تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: جماع أهل الجَنَّة وما روي فيه من عجائب

  1. #1

    افتراضي جماع أهل الجَنَّة وما روي فيه من عجائب

    جماع أهل الجَنَّة وما روي فيه من عجائب


    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، صلى الله عليه، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه.
    أما بعد:
    ففِي تزاوج المؤمنين بالحور العين في الجَنَّة، وما يكافؤون عليه من نعمة الوطء ولذته، ما يجعلهم يرون أنفسهم أسعد أهلها، جزاء ما حافظوا على فروجهم، فلم يقربوا بها فرجٍ حرام.
    وقد جاءت الأحاديث تبين أن للمؤمن في الجنة قوة مائة رجل فِي الجماع، وأنه كلما جامع عادت الزوجة بكراً، وأن له فِي اليوم مائة عذراء يفتضها، ويروى كما سيأتي أن القُبُلَ شهي، والذَّكَرَ لا ينثني، والشهوة لا تنقطع، ولا مَنِيّ ولا مَنِيَّةَ، وبذلك جاءت الروايات:
    فأما ما يعطاه المؤمن في الجنة من قوة الجماع :
    فَرَوَى الترمذي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r:
    « يُعْطَى الْمُؤْمِنُ فِي الْجَنَّةِ قُوَّةَ كَذَا وَكَذَا مِنَ الْجِمَاعِ ».
    قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَيُطِيقُ ذَلِكَ؟, قَالَ: « يُعْطَى قُوَّةَ مِائَةٍ ».
    رَوَاهُ التِرمِذِي 2536 بسند صحيح، وأبو داود الطيالسي 2012 وابن حبان 7400 والضياء المقدسي في المختارة 2505.
    وقال الإمام أحمد: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عُقْبَةَ الْمُحَلِّمِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ يَقُولُ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ r :
    « إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ يُعْطَى قُوَّةَ مِائَةِ رَجُلٍ فِي الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ وَالشَّهْوَةِ وَالْجِمَاعِ ».
    رواه أحمد 4/371 وعبد بن حميد 263 وابن حبان 7424 والنسائي كبرى 11414 والطبراني في الكبير 5005 -5008-5009 والأوسط 1722 والبزار كما في كشف الأستار 3522. وصححه الألباني وغيره.

    وأما عود الموطوءة بكراً:
    فَرَوَى ابن حبان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ r أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: أَنَطَأُ فِي الْجَنَّةِ ؟
    قَالَ: « نَعَمْ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ دَحْمًا دَحْمًا، فَإِذَا قَامَ عَنْهَا رَجَعَتْ مُطَهَّرَةً بِكْرًا ».
    رواه ابن حبان 7402 من طريق دراج أبي السمح عن ابن حجيرة، وإسناده حسن، وأنظره في الصحيحة 3351 فله طريق آخر وشاهد. وبوب له ابن حبان في صحيحه 16/415 بابا بعنوان: [ ذكر الإخبار بأن المرء من أهل الجنة إذا وطىء جاريته فيها عادت بكرا كما كانت ].
    والدحم هنا أريد به الإيلاج بسرعة وبقوة، كما قال ابن الأثير في النهاية:
    " هُو النّكاحُ والْوَطءُ بدَفْع وإزْعاج ".اهـ
    قلت: وَلا يخفى أن فِيه السعادة واللذة لكليهما، فالدفع بسرعة والإيلاج بقوة من كمالات الرجال وعلامات الفحولة، وفاقدها هو العِنِّين، عافانا الله والمسلمين أجمعين.
    وأما: كم عذراء يفتضها في اليوم الواحد:
    فروى الطبراني عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ r: هَلْ نَصِلُ إِلَى نِسَائِنَا فِي الجَنَّة ؟ قَالَ: « إِنَّ الرَّجُلَ لَيَصِلُ فِي الْيَوْمِ إِلَى مِائَةِ عَذْرَاءَ ».
    رواه الطَبَرَانِيُّ في الأوسط 5267 والصغير795 ومن طريقه رواه أبو نعيم في صفة الجنة 397 ونقل ابن كثير في النهاية وابن القيم في حادي الأرواح قول الحافظ أبو عبد الله المقدسي: هذا الحديث عندي على شرط الصحيح.اهـ قلت: قاله في صفة الجنة له 127، ورواه أبو يعلى 2436 عن ابن عباس. وانظر الصحيحة 367.
    وأما أن الشهوة لا تنقطع:
    فَرَوَى الطَبَرَانِيُّ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ:
    سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ r : هَلْ يَتَنَاكَحُ أَهْلُ الْجَنَّةِ ؟
    قَالَ: « نَعَمْ، بِذَكَرٍ لَا يَمَلُّ، وَشَهْوَةٍ لَا تَنْقَطِعُ، دَحْمًا دَحْمًا ».
    رواه الطَبَرَانِيُّ في الكبير بإسنادين 7674 و7721 وفي مسند الشاميين 956 ومن طريقه رواه أبو نعيم الأصفهاني في صفة الجنة 392 وَالبَيْهَقِيُّ في البعث والنشور1/379 وأحسنهما طريق هاشم بن زيد الدِّمشقيُّ وهو ضعيف، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد10/417: رواها الطَبَرَانِيُّ بِأَسَانِيدَ، وَرِجَالُ بَعْضِهَا وُثِّقُوا عَلَى ضَعْفٍ فِي بَعْضِهِمْ. وذكره الألباني في الصحيحة 7/1060 شاهدا للحديث3351. وقال البوصيري في إتحاف المهرة 8/87: وله شاهد من حديث أبي أمامة، رواه ابن ماجة 4337 بإسناد حسن.اهـ
    قلت: ولفظه عند ابن ماجة: " .. ما منهن[ أي الحوريات] واحدة إلا ولها قبل شهي، وله ذكر لا ينثني".
    وفي سنده خالد بن يزيد بن أبي مالك. وضعفه الألباني جداً في الضعيفة. قلت: خالد وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ وَأَحمَدُ بنِ صَالِحٍ المِصرِيِّ وّالعِجلِيُّ، وَضَعَّفَهُ أَحْمَدُ، وَابْنُ مَعِينٍ، وَالدَّارَقُطْن ِيُّ، وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَتَرَدَّدَ ابْنُ حِبَّانَ فِي أَمْرِهِ، وأبيه صدوق والحديث ليس بهذا السوء، فقد جاءت روايات بمعناه، كما مر وسيأتي. فحقه التحسين لغيره لا الضعف الشديد، لاسيما وبقية رواته ثقات خلا أبيه فإنه صدوق.
    وله شاهد من حديث أبي هريرة: بلفظ: « نَعَمْ، بِذَكَرٍ لا يَمَلُّ، وَفَرْجٍ لا يَحْفَى، وَشَهْوَةٍ لا تَنْقَطِعُ». رواه إسحاق بن راهويه في مسنده 345 وهناد السري في الزهد 87 وأبو نعيم 390 وابن أبي الدنيا 259 كلاهما في صفة الجنة لهما، والبزار كما في كشف الأستار 3524 وَالبَيْهَقِيُّ في البعث 356 وفيه عبد الرحمن بن زياد الإفريقي وهو صدوق وشيخه عمارة بن راشد صدوق وليس بمجهول كما ادعى أبو حاتم، وقال البخاري: قيل سمع من أبي هريرة. وقال غيره: حديثه عنه مرسل، وعلى كلٍ هذه الرواية شاهد جيد لرواية أبي أمامة.
    لا سيما وقد جاء مرسلا عن الهيثم الطائي، وسليم بن عامر بلفظ: " أن النبي r سئل عن البضع في الجنة، فقال: « نعم، بقبل شهي، وذكر لا يمل، وإن الرجل ليتكئ فيها المتكأ مقدار أربعين سنة لا يتحول عنه ولا يمله، يأتيه فيه ما اشتهت نفسه وقرت عينه »
    رواه الحارث بن أبي أسامة كما في المطالب العالية لابن حجر 13/123 وفي سنده محمد بن هلال الخولاني ولم أجد له ترجمة، وقال البوصيري في إتحاف المهرة: وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري رواه ابن حبان 7379 في صحيحه.اهـ قلت: حديث أبي سعيد عند ابن حبان من رواية دراج أبي السمح عن أبي الهيثم، وتكلم فيها، والشاهد منه ليس لحديث الباب وإنما لجملة الاتكاء التي ذكرها الهيثم وسليم بن عامر، وبينهما خلاف، ففي رواية أبي سعيد: « إِنَّ الرَّجُلَ فِي الْجَنَّةِ لَيَتَّكِئُ سَبْعِينَ سَنَةً قَبْلَ أَنْ يَتَحَوَّلَ» وعندهما « وإن الرجل ليتكئ فيها المتكأ مقدار أربعين سنة لا يتحول عنه » فالخلاف في المدة ظاهر. والله أعلم.
    فالمرفوع في حديث الباب لا يخلوا من ضعف، ولكنه بمجموعه يقوي بعضه بعضاً، ويشهد لها ما صح عن أبي هريرة وأنس وغيرهما " دحما دحما" " وأنهن يرجعن أبكارا" وهذا تفسير السلف يتوافق وما روي في الباب. والله أعلم.
    وأما أن الجماع بلا مني ولا منية:
    فِي رِوَايَةٍ الطبراني عن سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ قال: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ هَلْ يُجَامِعُ أَهْلُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: « نَعَمْ، دَحْمًا دَحْمًا، لَكِنْ لَا مَنِيَّ وَلَا مَنِيَّةَ ».
    رواه الطبراني في الكبير 7479 وفي مسند الشاميين 1619 وأبو يعلى كما في المطالب العالية 13/124 لابن حجر، ولم أجده في مسنده، وابن أبي الدنيا في صفة الجنة 260 وَالبَيْهَقِيُّ في البعث والنشور 1/379 وقال: تفرد به خالد بن يزيد، وليس بالقوي.
    وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 10/416 وقال: رواه الطبراني بأسانيد ورجال بعضها وثقوا على ضعف بعضهم.اهـ وقد سبق الكلام على خالد وأبيه.
    وله طريق آخر ضعيف، وهو ما رواه أبو نعيم الأصبهاني في صفة الجنة 393 عن أبي أمامة، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: هل يتناكح أهل الجنة ؟ قال: إي والذي بعثني بالحق، دحاما دحاما ، وأشار بيده ، ولكن لا مني ولا منية.
    قلت: رواه من طريق عثمان بن أبي العاتكة وقد ضعفوه، وخصوصاً فى روايته عن على بن يزيد الألهانى وقد رواه هنا عنه، وقيل أن سبب ضعف عثمان إنما هو مما يرويه عنه، وعلي بن يزيد ضعفه الجمهور، وقال ابن عدي: وهو فى نفسه صالح إلا أن يروى عن ضعيف فتؤتى من قبل ذلك الضعيف، وقد روى له الترمذي، وابن ماجة. اهـ.
    قلت: وقال أبو مسهر في رواية محمد بن يزيد المستملي، أن علة ضعفه ممن يروي عنه من الضعفاء. فالله أعلم
    ورواه علي بن يزيد عن القاسم بن عبد الرحمن الشامى عن أبي أمامة به، والقاسم صدوق.
    فالحديث ضعيف لاشك، ولكنه يشهد للرواية أعلاه.
    وله شاهد من حديث الصور الطويل بلفظ: فيينَما هو عندَها لا يَملُّها ولا تَملُّه، ولا يأْتيها مِن مرةٍ إلا وجدَها عذراءَ، ما يفترُ ذَكَرُه وما يَشتكي قُبُلُها، فبينَما هو كذلكَ إذ نُودوا: إنَّا قد عرفْنا أنَّك لا تَملُّ ولا تُمَلُّ، إلا أنَّه لا منيَّ ولا منيَّة، إلا أنَّ لكَ أزواجاً غيرَها، فيخرجُ فيأْتيهن واحدةً واحدةً .
    رواه أبو يعلى والطبراني في الأحاديث الطوال وغيره من طريق إسماعيل بن رافع، ومع ضعفه فقد اضطرب فيه جداً، ولا يحتمل هذا منه، لكننا نذكره للاستشهاد، فمع ضعفه يكتب حديثه. وقال فيه البخاري من رواية الترمذي عنه: هو ثقة مقارب.
    وله شاهد عن أبي الدرداء موقوفا، رواه معمر بن راشد في جامعه 1510 من رواية عبد الرزاق وقد ذكره في آخر المصنف 20890 قال: عن معمر عن يحيى بن سعيد عن رجل أن أبا الدرداء قال: « لَيسَ فِي الجَنَّةِ مَنّيٍّ وَلَا مَنِيَّةٍ إِنَّمَا يَدحُمُونَهُنَّ دَحمَاً » وسنده ضعيف لانقطاعه.
    وجاء صحيحاً مرسلا بمعناه من قول طاووس وعطاء الخراساني وهما من صغار التابعين، رواه عبد الرزاق في التفسير 1635وفي المصنف 20887 من طريق معمر في جامعه 1508،عن ابن طاووس،عن أبيه، قال:« أهل الجنة ينكحون النساء ولا يلدن، وليس فيها مني» وأخرجه معمر بن راشد في جامعه 1508. وأخرجه عبد الرزاق في المصنف 20889 عن معمر عن عطاء الخراساني مثل رواية طاووس سواء. فالحديث بمجموع هذه الروايات يحسن إن شاء الله تعالى.
    وفي معنى قوله " لا مني ولا منية " قال ابن القيم في حادي الأرواح: وقوله لا مني ولا منية: أي لا إنزال ولا موت. اهـ
    وقال ابن كثير في النهاية: لما كان المني يقطع لذة الجماع، والمنية تقطع لذة الحياة، كانا منفيين من الجنة.اهـ
    وأختم أخيراً بقول ابن القيم في الحادي، في آخر الباب الخامس الخمسون، وهو: ذكر نكاح أهل الجنة ووطئهم والتذاذهم بذلك أكمل لذة، ونزاهة ذلك عن المذي والمني والضعف، وأنه لا يوجب غسلاً ، قال رحمه الله:
    وأكمل الناس فيه أصونهم لنفسه في هذه الدار عن الحرام، فكما أن من شرب الخمر في الدنيا لم يشربها في الآخرة، ومن لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة، ومن أكل في صحاف الذهب والفضة في الدنيا لم يأكل فيها في الآخرة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إنها لهم في الدنيا ولكم في الآخرة". فمن استوفى طيباته ولذاته و أذهبها في هذه الدار حرمها هناك كما نعى سبحانه وتعالى على من أذهب طيباته في الدنيا واستمتع بها، ولهذا كان الصحابة ومن تبعهم يخافون من ذلك أشد الخوف .... فمن ترك اللذة المحرمة لله استوفاها يوم القيامة أكمل ما تكون، ومن استوفاها هنا حرمها هناك، أو نقص كمالها، فلا يجعل الله لذة من أوضع في معاصيه ومحارمه، كلذة من ترك شهوته لله أبداً. والله أعلم. اهـ بتصرف
    آخره ، والله أعلم.
    ومن كان عنده تعليق أو فائدة فليتحفنا بها، ويفيد إخوانه وأنا أولهم.




  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    الدولة
    بوكانون- الجزائر
    المشاركات
    212

    افتراضي رد: جماع أهل الجَنَّة وما روي فيه من عجائب

    جزاك الله خيرا أخي عادل فقد أتحفتنا ببحثك القيم
    وهذه فائدة لطيفة:
    أورد السيوطي في الدر المنثور ج8ص308 عند قوله تعالى { إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون }:
    أخرج ابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا في صفة الجنة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { في شغل فاكهون } قال : في افتضاض الأبكار .
    وأخرج عبد بن حميد وابن أبي الدنيا وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن جرير وابن المنذر عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله { إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون } قال : شغلهم افتضاض العذارى .
    وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة وقتادة ، مثله .
    وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { في شغل فاكهون } قال : ضرب الأوتار قال أبو حاتم : هذا خطأ من السمع إنما هو افتضاض الأبكار .
    وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : إن المؤمن كلما أراد زوجة وجدها عذراء ) انتهى
    و جاء في مجمع الزوائد ج5ص70 :عن زيد بن أرقم قال جاء رجل من اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا أبا القاسم تزعم أن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون قال نعم والذي نفسي بيده إن الرجل ليعطي قوة مائة رجل في الأكل والشرب والشهوة والجماع فقال اليهودي إن الذي يأكل ويشرب تكون له الحاجة والجنة مطهرة قال حاجة أحدهم عرق يفيض من جلده كريح المسك فإذ بطنه قد ضمر، وفي رواية بيننا نحن عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبل رجل من اليهود يقال له ثعلبة بن الحرث فقال السلام عليك يا محمد فقال وعليكم فقال اليهود تزعم أن في الجنة طعاماً وشراباً وأزواجاً فقال النبي صلى الله عليه وسلم نعم تؤمن بشجرة المسك قال نعم قال وتجدها في كتابكم قال نعم قال فإن البول والجنابة عرق يسيل من تحت ذوائبهم إلى أقدامهم مسك. رواه كله الطبراني في الأوسط وفي الكبير بنحوه وأحمد إلا أنه قال يا أبا القاسم ألست تزعم أن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون وقال لأصحابه إن أقر لي بهذه خصمته، والباقي بنحوه. ورواه البزار ورجال أحمد والبزار رجال الصحيح غير ثمامة بن عقبة وهو ثقة.

  3. #3

    افتراضي رد: جماع أهل الجَنَّة وما روي فيه من عجائب

    شكر الله لك أخي الحبيب .. وشكراً على مرورك العطر..
    ومشاركتك التي أتحفتنا بها، ما فيها غير حديث واحد مرفوع، وقد ذكرته فيما يعطاه المؤمن من قوة الجماع وغيره.
    آما الآثار في تفسير ( في شغل فاكهون ) فلم أرى يصح منها شيئا عن ابن مسعود وابن عباس، وقد صح عن قتادة وحده.
    فالمدار على صحة الإسناد، وقد تغاضيت عن الآثار الموقوفة، وركزت على المرفوع في الباب لما فيه من قوة ..
    والله أعلى وأعلم.
    وأشكرك على مرورك الطيب.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2013
    المشاركات
    21

    افتراضي رد: جماع أهل الجَنَّة وما روي فيه من عجائب

    { وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون } . . واللؤلؤ المكنون هو اللؤلؤ المصون ، الذي لم يتعرض للمس والنظر ، فلم تثقبه يد ولم تخدشه عين! وفي هذا كناية عن معان حسية ونفسية لطيفة في هؤلاء الحور الواسعات العيون . وذلك كله : { جزاء بما كانوا يعملون } . . فهو مكافأة على عمل كان في دار العمل . مكافأة يتحقق فيها الكمال الذي كان ينقص كل المناعم في دار الفناء . ثم هم بعد ذلك كله يحيون في هدوء وسكون ، وفي ترفع وتنزيه عن كل لغو في الحديث ، وكل جدل وكل مؤاخذة : { لا يسمعون فيها لغواً ولا تأثيماً . إلا قيلاً سلاماً سلاماً } . . حياتهم كلها سلام . يرف عليها السلام ويشيع فيها السلام . تسلم عليهم الملائكة في ذلك الجو الناعم الآمن؛ ويسلم بعضهم على بعض . ويبلغهم السلام من الرحمن . فالجو كله سلام سلام ...

    ما أعظم الإسلام؛ لم يترك شاردة ولا واردة إلا ووضّحها بما تفهمه العقول أو تصل إليه، وكثير من الأديان والاعتقادات بل كلها بدون هذا الترغيب الذي نجده في الإسلام، وهذا من عظمة الإسلام ؛ شكرا يا عادل .

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    الدولة
    بوكانون- الجزائر
    المشاركات
    212

    افتراضي رد: جماع أهل الجَنَّة وما روي فيه من عجائب

    بارك الله فيك أخي عادل فقد استوعبت ببحثك القيم جل الأحاديث الواردة في الباب
    فقط أحب أن أنبه على الطرق التي ورد بها حديث زيد بن أرقم المذكور آنفا
    قال الطبراني في الكبير حديث رقم 4870- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ ، أَنَا مُحَمَّدُ بن رَافِعٍ النَّيْسَابُورِ يُّ ، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بن الْمِقْدَامِ ، عَنْ دَاوُدَ الطَّائِيِّ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ ثُمَامَةَ بن عُقْبَةَ ، عَنْ زَيْدِ بن أَرْقَمَ ، قَالَ : قَالَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ : يَا أَبَا الْقَاسِمِ ، تَزْعُمُ أَنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ ، قَالَ : نَعَمْ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، إِنَّ أَحَدَهُمْ لَيُعْطَى قُوَّةَ مِائَةِ رَجُلٍ فِي الأَكْلِ وَالشُّرْبِ وَالْجِمَاعِ وَالشَّهْوَةِ ، قَالَ : فَإِنَّ الَّذِي يَأْكُلُ تَكُونُ لَهُ الْحَاجَةُ ، قَالَ : حَاجَةُ أَحَدِهِمْ عَرَقٌ كَرِيحِ الْمِسْكِ فَيَضْمِرُ بَطْنُهُ .
    و رجال هذا الإسناد ثقات ماخلا مصعب بن المقدام أبو عبد الله الكوفى ، مولى الخثعميين و هو صالح الحديث . وقد وثقه الدارقطني ، و قال عنه أبو داود : لا بأس به .وقال ابن شاهين فى " الثقات " : قال يحيى بن معين : صالح . و كذا قول أبي حاتم و ابن قانع فيه.وقال أحمد بن حنبل : كان رجلا صالحا ، رأيت له كتابا فإذا هو كثير الخطأ ، ثم نظرت فى حديثه ، فإذا أحاديثه متقاربة عن الثورى . ه وقد ضعفه علي بن المديني والساجي.
    و لم ينفرد مصعب برواية هذا الحديث ، بل قد توبع فيه حيث قال الطبراني في الكبير كذلك :- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن بِشْرٍ الْمَقَارِيضِيُ ّ الصَّنْعَانِيُّ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بن إِبْرَاهِيمَ بن حُوتِيٍّ الصَّنْعَانِيُّ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بن سَالِمٍ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن صَالِحٍ الْمَكِّيُّ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ ثُمَامَةَ بن عُقْبَةَ الْمُحَلِّمِيِّ ، عَنْ زَيْدِ بن أَرْقَمَ ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَى إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا أَبَا الْقَاسِمِ ، تَزْعُمُ أَنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، إِنَّ الرَّجُلَ لَيُعْطَى قُوَّةَ مِائَةِ رَجُلٍ فِي الأَكْلِ وَالشُّرْبِ وَالْجِمَاعِ وَالشَّهْوَةِ .)
    وقال في الأوسط : حديث رقم 9123 حدثنا مقدام ، ثنا أسد ، ثنا فضيل بن عياض ، عن الأعمش ، عن ثمامة بن عقبة المحلمي ، عن زيد بن أرقم قال : جاء يهودي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا أبا القاسم ، تزعم أن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون ؟ قال : « نعم ، والذي نفسي بيده إن الرجل ليعطى مثل قوة مائة في الأكل ، والشرب ، والشهوة ، والجماع » ، فقال اليهودي : إن الذي يأكل ويشرب ويكون له الحاجة ، والجنة مطهرة ؟ قال : « حاجة أحدهم عرق يفيض من جلده كريح المسك ، فإذا بطنه قد ضمر »
    ومن هذا الطريق أخرجه أبو نعيم في الحلية ج8ص116
    و رواه النسائى عن على بن حجر، عن على بن مسهر، عن الأعمش به
    و الحديث بجميع طرقه مداره على الأعمش و لم يصرح فيه بالسماع من ثمامة لذا يخشى من تدليسه
    وقد أخرجه كذلك الإمام أحمد حيث قال :حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ أَتَى النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ فَقَالَ َا أَبَا الْقَاسِمِ أَلَسْتَ تَزْعُمُ أَنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَأْكُلُونَ فِيهَا وَيَشْرَبُونَ. وَقَالَ لأَصْحَابِهِ إِنْ أَقَرَّ لِى بِهَذِهِ خَصَمْتُهُ . قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « بَلَى وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ إِنَّ أَحَدَهُمْ لَيُعْطَى قُوَّةَ مِائَةِ رَجُلٍ فِى الْمَطْعَمِ وَالْمَشْرَبِ وَالشَّهْوَةِ وَالْجِمَاعِ ». قَالَ فَقَالَ لَهُ الْيَهُودِىُّ فَإِنَّ الَّذِى يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ تَكُونُ لَهُ الْحَاجَةُ. قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « حَاجَةُ أَحَدِهِمْ عَرَقٌ يَفِيضُ مِنْ جُلُودِهِمْ مِثْلُ رِيحِ الْمِسْكِ فَإِذَا الْبَطْنُ قَدْ ضَمُرَ » حديث رقم 19790
    قال الشيخ شعيب الأرنؤوط :شعيب الأرنؤوط : حديث صحيح وهذا إسناد رجاله ثقات غير أن الأعمش - وهو سليمان بن مهران - قد عنعن
    ومن طريق أبي معاوية أخرجه ابن حبان في صحيحه حيث قال :أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال : حدثنا هناد بن السري قال : حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن ثمامة بن عقبة عن زيد بن أرقم به
    طريق آخر عن الأعمش : قال عبد بن حميد في مسنده : حديث رقم 263 - حدثنا يعلى ثنا الأعمش عن ثمامة بن عقبة عن زيد بن أرقم قال جاء رجل من أهل الكتاب الى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : يا أبا القاسم تزعم ان أهل الجنة يأكلون ويشربون فقال والذي نفسي بيده ان الرجل منهم ليؤتى قوة مائة رجل في الأكل والشرب والجماع والشهوة قال فإن الذي يأكل ويشرب يكون له الحاجة قال عرق تفيض مثل ريح المسك فإذا كان ذلك ضمر له بطنه )

  6. #6

    افتراضي رد: جماع أهل الجَنَّة وما روي فيه من عجائب

    شكر الله لك أخي بحليل محمد ..
    والطرق عن الأعمش كثيرة، ذكرت منها في تخريجك أعلاه:
    طريق دَاوُدَ الطَّائِيِّ وعَلِيُّ بن صَالِحٍ الْمَكِّيُّ وفضيل بن عياض وعلى بن مسهر وأَبُو مُعَاوِيَةَ الضرير محمد بن خازم التميمي ويعلى بن عبيد بن أبى أمية الإيادى الطنافسي.
    وفاتك طرق أخر منها:
    طريق جعفر بن عون القرشي [ت120هـ] وهو ثقة صدوق.
    رواه الدارمي (3/ 1865) رقم 2867 – قال: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ بمثله سواء.
    ومنها : طريقي وكيع بن الجراح [ت167هـ] وعبدة بن سليمان [ت187هـ] وهما ثقتان.
    أخرجه ابن أبي شيبة في مسنده (7/ 33) رقم 33994 قال: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَعَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، بمثله سواء.
    ومنها: طريقي الفضل بن موسى السيناني [ ت115هـ] ومحمد بن عبيد بن أمية الطنافسي [ ت124هـ] وهما ثقتان.
    رواه ابن المبارك في الزهد رقم 1459 قال: أخبركم أبو عمر بن حيوية، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا الفضل بن موسى ومحمد بن عبيد، قالا: حدثنا الأعمش، بمثله سواء.
    أما عن تدليس الأعمش، ففيه أمران:
    الأول: حقيقة تدليسه.
    الثاني: أن له متابعا حسنا وشاهداً صحيحاً.
    فأما حقيقة تدليس الأعمش، فمن راجع ترجمته في جامع التحصيل في أحكام المراسيل للعلائي يجد أن ما قيل فيه أنه دلسه إنما هو لطرق معدودة لمن لم يدركهم من الصحابة والتابعين، وليس تدليسه على الإطلاق.
    ولذلك ذكره الحافظ ابن حجر في طبقات المدلسين في الطبقة الثانية، ووصفهم في مقدمته بأنهم: من احتمل الأئمة تدليسه وأخرجوا له في الصحيح لإمامته وقلة تدليسه في جنب ما روى كالثوري، أو كان لا يدلس إلا عن ثقة كابن عيينة. اهـ
    وأصل قوله من العلائي في جامع التحصيل وقد قال فيه [ص113]:
    وثانيها: [ أي الطبقة الثانية] من احتمل الأئمة تدليسه وخرجوا له في الصحيح وإن لم يصرح بالسماع وذلك إما لإمامته أو لقلة تدليسه في جنب ما روى أو لأنه لا يدلس إلا عن ثقة وذلك كالزهري وسليمان الأعمش وإبراهيم النخعي وإسماعيل بن أبي خالد وسليمان التيمي وحميد الطويل والحكم بن عتبة ويحيى بن أبي كثير وابن جريج والثوري وابن عيينة وشريك وهشيم، ففي الصحيحين وغيرهما لهؤلاء الحديث الكثير مما ليس فيه التصريح بالسماع. اهـ
    وقال ابن حبان في كتاب الثقات: " وكان مدلسا أخرجناه في هذه الطبقة لأن له لقيا وحفظا ". اهـ
    فرواية زيد هذه، ليس فيها سوى تدليس الأعمش، وهو فيمن احتمل الأئمة تدليسه وأخرجوا له في الصحيح، لإمامته وقلة تدليسه في جنب ما روى من أحاديث، أو لأنه لا يدلس إلا عن ثقة.
    وهنا فوائد:
    أولها، أن وكيع بن الجراح وأبو معاوية الضرير من أثبت الناس في الأعمش، وقد رويا حديث زيد عنه، وهما لا يرويان عنه في الغالب إلا ما علما صحته واستقامته.
    والثانية: أنه ليس كل من اتهم بالتدليس يصير مجروحا، وهو مذهب بعض العلماء، ومنهم من جرحه مطلقا سواء بين السماع أم لا، ولابد من التفريق في مكانة تدليس المدلس، وفي أي طبقة هو، وأشار ابن السمعاني إلى فائدة عزيزة وهي قوله: " إن كان إذا استكشف لم يخبر باسم من يروي عنه فهذا يسقط الاحتجاج بحديثه لأن التدليس منه تزوير وإيهام لما لا حقيقة له وذلك يؤثر في صدقه وقد قال النبي صلى الله عليه و سلم " المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور " وإن كان إذا استكشف عنه أخبر باسمه وأضاف الحديث إلى ناقله فهذا لا يسقط الحديث ولا يوجب القدح في الراوي . اهـ
    والأعمش كان يسمي الرواة ولا يخفيهم إذا سئل عنهم، كما قال ابن عبد البر: " قالوا لا نقبل تدليس الأعمش لأنه إذا وقف أحال على غير ثقة، إذا سألته عمن هذا قال عن موسى بن طريف وعباية بن ربعي والحسن بن ذكوان ..." اهـ
    والثالثة: أن الأعمش نفسه كان يهتم بهذه المسألة، فكيف يقع فيها؟ فقد جاء في جامع التحصيل للعلائي(1/70) : جاء عن الأعمش قال قلت لإبراهيم النخعي إذا حدثتني فأسند فقال إذا قلت لك قال عبد الله فقد حدثني جماعة عنه وإذا قلت لك حدثني فلان عن عبد الله فهو الذي حدثني. اهـ
    فالأعمش يستفصل من شيخه إبراهيم النخعي، فكيف يقع هو فيه؟ والعاصم الله.
    نعم لا نبرئه منه مطلقا، ولا نثبت التدليس له بإطلاق ..
    الرابعة: أن صاحبا الصحيح ومن دونهم، يذكرون عنعنته ولا يعللوها به، وقد يكون لأنهما اطلعا على اتصالها أو غير ذلك، لكن الحجة قائمة في روايتهم عنه بالعنعنة، وأضرب مثالا على ذلك، وهو حديث ابن عباس رضي الله عنهما في قصة القبرين " أنهما ليعذبان" الحديث، رواه منصور عن مجاهد عنه، ورواه الأعمش عن مجاهد عن طاووس عن ابن عباس، وذكر الترمذي في كتاب العلل أنه سأل البخاري عنهما فقال: حديث الأعمش أصح. مع أن البخاري قد أخرج حديث منصور في صحيحه.
    ومثال أبي الزبير عن جابر في صحيح مسلم مشهور يغني عن إيراده.
    الخامسة: ليس كل من عنعن وهو معروف بالتدليس أن يتهم به بإطلاق، بل يبحث عن قرينه تثبت ذلك عليه في رواية بعينها، مثل رواية الأعمش عن أـبي صالح ، فمرة قال حدثنا، ومرة عنعنه عنه، ومرة قال فيها عن رجل عنه. وهنا يرجع للرواة عن المدلس نفسه، فقد يكون قد صرح بالتحديث أو بالواسطة بسند أصح مما لم يصرح به.
    مثاله: أن الإمام أحمد ذكر رواية هُشيم عن الأعمش حدثنا أبو صالح. فلم يقبله أحمد، لأن هشيماً رواه بالعنعنة وهو مدلس، وهو في مرتبة أقل من مرتبة الأعمش، فرجح رواية محمد بن فضيل عن الأعمش عن رجل عن أبو صالح.
    في حين أن هناك طرق تثبت أن الأعمش سمعه عن غير أبي صالح ثم سمعه منه كما قال اليعمري.
    فالأعمش سمعه عن رجل عن أبي صالح ثم سمعه من أبي صالح دون واسطة.
    وهذا القيد مهم لمن اتهم بالتدليس مع ثقته وحفظه وإمامته، وليس لكل مدلس.
    السادسة: يهون من رواية من عرف بالتدليس إذا كان عن شيوخه المكثر في الرواية عنهم، كأبي الزبير عن جابر، وكالأعمش عن إبراهيم النخعي وأضرابه، وأمثال هؤلاء. فليست هذه المرتبة للمدلس كمرتبة من يروي عن أحد حديثين أو ثلاثة مثلا، فهذه دون تلك.. وهي اعتبارات توضع في الحسبان عند الترجيح.. والله أعلم.
    السابعة: لا يسوى بين المكثر من التدليس وبين المقل منه، كما قال الألباني في تعليقه على التنكيل (2/309): " التسوية بين تدليس الأعمش وتدليس أبي الزبير في التسامح بينهما ليس بجيد، لأن تدليس الأول قليل، وتدليس الآخر كثير".اهـ.
    وهذه ليس على إطلاقها، وشرط القلة والكثرة ليس بمطرد، وإنما بالقرينة الدالة على تدليس المدلس، فقد تكون أظهر في من دلس قليلا، وقد تكون مغفورة فيمن دلس كثيرا. ولكنها فائدة مهمة من الألباني رحمه الله.

    وأما المتابعة والشاهد:
    فالأعمش لم ينفرد به، فقد تابعه هارون بن سعد العجلي وهو صدوق.
    أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (5/178) رقم 5010 بمعناه.
    قال: حدثنا أسلم بن سهل الواسطي[ ثقة حافظ] ثنا محمد بن موسى القطان[ صدوق إن كان هو مَمَّسُ بغداد] ثنا يحيى بن راشد[ ثقة] ثنا عبد النور بن عبد الله بن سنان[ ثقة ناسك] عن هارون بن سعد عن ثمامة بن عقبة قال سمعت زيد بن أرقم قال : كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه و سلم فقال له رجل من اليهود.. الخ الحديث
    ولفظه قريب من حديث الباب، وقصة اليهودي واحدة، وإنما يروي منها الرواة أحيانا ما مختصره أو خلاصته ومعناه.
    وأما الشاهد، فهو ما رواه الترمذي فيما صدرت به الفقرة أعلاه، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: « يُعْطَى الْمُؤْمِنُ فِي الْجَنَّةِ قُوَّةَ كَذَا وَكَذَا مِنَ الْجِمَاعِ » قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَيُطِيقُ ذَلِكَ؟ قَالَ: « يُعْطَى قُوَّةَ مِائَةٍ ».
    رَوَاهُ التِرمِذِي 2536 وأبو داود الطيالسي 2012 وابن حبان 7400 والطبراني في الأوسط 2517 والبيهقي في البعث 353 والضياء في المختارة 2505 وسنده صحيح، وصححه الألباني والأئمة.
    وأما اعتداده شاهداً: فقول الإمام الترمذي عقبه: وَفِي الْبَاب عن زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ.
    وبعد هذا، فلم أرى أحدا ضعف حديث زيد هذا، ومن أعله بالتدليس فحقه أن يبين نوع تدليسه إذ إنه مغفور في الغالب، مع وجود متابع جيد في درجة الحسن، وشاهد صحيح.
    والله أعلى وأعلم.
    وأشكرك على التواصل وما أتحفتنا به من الفوائد.

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    الدولة
    بوكانون- الجزائر
    المشاركات
    212

    افتراضي رد: جماع أهل الجَنَّة وما روي فيه من عجائب

    بارك الله فيك أخي عادل و أحسن إليك فقد نبهت إلى مسائل مهمة للغاية

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    المشاركات
    10,731

    افتراضي رد: جماع أهل الجَنَّة وما روي فيه من عجائب

    جزاكم الله خيرا
    لا إله إلا الله
    اللهم اغفر لي وارحمني ووالديّ وأهلي والمؤمنين والمؤمنات وآتنا الفردوس الأعلى

  9. #9

    افتراضي رد: جماع أهل الجَنَّة وما روي فيه من عجائب

    وفيكم بارك أخي الكريم .. وشكرا على شكرك ومرورك ...
    والشكر موصول لأخينا بحليل محمد ..
    لا حرمنا الله من فوائدكم ..
    بوركت مساعيكم.

  10. #10

    افتراضي رد: جماع أهل الجَنَّة وما روي فيه من عجائب

    فائدة:
    عندما نقلت مرسل داود الطائي وسليم بن عامر من المطالب العالية لابن حجر، وقفت في تراجم رجاله عند محمد بن هلال الخولاني فلم أجد له ترجمة، فتوقفت عن تصحيح السند مرسلا، ورأيت محققا المطالب قد قالا أنهما لم يجدا ترجمته كذلك فأعلوه به مع إرساله.
    فلما راجعت سنده مرة أخرى متفحصا على طريقة الطبقات، علني أجد فيه فائدة، فوجدت الآتي:
    سنده في المطالب العالية عند ابن حجر(18/661):
    قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ الْخَوْلَانِيُّ ، عَنْ صَفْوَانَ، عَنِ الْهَيْثَمِ الطَّائِيِّ وَسُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ قَالَا: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنِ الْبُضْعِ فِي الْجَنَّةِ، فقال: نعم، مقيل شَهِيٍّ، وَذَكَرٍ لَا يَمَلُّ، وَإِنَّ الرَّجُلَ ليتكئ فيه الْمُتَّكَأَ مِقْدَارَ أَرْبَعِينَ سَنَةً، لَا يَتَحَوَّلُ عَنْهُ وَلَا يَمَلُّهُ، يَأْتِيهِ فِيهِ مَا اشْتَهَتْ نَفْسُهُ وَقَرَّتْ عَيْنُهُ.
    فرواه الحارث عن داوود بن رشيد وهو الهاشمي مولاهم أبو الفضل الخوارزمي نزيل بغداد، من الطبقة العاشرة ت239هـ وروى له البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة، وهو ثقة.
    ورواه داود عن محمد بن هلال الخولاني كما في السند أعلاه، ووجدت أن صوابه محمد بن حرب الخولاني، فهو الذي في الطبقة التاسعة التي تلي العاشرة، وهو من شيوخ داود بن رشيد، وشيخ الخولاني هو صفوان في السند المذكور أعلاه.
    ومحمد بن حرب الخولاني هذا هو أبو عبد الله الحمصي، المعروف بالأبرش، كاتب الزبيدي، من الطبقة التاسعة، من صغار أتباع التابعين ت 294 وقيل 292هـ وروى له البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة، وهو ثقة.
    ورواه الخولاني عن صفوان بن عمرو بن هرم السكسكي، أبو عمرو الحمصي، من الطبقة الخامسة من صغار التابعين ت155هـ أو بعدها، وروى له البخاري في الأدب المفرد ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة، وهو ثقة.
    وصفوان رواه عن داود الطائي وسليم بن عامر كلاهما مرسلاً ..
    فالسند على هذا صحيح مرسلاً إن شاء الله تعالى، وشاهد قوي لحديث أبي أمامة في الباب أعلاه.
    فالحمد لله على توفيقه.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •