التمييز بين التقديم والتأخيرتقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم كما هو الحال في قوله تعالى:" وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا * فتأخر التمييز في هذه الآية الكريمة وهو الأصل ، والتقدير هو:بئس إبليس وذريته للظالمين بدلا ، فتقدم الفاعل من أجل تسليط الذم عليه ،لأنه ارتبط مع الفعل أولا، ولكن الله تعالى يقول كذلك :كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون " والأصل هو:كبر أن تقولوا ما لا تفعلون مقتا عند الله ، فقدم التمييز عدولا عن الأصل ليرتبط مع الفعل أولا بحسب الأهمية المعنوية من أجل الهدف المعنوي وهو بيان شدة مقت الله تعالى للنفاق ،كما كان في التقديم رعاية للفاصلة القرآنية ، فالتقديم تم بالضابطين:المعن ي واللفظي ،وقال تعالى :"ساء مثلا القوم الذين كذَّبوا بآياتنا وأنفسهم كانوا يظلمون "*فتقدم التمييز من أجل أن يرتبط بالفعل أولا من أجل الهدف المعنوي ،أي: قَبُح مثلهم بقبح أفعالهم ،لأن الله تعالى شبههم بالكلب ، فالتقديم والتأخير يكون بحسب الأهمية المعنوية عند المتكلم ،والكلام يترتب بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل ،وإن شئت أن تقول باختصار:الكلام يكون بحسب الأهمية المعنوية عند المتكلم.
تقديم التمييز وتأخيره بحسب الأهمية المعنوية