.. بسم اللهِ الرحمنِ الرحيم ..
السَّلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاته ..
ذاتَ يومٍ .. نظرتُ لوالدي فقلتُ : يا أبتِ أتُحبُّ أن تعودَ شابًّا ؟قال : ألا ليتَ الشَّبابَ يعودُ يومً .. لكنَّهُ صمتَ ..ثُمَّ تنهَّد تنهيدةًَ أطلقَ بعدَها حكمةً>> ألا ليتَني شابًّا بحكمةِ الشِّيب !!
فانتبَهتُ !!
سبحانَ الله .. هنا ضالَّةُ كُلِّ شابٍّ .. ومن هنا الانطلاق .. إلى هدفٍ سامٍ .. ((سأكونُ شابًّا بحكمة الشِّيب)) ...
لو لم نسعَ لذلك من يومنا هذا.. فلابُدَّ سيأتي علينا يومٌ نصحو فيهِ من غفلةِ .. ونعََضُّ الأصابع ندمًا على فناءِ الشباب الذي سنُسألُ عنهُ فلا نملكُ حينَها الجواب ..!.. وباللهِ العوذ وبه المستعان ...
فتذكرتي أُخيَّ ..
يقولُ اللهُ سبحانَهُ :"اللهُ الذي خلقكُم من ضعفٍ ثُمَّ جعلَ من بعدِ ضعفٍ قوَّةً ثُمَّ جعلَ من بعدِ قوة ضعفا وشيبةً يخلُق ما يشاءُ وهو العليمُ القدير"لو تأمَّلت هذه الأية الكريمةَ لوجدت أنَّ لكُلٍّ منَّا فُرصَةً واحدةً في عُمُرهِ لا تكرارَ لها ولا عَوْد بعد انقضاء ...وكما سلَفَ ستكونُ موضعَ سؤالٍ في امتحانِ القبرٍ (وعن شبابهِ فيمَ أبلاه؟!).. فهي نقطةٌ هامَّةٌ وجبَ على كُلِّ طالبٍ لمُجرَّدِ النَّجاحِ أن يُركِّزَ عليها وينتبه أقصى انتباه ..
فإن علمتَ ذلكِ فعِ أنَّ :
الشَّمسَ لا تملأُ النَّهارَ في آخره كما تملؤهُ في أوَّله .. وفي الشَّبابِ تصنَعُ كُلُّ شجرةٍ من الحياةِ أثمارَها .. وبعدَ ذلكَ لا تصنعُ الأشجارُ كُلُّها إلَّا خشبًا ..!..(1)
ومِن ثَمَّ .. ابدأ العمل ..
خُذ من السَّابقينَ علمَهُم .. وانظُر حيثُ انتهَوا فاعزم وأكمل .. فلا تكُن أنموذجًا مُكرَّرًا ..والأهمّ انظر في حكمهم ، وانهل من خبراتهم في الحياةِ ، وكُن مؤمنًا كيِّسًا فطنًا فاتَّقِ أن تتعثَّرَ بذاتِ الحجر وتقعَ في ذاتِ الشَّرَك .... وتُخطئَ ذاتِ الخطأ ..!..
واعلم أنَّهُ لن يبلُغَ المجدَ من لم يلعقِ الصَّبرَ .. ولن تصلَ إلى القمَّةِ دونَ أن تسقُطَ مرَّة .. وإيَّاكَ وأن تكونَ أرنبًا تسبقُهُ سلحفاة .. وإيَّاكَ والسَّفاسف فإنَّ اللهَ يُحبُّ المعالي ..
ولا تَقُلِ العمرَ طويلٌ .. فهل اطَّلعتَ الغيبَ أم كُنتَ عليهِ شهيد .. فلا تعلمُ نفسٌ ماذا تكسبُ غدًا ولا تعلمُ بأيِّ أرضٍ تموت ..!..
______________________________ ______________________________ _________________________
للأمانة^_^(1)العبارة ل..مصطفى صادق الرفاعي
(2)مرحلة الشباب موضع سؤال في امتحان القبر : تعبير مقتبس من كتاب صفقات رابحة ل ..د.خالد أبو شادي