غالب الحزن بسبب الندم على ما فات، أو الخوف من ما هو آت، وأصل العلاج بترك التحسر على الماضي، والتمسك بذكر الله والإيمان به، وليس أعظم علاجًا لذلك من الصبر والتقوى، وحسن الظن بالله رب العالمين، والتوكل عليه، وتفويض الأمور إليه، وحسن اللجأ إليه في كل مَلَمَّة، ومعرفة حقيقة الدنيا، وقد قيل:
طُبِعَتْ على كَدَرٍ وأنْتَ تُريدُها ... صَفْواً مِنَ الأقْذاءِ والأكْدارِ
ومُكَلّــــــــ ـفُ الأيّامِ ضِــــدَّ طِباعِـا ... مُتطَلّبٌ في الماءِ جُذْوةَ نارِ
جاء في موقع الإسلام سؤال وجواب:
فإذا تطورت حالة الحزن، وأدت بصاحبه إلى درجة من درجات الاكتئاب، فالأمر يحتاج، مع العلاجات الإيمانية، وحسن الصبر والتوكل على الله، وملازمة ذكره، إلى متابعة طبي، عند أخصائي موثوق في علمه وأمانته.
ومن أعراض الاكتئاب:
• شعور دائم بالحزن والقلق وتعكر المزاج.
• فقدان الاهتمام والشعور بالمتعة في الأنشطة المحببة للنفس.
• الشعور بالتشاؤم الدائم وقلة الحيلة في مواجهة مشاكل الحياة.
• الشعور بالذنب، وعدم القيمة والأهمية في المجتمع.
• عدم القدرة على إظهار أو تقبل العواطف للآخرين ومن الآخرين.
• مشاكل في النوم مثل الأرق أو النوم لساعات طويلة، أو الاستيقاظ مبكرا.
• مشاكل في تناول الطعام (الشهية زائدة، انقطاع الشهية).
• آلام جسدية مزمنة والتي لا ينفع معها علاج.
• البكاء الكثير.
• سرعة التوتر والنشاط الزائد وعدم القدرة على الهدوء والارتخاء.
• الشعور بالتعب الدائم وعدم القدرة على بذل الجهد البدني.
• نقص القدرة على التركيز، والتذكر، واتخاذ القرارات السليمة.
فإذا اجتمعت عندك أربعة فما فوق، من الأعراض السابقة الذكر، فهنا ينبغي أن تعرضي نفسك على أخصائي في الطب النفسي، كما سبق.
ومع العلاج حاولي شغل نفسك بما هو مفيد:
بقراءة القرآن والمطالعة وممارسة هواياتك وغيرها.
ولا تنسي بعض الوصفات الطبيعية التي تجم الفؤاد وتساعد المخ على استعادة نشاطه، مثل العسل والفواكه الجافة.
ومن الوصفات التي كانت تستعمل قديما:
التلبينة، وقد صح فيها قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (التَّلْبِينَةُ مُجِمَّةٌ لِفُؤَادِ الْمَرِيضِ، تَذْهَبُ بِبَعْضِ الْحُزْنِ) [رواه البخاري: (5101)، ومسلم: (2216)].
قال ابن القيم في زاد المعاد: (وهذا الحساء يجلو ذلك عن المعدة، ويسروه، ويحدره، ويميعه، ويعدل كيفيته، ويكسر سورته، فيريحها، ولا سيما لمن عادته الاغتذاء بخبز الشعير، وهي عادة أهل المدينة إذ ذاك، وكان هو غالب قوتهم، وكانت الحنطة عزيزة عندهم، والله أعلم).
والتلبينة حساء من دقيق الشعير بنخالته يضاف لهما كوب من الماء وتطهى على نار هادئة لمدة 5 دقائق ثم يضاف كوب من اللبن(حليب) وملعقة عسل نحل.