضرُّ، إلا ضررًا يأتي من الاتِّكال عليها، ويفضي إلى خلَل في المعتقد.
    في بعض المجتمعات الإسلامية كثُرَت التمائم، توضع في أماكن مختلفة؛ ومنها السيَّارات، تعلَّق فيها؛ خارجها أو داخلها، وكنتُ أراها بكثرة في بلد إسلامي شرقي آسيا، لا تكاد مرْكَبة تخلو منها، سواء أكانت مركبةً تسير آليًّا، أم تجرُّها الدوابُّ، ولكثرة هؤلاء الوافدين من تلك البقعة من العالم الإسلامي في منطقة الخليج العربية، ظهَر في الآونة الأخيرة تفشِّي هذه الممارسة، المتمثِّلة في تعليق سَرائح من القماش الأسود على السيَّارات، فظهر بيانٌ من وزارة النقل (المواصلات) في المملكة العربية السعودية، تُنبِّه فيه إلى ضرورة نزع هذه التمائم من السيَّارات؛ لمنافاتها للعقيدة الصحيحة، التي تَعتمد على الله تعالى في درء أيِّ ضرَر قد يُحدِق بالإنسان، ثم تعمد إلى الدعاء المأثور؛ مثل دعاء الركوب، ودعاء السفر، والأوراد المأثورة.
    أكبرتُ هذا من وزارة النَّقل، التي تجاوبَت فيه مع الرئاسة العامَّة لهيئة الأمة بالمعروف والنهي عن المنكر، وقدَّرتُ هذا للوزارة وللرجال العاملين فيها، ممن يهمُّهم أن تظل هذه البلاد صحيحةَ العقيدة خاليةً من أيِّ شائبة أو خلَل، حتَّى لو ظنَّ الآخرون أنَّ في تعليق التمائم نظرةً ظاهرية، لا تعني التعلُّق بهذه التمائم، التي تُتَّخذ - أحيانًا - تقليدًا لمسلمين آخرين، وربَّما لغير مسلمين، يعلِّقون بعض الأشياء في بيوتهم أو سياراتهم؛ مثل حَدْوة الحصان أو ذيل الأرنب، ونحوها مما لا داعي له ولا مبرِّر لوجوده، إذا ما سعينا إلى توعية الناس بضرورة التوكُّل على الله تعالى في السرِّ والعلَن، ثم اتِّخاذ الأسباب الشرعية التي تقي من العين، وستقي من العين بإذن الله تعالى، وما يحصل بعد ذلك فابتلاء من الله تعالى، وعلينا تجاهه الصَّبر والاحتساب والعلاج، الذي قال عنه فقهاء الأمَّة: "يجوز التداوي اتِّفاقًا، ولا ينافي التوكُّل".
    في هذا السياق ذاته، تنتشر في بعض الحواضر الإسلامية مجموعة من الأضرحة، لأناس كان أغلبهم من الأولياء والصالحين، الذين كان لهم أثَر على مجتمعاتهم، فكان أنْ رأى الناس أنْ يكرموهم بعد مماتهم، فأقاموا لهم الشواهد والأضرحة والقباب، وزيَّنوها بزينة البلاد، من الورود والزهور والعطور والحلي؛ ﴿ وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا ﴾ [الكهف: 21]، ويدفع الفقراءُ للأضرحة أكثر مما يدفع لها الأغنياء، وتذبح عندها الأنعام، ويَتبرَّك بها الضعفاء أكثر من الأقوياء، والفقراء أكثر من الأغنياء، وظنَّ بعض الناس أنَّها يمكن أنْ تجلب البركة، أو أنَّها تدفع الضرر، أو أنَّها تغيِّر الأحوال.
    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــ
    [1] نصُّ الحديث: ((إن الولد مبخلة مجبنة))؛ رواه ابن ماجه في كتاب الأدب، باب بر الوالد والإحسان إلى البنات، حديث رقم: (3656)، ورواه الإمام أحمد في المسند، مسند الشاميين، حديث رقم: (16904).


    رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/130941/#ixzz5Y8KNtQ7K
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,564

    افتراضي رد: أخطاء عقدية

    جزاكم الله خيرا

    كم لها فضل هذه الدولة المباركة السعودية على العالم العربي والاسلامي ...

    في نشر العقيدة الصحيحة بين المسلمين ..

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: أخطاء عقدية

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن المطروشى الاثرى مشاهدة المشاركة
    جزاكم الله خيرا

    كم لها فضل هذه الدولة المباركة السعودية على العالم العربي والاسلامي ...

    في نشر العقيدة الصحيحة بين المسلمين ..
    نعم، هذه حقيقة.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •