لتنعمي بالحياة مع ( حماتك) عامليها كوالدتك
بقلم : فادية عبد الخالق.الصراع بين زوجة الابن وزوج البنت مع العمة ( الحماية)حرب تطبيع مليئة بطلقات الرصاص، فالعمة تضع تصرفات شريكها الجديد في ابنها- بنتها، تحت المجهر والدراسة.
بعيداً عن الأساليب الكيدية التي تتبعها بعض الحموات، ما رأيك يا عزيزتي أن تأخذي هدنة من الحرب الباردة التي تعيشين تحت حصارها، وتنظري إلى عمتك( أم زوجك) بنظرة جديدة لتحيي معها في جو من السلم والهدوء.
اكسبيها بالحب :
منذ بداية اليوم الأول لارتباط الزوج والزوجة، كل من الزوجة وحماتها ينتظر بداية معركة قادمة تصرُّ كل منهما على أن يكون النصر لها، برغم أن الخاسر في النهاية هو الزوج، ولكن على المرأة الذكية أن تجعل حماتها تشعر بأنها كوالدتها، حتى تتقبل منها كل تصرفاتها وتبررها لها، فالأم تتحمل من أولادها الكثير وإذا أردت كسب قلب حماتك فعامليها كوالدتك، وسترين حينها أنها لم تعد ذلك الند الذي يريد القضاء على شخصيتك وكبح حياتك، بل ستكون أكثر تفهماً لك وللحياة التي ترغبين بها، وهذا لن يكلفك الكثير، فبالحب والمسايرة تصلين إلى ما ترغبين به.
اغمريها باهتمامك :
تشعر حماتك بالرضا والسعادة إن شعرت أنك تستمعين إلى رأيها وتُعيرينه اهتماماً، وأنك تأخذين به، برغم أن الكثيرات يرفضن تدخل الحموات في حياتهن الشخصية، خاصة في تربية أبنائهن، إلا أن كلمة "لا" قد تترك أثراً سيئاً في نفس العمة، ما يشعرها بأن زوجة الابن لا ترغب في الاستماع إليها فحسب، ولتتجنبي ذلك ما عليك إلا أن تقولي "نعم"، حتى وإن كنت لا ترين في كلام حماتك شيئاً من الصحة، وبإمكانك إما تنفيذ رأي حماتك هذه المرة، أو المحاولة لتغييره دون أن تشعر، فمثلاً لو قالت لك حماتك اختاري هذا الحذاء لطفلك فيمكن أن تقولي لها فعلاً إنه اختيار مناسب؛ ولكن ما رأيك بهذا أليس أنسب مع ملابسه؟ حينها ستشعر أن زوجة الابن لم تعارضها؛ ولكنهما تختاران معاً الأفضل.
تعاملي مع هفواتها بذكاء :
من منا لا يخطئ؟ جميعنا خطاءون ونتصرف بتصرفات قد تكون دون تفكير أو تركيز، وما أكثر هذا لدى كبار السن، انتظري من حماتك الكثير من الهفوات والأخطاء خاصة في بداية معرفتك بها، ولكن على المرأة الحكيمة التي ترغب فعلاً في كسب قلب حماتها أن تساير ولا تعير اهتماما للكثير من تلك الهفوات، فقد لا تكون ذات معنى كما تفسرها زوجة الابن، ولا تتعاملي مع الأمور وكأن كل كلمة أو تصرف له دلالة أو معنى، ويحتاج إلى تحليل وتفسير، تعاملي مع الأمور ببساطة، فإن ضايقتك بكلمة حتى إن كانت تقصدها فما عليك إلا عدم الالتفات لها وعدم التدقيق، وإلا كانت العاقبة عليك أنت وزوجك الذي لا بد أن يمل من تعليقاتك واعتراضاتك الدائمة، وإياك أن تنسي أنها والدته قبل كل شيء، فهو لن يستطيع التصرف حيال أخطائها، وفي الوقت ذاته فإنه يكنُّ لها حباً عليك أن تعترفي به وتقدريه.
احترميها :
المرأة الذكية التي ترغب في الحفاظ على عشها الهادئ عليها أن تكون شخصية محبوبة من أهل زوجها، خاصة لدى والدته، واحترام أم زوجك يولد لديها شعوراً بالحب تجاه زوجة الابن، ويغنيك عن حالة حرب بسبب عنادك وقلة احترامك، فإن تحدثت استمعي إليها وأشعريها بأن ما تتحدث عنه ذو قيمة وأنك مهتمة بما تقول، حتى إن كانت تسرد الموضوع ذاته للمرة المئة، فهذا يشعرها باحترامك لها، فكل ما ترغب به هذه الأم هي أن تشعر بأنها لم تخسر ولدها الذي ربته وتحملت لأجله الكثير، وعندما تشعر بأنك تقدرين ذلك وتكنين لها الاحترام، فستتأكد أنها كسبت بنتاً بدلاً من أن تخسر ولداً.
عامليها بلباقة :
التصرفات الجيدة والذوق مع الآخرين قد يجعلك تأسرينهم بتصرفاتك، فكيف إن كان ذلك الشخص هي حماتك التي قد تنتظر منك أي خطأ أو تصرف غير لائق؟، وعندما تتعاملين معها بذوق فإنك لن تتركي لها مجالاً للإمساك بأي مما تنتظر، وعلى المرأة الذكية أن تتعلم كيف تكون لبقة ودمثة مع كل من حولها لكسبهم، فكيف إن كانت عمتها وهي صاحبة دور كبير في حياتها الزوجية.
لا تنافسيها في حب ابنها :
الأم عندما يتزوج أحد أبنائها فإنها تشعر أنها بدأت تفقده، وأنه سينشغل عنها بامرأة جديدة وحياة جديدة منفصلة عنها، وهذا ما يدفعها لكره زوجة ابنها أحياناً، ولكن كل ذلك يتلاشى ويختفي عندما تتأكد أن زوجة ابنها أصبحت هي الرابط والدافع لعلاقة الزوج بأهله، فتشعر بالأمان وأن طفلها الكبير لن يغادر أحضانها، وأن تلك الزوجة دافع لذلك، فيهدأ بالها ولا تلتفت إلى حياتهما طالما أنها اطمأنت بأنها لن تخرج من حياة ولدها ليس لحبه فقط، بل لوجود زوجة أصيلة تحثه على السؤال والاهتمام بأهله، وليس بالضرورة أن يكون قرب الزوج من أهله تقييداً لحياة الزوجة أو تدخلاً في رسم طريقتها الخاصة بها، ولكن فكري بالأمر وكأن والدتك أو أنت هي الحماة، وما ترضينه عليكما هو العادل لحماتك، ولا تنسي أنه إن لم يكن له خير في والدته وأهله فلن يكون له خير بك وبأبنائك مستقبلاً.
اشكري صنيعها:
جميعنا نشعر بالرضا والفرح عندما نشعر أن الآخرين ممتنون لما نفعل ونقدم، وحقاً إن معاملة الحماة كمعاملة الأم، والأم لا تنتظر شكراً من ابنتها على ما تقدم لها؛ ولكن عليك أن تشكريها وتشعريها بأنك ممتنة لها لأي عمل تقوم به لأجلك، فمهما كانت محبتها لك فلا تنسي أنك لست ابنتها حقاً، وأنها تتوقع منك أن تكوني ممتنة لما تقدم، فمثلاً إن اهتمت بطفلك في غيابك قولي لها إنك ممتنة جداً، وأنك لا تعلمين ما كنت ستفعلين لولا وجودها، فهذا له أثر كبير في نفسها حين تشعر أنها ما زالت تقدم الكثير وأن لها دوراً في حياتك مع زوجك.
نصائح للزوج :
عزيزي الزوج.. أنت لست أفضل حالاً من زوجتك،فحماتك أيضاً ستضعك تحت المجهر، لتعرف إن كنت تستحق درتها المكنونة ام لا!!
انظر يا عزيزي لكي تستطيع العيش مع زوجتك في حياة هنيئة مليئة بالسعادة عليك أن تشعر حماتك بأهميتها، خاصة إذا كانت زوجتك البنت الوحيدة في أولادها؛ لأنك بذلك ستكون "أخذت عيناً من عيني حماتك التي ترى الدنيا بهما".
ولا يعني كلامي هذا أن تحدد قضاياك المصيرية حسب رأي حماتك؛ بل كن أكثر ذكاءً ومكراً واطلب مشورتها في القضايا البسيطة التي لا تكلفك الكثير من الخسائر، ولتكن مباحثاتك معها عن حيرتك في اختيار وجوه الكهرباء الحديثة أو خلافك أنت وزوجتك حول لون السجاد المناسب أو اختيار ألوان الحائط.
وتأكد يا عزيزي أنك إذا فعلت هذا فإن مكانتك ستتغير في قلبها للأفضل وستصبح في غلاوة ابنها ؛ لأنك هكذا ولدها المطيع المنفذ لأوامر ورغبات أمه العزيزة.
ولا تنس أن تداوم بالسؤال عنها وعن صحتها ولو بالتليفون.
كما عليك تخصيص يوماً في الأسبوع على الأقل لزيارتها، ولتكن ابنها البار إياك ان تتكاسل في المبادرة بعرضها على الطبيب في حالة مرضها.
ولا تنس أيها الزوج أن حب زوجتك من رضا حماتك؛ لذا عليك أن تجلسها في مكان الصدارة علي سفرتك، واهتم بها حتى لو لم تأكل أنت، كما عليك أن تشعرها بأن جلساتها ممتعة وشيقة للغاية لأنها الخير والبركة.