الحمد لله.
يروج بين الناس ذاك الدعاء على انه من أدعية الوضوء، وذكر ضاحب المنشور أن الألباني حسنه!!.
ولم يحسنه الألباني رحمه الله، وقد اختلط الأمر على صاحبه وإليك البيان :
الحديث بهذا اللفظ رواه أبو يعلى (المسند.7273). والنسائي (عمل اليوم والليلة.80)،وابن السني في (عمل اليوم والليلة.28).من طريق أبي مجلز يقول: قال أبو موسى:"أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوضأ، فسمعته يدعو يقول: اللهم اغفر لي ذنبي، ووسع لي في داري، وبارك لي في رزقي. قال: فقلت: يا نبي الله، لقد سمعتك تدعو بكذا وكذا قال: وهل تركن من شيء؟".
قال النووي:"إسناد صحيح".(الأذكار.98).
قلت : بل هو ضعيف : فأبو مجلز لم يسمع من أبي موسى، قال ابن حجر:"أما حكم الشيخ على الإسناد بالصحة ففيه نظر؛ لأن أبا مجلز لم يلق سمرة بن جندب ولا عمران بن حصين فيما قاله علي بن المديني، وقد تأخرا بعد أبي موسى، ففي سماعه من أبي موسى نظر، وقد عهد منه الإرسال ممن لم يلقه".(نتائج الأفكارفي تخريج أحاديث الأذكار.268/1).
وقد اختلف النسائي وابن السني في التبويب على الحديث، فقد ترجم ابن السني لهذا الحديث (باب ما يقول بين ظهراني وضوئه). وأما النسائي فأدخله في باب:(ما يقول بعد فراغه من وضوئه). وجمع النووي بينهما وقال :"وكلاهما محتمل".الأذكار.99) .
قلت : لكن هذا الجمع لا يستقيم ففي المسند أن الدعاء يقال بعد الصلاة، عن أبي موسى قال:" أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بوضوء فتوضأ وصلى وقال..".(المسند.1957 4".
والحديث ضعفه الألباني في (تمام المنة.95) و(بلوغ المرام.112) ، وأورده الوادعي في (أحاديث معلة ظاهرها الصحة.282). فمن أين لصاحب المنشور أن الألباني حسنه؟!!.
الأمر وما فيه أن الألباني حسن الدعاء من غير تقييد بوضوء ولا صلاة، لذا ضعفه مقيدا في كتابه (غاية المرام.حديث رقم:112). وقال:"لكن الدعاء في الحديث له شاهد".
بل حذر من مثل ما وقع فيه صاحب المنشور، قال رحمه الله:" نعم الدعاء الذي في الحديث له شاهد ذكرته في (غاية المرام) فالدعاء به مطلقا غير مقيد بالصلاة أو الوضوء حسن ولذلك أوردته في (صحيح الجامع) وغفل عن هذا بعض إخواننا فأورده فيما يقال في الوضوء أو الصلاة - والشك مني - فرسالته لا تطولها الآن يدي". (تمام المنة.96).
أما ما يقال بعد الوضوء فقد سبق وبينته هنا :
https://www.facebook.com/kacem.khailat/posts/1387008097991904
والله الموفق.
(#قاسم_اكحيلات).