تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 18 من 18

الموضوع: تعقب محقق كتاب فتاوي ابن الصلاح حول مسألة التوسل

  1. افتراضي تعقب محقق كتاب فتاوي ابن الصلاح حول مسألة التوسل

    بسم الله الرحمن الرحيم.قال الدكتور محمد السناري محقق كتاب"فتاوي ابن الصلاح".طبعة دار الحديث بالقاهرة.ص 95بعد قول ابن الصلاح
    "وذلك أن كرامات الأولياء من أمته واجابات المتوسلين المتوسلين به في حوائجهم وشدائدهم ومغوثاتهم عقيب توسلهم به في شدائدهم براهين له صلى الله عليه وسلم قواطع ومعجزات له سواطع لايعدها عد".
    علق محقق الكتاب على هذه الفقرة بقوله
    "التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم مسألة خلافية قديمة والراجح فيها المنع ان شاء الله .لكن القائلون بالجواز والاستحباب أكثرهم أئمة سادة.وفقهاء عظام .
    فلا ينبغي التثريب عليهم في مسائل الاجتهادفمن شنيع ما يؤسف له:أن بعض من انتدب نفسه لتحقيق تراث الأقدمين اذا وقف على جملة لصاحب الكتاب يتوسل فيها بالنبي عليه الصلاة والسلام فيقول متسرعا"هذا شرك"" هذا كفر" أو يرمي نفس الإمام بذلك وهذه المصيبة لا كاشف لها الا الله .وقد قلنا كثيرا: بأنه لا يجوز التشنيع ولا التبديع فضلا عن الرمي بالزندقة والشرك ونحوهما في مسائل الاجتهاد مع الذين وصلوا الى هذه المرتبة من العلماء.نعم نحن لا نرى جواز التوسل بذات النبي ولكن لانفسق ولا نبدع من ذهب الى استحباب ذلك اذا كان مجتهدا.أما المقلد والجاهل فلهما حكما خر فانتبه لهذا جيدا."
    نرجوا من الإخوة التعليق على هذا الكلام في انتظار التعقيب الذي سأقوم به.والمانع منه الان ضيق الوقت.علما بأن المحقق قد حقق الكتاب تحقيقا جيدا وتعقب المؤلف في كثير من المسائل.

  2. #2

    افتراضي رد: تعقب محقق كتاب فتاوي ابن الصلاح حول مسألة التوسل

    سؤال فقط لأخينا أرجو أن ينظر فيه قبل أن يتحفنا بتعليقه؟
    أليس قد قال بهذا أحمد؟

    حتى أرى تعليقك أخى الحبيب، أظن أن الشيخ لم يخطىء جزاه الله خيرا.

  3. افتراضي رد: تعقب محقق كتاب فتاوي ابن الصلاح حول مسألة التوسل

    بسم الله الرحمن الرحيم.أخي الكريم أنقل لك جواب الشيخ الألباني رحمه الله عن هذا الإشكال في جوابه عن الأسئلة الكويتية.
    التي قام بتفريغها وطبعها الشيخ عمرو عبد المنعم سليم مع التعليق عليها.جاء في الكتاب جوابا على سؤال وجه للشيخ الألباني رحمه قال:
    "أما صحة ذلك على الطريقة الحديثية فلا نستطيع اثباتها وليس كل قول ينقل عن امام من أئمة المسلمين بامكاننا أن نثبته على طريقة علماء الحديث..
    ولكن لا يسعنا الا ان نعتمد على العلماء الذين سبقونا زمنا وعلما ولا يسعنا الا أن نعتمد عليهم فيما ينقلونه من أقوال وروايات.
    حتى يتبين لنا خطؤهم في ذاك النقل.كون الإمام أحمد أجاز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم. أذكر أنني قرأت ذلك قديما في رسالة التوسل والوسيلة لشيخ الإسلام ابن تيمية فهو ينقل ذلك كقول عن الإمام أحمد أجاز التوسل بالنبي عليه الصلاة والسلام.
    وكما قلت انفا ما دام ابن تيمية ينقل ذلك وهو موضع ثقة والاعتماد عليه فيما ينقل.فنحن نقول بما نقل حتى يثبت عندنا ضغق ما نقل هذا بالنسبة لجواب السؤال.
    لكني أريد أن أذكر شيئا مهما في اعتقادي بالنسبة لمثل هذا القول:لاضرر علينا أن يثبت عن الإمام أحمد هذا القول أو لايثبت.
    كلاهما بالنسبة الينا سواء ذلك لأننا لسنا أحمديين.وانما كما سبق أن قلت انفا:نحن نقدر هؤلاء الأئمة ونجلهم ونستفيد من علمهم و مناهجهم.لكننا لا نسلم قياد عقيدتنا وأركاننا لهم.الا من تبين لنا أن الحق معه.
    فاذا:اذا كان هذا النقل من ابن تيمية عن الإمام أحمد أنه كان يجيز ذلك وأن دليله في ذلك هو حديث الأعمى وحين دراسة الحديث يتبين أنه لايفيد التوسل بالنبي بعد موته .لأن الأعمى توسل بدغاء النبي كما هو مشهور في نفس كتاب ابن تيمية .
    وكما زدت بيانا في رسالتي"التوسل أنواعه وأحكامه".وحديث الأعمى كله يدور على التوسل بدعاء النبي عليه السلام فاذا لايجوز لنا أن نقول بأنه يجوز التوسل الان بالرسول صلى الله عليه وسلم .لأنه لا يمكن أن نبلغه ما الذي نحن نريد أن يدعوا لنا ربه.ولا نحن نستطيع اذا هو دغاء-مثلا-في حالة البرزخ أن نعرف أنه دعا.فالقضية في حديث الأعمى لها علاقة بحياته.
    ولا علاقة له بوفاته".
    وقال الشيخ عمرو عبد المنعم سليم في تعليقه
    "كل من نسب الى الإمام أحمد رحمه الله اعتمد على نص مجمل لايمكن من خلاله معرفة صفة التوسل الذي قال به امام أهل السنة
    والأثر في عصره......بل الذي أكاد أجزم به أن المراد بالتوسل به هو التوسل بالإيمان به ومحبته وطاعته .لأن المنقول عن أحمد المنع من الإستعاذة بالمخلوق وحكمها حكم التوسل"اه.

  4. افتراضي رد: تعقب محقق كتاب فتاوي ابن الصلاح حول مسألة التوسل

    بسم الله الرحمن الرحيم.أما بالنسبة للتعليق على كلام الدكتور محقق الكتاب فهو كالتالي:
    وكما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه التوسل والوسيلة.وكما ذكر الشيخ الألباني في كتاب التوسل وكما ذكر كثير من أهل السنة المعاصرين وغيرهم.
    أن المسألة لا تدخل ضمن الخلاف المعتبر الذي لا يأثم من يأخذ بأحد القولين فيه.كما ذكر الدكتور المحقق.
    فمسألة التوسل بجاه النبي تدخل ضمن خلاف التضاد الذي لا شك أن السنة في أحد القولين و البدعة في القو ل الاخر.
    والذين استدلوا بحديث الأعمى في جواز ذلك نقول لهم ليس في الحديث ما يدل على جواز ذلك.وخصوصا أن منهجنا هو اتباع الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح.فننظر كيف فهم الصحابة هذا الحديث.لم ينقل الينا حسب علمي من بعض صحابة النبي صلى الله عليه وسلم أنه فهم من الحديث جواز التوسل بجاه النبي وذاته الشريفة.ولم نعلم أنهم توسلوا بالنبي صلى الله عليه وسلم بهذه الطريقة المبتدعة.ولو فعلوا لنقل الينا.من هنا يتبين لنا أن هذه الطريقة مبتدعة لا أصل لها في دين الله.
    وهذا المسألة لا اجتهاد فيها كما ذكر الدكتور لأن النص الذي بين أيدينا لا يدل من قريب أو بعيد على جواز التوسل بجاة النبي.
    وبالتالي فالذي يحقق تراث الأقدمين ثم يتعقبهم في مسألة التوسل نقول أنه فعل الصواب وأنكر البدعة في الدين.
    خصوصا أن من يأخذ هذا القول فانه يدين الله به فلماذا التشنيع عليه؟؟؟
    أما قوله
    "أن بعض من انتدب نفسه لتحقيق تراث الأقدمين اذا وقف على جملة لصاحب الكتاب يتوسل فيها بالنبي عليه الصلاة والسلام فيقول متسرعا"هذا شرك"" هذا كفر" أو يرمي نفس الإمام بذلك وهذه المصيبة لا كاشف لها الا الله ."
    هذا كلام مبالغ فيه لاحقيقة له فلا نعلم أن محققا تعقب أحد الأقدمين في تحقيقاته واتهمه بالشرك والكفر بمجر أنه توسل التوسل المبتدع فالأمر لا يعدوا أن يكون بدعة ولا يرقى الا درجة الشرك والكفر الا بقرائن وضوابط وشروط.
    أما من أجاز التوسل بجاه النبي من الأئمة المجتهدين المتقدمين فان كان هذا ما فهموه من الحديث وما أداهم اليه اجتهادهم فلا يوصفون ببدعة لأنهم لم يتعمدوا مخالفة الحديث فيكون مخطئين لهم أجر واحد.
    وأما من تمسك بهذا القول بعد ظهور الحق له و ثبوت الحجة عليه فلا شك أنه مبتدع .
    وفي الأخير فان قول ابن الصلاح الذي هو سبب في كل هذا وهو قوله:
    "واجابات المتوسلين المتوسلين به في حوائجهم وشدائدهم ومغوثاتهم عقيب توسلهم به في شدائدهم براهين له "
    هذا الكلام مجمل وغامض وكأنه لا يريد التوسل المذكور بل يقصد الإستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم الشركية والله أعلم.

  5. #5

    افتراضي رد: تعقب محقق كتاب فتاوي ابن الصلاح حول مسألة التوسل

    أعتقد أخي الكريم ان الشيخ المحقق لكتاب قد أجاب عليك في نفس مداخلتك المقتبسة عنه وهذه هي الإجابة
    نعم نحن لا نرى جواز التوسل بذات النبي ولكن لانفسق ولا نبدع من ذهب الى استحباب ذلك اذا كان مجتهدا.أما المقلد والجاهل فلهما حكما خر فانتبه لهذا جيدا."
    وما نهي عنه المحقق أخي الكريم هو التبديع والرمي بالشرك للعلماء ممن أجاز ذلك فالأصل التحقق من النية

    والله أعلم

  6. #6

    افتراضي رد: تعقب محقق كتاب فتاوي ابن الصلاح حول مسألة التوسل

    السلام عليكم أيها الأخوة النبلاء
    فأنا محقق كتاب فتاوي بن الصلاح طبعة دار الحديث
    وقد أخطأ أخي أبو الوليد في معرفتي واسمي معا
    فلست الدكتور محمد السناري كما يقول
    إنما أنا العبد الفقير الحقير أبو المظفر سعيد بن محمد السناري وحسب
    وأنا أشارك في عدة منتديات باسم النوراني فليعلم هذا جيدا
    أما بشأن مناقشة كلامي في مسئلة التوسل السابقة فأنا متحفز للأخذ والرد والتعليل
    ولا أرى ذلك يصلح إلا إذا رغب في ذلك إخواني هنا
    فاسمحوا لي أن أبصر ما يدل على قبولكم لي واستضافتكم إياي
    وإلا حسبي تلك الكلمات هنا
    والسلام عليكم معشر الأفاضل

  7. افتراضي رد: تعقب محقق كتاب فتاوي ابن الصلاح حول مسألة التوسل

    بسم الله الرحمن الرحيم.مرحبا بالأستاذ سعيد السناري شرفت هذا المنتدى .تفضل ولا ترى في تعليقي إساءة أو شيئا من هذا القبيل فالكل يؤخذ من قوله ويرد.

  8. #8

    افتراضي رد: تعقب محقق كتاب فتاوي ابن الصلاح حول مسألة التوسل

    السلام عليك أخي الفاضل وعلى عباد الله الصالحين،وبعد :

    الموضوع عندي أكبر من مجرد اختلاف الآراء في مسئلة !! مثل ما نحن بصدده هنا !! كلا وربي ،بل الخطب جد خطير ، والمصاب فادح مستطير !! فقد استقر وثبت لدى الجميع أنه ما سلم أحد من هفوة كائنا من كان ولا أستثني !! اللهم إلا أن يكون يحيى بن زكريا عليهما السلام !! وقد صح عن المعصوم صلى الله عليه وسلم : أنه قال : (إذا اجتهد الحاكم فأخطأ فله أجر ، وإذا أصاب فله أجران) والحاكم هنا : هو المجتهد في أحكام الشريعة لا غير ، فكل من كان سبيله بذل الوسع في فهم النصوص ، وتطبيقها على الجزئيات المستنبطة عنده ، مع توفر آليات الاجتهاد لديه ، يشمله نص المعصوم المشار إليه آنفا ، لكن هناك من يأبى إلا التفريق بين مسائل الاجتهاد في الاعتقاد والفروع !! فيرى المخطئ : آثما ، ملوما، وربما مبتدعا زائغا !! في مسائل العقيدة دون الشريعة !! فالخطأ في الثانية : هو الذي يؤجر عليه صاحبه وحسب !! أما الأولى : فما يقبل منه فيها إلا الصواب المحض عنده !!
    بل ويدور حال ذالك المخطئ بين الجهل والتبديع !! وربما الزندقة وما فوقها!! هكذا يحلو للبعض دائما !! فليس المخطئ المجتهد في الاعتقاد يكون له من وجوه الاعتذار عنه مثلما يكون لذاك المخطئ في مسائل الطهارة والصلاة وسائر أحكام الشريعة !!
    كذا !! كأن نصوص الاعتقاد كلها قطعية الثبوت قطعية الدلالة عندهم !!وبذالك استباح هؤلاء : أعراض خلق من عظماء الأمة ، وجبال الأئمة !! ووصفهم بالجهل والبدعة والتلبيس والتدليس والمروق !! بل الزندقة والكفر المحض !! ولست ممن يرسل الكلام على عواهنه ، أو يتكلم بالجزاف !! بل الأمثلة عندي مبسوطة لدي في كتبي وأدراجي ، ويضيق المقام جدا عن شرح ذلك هنا، و

    حسب النبيه إشارة مكتومة : : : : : : : وسواه يدعى بالنداء العالي !!

    ومع ذلك أجدني مضطرا إلى بيان بعض ذلك هنا !!
    فأقول : لتكن مسئلة ( التوسل ) هي مثالنا على ما نحن بصدده :
    وقد علم أن الخلاف فيها مشهور منشور ! وإن أبى ذلك من يأباه ! فكون الحق فيها أو الصواب مع المانعين ، لا يعني ذلك التغليظ والتسفيه في حق من أجاز ذلك من أئمة الاجتهاد !! فضلا عن رميهم بما يندى جبين الحر له ! ودعوى كون تلك المسئلة ممن (لا تدخل ضمن الخلاف المعتبر الذي لا يأثم من يأخذ بأحد القولين فيه ) غير مسموعة أصلا !! إذ أن دليل ذلك هو عين الدعوى بلا ريب ! وأما قول أخينا أبي الوليد المغربي : (فمسألة التوسل بجاه النبي تدخل ضمن خلاف التضاد الذي لا شك أن السنة في أحد القولين و البدعة في القو ل الاخر) غير مقبول منه البتة ! بل هو سمج للغاية !! وأعجب منه دعواه أن تلك المسئلة لا اجتهاد فيها !! ثم يضيق أدلة المخالفين جدا !! ويجعلها نصا واحدا وحسب !! وهو حديث الأعمى المشهور ! ثم يغامر ويزعم أن ذلك الحديث (لا يدل من قريب أو بعيد على جواز التوسل بجاة النبي )!! هكذا يقول ( من قريب أو بعيد )!! كأنه ما وقف على كلام الخصوم حوله !! فضلا عن سائر أدلتهم في ذلك كله !! واكتفى لنفسه بنقل كليمات من كلام الإمام الألباني حول تلكم المسئلة !! فيا لله والناس!! وأقول له : رويدك أخي الفاضل ، بل حنانيك وهداديك !! فلو كان الحق في تلك المسئلة بذلك الوضوح الذي تراه لنفسك ؛ ما نشبت تلك الحرب الشعواء بين المخالفين والموافقين لك !! وما كانت ألفت تلك الكتب والرسائل حولها من الطرفين جميعا !! فهون على نفسك ، وخفف من جأشك ، فإن الخطب فوق ما تروم بكثير !! وأراك اكتفيت بكلام الموافقين لك ، فيما ترمي المخالف فيه بالبدعة !! وصدك ذلك عن النظر في كتب ورسائل خصومك البتة !! اللهم إلا ما يحكيه الإمام الألباني وغيره عنهم !! وما هكذا يكون الإنصاف يا أهله !! ثم دعك من هذا كله !! بل ولتضرب عنه صفحا ، ولتعقد ولو على رأي العامرية صلحا ، فلعل من خطأ ابن أم أخته ، بنى ذلك على حسب رأيه ، لا إخفاء منه للحق الأبلج ، أو إظهارا للباطل المسمهج !!ولتتأمل فيما سطرناه أولا ، ولتنظر فيما قلناه أول مرة ، واعلم يا رعالك الله : أننا موافقون لك في مسئلة ( التوسل ) قائلون بعدم جواز ذلك أصلا !! ولكن ليس هذا تلكم القضية التى نحوم حولها الآن !! إنما الشان في كبار الأمة ، وسادة الأئمة ، الذين يحلو للبعض أن يرميهم بالبدعة وكل قبيح ؛ لأجل كونهم اجتهدوا في مسئلة فأخطئوا !! والله إن العجب ليطول جدا !! ممن يتحاشى وصف أمثال النعمان ومالك والشافعي وأحمد وأمثالهم من الكبار : بالبدعة !! مع كونهم حفظ عنهم من الاجتهادات المخالفة لصريح السنة ما شاء الله!! على تفاوت بينهم في ذلك لايخفى ، ثم لا يتحاشى ذلك في أمثال : داود الأصبهاني ، وأبي محمد الفارسي ، وأبي الحسن الأشعري ، وأبي بكر الباقلاني ، وابن الخطيب الرازي ، والتقي السبكي ، وابنه التاج، وثلة آخرين من ليوث غابات النظر ، وشموس أقمار الفكر !!بل لدي من هفوات كثير من أئمة السنة في بعض مسائل الاعتقاد : ما يحار له لب اللبيب !! ولعلي أسوء بها بعضهم إن اقتضى المقام !! والكل مأجور حسب اجتهاده ، أما المقلد والمتعصب : فلهما شأن آخر !! فالحاصل : أن التشنيع والتبديع فى مسائل الخلاف التي تتجاذب فيها الأفهام ، وتتجارى لأجلها سنان الأقلام :ليس يصدر ممن يعي ما يقول !! أو يحيط علما بالمعقول والمنقول !! واسترسال الكلام في هذا الصدد يؤلمني شديدا ؛ لقلة أهل الإنصاف ؛ وكثرة أهل الإجحاف والاعتساف !! وقد نصحتك وعند الله تجتمع الخصوم ...

    ولعلي أعود للكتابة في وقت لاحق إن شاء الله .
    وسلامي لأخي أبي الوليد المغربي وسائر الأحباب من أعضاء هذا المنتدى المبارك.
    وكتبه : العبد الفقير، والجاني على نفسه بويلات الأمور : أبو المظفر سعيد بن محمد السناري القاهري.....

  9. افتراضي رد: تعقب محقق كتاب فتاوي ابن الصلاح حول مسألة التوسل

    بسم الله الرحمن الرحيم.الأخ الدكتور سعيد السناري وفقك الله للحق لا نريد أن ندخل في معارك للتسفيه والتجهيل فليس هذا من خلق أهل العلم في شيئ.نريد مناقشة علمية مبنية على الإحترام المتبادل واستبعاد ما ليس له دخل في المناقشة العلمية المبنية على الأدلة والحجج الشرعية.
    كما أنني ألاحظ ويلاحظ القراء الكرام أنك ظهرت في مشاركتك الأولى بمظهر الهدوء والتعقل ثم بدأت عندك غارات التسفيه والتجهيل والتضليل في المشاركة التالية فما سر هذه المفارقة !!.؟؟
    فيا أخي الكريم لا تكن سريع الغضب فإن أهل العلم والدعاة إلى الله هم قدوة للأمة في أخلاقهم ومعاملاتهم .
    لاتنه عن خلق وتأتي مثله+++++عار عليك إذا فعلت عظيم.
    وهذه المسألة لا تستحق منك كل هذه الضجة فالغيرة يجب أن تأخذك عندما ترى الشرك والخرافة والبدعة تنتشر بين المسلمين
    وهذه الأقوال التي ذكرتها إنما هي أقوال لأهل العلم الذين تدعي الإنتصار لهم والذوذ عنهم والغيرة عليهم.!!
    لاتنه عن خلق وتأتي مثله+++++عار عليك إذا فعلت عظيم.
    فهل كان شيخ الإسلام والشيخ الألباني والشيخ ابن باز وغيرهم من أهل السنة قديما وحديثا غافلون عما قادك إليه فكرك الثاقب
    وهل كان هؤلاء ممن استباح ."أعراض خلق من عظماء الأمة ، وجبال الأئمة !! ووصفهم بالجهل والبدعة والتلبيس والتدليس والمروق !! بل الزندقة والكفر المحض !! ".؟؟؟؟ هون عليك يا أخي واعرف ما يخرج من رأسك.
    قولك:"وقد علم أن الخلاف فيها مشهور منشور !........كأنه ما وقف على كلام الخصوم حوله !! فضلا عن سائر أدلتهم في ذلك كله !! ".يا دكتور فما بالهم اختلفوا في كفر فرعون ؟؟؟وما بالهم اختلفوا في جواز عبادة القبور وعدم جوازها؟؟؟وما بالهم اختلفوا في جواز الكفر بالله وعدمه؟؟؟ هل كل مسألة اختلف فيها تعني أن ذلك الخلاف معتبر؟؟؟؟؟؟؟؟.
    قولك :
    " أمثال : داود الأصبهاني ، وأبي محمد الفارسي ، وأبي الحسن الأشعري ، وأبي بكر الباقلاني ، وابن الخطيب الرازي ، والتقي السبكي ، وابنه التاج، وثلة آخرين من ليوث غابات النظر ، وشموس أقمار الفكر "
    ليوث غابات أي نظر؟؟؟؟
    وشموس أقمار أي فكر؟؟؟
    الأفكار كثيرة ومختلفة ومتضاربة ومنها الحق ومنها الباطل.
    أما بالنسبة لتهويلك أن كثيرا من الناس يرمون الأئمة الأربعة بالبدعة والزندقة فمن تقصد بهؤلاء إن كنت تقصد السلفيين فالسلفيون أبعد الناس عن هذا فلم يبق لكلامك وتهويلك معنى!!
    وفي الأخير أتوجه إليك بسؤال أرجوا أن تجيب عليه بصرحة ووضوح أذكر لي من فضلك صحابيا واحدا فهم من الحديث التوسل المبتدع وتوسل بالنبي بالطريقة التي يقول بها المخالفون؟؟؟
    كما أنبهك في الأخير على خطأ إملائي تكرر معك كثيرا "مسئلة" فهذه الكلمة تكتب هكذا "مسألة".والسلا .

  10. #10

    افتراضي رد: تعقب محقق كتاب فتاوي ابن الصلاح حول مسألة التوسل

    سلام على أهل الاتباع والإنصاف وبعد :
    لا أدري والله كيف أتكلم ؟ وأين للسان قلمي سبيل يفصح به عن مكنون قلبي وما لأجله أتوجّع وأتألّم ! ومتى كان الصحيح المعافى يدرك أوجاع السقيم المريض ؟ وقديما كنتُ أنشد من نظمي وأقول :
    دع عنك لومي في الضّنى يا لائمي ******* بين الصدور وشائج تتقطع !
    من يعلم الشكوى يئنّ مرارة ******* مما حوته وقلبه يتمزّع !
    آهٍ على وجود أخ مؤنس ودرهم حلال ، لهفي على أناس كانوا مصابيح العلم ، وأحلاس الخيرات!
    وبعد اللتيا والتي ، وذكر شكايتي : أقول لأخي الفاضل أبي الوليد المغربي : شكر الله مسعاك يا عبد الله .
    وما ذكرتَه في ردك السابق : ظاهر جدا في كونك لم تفقه ما أصول لأجله وأجول !! وأخبرك : أن لدي من الهمة التي لا تنثني ؛ ما يجعلني أتعقب كلامك خطوة خطوة !! بل أبدي لك من غمرات وهائه أصولا ، وأسوّي على قصبات ضعفه نصولا !! وأُبّين لك أن مخايل الإنصاف فيه مجهولة ، وبعثات الحقائق دونه معقولة ، غير أن العفو هو أقرب للتقوى ، والتذكير ربما انتُفع به فأجرى لصاحبه أجرى ، ولكن هل لك فيما هو خير من ذلك كله ؟
    فأنا أشهد الله أني أحبك فيه يا رجل ! وأرجو لك من الخير ما أرجوه لنفسي ، وأُراني قد أحطتُ بما لم تُحط به فيما أنا أُشرّق فيه وتُغرّب أنت !! وسألجو لك حقيقة الخطب بإيجاز شديد ، وذلك في عدة الأمور :
    -الأول : أن كلامي كله يدور في فلك الدفاع دون وصم أئمة الاجتهاد بالبدعة ونحوها فيما بذلوا الوسع في معرفة الحق فيه فأخطئوا !! ويشمل ذلك المسائل الاعتقادية والشرعية على حد سواء ، وأنت مدفوع إلى حمل كلامي على مسألة ( التوسل ) وحسب !! هكذا مع إصرار شديد !! ليتني عرفت مبرّره ؟
    - والثاني : أني موافق لك على المنع في مسألة ( التوسل) كما قلته لك مرارا ، غير أن الفرق بيني وبينك : أنني ألتمس الأعذار للمخالف المجتهد ، دون المقلد والمتعصب ونحوهما ، وأقول بأن له أجرا واحدا في هاتيك المسألة ،وأذود عن حريم هذا المجتهد من تشنيع المشنّعين ، ولغط اللاغطين ، وهذيان المبدّعين والمفسّقين !! كائنا من كانوا من أهل الدنيا !!
    أما أنت : فأراك تأبى إلا الغمز والنيل من المخالف !! وتزعم - تبعا لغيرك - أن تلك المسألة ليست مما يُقبل الخلاف فيها !! ثم ترميني بقولك : (ثم بدأت عندك غارات التسفيه والتجهيل والتضليل !! ) فواغوثاه بالله مما أسمع وأرى !! ولو سألتك برهانا واحدا من كلامي على تلك الدعوى ؛ لضاقت عليك الأرض بما رحبت !! إذ ليس في كلامي هذا أصلا !! وأستحي أن أقول لك المثل السائر ( رمتني بدائها وانسلت !!) وأدبي معك يمنعني من ذلك أخي الكريم .
    - ثالثا : لا أدري منك : التشبث دائما بفعل وقول جماعة من الكبار ، أمثال : شيخ الإسلام ابن تيمية والإمام الألباني وغيرهما في تلك المسألة ؟ مع أنه لا حجة في أحد دون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأخشى أن أقول بكونك مغرما بالاختباء خلفهم ! مع كونك سلفيا قحا كما تحب !! وهل رأيت سلفيا قط : يقلد أحدا دون المعصوم ؟ وقديما كان يقال : ( دعوا ذكر الرجال عند الحجاج !!) ونقل ابن الجوزي في ( التلبيس ) عن الإمام أحمد أنه خوصم في مسألة بقول ابن المبارك ! فقال : ( إن ابن المبارك لم ينزل من السماء !!) على أني لا أعلم عن شيخ الإسلام ، ولا الإمام الألباني : أنهما يرميان المخالف المجتهد في هذه المسألة خاصة بالبدعة !! فمن ادعى خلافه ؛ فالدليل عليه !! ولو ثبت ذلك عنهما البتة ، لما كان في مجرد قولهما حجة أصلا !! إنما الحجة فيما يأتيان به من نصوص الكتاب والسنة الدالة على ذلك وحسب .
    فنصيحتي أبا الوليد : أن تهتم بمعرفة البراهين النقلية فيما تسلك به ذلك المسلك الوعر في حق من ثبتت إمامته وديانته إلا أنه أخطأ ، وأنت أصبت ! ولا بأس من أن تستضيئ بأقوال أهل العلم في تدعيم قولك ، دون أن تدرأ بها نحر النصوص التي يجابهك بها خصمك !! فهذا أحمد لك عند الله والناس .
    - رابعا : وأما قولك لي في معرض ردك : (وهذه المسألة لا تستحق منك كل هذه الضجة فالغيرة يجب أن تأخذك عندما ترى الشرك والخرافة والبدعة تنتشر بين المسلمين ) فظاهر جدا في كونك ما فقهت ما أتنغّص لأجله !! كأن همك هو أن تدرأ بي في خندق مسألة ( التوسل ) وحسب !! مع كوني أرى أن ( التوسل ) بدعة محدثة ، إلا أني لا أرمي كل متوسل بالبدعة أصلا !! كما أني ربما أقول عن أمر : هذا شرك وكفر!! ولا أجرؤ أن أصف كل من يأتيه بكونه مشركا كافرا !! أما أنت فما يرضيك إلا ما تبتغيه من مقالك هذا كله !! فيا سبحان الله !! أأكون غيّورا على ما تحب ؛ ولا أكون غيورا على أعراض العلماء ممن تريد أنت وغيرك النيل منهم ؛ لكونهم أخطئوا فيما بذلوا الوسع فيه ، ولم يُوفّقوا !! تالله ما رأيت كاليوم عجبا قط !! ..
    - خامسا : إن كنت أخي أبا الوليد : ما زلت مدفوعا إلى قولك ( وهذه المسألة لا اجتهاد فيها !! ) فيمكنني مناقشتك في هذا نقاشا هادئا ، بعيدا عما تحب وترغب إن شاء الله ، ولكن أرجو أن يتسع صدرك لي كما اتسع صدري لك ..
    -سادسا : ما زلت تصرّ على أن تناديني بـ ( الدكتور !! ) ذلك اللقب التغريبي البغيض في حق أهل العلم ! وأنا لا أطيقه أصلا !! فكيف أتلقب به يا أخي ؟ وليتني أعرف من أين أتيت به عني ؟ ومن وصفني به قبلك من أهل الأرض ؟ وأنا عبد فقير حالا ووصفا !! وليس لدي من الشهادات بعد شهادة ( التوحيد ) إلا شهادة ( الإعدادية !! ) فهل تروقك ؟ .
    -سابعا : جزاك الله خيرا على ما نبهتني عليه بشأن كلمة ( مسألة ) وإن كان لي فيها سلف !! ولولا أن تظن بي الانتصار لنفسي ؛ لأوقفتك من كلامك نفسك على إعواز شديد في اللغة والعربية معا !! ولعلك تبصر ذلك عند تأمل ما كتبته ، إلا أن ذلك لا أراه يمنعك : من إبداء وجوه التعدي والغلط في كلامي ، فإنما أنا بك ، وأرجو أن أكون أنا بك ، و (المسلم مرآة أخيه ) كما ورد في الحديث الذي حسنه الألباني وغيره ، وفيه نظر !!

    وأعود مرة أخرى وأقول : محبتي لك يا أبا الوليد قائمة ، ولغيرك من أعضاء هذا المنتدى ، فلا يصدنك عنها ما تشمه في كلامي من الجفاء والغلظة !! فربما كان ذلك من تلك (العلقة السوداء ) التي هي حظ الشيطان من ابن آدم .. وسلام عليكم ..
    وكتبه العبد الفقير ، والجاني على نفسه بويلات الأمور : أبو المظفر سعيد بن محمد السناري القاهري.......

  11. افتراضي رد: تعقب محقق كتاب فتاوي ابن الصلاح حول مسألة التوسل

    بسم الله الرحمن الرحيم.للأسف أيها الأ خ الكريم تعود لارتكاب نفس االخطأ الذي ناصحتك فيه وتسعى لتحميل كلامي ما لايحتمل وتدفعني لخوض معركة أنا في غنى عنها.يعلم االله أنني لم أكن أريد الدخول فيها فتحمل وزرها وما يتمخض عنها.

    قولك:"!! ولو سألتك برهانا واحدا من كلامي على تلك الدعوى ؛ لضاقت عليك الأرض بما رحبت !! إذ ليس في كلامي هذا أصلا !! وأستحي أن أقول لك المثل السائر ( رمتني بدائها وانسلت !!) وأدبي معك يمنعني من ذلك أخي الكريم"

    أقول عجبا لك أيها الأخ هل هذا الهجوم الذي بدأت من دون سابق معرفة لا يعتبر عندك قدحا .وهل كل هذه الكلمات التي غمزتني بها تسمى عندك أدبا .
    لقد صدق من قال:"عش رجبا ترى عجبا" وإن كنا في شوال فإنه من المناسب أن نقول "عش شوالا ترى أحوالا".

    وماذا عليك لو سلكت معي سبيل الرفق واللين فأكون لك من الشاكرين ولفضلك من الذاكرين هل هذا هو الجدال بالتي هي أحسن عندك. وهل تدعوا الناس بهذ الطريقة .إنا لله وإنا إليه راجعون من هذه الحكمة العرجاء التي يسيء بها بعض الناس لهذا المنهج القويم.

    قال الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله رفيق، يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه) [مسلم].
    فماذا تعني عندك هذه الكلمات "بل هو سمج للغاية ....إذ أن دليل ذلك هو عين الدعوى بلا ريب ....وأعجب منه .... أو إظهارا للباطل المسمهج ....أأكون غيّورا على ما تحب ؛ ولا أكون غيورا على أعراض العلماء ممن تريد أنت وغيرك النيل منهم...."

    أتتهمني بالنيل من أعراض العلماء سبحاك هذا بهتان عظيم اللهم إنني أبرأ إليك من هذا الإفتراء أقول لك أيها الأخ اتق الله ولا تفتري علي الكذب أتقول لكل من خالفك في هذه المسألة أنه ممن ينال من أعراض العلماء ما أضعف حجتك .
    فهل كان شيخ الإسلام ممن ينال من أعراض العلماء والشيخ الألباني والشيخ ابن باز و الهيئة وجل أهل السنة في هذا العصر ممن يعتبرون أن هذه المسألة غير داخلة في الخلاف المعتبر هل كل هؤلاء عندك ممن ينالون من أعراض العلماء سبحانك هذا بهتان عظيم.

    هذا أشبه بقول الشيعة في أهل السنة نواصب وقول النواصب في أهل السنة رافضة لمجرد حبهم لآل البيت.
    إن كان رفضا حب آل محمد++++++ فليشهد الثقلان أني رافضي.
    إن كان تابع أحمد متوهبا ++++ فأنا المقر بأنني وهابي.

    ثم تقول من دون أدنى استحياء " محبتي لك يا أبا الوليد قائمة " أي محبة هذه ؟؟؟؟ فهل يكون الإفتراء عندك محبة؟؟؟؟ اللهم سلم.

  12. افتراضي رد: تعقب محقق كتاب فتاوي ابن الصلاح حول مسألة التوسل

    قولك :"الأول : أن كلامي كله يدور في فلك الدفاع دون وصم أئمة الاجتهاد بالبدعة ونحوها فيما بذلوا الوسع في معرفة الحق فيه فأخطئوا !! ويشمل ذلك المسائل الاعتقادية والشرعية على حد سواء ، وأنت مدفوع إلى حمل كلامي على مسألة ( التوسل ) وحسب !! هكذا مع إصرار شديد !! ليتني عرفت مبرّره ؟
    - والثاني : أني موافق لك على المنع في مسألة ( التوسل) كما قلته لك مرارا ، غير أن الفرق بيني وبينك : أنني ألتمس الأعذار للمخالف المجتهد ، دون المقلد والمتعصب ونحوهما ، وأقول بأن له أجرا واحدا في هاتيك المسألة ،وأذود عن حريم هذا المجتهد من تشنيع المشنّعين ، ولغط اللاغطين ، وهذيان المبدّعين والمفسّقين !! كائنا من كانوا من أهل الدنيا !!"
    الواجب عليك أن تبين لنا نوعية هذا الدفاع فهناك دفاع بالحق ودفاع بالباطل. فمصلحة الشرع فوق كل المصالح أم أنك تهون من شأن البدع وتتخذ لأصحابها أعذارا. فليس هذا من منهج أهل السنة فابحث لك عن منهج يقبل منك هذه الأصول الفاسدة التي ترمي لتحريف الشرع على حساب الأشخاص.

    ومن قال لك إنني لا أدافع عن هؤلاء وأتخذ لهم أعذارا في حدود الشرع فإن منهجنا علمنا أن من وقع في بدعة من الأئمة ولم يقصد مخالفة النبي ومحاربة الشرع وإنما قاده فهمه إلى هذه البدعة فهو مخطأ وليس بمبتدع لأنه لم يتعمد مخالفة الشرع ولم تقم عليه الحجة.

    وهناك فرق كذلك بين من كان سليم المنهج وفاسد المنهج من الأصل كحال أرباب البدع الدعاة من الجهمية والقدرية والرافضة وغيرهم.
    علما أن مسألة قيام الحجة على شخص بعينه ليست بالهينة .ومن أصر على بدعة صغيرة ليس كمن أصر على بدعة مكفرة فإن البدع متفاوتة من ناحية الخطورة وكذلك أصحابها ليسوا على درجة واحدة. فلا ترميني مما أنا به بريء.

    فهل قلت لك إن هؤلاء الذين قالوا من أهل السنة بجواز التوسل-إن وجدوا-هم مبتدعة وقامت عليهم الحجة .فالتبديع ليس من اختصاصي أو اختصاصك وإنما هو من اختصاص الراسخين في العلم وإنما أذكر لك قواعدا كلية فلا ترميني مما أنا به بريء.

    ولقد قلت إنك تعتبر أن التوسل بالنبي محدث لا أصل له أي بدعة. فمن سبقك-من أهل السنة طبعا- بالقول إن العالم إذا أقيمت عليه الحجة وتعمد مخالفة الشرع يكون معذورا وله أجر واحد و لا يكون مبتدعا ؟؟؟؟؟؟أرجوا أن تجيبني و لا تتهرب.

    ثم قلت أنه لا فرق عندك بين المسائل الإعتقادية والمسائل العملية هذا يعني أنك تعذر من يقع في البدع الإعتقادية المكفرة بعد قيام الحجة عليه ولا فرق عندك في البدع بين المكفرة وغير المكفرة فهذا مما لم يسبقك به إنس و لا جن.

    وإذا كان الأمر عندك غبر الذي ظننت فم اقولك فيمن أتى ببدعة مكفرة وأقيمة عليه الحجة؟؟؟؟فإن كنت تكفره فما دليلك على التفريق بين البدع المكفرة وغير المكفرة في لحاق الحكم المترتب عليهما؟؟؟؟؟ومن سبقت بهذا التفريق؟؟؟؟أرجو ا أن تجيب بكل وضوح .

    وكيف تعذر الإمام المجتهد الذي يقع في البدعة بعد قيام الحجة عليه. ولا تعذر المقلد الذي يدين الله باتباع شيخه ؟؟؟من أولى بالعذر هل المقلد الجاهل الذي لا علم له ؟؟؟أم الإمام المجتهد العالم بأصول الشرع ؟؟؟؟؟؟من سبقك بهذه الأصول الفاسدة؟؟؟ علما أن جل الناس مقلدون.

    وهناك سؤال أخر لابد أن تجيب عنه من سبقك من أهل السنة يقول إن جواز التوسل وعدمه داخل في الخلاف المعتبر؟؟؟؟؟؟؟ أنتظر أجوبتك و لا تنسى الأسئلة الأخرى التي طرحت عليك في المشاركة السابقة.

  13. #13

    افتراضي رد: تعقب محقق كتاب فتاوي ابن الصلاح حول مسألة التوسل

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    حيَّاك الله أخي أبا الوليد وبيَّاك ، وبعد :
    قد كدتُ أُكاشفك الأمر لو كنتَ تفهمني !! لكن يبدو أن الموضوع أكبر من ذلك كله !! وقد فصَّلتُه تفصيلا في كتابي الكبير ( أنهار الدم بما قيل في ابن تيمية وابن حزم من مدح وذم ) ولخَّصتُه في طليعته المسماة ( فارجة الهم بطليعة أنهار الدم ) وكذا في مقدمة كتابي : ( إيقاظ العابد بما وقع من الوهم في تنبيه الهاجد ) وقد شرعتُ في الجميع ، وكدتُ أنتهي من الأخير ولله الحمد ..
    وعود على بدأ فأقول :
    أراك كثير الامتعاض مما فهمتُه من مشاركتك !! ومع ذلك ترميني بكل سوء إزاءك وإزاء بعض الأئمة الذين تُدندنُ بذكرهم دائما !! وتدرأ بمطلق أفهامهم : في نحر أدلة خصمك !! مع أن الدليل : يجب أن يُقرع بمثله ، وليس بفهم فلان وفلان مهما عظم وجلَّ !! إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحسب !! فهل عرفتَ الآن : كيف أنت تُغرِّبُ فيما أنا أُشرِّقُ فيه !!
    وأخبرك : أنا لستُ غاضبا مما اتهمتني به أصلا !! مع كونه أشنع مما ضاق صدرك لأجله من عبارتي معك !! ولا أحب أن أسطر هنا : من عباراتك الجارحة مثل ما سطرتَه أنت من كلماتٍ لي معك !! وألتمس لك العذر في ذلك كله !! مع كونك لم تعِ كلامي جيدا ، بينما أنت تكرُّ عليَّ وتفرُّ دون التماس أيِّ عذر لي أصلا !! بل وتنكر قولي لك ( محبتي لك يا أبا الوليد قائمة ) !! مع كونها كذلك رغم أنفك !! (ابتسامة) وكوني ألتمس لك العذر في هذا إن شاء الله ، ولا أري خلافي لك مما يُفسد ذلك أصلا ، وإن فسد عندك وحدك !!
    ثم أراك تلتمس مني الرفق واللين في مخاطبتك ، ولك الحق في هذا بلا ريب !! بل أنت مصيب في ذلك دوني !! لكن لا ترى لنفسك : سلوك سبيل الرفق واللين مع أولئك المجتهدين الذين تخالفهم أنت وغيرك في تلك المسألة !! بل وتصرُّ على كون تلك المسألة ( غير داخلة في الخلاف المعتبر !! ) يعني : أن المخالف فيها : - حتى وإن كان مجتهدا - آثم أو مبتدع !! وأحلاهما مرُّ !! ولا ينفعك تَتَرُّسِك بـ أمثال : ( الشيخ الألباني والشيخ ابن باز و الهيئة وجل أهل السنة في هذا العصر ممن يعتبرون أن هذه المسألة غير داخلة في الخلاف المعتبر )!! كما تقول !! إّذ أن المسألة ليس التحاكم فيها موكول إلى من ذكرتَ !! وإن كانوا أئمة سادة ، إنما التحاكم إلى الله ورسوله وحسب ، وأراك لستَ بمتقنٍ لهذا يا أخي !! فخطوات حديثك تدل على التقليد المحض !! فلذلك أعياك ما أعياك من كلامي !! يدلك على هذا قولك لي ( فهذا مما لم يسبقك به إنس و لا جن ) !! وكذا قولك في آخر كلامك : ( من سبقك من أهل السنة يقول إن جواز التوسل وعدمه داخل في الخلاف المعتبر؟؟؟ ) فيا سبحان الله !! ألمثلي يقالُ هذا !!؟ وهل يُوحِشُني ذلك قط ؟ وعندك كتاب : ( فتاوي ابن الصلاح/ طبعة دار الحديث ) فانظر فيه تعاليقي : تعلم أني لا تضرني مخالفة أهل الأرض لي !! طالما أُقوِّمُ عِوج كلامي بنصوص الكتاب والسنة ، أو ما فهمتُه منهما وغاب عن الآخرين !! وتلك أنفاس شريفة لا يَعيها إلا كلُّ من أُشرَب الاجتهاد قلبه ، ونبذ التقليد لمن دون المعصوم وراء ظهره !! فكان يجب عليك : أن تشمَّ مذهب خصمك من كلامه قبل أن تُلزمه بما لا يلزمه حتى يلج الجمل في سمِّ الخياط !! وأراك تُدندنُ بدعوى ( قيام الحجة ) على المخالف !! فما هي الحجة في رأيك ؟
    إن قلتَ : النصوص الصريحة في ذلك !!
    قلنا لك : خصمك المجتهد -دون المقلد والمعاند والمتعصب- لا يراها صريحة أصلا !! بل ويتكلم في دلالتها بما عرفتَ !! بل وله أدلة أخرى أنت لا تعرفها ولا إخالك !!
    فإن قلتَ : بل الحجة هي أقوال الأئمة في ذلك ؟
    قلنا لك : خصمك يأتيك بنقولات عن الصحابة والتابعين وتابعيهم وهلمَّ جرَّا .... فَهِم منها جواز التوسل !!
    فإن قلتَ : لانسلِّم له بصحة ذلك عنهم !! وإن سلَّمنا ، فلا نُسلِّم بكون ما ورد عنهم يُفهم منه جواز ذلك !!
    قلنا لك : وخصمك المجتهد : لا يسلُّمُ لك بذلك أيضا !!
    فرجعت المسألة : إلى كونها اجتهادية محضة !! يسع فيها الخلاف بين المسلمين ، دون تبديع ولا تفسيق ولا ما فوقهما !! فتأمل يا رجل !!
    وأنا أكاد أُقبُِّلُ رأسك في أن ترى مثل ما يراه أخوك !! وإلا فعندي : من هفوات كثير من أهل السنة في المعتقد : ما يشيب له رأسك !! وتقوم وتقعد من أجله عجبا !! وهي مجموعة عندي في كراستين ، وما زلتُ أزيد فيهما المزيد !! ولا يحل لي ذكر بعضها هنا إلا إذا اضطررتُ لذلك جدا !! فدعِ القبر بصاحبه !! وإلا فلو كشفتُه أمام الأعضاء هنا : لصار صباحهم ليلا !! وعاد يومهم أمسا !! من عظيم ما يروه مما يقفُّ له شعورهم ، وتنتفخ من أجله أوداجهم !! وربما فَهِم غالطٌ منهم : أني أطعن في أئمة أهل السنة !! بذكري لهم هذه الغرائب عنهم !! ألا فدعِ البحر ساكنا حتى لا يموج موجه ، و يتعاظم عليك خطره ، وقد ورد في الحديث ( اتركوا التُّرك ما تركوكم !! ) .. فإن أبيتَ إلا المهارشة والمناقشة ، والمباحثة والمواحشة !! فأنا أتنزّل معك ، واعترف بكونك المصيب دوني !! ولكن بشرط واحد ؟ أن تُحرِّرَ لي محلَّ النزاع في تلك القضية بيني وبينك ، وهي : تفسير ( إقامة الحجة ) على المخالف في تلك المسألة !! وما تعني بها ؟! ودعك بالله من الاحتجاج بقول فلان وفلان... مهما نبُل قدره ، وعلت منزلتُه عندي وعندك !! وإن أبيتَ إلا ذكر الرجال عند الحِجَاج !!فقد أوقفتني على تقليدك الخالص !! ولتبحثَ لي بعدها عن مجتهد مثلي : أُنازله وينازلني !! ولا يرميني بالإثم والبدعة إن أنا اخطأتُ معه في مسألة !! فوا غوثاه بالله ممن يُريد زَينَ المجتهدين عن الوصمة بالإثم والبدعة !! فيما بذلوا فيه الوسع فأخطئوا ، فيرميه الرامون بكونه يُهوِّنُ من ( من شأن البدع ويتخذ لأصحابها أعذارا !! ) كما يقول عني أخي أبو الوليد سامحه الله.....ألستُ أنا أولى بقول البحتري الشاعر :
    إذا محاسني اللاتي أتيتُ بها ... عُدَّت ذنوبا فقل لي كيف أعتذر ؟ !!
    وأعود آخر كلامي وأقول : ( محبتي لك يا أبا الوليد قائمة ) فلا يصرفنّك عنها جفاء أسلوبي معك !! ( فربما كان ذلك من تلك (العلقة السوداء ) التي هي حظ الشيطان من ابن آدم .. ) كما قلتُه لك أول مرة ، فأغفلتَه ولم تنتبه له !! ولعلك تكون عند الله أفضل من ملئ الأرض مثلي !! بل : أحسبك كذلك إن شاء الله بلا مجاملة!!
    لكن قد يؤمُّ المفضولُ : الفاضلَ !! ويُعدُّ في مرتبة العقلاء : ذلك الرقيع المتعاقل !! ومن لم يجد الماء : تيمّم ، ومن وجد عيبا في أخيه : تمّم ، والماء إذا بلغ قلتين لم يحمل الخبث !!
    فأسألك بالله : ألاَّ حملت بين جوانحك مني شيئا يُكدِّر صفوك أخي الحبيب ، فوالله ما قصدتُ ذلك أصلا ، وما جاء لي على بال قط !!
    ألا يرضيك اعتذاري لك هنا أمام الجميع : إن كنتُ قد أسأتُ في حقِّك ؟ وإن كنتُ أنا الآخر عتبان عليك !! والكريم من صفح عن أخيه وغفر ، ولم يؤاخذه بخطأه وما إليه انجرَّ ...
    ومعذرة : إن كنتُ قد تأخَّرتُ في مجاوبتك - ولم أتهرَّب !!- أو في متابعة ما تكتبه بعد ذلك !! فقد نزلت بي ضائقة قد شتَّت ذهني ، وأرَّقت فكري ، وقام لها همي وغمي !! ولو شرحتُ لك حالي لطال الشرح !! فأسألك : الدعاء بأن يفرج الله عني ما أجده في دنياي وديني !! فقد ضاق الصدر حتى كدتُ أنخلع من هذا الأمر كله !! وأعملُ أجيرا عند من يقبلني بقوت أهلي !! وحسبي هذا ... والله المستعان ..
    وكتبه أخوك : أبو المظفر سعيد بن محمد السناري القاهري ، الموسوم بـ ( النوراني ) سامحه الله على خطئه وخطله ، وكل ذلك عنده ...

  14. افتراضي رد: تعقب محقق كتاب فتاوي ابن الصلاح حول مسألة التوسل

    بسم الله الرحمن الرحيم.بادئ ذي بدء أشكرك على التغيير الطفيف الذي طال أسلوبك في المشاركة الأخيرة وأسأل الله أن يفرج عني وعنك وعن جميع المسلمين إنه ولي ذلك والقادر عليه.

    وإن كنت لاتزال لم تتنازل عن رمي جهابذة أهل السنة بالنيل من أعراض العلماء ولم ترد الإجابة عن الأسئلة التي طرحتها عليك لحاجة في نفس يعقوب الله أعلم بحقيقتها.

    أما إشادتك المتكررة بمؤلفاتك وبعلمك وهمتك واجتهادك فأنا أعترف أنني دونك في العلم ولا أدعي اجتهادا أو شيئا من هذا القبيل
    ولكن هذا لايعني أن نسلم لكل أحد فيما جاء به.

    أما رميك لي بالتقليد فإن ما تسميه تقليدا يسمى عندي اتباعا. وإن كان التقليد لا يسلم منه إلا من رسخ قدمه في العلم.
    وباعتبار أخر فإن التقليد لا يسلم منه أحد لأن جل ما يشتغل عليه الفقيه أو العالم هي أقوال وتفسيرات لأهل العلم لا يمكن فهم نصوص الكتاب والسنة دونها.
    أما قولك:
    "إّذ أن المسألة ليس التحاكم فيها موكول إلى من ذكرتَ !! وإن كانوا أئمة سادة ، إنما التحاكم إلى الله ورسوله وحسب ، وأراك لستَ بمتقنٍ لهذا يا أخي !! فخطوات حديثك تدل على التقليد المحض !! فلذلك أعياك ما أعياك من كلامي !! يدلك على هذا قولك لي ( فهذا مما لم يسبقك به إنس و لا جن ) !! وكذا قولك في آخر كلامك : ( من سبقك من أهل السنة يقول إن جواز التوسل وعدمه داخل في الخلاف المعتبر؟؟؟ ) فيا سبحان الله !! ألمثلي يقالُ هذا !!؟ وهل يُوحِشُني ذلك قط ؟ وعندك كتاب : ( فتاوي ابن الصلاح/ طبعة دار الحديث ) فانظر فيه تعاليقي : تعلم أني لا تضرني مخالفة أهل الأرض لي !! طالما أُقوِّمُ عِوج كلامي بنصوص الكتاب والسنة ، أو ما فهمتُه منهما وغاب عن الآخرين !! وتلك أنفاس شريفة لا يَعيها إلا كلُّ من أُشرَب الاجتهاد قلبه ، ونبذ التقليد لمن دون المعصوم وراء ظهره !!".
    سبحان الملك. هل يعفى من ادعى الإجتهاد- في غير النوازل التي لا سابق لها-من المطالبة بسلفه في المسألة التي انتصر لها ؟؟؟ إذن فما دور فهم السلف الذي هو من أصول منهج أهل السنة والجماعة ؟؟؟.

  15. افتراضي رد: تعقب محقق كتاب فتاوي ابن الصلاح حول مسألة التوسل

    "فانظر فيه تعاليقي : تعلم أني لا تضرني مخالفة أهل الأرض لي ". إذا خالفك أهل الأرض جميعا أيها الأخ الكريم فاعلم أنك على ضلال لأن فهم الخلف وأنت منهم يضرب به عرض الحائط .
    قولك "ألمثلي يقال هذا ".سبحان الله ومن أنت حتى لايقال لك هذا؟؟؟ شيخ الإسلام أم من ؟؟؟.
    " أو ما فهمتُه منهما وغاب عن الآخرين !! " هل غاب هذا الأمر عن السلف جميعا ثم أدركه شخص يقال له سعيد السناري في القرن الخامس عشر الهجري؟؟؟ هل بوسعك القول إنني توصلت إلى ما لم يتوصل إليه السلف؟؟؟ أظنك أنك لا تقدر على هذا والله أعلم.
    فاالإجتهاد يكون في الترجيح بين الأقوال وليس في الإتيان بشيء لا سلف لك فيه .علما أن توافق أهل السنة في هذا العصر وغيره على هذه المسألة يعتبر شبه إجماع.
    وفي الأخير يجب عليك ألا تسىء فهمي فأنا أتكلم في إطار تملصك ممن سبقك بهذا القول من أهل العلم السابقين واللاحقين في مسألة أن التوسل وعدمه داخل في الخلاف المعتبر.هذا محور بحثي معك و لاشئ أخر.

  16. #16

    افتراضي

    مسألة التوسل مسألة خلاف لاينبغي أن ينكر فيها البعض على البعض أحرى أن يتهمه بالبدعة أو بالضلال

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد شريف البخاري مشاهدة المشاركة
    مسألة التوسل مسألة خلاف لاينبغي أن ينكر فيها البعض على البعض أحرى أن يتهمه بالبدعة أو بالضلال
    سئل العلامة ابن باز رحمه الله:
    الذي يتوجه بالدعاء إلى الله عند قبور الصالحين فهذا هو التوسل بالأولياء والصالحين، والتوسل جائز شرعاً، وهو بطلب من الله متوسلاً إليه بهذا الولي، عسى أن يكون هذا الدعاء أو دعاء السائل مقبولاً، وليس في ذلك ما يتنافى مع العقيدة، لا فرق في ذلك بين الحي والميت، والدليل على ذلك بأن الرسول صلى الله عليه وسلم جاءه أعمى فقال له: يا رسول الله أطلب من الله أن يرد علي بصري؟ فقال له: اذهب فتوضأ وصلِّ لله ركعتين، ثم قل: اللهم إني أتوسل إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، يا سيدي يا رسول الله! توسلنا بك إلى ربي ليرد علي بصري) فرد الله عليه بصره. ويقول أيضاً: بإنه يجوز الاستعانة بالأحياء والأموات؛ لأن السائل يسأل الله ببركة هذا الصالح من نبي أو ولي، وليس طالباً من ذات الشخص أن يفعل شيء، نرجو من سماحتكم الإفادة عن هذا الموضوع.
    فأجاب:
    هذا سؤالٌ جدير بالعناية، وفيه تفصيل: الحي الحاضر لا بأس أن يسأل أن يشفع للسائل، كما كان الصحابة يسألون النبي - صلى الله عليه وسلم – أن يشفع لهم، إذا أجدبوا ويستغيث لهم، وكما سأله الأعمى فأمره أن يسأل ربه أن يقبل شفاعة نبيه - صلى الله عليه وسلم -، وأمره أن يتوضأ ويسأل ربه، هذا لا بأس به، سؤال الأحياء أن يشفعوا لك تقول: يا أخي ادع الله لي، اسأل الله لي أن الله يشفيني، اشفع لي أن الله يرزقني، أن الله يمنحني زوجة صالحة، ذرية طيبة، لا بأس، تقول لأخيك وهو يدعو ربه، يتضرع بين يديه ويقول: اللهم اشف فلان، اللهم يسر أمره، اللهم ارزقه الزوجة الصالحة، اللهم ارزقه الذرية الطيبة، لا بأس، كما كان الصحابة يسألون النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكما كان الصحابة أيضاً فيما بينهم كل هذا لا بأس به، والنبي - صلى الله عليه وسلم – قال لهم: (إنه يقدم عليكم رجلٌ برٌ بأمه يقال له: أويس القرني، كان براً بأمه فمن لقيه منكم فليطلبه أن يستغفر له)، فهذا حديث لا بأس به. أما سؤال الأموات والاستغاثة بالأموات والنذر لهم هذا شرك أكبر، هذا عمل الجاهلية هذا عمل قريش في جاهليتها، وعمل غيرهم من الكفرة، سؤال الأموات وأصحاب القبور والاستغاثة بهم والاستعانة بهم؛ هذا هو الشرك الأكبر، عبادة غير الله التي قال فيها جل وعلا، وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا(18)سورة الجن، وقال فيها- سبحانه وتعالى -:وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ(117 ) سورة المؤمنون، ومن دعا الأنبياء أو دعا نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم – بعد الموت، أو استغاث بالصديق أو بعمر أو بعثمان أو بعلي أو بغيرهم فقد اتخذهم آلهة، جعلهم آلهة مع الله، قال الله جل وعلا: ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ سماه شرك، وقال - سبحانه وتعالى -: وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاء وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ(5)سور الأحقاف، فأخبر - سبحانه وتعالى – أنه لا أضل من هؤلاء، دعاة غير الله، فالمقصود أن الواجب على المؤمن أن يحذر دعاء الأموات، أو الغائبين كالملائكة والجن يدعوهم، يسأل جبرائيل أو إسرافيل، أو جن في البلاد الفلانية، أو جن الجبل الفلاني هذا شرك أكبر، قال جل وعلا:وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاء إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ(40) سورة سبأ، وقال جل وعلا في سورة الجن:وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا(6) سورة الجن، فالواجب الحذر فلا يسأل الأموات ولا الغائبين من الملائكة وغيرهم، ولا يسأل الأصنام ولا الجمادات من أشجار أو أحجار لا، يسأل الله وحده، يسأل الله، يستعين بالله، يستغيث بالله، قال تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ(23) سورة الإسراء، وقال- سبحانه وتعالى -:ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ(60)سورة غافر، وقال جل وعلا: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء(5) سورة البينة، وقال - سبحانه وتعالى -: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ(186) سورة البقرة، وقال - سبحانه وتعالى -: قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي – يعني ذبحي- وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ 162) سورة الأنعام، قال - سبحانه وتعالى -:إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ سورة الكوثر، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله)، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لعن الله من ذبح لغير الله)، فهذه أمورٌ عظيمة خطيرة، والجلوس عند القبور يدعو ربه عند القبور؛ هذه وسيلة للشرك، كونه يجلس عندها يقرأ أو يدعو هذه وسيلة، ما يجوز، من وسائل الشرك، أما إذا دعا المقبور واستغاث به هذا الشرك الأكبر، هذا الذنب الذي لا يغفر إلا بالتوبة. أما الحي الحاضر يقول له: ادع الله لي، أو يسأل منه أن يعينه على كذا لا بأس، إذا كان حي حاضر قادر فلا بأس، مثل ما كان الصحابة يسألون النبي - صلى الله عليه وسلم – وهو حاضر أن يعينهم وأن يواسيهم مما أعطاه الله من المال، وأن يدعو لهم فلا بأس، مثل ما قال الله عن موسى، في قصة موسى مع القبطي:فَاسْتَغ اثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ(15) سورة القصص، فأغاثه موسى وقتل القبطي؛ لأن موسى حاضر يسمع الكلام، وهكذا في الحرب، الإنسان مع إخوانه في الحرب في الجهاد يتعاونون في قتال الأعداء، هذا يعين بالسلاح، وهذا يعين بالسوط، وهذا يعين بالفرس، وهذا يعين بالدرقة إلى غير ذلك، وهكذا في الدنيا يتعاونون في المزرعة، يعينه في مزرعته، يعينه في بيعه وشراءه، حي قادر حاضر، يتعاونون في المزرعة في البيع والشراء في بناء البيت، لا بأس، حي حاضر قادر لا بأس، أما ميت أو غائب لا، لا يستعان به، شرك الأكبر، والمشركون ما كانوا يعتقدن أنهم يخلقون أو يرزقون، لا، المشركون يعبدونهم؛ لأنهم بزعمهم يشفعون لهم، يقربونهم إلى الله زلفى، هذا زعمهم، ما كانوا يعتقدون فيهم أنهم يخلقون أو يرزقون، قال الله جل وعلا: وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ(87) سورة الزخرف، وقال - سبحانه وتعالى -: قل من يرزقكم – يعني قل لهم يا محمد- قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ(31) سورة يونس، يعترفون بهذا، وقال جل وعلا: وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ(18) سورة يونس، ما قالوا: هؤلاء خالقونا أو رازقونا، لا، ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله، وهم يعلمون أن الخلاق والزراق هو الله، وإنما يعبدون الأصنام لأنها تشفع لهم بزعمهم، وقد أبطلوا في هذا، وقال جل وعلا: وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى(3) سورة الزمر، يعني يقولون: ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى. قال الله جل وعلا:إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ (3) سورة الزمر، سماهم كذبة، وسماهم كفرة، كذبة ما يقربونهم زلفى، وهم كفرة بهذا، بدعائهم إياهم، وذبحهم لهم، ونذرهم لهم، هم كفرة بهذا، سواءً كانوا أنبياء المعبودين أو صالحين أو ملائكة، من عبدهم كفر، بالاستغاثة بهم، بذبحه لهم، يقول أنهم يقرون إلى الله زلفى، أنهم يشفعون له، هذا دين المشركين، هذا دين عباد الأصنام يزعمون أنها تقربهم إلى الله وتشفع لهم، لا أنها تخلق و.... فالذي يأتي البدوي أو السيد الحسين أو غيره أو الجيلاني أو يأتي غيرهم يسألهم، يستغيث بهم، هذا قد جعلهم آلهة مع الله، وهذا هو الشرك الأكبر، وهكذا إذا أتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم يدعوه، يستغيث به، هذا من الشرك الأكبر، فالواجب الحذر، الواجب على السائل وعلى غير السائل الحذر من هذه الشركيات وعدم الالتفات من دعاة الشرك من علماء السوء وقادة السوء نسأل الله العافية والسلامة.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  18. #18

    افتراضي

    الحقيقة أن المسألة شنعت على شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله أولا ثم رد اهل السنة على المخالفين المشنعين فظهرا كأنهم هم المشنعين بعد ما إنجلا الغبار
    و الله المستعان

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •