مُقْتَطَفَاتٌ مِنْ رَوَائِعِ ( إِبْنِ الجَوْزِيِّ ) ـ رَحِمَهُ اللهُ ـ فِيْ كِتَابِهِ ( صَيْدِ الخَاطِرِ )
1 ـ ( العَارِفُ : إِنْ عَمَّتْ نِعْمَةٌ ؛ عَلِمَ مَنْ أَهْدَاهَا ! ، وَإِنْ مَرَّ مُرٌّ ؛ حَلَا مَذَاقُهُ فِيْ فِيْهِ ! ؛ لِمَعْرِفَتِهِ بِالمُبْتَلِيْ !! ، .. وَإِنْ سَأَلَ فَتَعَوَّقَ مَقْصُوْدُهُ ؛ صَارَ مُرَادُهُ مَا جَرَى بِهِ القَدَرُ ! ، عِلْمَاً مِنْهُ بِالمَصْلَحَةِ بَعْدَ يَقِيْنِهِ بِالحِكْمَةِ ، وَثِقَتَهُ بِحُسْنِ التَدْبِيْرِ ! ، .. فَأَمَّا مَنْ عُدِمَ المَعْرِفَةِ ؛ فَإِنَّهُ مُعَثَّرٌ لَا يَزَالُ يَضِجُّ مِنَ البَلَاءِ ! ؛ لِأَنَّهُ لَا يَعْرِفُ المُبْتَلِي ! ، وَيَسْتَوْحِشُ لِفَقْدِ غَرَضِهِ ؛ لَأَنَّهُ لَا يَعْرِفُ المَصْلَحَةَ ! ، وَيَسْتَأْنِسْ بِجِنْسِــهِ ؛ لَأَنَّهُ لَا مَعْـرِفَةَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ ! ، وَيَخَافُ مِنَ الرَّحِـــيْلِ ؛ لَأَنَّهُ لَا زَادَ لَـــهُ ! ، وَلَا مَـعْرِفَةَ [ لَهُ ] بِالطَّرِيْقِ ! ) .
2 ـ ( وَا عَجَبَاً مِنْ عَارِفٍ بِاللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يُخَالِفُهُ وُلَوْ فِيْ تَلَفِ نَفْسِهِ !! ، هَــلْ العَيْشُ إِلَّا مَعَهُ ؟! ، هَــلْ الدُّنْيَا وَالآخِرَةُ إِلَّا لَهُ ؟! ، .. أَقْبِلْ عَلَى مَا أَقُوْلُ يَا ذَا الذَّوْقِ ، هَلْ وَقَعَ لَكَ تَعْثِيْرٌ فِي عَيْشٍ ، وَتَخْبِيْطٍ فِي حَالٍ إِلَّا حَالَ مُخَالَفَتِهِ ؟!! ، .. إِنَّمَا يَنْبَغِيْ لِيْ ـ إِذَا كُنْتُ مَمْلُوْكَاً ! ـ ؛ أَنْ أَفْعَلَ لِيَرْضَى لَا لِأُعْطَى !! ، فَإِنْ كُنْتَ مُحِبَّاً ؛ رَأَيْتَ قَطْعَ الآرَابِ فِي رِضَاهُ وَصْلَاً ، .. بِاللهِ ؛ إِنَّ مَوْتَ الخَادِمِ فِي الخِدْمَةِ حَسَنٌ عِنْدَ العُقَلَاءِ ) ! . 3 ـ ( بِاللهِ لَوْ صَحَّتْ النُّفُوْسُ مِنْ سُكْرِ هَوَاهَا ؛ لَذَابَتْ مِنْ خَوْفِهِ ! ، أَوْ لَغَابَتْ فِيْ حُبِّهِ ! ) . 4 ـ ( فَكُنْ رَجُلَاً رِجْلُهُ فِيْ الثَّرَى ، وَهَامَةَ هِمَّتِهِ فِيْ الثُّرَيَّا ) . 5 ـ ( المَعَاصِيْ أَثَّرَتْ .. وَعَثَّرَتْ ) . 6 ـ ( لَا يَصِحُّ لِلْأَجِيْرِ أَنْ يَلْبَسَ ثِيَابَ الرَّاحَةِ فِيْ زَمَانِ الإِسْتِئْجَارِ ) !! . 7 ـ ( أَيُسَاوِيْ مَا تَنَالُهُ مِنَ الهَوَى لَفْظَعِتَابٍ ؟! ، فَكَيْفَ إِنْ أَعْقَبَ العِتَابَعَقَابٌ ؟!! ) ! . 8 ـ ( مَثَلُ مَنْ طَالَ أَمَلُهُ ، وَتَمَنَّى عَلَى اللهِ الأَمَانِيْ ؛ كَالطَارِقِ لِلْحَدِيْدِ البَارِدِ ) ! . 9 ـ ( كُفَّ كَفَّ الهَوَى عَنْ نَفْسِكَ .. وَإِصْبِرْ إِنْ أَلَمَّ الأَلَمْ ) . 10 ـ ( بِاللهِ عَلَيْكَ يَا مَرْفُوْعَ القَدْرِ بِـ ( التَقْوَى ) ؛ لَا تَبِعْ عِزَّهَا بِذُلِّ الَمعَاصِي ، .. بِاللهِ عَلَيْكَ ؛ تَذَوَّقْ حَلَاوَةَ الكَفِّ عَنْ المَنْهِيِّ ؛ فَإِنَّهَا شَجَرَةٌ تُثْمِرُ عِزَّ الدُّنْيَا وَشَرَفَ الآخِرَةِ ، .. بِاللهِ عَلَيْكَ ؛ تَفَكَرْ فِيْمَنَ قَطَعَ أَكْثَرَ العُمْرِ فِي التَّقْوَى وَالطَّاعَةِ ، ثُمَّ عَرَضَتْ لَهُ فِتْنَةٌ فِي الوَقْتِ الآخِرِ ، كَيْفَ نَطَحَ مَرْكِبُهُ الجُرُفَ ؛ فَغِرِقَ وَقْتَ الصُّعُوْدِ ! ، .. إِنَّمَا نَسَبُ العَامِيِّ ؛ بِإسْمِهِ وَإِسْمِ أَبَيْهِ ! ، فَأَمَّا ذَوُوْ الأَقْدَارِ ؛ فَالأَلْقَابُ قَبْلَ الأَنْسَابِ ! ، .. بِاللهِ عَلَيْكَ ؛ أَتَدْرِيْ مَنْ الرَّجُلْ ؟! ، الرَّجُلُ ـ وَاللهِ ـ مَنْ إِذَا خَلَا بِمَا يُحِبُّ مِنَ المُحَرَّمِ ، وَقَدَرَ عَلَيْهِ ، وَتَقَلْقَلَ عَطَشَاً إِلَيْهِ ، نَظَرَ إِلَى نَظَرِ الحَقِّ إِلَيْهِ فَإسْتَحْيَى مِنْ إِجَالَةِ هَمِّهِ فِيْمَا يَكْرَهَهُ ؛ فَذَهَبَ العَطَشُ !! ، كَأَنَّكَ لَا تَتْرُكَ لَنَا إِلَا مَا لَا تَشْتَهِيْ ! ، أَوْ مَا لَا تَصْدُقُ الشَّهْوَةُ فِيْهِ !! ، أَوْ مَا لَا تَقْدِرُ عَلَيْهِ !!! ، كَذَا ـ وَاللهِ ـ عَادَتُكَ ! ؛ إِذَا تَصَدَّقْتَ ؛ أَعْطَيْتَ كِسْرَةً لَا تَصْلُحُ لَكَ ! ، أَوْ فِي جَمَاعَةٍ يَمْدَحُوْنَكَ !! ، .. ) . 11 ـ ( التَّوْفِيْقُ لِلْشُّكْرِ ؛ يَحْتَاجُ إِلَى شُكْرٍ ) !! . 12 ـ ( رَأَى قَوْمٌ النَّفَاقَ فِيْ النِّفَاقِ ، .. ) !! . 13 ـ ( المِسْكِيْنُ : مَنْ دَخَلَ فِيْ أَمْرٍ لَمْ يَتَلَمَّحْ عَوَاقِبَهُ قَبْلَ الدُّخُوْلِ ! ، رَأَى حَبَّةَ الفَخِّ ؛ فَبَادَرَ طَالِبَاً لَـهَا ، نَاسِيَاً تَعَرْقُلِ الجَنَاحِ وَالذَّبْحِ ) !! . 14 ـ ( العُزْلَةُ عَنْ الشَّرِّ ؛ حِمْيَةٌ ، وَالحِمْيَةُ سَبَبُ العَافِيَةِ ) !! .