تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 57

الموضوع: عرِّف الكفر شرعا ؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    19

    افتراضي عرِّف الكفر شرعا ؟

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    لا شك أن أعظم ما يجتهد الإنسان في معرفته معرفته ربه ودينه ونبيه

    وإن أعظم هذه الأمور خطرا ، وأجلها ذكرا ، هي مسائل الإيمان والكفر

    ولدي هاهنا تساؤلان اثنان :
    الأول : تعريف الكفر شرعا ؟
    الثاني : كيف ينطبق هذا التعريف على نوعي الكفر ؟

    أتمنى عليكم الاجتهاد في تعليمي ، وألا تبخلوا عليَّ بما تجوده فهومكم .

    أخوكم الموحد

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    59

    افتراضي

    [align=center]وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته

    أدب رفيع في طرح السؤال

    أعجبني

    ربنا يوفقك

    و سؤالين جيّدين
    [/align]

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    19

    افتراضي

    للرفع

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    29

    افتراضي

    الكفر فيما أعرف هو:
    فعل مايناقض الإيمان


    ولأنه من أجل الأمور خطراً
    فقد:
    1) حذرنا من طرقه وانحرافاته
    2) وحذرنا من أن يقول أحدنا لأخيه ياكافر

    وعلمنا أصحاب نبينا الذين شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالخيرية كيف تورعوا عن هذين الأمرين كلاهما حتى عند فتنة الخوارج الذين أصابوا أموراً شنيعة

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    29

    افتراضي

    أبحاث مفيدة في هذا الجانب عند شيخ الإسلام ابن تيمية:
    http://majles.alukah.net/showthread.php?t=1635



    وفقكم الله للهدى والرشاد

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    19

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بروق أندلسية مشاهدة المشاركة
    الكفر فيما أعرف هو:
    فعل مايناقض الإيمان
    سؤالي هو كيف ينطبق هذا على نوعي الكفر

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    59

    افتراضي

    السلام عليكم و رحمة الله

    للرفع من أجل إزالة الإشكال عن أخينا

    و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    19

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الناصح الصادق مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم و رحمة الله
    للرفع من أجل إزالة الإشكال عن أخينا
    و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    رفع الله قدرك ، وأعلى منزلتك

    بوركت أخي من ناصحٍ وصادقٍ فيما أحسب وأنت أهل

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    19

    افتراضي رد: عرِّف الكفر شرعا ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بروق أندلسية مشاهدة المشاركة
    الكفر فيما أعرف هو:
    فعل مايناقض الإيمان
    هذا يعني أن تعريف الكفر لابد له من تعرف الإيمان

    وهذا هو أحد أوجه السؤال من جهة الضد

    فسؤالي التالي ولا تستغرب منه

    ما الإيمان شرعاً ؟

    ننتظر جوابكم وأعتذر عن التأخير

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    19

    افتراضي رد: عرِّف الكفر شرعا ؟

    يرفع

    لعل أخينا بروق أندلسية يتكرم ويجيبنا على سؤالنا

    ما الإيمان شرعا ؟

    وعذرا على الانقطاع

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    77

    افتراضي رد: عرِّف الكفر شرعا ؟

    الإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح . وهذا لا يخفى.

    فلعل أخانا الموحد يوضح ما يرمي إليه وفقه الله.

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    19

    افتراضي رد: عرِّف الكفر شرعا ؟

    الأخ الكريم أبو المقداد

    ما تفضلت به لا يختلف عليه أهل السنة أنه حق ، ولكن ليس هو جوابا لسؤالي

    لو كان سؤالي ما محل الإيمان شرعا ؟ لقلتُ مثل ما قلتَ

    ولكن سؤالي بارك الله فيك ما الإيمان شرعا ؟

    وأظنك تعلم بأن محل الإيمان ليس هو الإيمان ، وإن كان لازما له .

    هذا ما بدا لي ، فإن كان خطأً فبينه لي رحمني الله وإياك

    أخوك الموحد

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    162

    افتراضي رد: عرِّف الكفر شرعا ؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
    أخي الكريم الموحد وفقني الله وإياك :
    هناك من عرف الكفر بالضد وهو المسمى بالتعريف السلبي فقال : ( هو عدم الإيمان ) كما فعل شيخ الإسلام ابن تيمية _ رحمه الله _ في أحد تعريفيه والكفوي في الكليات ( ص 763 ) وابن فارس في معجم مقاييس اللغة ( 5 / 191 ) وغيرهم .
    قال ابن تيمية رحمه الله : ( والكفر عدم الايمان باتفاق المسلمين سواء اعتقد نقيضه وتكلم به او لم يعتقد شيئا ولم يتكلم ولا فرق فى ذلك ) مجموع الفتاوى ( 20 / 86 ) وينظر مجموع الفتاوى ( 8 / 348 )
    وقال ايضاً : ( الكفر عدم الايمان بالله ورسله سواء كان معه تكذيب أو لم يكن معه تكذيب بل شك وريب أو إعراض عن هذا كله حسدا أو كبرا أو اتباعا لبعض الأهواء الصارفة عن اتباع الرسالة .. ) مجموع الفتاوى ( 12 / 335 )

    وهنا نقول ما هو الإيمان إذا المراد هنا حتى نعلم الكفر ؟الجواب : عرف الإيمان بالمعنى العام عدة تعريفات منها :
    - ( أنه جميع الطاعات الظاهرة والباطنة والباطنة أعمال القلب وهو تصديق القلب والظاهرة هي أفعال البدن الواجبات والمندوبات ) وهذا تعريف القاضي أبي يعلى : مسائل الإيمان ( ص 151 ) وبنحوه قال قوام السنة في الحجة في بيان المحجة ( 1 / 403 )
    - وعرفه السعدي _ رحمه الله _ بقوله ( اعتقاد ما جاء به الرسول والتزامه جملة وتفصيلاً ) الإرشاد إلى معرفة الأحكام ( ص 203 ، 204 )
    ويفصلون ذلك اكثر حينما وجد من خالف في هذا المعنى العام من المرجئة وغيرهم فيقولون هو : قول وعمل وتارة يقولون : ( قول وعمل ونية ) وتارة يقولون : ( قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح ) وهذا تعريف بحقيقة الإيمان كما نقول الصلاة : ( أقوال وأفعال مخصوصة مفتتحة بالتكبير ومختتمة بالتسليم )
    والتعريف قد يكون بأجزاء الشيء وأركانه أو بذكر أقسامه على حسب ما يحصل به التمييز بينه وبين غيره .

    وهناك من عرف الكفر بغير الضد وهو التعريف الإيجابي ومن ذلك :
    1 - تعريف ابن القيم رحمه الله : ( الكفر جحد ما علم أن الرسول جاء به سواء كان من المسائل التي تسمونها علمية أو عملية ) مختصر الصواعق المرسلة ( 2 / 421 )
    2 - تعريف ابن تيمية رحمه الله : ( الكفر يكون بتكذيب الرسول فيما أخبر به أو الامتناع عن متابعته مع العلم بصدقه ) درء تعارض العقل والنقل ( 1 / 242 )
    3 - تعريف ابن حزم رحمه الله قال : ( جحد الربوبية وجحد نبوة نبي من الأنبياء صحت نبوته في القرآن أو جحد شيء مما أتى به رسول الله مما صح عند جاحده بنقل الكافة أو عمل شيء قام البرهان بأن العمل به كفر ) الفصل في الملل والنحل ( 3 / 253 ) وينظر الإحكام ( 1 / 45 )
    4 - وقال السبكي رحمه الله : ( جحد الربوبية أو الوحدانية أو الرسالة أو قول أو فعل حكم الشارع بأنه كفر وإن لم يك جحداً ) فتاوى السبكي ( 2 / 586 )
    5 - وقال السعدي رحمه الله في تعريفه : ( جحد ما جاء به الرسول أو جحد بعضه ) الإرشاد إلى معرفة الأحكام ( ص 203 ، 204 )
    ولعل تعريف ابن حزم والسبكي يكون أجمعها لكونهما أدخلا الكفر العملي وهو داخل عند ابن تيمية وابن القيم لكنهما ذكر أهم الأجزاء .

    يبقى سؤال وهو أن هذا يخص الكفر الأكبر فأين الكفر الأصغر ؟والجواب : أن العلماء يذكرون أحيانا في التعريف أهم أجزاء المعرف وهو التعريف بالأخص وأحيانا يعرفون بالتعريف الأعم ، وتعريف الشيء بأهم أجزائه وأفراده جرت به العادة إذ يصعب أحيانا تعريف الشيء إذا كان يندرج تحته أقسام مختلفة في حقائقها وأحكامها فهنا يعرف بأهم هذه الأجزاء ولذلك مثلاً القياس يشتمل على قياس صحيح وقياس فاسد وقياس عكس وقياس طرد ومع ذلك اشتهر تعريفه بأنه ( إلحاق مثل حكم معلوم في معلوم آخر لاشتراكهما في علة الحكم عند المثبت ) وهذا لا يدخل فيه القياس الفاسد مع أنه قياس ولا يدخل فيه قياس العكس مع أنه قياس ولذلك ذهب بعضهم إلى عدم تعريف القياس لهذا السبب كالجويني لكن الجمهور عرفوه بأهم أجزائه ؛ لأن المقصود تصوره وتمييزه عن غيره وأهم أقسامه القياس الصحيح الطردي .
    وهكذا هنا لم يدخل الكفر الأصغر لكون الكفر الأكبر هو أهم الأجزاء هذا من وجه ومن وجه آخر هناك فرق بين الاسم المطلق وبين المعنى المطلق للاسم فالكفر المطلق هو الأكبر ومطلق الكفر يدخل فيه الأصغر ونحن هنا نعرفه بالكفر المطلق .
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( ليس كل من قام به شعبة من شعب الكفر يصير بها كافرا الكفر المطلق حتى تقوم به حقيقة الكفر كما أنه ليس كل من قام به شعبة من شعب الإيمان يصير بها مؤمنا حتى يقوم به أصل الإيمان وحقيقته ، وفرق بين الكفر المعرف باللام كما في قوله : " ليس بين العبد وبين الكفر أو الشرك إلا ترك الصلاة " وبين كفر منكر في الإثبات .
    وفرق أيضا بين معنى الاسم المطلق إذا قيل : كافر أو مؤمن وبين المعنى المطلق للاسم في جميع موارده كما في قوله : " لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض " فقوله : يضرب بعضكم بعض تفسير للكفار في هذا الموضع وهؤلاء يسمون كفارا تسمية مقيدة ولا يدخلون في الاسم المطلق إذا قيل كافر أو مؤمن كما أن قوله تعالى : من ماء دافق سمى المني ماء تسمية مقيدة ولم يدخل في الاسم المطلق حيث قال : فلم تجدوا ماء فتيمموا ) اقتضاء الصراط المستقيم ( 1 / 208 - 209 )

    ثم ليعلم أن المناطقة المتأخرين اشترطوا في التعريف المساواة بين التعريف والمعرف في الماصدقات بحيث لا يكون أعم ولا أخص ولا مباينا له لكن المتقدمين منهم لم يشترطوا ذلك في كل التعريفات وجوزوا تعريف الشيء بالأعم والأخص والتعريف بالعرض العام كتعريف الإنسان بأنه حيوان ماش فهم اعتبروا التصور في الكنه أو بوجه ما سواء كان يميزه عن جميع ما عداه أو عن بعض ما عداه .
    والتعريف بالضد وهو التعريف السلبي جائز وإن كان الأدق أن يكون التعريف إيجابيا ما أمكن .
    والمقصود أن الغاية من التعريف تمييز المحدود عن غيره وعليه فهو يشمل الحد المنطقي والرسمي واللفظي .
    يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( الحد هو الفصل والتمييز بين المحدود وغيره يفيد ما تفيده الأسماء من التمييز والفصل بين المسمى وبين غيره فهذا لا ريب فى أنه يفيد التمييز فأما تصور حقيقة فلا لكنها قد تفصل ما دل عليه الاسم بالاجمال وليس ذلك من ادراك الحقيقة فى شىء ) مجموع الفتاوى ( 9 / 49 ) نقض المنطق .
    وقد أنكر كثير من الأصوليين والمتكلمين الحد المفهوم عند المناطقة ولذلك قال الباقلاني في تعريف الحد : هو العبارة عن المقصود بما يحصره ويحيط به إحاطة تمنع أن يدخل فيه ما ليس منه وأن يخرج عنه ما هو منه ) أي أنه يكون جامعا مانعا يمنع الوالج من الخروج والخارج من الولوج وهذا الضابط أبرد من الثلوج .
    قال ابن تيمية : ( وكلما تدبر العاقل هذا وعرفه معرفة جيدة تبين له أن الصواب ما عليه نظار المسلمين جماهير العقلاء من أن الحدود بمنزلة الاسماء وهو تفصيل ما دل عليه الاسم بالاجمال وأن المطلوب من الحد هو التمييز بين المحدود وغيره وذلك يكون بالوصف الملازم له طردا وعكسا بحيث يكون الحد جامعا مانعا ) الرد على المنطقيين ( ص 358 - 359 )
    والله أعلم

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    1,184

    افتراضي رد: عرِّف الكفر شرعا ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو حازم الكاتب مشاهدة المشاركة
    قال ابن تيمية رحمه الله : ( والكفر عدم الايمان باتفاق المسلمين سواء اعتقد نقيضه وتكلم به او لم يعتقد شيئا ولم يتكلم ولا فرق فى ذلك ) مجموع الفتاوى ( 20 / 86 ) وينظر مجموع الفتاوى ( 8 / 348 )
    وقال ايضاً : ( الكفر عدم الايمان بالله ورسله سواء كان معه تكذيب أو لم يكن معه تكذيب بل شك وريب أو إعراض عن هذا كله حسدا أو كبرا أو اتباعا لبعض الأهواء الصارفة عن اتباع الرسالة .. ) مجموع الفتاوى ( 12 / 335 )
    أفهم من هذا أن الجاهل بأمر الدين والرسالات لا يسمى "كافراً" ، وعزز فهمي عموم الآيات التي تطلق لفظ الكفر في سياقات الجحد والتكذيب والمعاندة. فما رأيكم ؟

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    1,184

    افتراضي رد: عرِّف الكفر شرعا ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو حازم الكاتب مشاهدة المشاركة
    قال ابن تيمية : ( وكلما تدبر العاقل هذا وعرفه معرفة جيدة تبين له أن الصواب ما عليه نظار المسلمين جماهير العقلاء من أن الحدود بمنزلة الاسماء وهو تفصيل ما دل عليه الاسم بالاجمال وأن المطلوب من الحد هو التمييز بين المحدود وغيره وذلك يكون بالوصف الملازم له طردا وعكسا بحيث يكون الحد جامعا مانعا ) الرد على المنطقيين ( ص 358 - 359 )
    والله أعلم
    جزاكم الله خيرا. والدليل على صدق هذا أن كل مسمى في الوجود لابد أن يكون بينه وبين مسمى آخر قدر مشترك ، قل أو كثُر ، إن لم يكن ذلك في الجنس الأقرب فهو (القدر المشترك) لا محالة سيوجد في الجنس الأبعد ، والأمثلة تفوق الحصر. ولذلك لا يمكن بأي حال أن يتحقق ضابط الجمع والمنع تحققاً تاماً من كل وجه.

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    162

    افتراضي رد: عرِّف الكفر شرعا ؟

    بارك الله فيك .
    من أين فهمت هذا ؟
    شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عرف الكفر بعدم الإيمان وعدم الإيمان قد يكون للتكذيب وقد يكون للجحود وقد يكون للجهل .

    قال ابن القيم رحمه الله : ( قالوا والقلب عليه واجبان لا يصيره مؤمنا الا بهما جميعا واجب المعرفة والعلم وواجب الحب والانقياد والاستسلام فكما لا يكون مؤمنا إذا لم يأت بواجب العلم والاعتقاد لا يكون مؤمنا إذا لم يأت بواجب الحب والانقياد والاستسلام بل إذا ترك هذا الواجب مع علمه ومعرفته به كان اعظم كفرا وابعد عن الايمان من الكافر جهلا فإن الجاهل إذا عرف وعلم فهو قريب إلى الانقياد والاتباع وأما المعاند فلا دواء فيه ) مفتاح دار السعادة ( 1 / 95 )
    وكفر الجهل داخل في كفر الإنكار والتكذيب فسبب الكفر هو الجهل وهو إنكار في قيامه في القلب أي متعلقه وتكذيب بلسانه ولذلك سماه الحكمي في معارج القبول ( 2 / 593 ) كفر جهل وتكذيب .
    لكن ينبغي أن يعلم أن الجهل بوجود الله ووحدانيته هو الكفر ويطلق على من اتصف بذلك اسم الكافر .
    أما من جحد أمرا معلوما من الدين بالضرورة أو أنكر أمرا يكفر منكره جهلاً لكونه يعيش في مكان تندرس فيه الشريعة فلا يعلم كثيراً مما جاء به الرسول فهذا يكون الجهل فيه عذراً .
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( كثير من الناس قد ينشأ فى الأمكنة والأزمنة الذى يندرس فيها كثير من علوم النبوات حتى لا يبقى من يبلغ ما بعث الله به رسوله من الكتاب والحكمة فلا يعلم كثيرا مما يبعث الله به رسوله ولا يكون هناك من يبلغه ذلك ومثل هذا لا يكفر ولهذا اتفق الأئمة على ان من نشأ ببادية بعيدة عن أهل العلم والايمان وكان حديث العهد بالاسلام فأنكر شيئا من هذه الأحكام الظاهرة المتواترة فانه لا يحكم بكفره حتى يعرف ما جاء به الرسول ولهذا جاء فى الحديث يأتى على الناس زمان لا يعرفون فيه صلاة ولا زكاة ولا صوما ولا حجا إلا الشيخ الكبير والعجوز الكبيرة يقول ادركنا آباءنا وهم يقولون لا إله إلا الله وهم لا يدرون صلاة ولا زكاة ولا حجا فقال ولا صوم ينجيهم من النار وقد دل على هذا الأصل ما اخرجاه فى الصحيحين عن أبى هريرة ان رسول الله قال : " قال رجل لم يعجل حسنة قط لأهله اذا مات فحرقوه ثم اذروا نصفه فى البر ونصفه فى البحر فوالله لئن قدر الله عليه ليعذبنه عذابا لا يعذبنه أحدا من العالمين فلما مات الرجل فعلوا ما أمرهم فأمر الله البر فجمع ما فيه وأمر البحر فجمع ما فيه ثم قال لم فعلت هذا قال من خشيتك يا رب وأنت أعلم فغفر الله له " وفى لفظ آخر " أسرف رجل على نفسه فلما حضره الموت أوصى بنيه فقال إذا انامت فأحرقونى ثم اسحقونى ثم أذرونى فى البحر فوالله لئن قدر على ربى ليعذبنى عذابا ما عذبه أحدا قال ففعلوا ذلك به فقال للأرض أد ما اخذت فاذا هو قائم فقال له ما حملك على ما صنعت قال خشيتك يا رب أو قال مخافتك فغفر له بذلك وفى طريق آخر قال الله لكل شىء اخذ منه شيئا أد ما اخذت منه " ... ) مجموع الفتاوى ( 11 / 407 )
    وهنا أوضح أمرا وهو أن النطق بالشهادتين يجعل المرء مسلماً في الظاهر وأما شروط كلمة التوحيد من العلم والإخلاص واليقين وغيرها فهذه ترتبط بالحكم الأخروي لا الدنيوي فالإسلام يثبت بالشهادتين وبه يعصم دمه وماله .
    فتبين هنا أن الناس في الجهل قسمان :
    1 - الجاهل بوحدانية الله ولم ينطق بالشهادتين فهذا يسمى كافراً وهو أحد أنواع الكفر الأكبر .
    2 - من نطق بالشهادتين فهو مسلم في الظاهر وتجري عليه أحكام المسلمين فإن أنكر بعد ذلك امرا أو جحده جهلاً لعذر مما سبق وهو مما يكفر منكره وجاحده فهذا لا يكفر .
    وهذا الأمر في أحكام الدنيا وهو المسمى بالأسماء .

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    1,184

    افتراضي رد: عرِّف الكفر شرعا ؟

    لا تؤاخذني ، هذا موضوع مهم وكبير ، وسأضع فيه نتيجة تأملي في النصوص الشرعية والتي وجدتها لا تتسق مع بعض تقريرات العلماء. أخي ، لو رجعنا للقرآن الكريم من أوله إلى آخره ، فإنك لاتجد وصف الكفر إلا لاحقاً بأولئك الذين اختاروا نقيض الإيمان والطاعة ، فهو لم يلحقهم إلا بعد البيان أو ظهور كل ما لازمه الطاعة والانقياد، والآيات كلها كذلك ، ولا تجد في القرآن آية واحدة تلحق وصف الكفر بمن لم تقم عليه الحجة وكان جاهلاً بأمر الدين والكتب والرسالات. ولذلك سمى الله العرب الذين بُعث فيهم الرسول "أميين" - ولم يقل "هو الذي بعث في الكافرين" - لأنهم جهلة ليسوا بأهل كتاب ولا علم لديهم بالرسالات. أما كلام ابن تيمية وغيره فهو اجتهاد مستفاد وليس نصاً يُحتكم إليه في مواطن النزاع. ولذلك تجد الكفار في القرآن قل ألا يدركهم الوعيد بالعذاب و النار والغضب والطبع على القلوب وغير ذلك إلا وقد اتضح من السياق عنادهم أو جحدهم أو مكابرتهم ، المهم أنهم ردوا الحق بعد بيانه وظهوره لهم. فكل كافر في القرآن كذلك مهدد وموعود ومبشر بالعذاب والويل وغير ذلك من أصناف الوعيد. أما من جهل أمر الدين والرسالات فلم يحلقه وعيد ، والكفر في القرآن دائماً مقترن بالوعيد ، فدل على أن من لم تبلغه الرسالة ولم تقم عليه حجة لا كافر ولا مسلم يوكل أمره إلى الله. تأمل كيف جاء الكفر في هذه الآية : (ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا وقال الله إني معكم لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزرتموهم وأقرضتم الله قرضا حسنا لأكفرن عنكم سيئاتكم ولأدخلنكم جنات تجري من تحتها الأنهار فمن كفر بعد ذلك منكم فقد ضل سواء السبيل). تجد الكفر هنا حاصل بعد البيان وحصول العلم ، كذلك تأمل قوله تعالى ( إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلاً. أولئك هم الكافرون حقاً واعتدنا للكافرين عذاباً مهيناً. والذين آمنوا بالله ورسله ولم يفرقوا بين أحد منهم أولئك سوف يؤتيهم أجورهم وكان الله غفوراً رحيما). تجد ان هنا اختيار وإرادة وردّ للعلم والحق بعد العلم به. أما من يجهل الله والرسالات والرسل ولا يعلم الحق فهو كافر بماذا ؟ ، كذلك تأمل قوله تعالى (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر انا اعتدنا للظالمين نارا احاط بهم سرادقها وان يستغيثو يغاثو بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا) ، فهنا حصول الكفر بعد حصول قول الحق. والآيات كثيرة ، وإنما أردت أن أبين أن تكفير الجاهل لا يستقيم مع طريقة القرآن. وأما قول بعض العلماء هذا "كفر جهل" فاصطلاح لهم لا يلزم احداً ، والمراد التوقف في حال من لم يعلم كفره من إسلامه لجهله بالدين الحق وعدم قيام الحجة عليه ، أنا لا اتحدث إلا عن الجاهل الذي لم يجد الحق ويهتد إليه. ولذلك يقول العلماء أهل الفترة ولا يقولون كفار أهل الفترة ، لأن الكافر مصيره معروف بالنصوص بسبب أن الكفر وصف زائد يحصل بالاختيار ، أما الجهل فلا يقدم ولا يؤخر إذا كان بغير تفريط ، ولذلك قال تعالى (لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم). فهنا ذكر أن الحق بيّن ثم ذكر أن الكفر عمل اختياري إرادي لأنه جاء بصيغة الفعل. والله أعلم.

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    1,184

    افتراضي رد: عرِّف الكفر شرعا ؟

    فالأقسام ثلاثة :
    1- مسلم
    2- كافر
    3 - قسم متوقف فيه أمره إلى الله. إلا أن هؤلاء من حيث أعيانهم وأشخاصهم يُعرض عليهم الحق فإن قبلوه فمسلمين وإن ردوه فكفار. ولذلك أجرى الرسول صلى الله عليه وسلم لجملة المنافقين وصف الإسلام لظاهرهم ولم يجر عليهم احكام الكفار مع علمه بكفرهم الباطن، يصدّق هذا خشيته من ظن الناس أنه يقتّل أصحابه مع أنهم ليسوا أهل لوصف الصحبة ، فدل على أن إلحاق وصف الكفر يكون بحسب ما يصدر من أصحابه بعد معرفتهم بما يجب عليهم من الحق. ولذلك قد قضى الله أن مصير الكافرين و المنافقين إلى جهنم : ( إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعاً ) ، ولو كان وصف الكفر يتناول كل من عدا المسلم ، لدخل في هذا الوعيد من يسمى "الكافر جهلاً" ممن لم تقم عليه الحجة ، وهذا بعيد لا يستقيم مع عموم دلائل النصوص.

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    911

    افتراضي رد: عرِّف الكفر شرعا ؟

    ويدل على ما ذكره أخونا عبد الله /
    قولُ الله تعالى : ((ما يودّ الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزَّل عليكم من خيرٍ من ربكم )) .
    أفهم من ذِكر الله سبحانه للتبعيض (مِن) أنّ هناك أهل كتاب ومشركين ليسوا بكافرين .

    ولكن يشكل عليّ قوله سبحانه في سورة البينة : ((لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكّين حتى تأتيهم البينة * رسول من الله ..))
    أفهم من الآية أنّ هناك كفراً وقع قبل أن تأتيهم البينة .

    فما لديك أخي الحبيب عبد الله لحل الإشكال
    الرابط في توقيعك لا يعمل لدي
    اللهم صل على محمد وعلى أزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم ، وبارك على محمد وعلى أزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    1,184

    افتراضي رد: عرِّف الكفر شرعا ؟

    قال البغوي رحمه الله : (( لَمْ يَكُنِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ } , وهم اليهود النصارى، { وَٱلْمُشْرِكِين } ، وهم عبدة الأوثان، { مُنفَكِّينَ } منتهين عن كفرهم وشركهم, وقال أهل اللغة: زائلين منفصلين، يقال: فككت الشيء فانفكَّ أي: انفصل، { حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ ٱلْبَيِّنَةُ } ، لفظه مستقبل ومعناه الماضي, أي: حتى أتتهم, الحجة الواضحة، يعني محمد صلى الله عليه وسلم, أتاهم بالقرآن فبيّنَ لهم ضلالالتهم وجهالتهم ودعاهم إلى الإيمان. فهذه الآية فيمن آمن من الفريقين، أخبر أنهم لم ينتهوا عن الكفر حتى أتاهم الرسول فدعاهم إلى الإيمان فآمنوا فأنقذهم الله من الجهل والضلالة, ثم فسَّر البينة فقال:
    { رَسُولٌ مِّنَ ٱللَّهِ يَتْلُواْ } ، يقرأ، { صُحُفاً } ، كتباً، يريد ما يتضمنه الصحف من المكتوب فيها، وهو القرآن؛ لأنه كان يتلو عن ظهر قلبه لا عن الكتاب، قوله: { مُّطَهَّرَةً } ، من الباطل والكذب والزور.
    { فِيهَا } ، أي في الصحف، { كُتُبٌ } ، يعني الآيات والأحكام المكتوبة فيها، { قَيِّمَةٌ } ، عادلة مستقيمة غير ذات عوج.
    ثم ذكر من لم يؤمن من أهل الكتاب فقال: { وَمَا تَفَرَّقَ ٱلَّذِينَ أُوتواْ ٱلْكِتَـٰبَ } ، في أمر محمد صلى الله عليه وسلم، { إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَآءَتْهُمُ ٱلْبَيِّنَةُ } ، أي البيان في كتبهم أنه نبي مرسل. قال المفسرون: لم يزل أهل الكتاب مجتمعين في تصديق محمد صلى الله عليه وسلم حتى بعثه الله، فلما بُعث تفرقوا في أمره واختلفوا، فآمن به بعضهم, وكفر آخرون. وقال بعض أئمة اللغة: معنى قوله " منفكِّين " أي هالكين، من قولهم: انفك صلا المرأة عند الولادة، وهو أن ينفصل فلا يلتئم فتهلك.ومعنى الآية: لم يكونوا هالكين معذبين إلاّ من بعد قيام الحجة عليهم بإرسال الرسول وإنزال الكتاب، والأول أصح.))
    وإن رجح البغوي لمعنى الأول فالمعنى الثاني أيضاً له ما يشهد له كقوله تعالى : ((وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا)) وقوله (( ‏وما كان الله ليضل قوماً بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون‏ )). وبهذا يكون كفرهم بعد حصول البينة ، بدليل أنه قال بعد ذلك في السورة نفسها ((وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة )) ، قال ابن تيمية (( ..من هؤلاء من جعل تفرقهم إيمان بعضهم وكفر بعض . قال البغوي : ثم ذكر من لم يؤمن من أهل الكتاب فقال { وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة } أي البيان في كتبهم أنه نبي مرسل . قال المفسرون : لم يزل أهل الكتاب مجتمعين في تصديق محمد حتى بعثه الله . فلما بعث تفرقوا في أمره واختلفوا . فآمن به بعضهم وكفر به بعضهم)).

    أما الرابط في التوقيع فالموقع تحت الإصلاح. والله يرعاكم.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •