قدر الله ان اغسل ميتا مرة فكان مماوقع في خلدي -اذ الميت ملفوف في ثوب ابيض لا يستطيع حراكا ولا يملك بين يدي مغسله قرارا - لطائف من معاني ايات , يهتف الكفن بصوت من لا ترد شهادته ان لا اجهل من هذا المخلوق الموسوم بالانسان يفقد جوهر الاسم الذي به تسمى احوج ما اليه اقنى وتحل وحشة اللباس ووحشة المكان ووحشة الحال ووحشة المآل ..فبربك ايها الانسان اين الأنس الذي كنت تدعيه ؟ واين العرش الذي كنت تعتليه ؟ واين تلك الاموال ؟ مالك يا مسكين من دون الله من وال .. ( لقد خلقنا الإنسان في كبد) اول الكبد قماط .. واخره كفن ووثاق ...نظرت فاذا الكفن خال من الجيوب ,والله اعلم بما بعبده ذاك من العيوب, لفوه في ثلاث واغسلوه خمسا او ثلاث , لكن الكفن ,جزما لايستر مابه من العفن ووالله يتولى السرائر ..تقرأ قول الله تعالى (فحملها الانسان إنه كان ظلوما جهولا ) اما الظلم فظاهر واما الجهل فلك ان تتامل ذاك الكفن وتفتح صحيفة الملفوف فاذا هو قد اخذ مال هذا وغصب ارض هذا واكل لحم هذا فاين موقع ذلك كله من الكفن ؟ أي جهل اعظم من هذا ؟ تسرق ليتمتع غيرك, وترابي لينعم غيرك ,ثم ماذايكون ؟ اغسلوه بماء وسدر ..فيالله كم اخذت منا الغفلة .. سارع بالدمعة التي يغسل الله بها الذنب كله, و اعمل بالتوحيد الذي علمت فرعه واصله, وناد بباب من سبقت رحمته غضبه , (والا تغفر لي وترحمني اكن من الخاسرين )..