تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: نقد حديث (أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم...)

  1. #1

    افتراضي نقد حديث (أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم...)

    حديث «أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل»


    يقول الدكتور خالد الدريس في كتابه "موقف الإمامين البخاري ومسلم من اشتراط اللقيا والسماع في السند المعنعن بين المتعاصرين" (ص416): "هذا الحديث أخرجه مسلم في "صحيحه" من طريق أبي عوانة عن أبي بشر - جعفر بن أبي وحشية - عن حميد بن عبد الرحمن الحميري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ("أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل").


    ثم ذكر له متابعة من طريق جرير بن عبد الحميد وزائدة بن قدامة عن عبد الملك بن عمير عن محمد بن المنتشر عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة عنه يرفعه بلفظ: (سئل: أي الصلاة أفضل بعد المكتوبة؟ وأي الصيام أفضل بعد شهر رمضان؟ فقال: "أفضل الصلاة بعد الصلاة المكتوبة الصلاة في جوف الليل، وأفضل الصيام بعد شهر رمضان صيام شهر الله المحرم")


    فيكون رواه عن حميد بن عبد الرحمن اثنان هما محمد بن المنتشر، وأبوبشر، ورواية أبي بشر وقع فيها خلاف، إذ خالف شعبة بن الحجاج أبا عوانة فروى هذا الحديث عن أبي بشر عن حميد بن عبد الرحمن عن


    النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فأرسل الحديث، ورجح النسائي والدارقطني رواية شعبة المرسلة.


    وأما أبوحاتم الرازي ، ومسلم فقد رجحا الرواية الأخرى التي فيها ذكر أبي هريرة، وظاهر صنيع مسلم أنه يرجح ذلك بسبب أن المخالف لشعبة وهو أبوعوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري ثقة متقن، ولأن الحديث جاء من غير طريق أبي بشر الذي وقع فيه الخلاف على الاستواء من غير إرسال وذلك في رواية عبد الملك بن عمير التي رواها عن محمد بن المنتشر عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة مرفوعًا.


    ولكن حتى ما رواه عبد الملك بن عمير اختلف عليه فيه فقد روى عبيد الله بن عمر الرقي عن عبد الملك بن عمير عن جندب سفيان البجلي قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ("أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر تدعونه المحرم") .


    إلا أن أبا زرعة الرازي صحح رواية جرير وزائدة السابقة عن عبد الملك بن عمير عن محمد بن المنتشر عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة مرفوعًا، وهي رواية الأكثر.


    ولشطر الحديث المتعلق بفضل صلاة الليل شواهد كثيرة ، ولكن كون صلاة الليل هي أفضل الصلاة بعد المكتوبة فلم أجد لذلك شاهدًا صريحًا صحيحًا، ولكن هناك بعض الأحاديث الصحيحة التي فيها إيماء إلى ذلك مثل حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ("أحب الصلاة إلى الله صلاة داود عليه السلام، وأحب الصيام إلى الله صيام داود، وكان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه، ويصوم يومًا ويفطر يومًا). ولاشك أن المقصود صلاة النافلة لا المكتوبة وفي النص إثبات أن صلاة الليل بالصفة الواردة أحب الصلوات النافلة إلى الله وهذا يقتضي الأفضلية.


    وفي حديث آخر لعمرو بن عنبسة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ("أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن") .


    وكذلك الأحاديث المتواترة في نزول الرب تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا في ثلث الليل الآخر ذلك يقتضي أن أفضل الصلوات النافلة هي صلاة الليل.


    وأما الشطر الآخر من الحديث والمتعلق بأن أفضل الصيام بعد رمضان شهر المحرم؛ فلم أجد له شاهدًا قويًا، وإنما ورد في حديث واه أخرجه الترمذي من طريق عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان بن سعد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: (سأله رجل فقال: أي شهر تأمرني أصوم بعد شهر رمضان؟ قال له: ما سمعت أحدًا يسأل عن هذا إلا رجلاً سمعته يسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا قاعد، فقال: يا رسول الله أي شهر تأمرني أصوم بعد شهر رمضان؟ قال: "إن كنت صائمًا بعد شهر رمضان، فصم المحرم فإنه شهر الله، فيه يوم تاب فيه على قوم، ويتوب فيه على قوم آخرين) .


    وسند هذا الحديث فيه ثلاث علل:


    الأولى: أن عبد الرحمن بن إسحاق بن سعد أبو شيبة الكوفي ضعفه ابن معين، وأحمد بن حنبل، وابن سعد، ويعقوب بن سفيان، وأبو داود، والبخاري، وأبو زرعة الرازي، وأبو حاتم الرازي، والنسائي، وابن حبان، والبزار، وابن عدي، والساجي، والعقيلي ، وقد قال الإمام أحمد: (ليس بذاك، وهو الذي يحدث عن النعمان بن سعد أحاديث مناكير).


    الثانية: أن النعمان بن سعد. قال فيه البخاري: (لم يرو عنه إلا عبد الرحمن بن إسحاق) ، وكذا قال أبو حاتم الرازي أيضًا ، وذكره ابن حبان في كتاب "الثقات" ، وقال ابن حجر: (والراوي عنه ضعيف كما تقدم فلا يحتج بخبره).


    الثالثة: لا يعلم هل أدرك النعمان بن سعد علي بن أبي طالب رضي الله عنه أم لا؟ وهذه علة على رأي البخاري ومسلم مع اختلاف مذهبهما في السند المعنعن.


    فهذا السند يعتبر ضعيفًا جدًا ... وهذا الحديث وإن كان في صحيح مسلم إلا أنه من الأحاديث المنتقدة على مسلم، فقد ذكره الدارقطني في كتابه "التتبع" ، فلا يكون من أحاديث صحيح مسلم التي تلقتها الأمة بالقبول، كما قال ابن الصلاح." انتهى.




    وقال المعلمي عن حديث حميد الحميري الذي أخرجه مسلم: "وفي الحديث نظرٌ من وجوه:


    الأول: ما ذكره مسلم من أنه لا يعلم لـ "حميد الحميري" لقاءٌ لأبي هريرة.


    الثاني: ما سمعتَ من الاختلاف.


    والثالث: أنه لا يُتابَعُ عن أبي هريرة، ولا عن جُندب، مع ما لأبي هريرة من الأصحاب الحفاظ المكثرين.


    الرابع: أنه بالنسبة إلى الصوم ليس له شاهدٌ - فيما أعلم- إلاَّ ما رواه الترمذي من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، عن النعمان بن سعد عن علي، وقال الترمذي: "حسن غريب".


    وعبد الرحمن بن إسحاق هو: ابن شيبةَ الواسطيَّ، قال أحمد: ويحيى: "ليس بشيء"، وقال أحمد وغيره: "منكر الحديث"، وقال مرة: "ليس بذاك، وهو الذي يُحدّثُ عن النعمان بن سعد أحاديث مناكير"، وضعَّفه غيرهم أيضًا.


    والنعمان بن سعدٍ تفرَّد عنه عبد الرحمن بن إسحاق، فيما قال أبو حاتم، وكذا قال البخاري (4/ 3/ 77)، كما ثبت في بعض نسخ "التاريخ". قال ابن حجر في "التهذيب": "والراوي عنه ضعيف فلا يحتجُّ بخبره".


    أقول: وذكره ابن حبان في "الثقات" والثقة عنده: مَن روى عن ثقة، وروى عنه ثقة، ولم يروِ منكرًا. وهذا الشرط مع تساهله مفقودٌ هنا؛ لأنّ الراوي عنه غير ثقة، وروى عنه المناكير، كما مرَّ.


    الخامسُ: أن الثابت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه لم يكن يصومُ شهرًا كاملًا إلا أنه كان يكثرُ الصيامَ في شعبان، والله أعلم."
    انظر "اثار الشيخ المعلمي" (125/15).


    فما توجيه هذا النقد من كل من الدكتور خالد الدريس ، والشيخ المعلمي ؟؟

  2. #2

    افتراضي رد: نقد حديث (أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم...)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد المحترف مشاهدة المشاركة
    فيكون رواه عن حميد بن عبد الرحمن اثنان هما محمد بن المنتشر، وأبوبشر، ورواية أبي بشر وقع فيها خلاف، إذ خالف شعبة بن الحجاج أبا عوانة فروى هذا الحديث عن أبي بشر عن حميد بن عبد الرحمن عن
    النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فأرسل الحديث، ورجح النسائي والدارقطني رواية شعبة المرسلة.
    قلتُ: إنما أشارا إلى اختلاف روايتي شعبة وأبي عوانة فقط، ولم يرجحا الرواية المرسلة على رواية عبد الملك بن عمير؛ لما كون متابعتهما ناقصة؛ لاختلاف شيخيهما وعلو طبقة عبد الملك بن عمير.
    فإن الدارقطني قد ذكر في الإلزامات والتتبع (1/151) اختلاف أبي عوانة وشعبة عن أبي بشر فقط، حيث خالفه شعبة.
    أما رواية عبد الملك بن عمير فلم يتعرض لذكرها حيث لم يختلف عليها إلا ما كان من عبيد الله بن عمرو الرقي بل رجح الدارقطني رواية الجماعة عن عبد الملك بن عمير عن محمد بن المنتشر عن حميد عن أبي هريرة.
    فرواية عبيد الله بن عمرو فيها نظر فإنه المتفرد به، كما ذكر الحافظ ابن حجر، سيما وأن روايته عنه متأخرة؛ فإن عبد الملك بن عمير تغير حفظه.
    ثم إن الدارقطني صحح رواية عبد الملك بن عمير عن محمد بن المنتشر في كتاب العلل (9/90) له، بعدما ذكر اختلاف روايتي أبي عوانة وشعبة عن أبي بشر، فقال: "ورفعه صحيح". اهـ.
    أما النسائي لم يرجح الرواية المرسلة على رواية عبد الملك بن عمير، إنما ذكر اختلاف روايتي أبي عوانة وشعبة عن أبي بشر.
    فقد ذكر في باب صوم شر المحرم أولا رواية عبيد الله بن عمرو ثم ذكر رواية زائدة وجرير عن عبد الملك بن عمير وكأنه يشير إلى رجحانها.
    ثم ذكر رواية أبي عوانة عن أبي بشر كأنها تقوي رواية عبد الملك بن عمير ولم يذكر رواية شعبة، إنما ذكرها في موضع ءاخر في باب اختلاف شعبة وأبي عوانة عن أبي بشر.
    ووجدت أن أبا عوانة الذي أسند: عن أبي بشر عن حميد، روى أيضا مرة: عن عبد الملك بن عمير عن محمد بن المنتشر عن حميد.
    فلو كانت رواية أبي بشر مرسلة لتنبه أبو عوانة حيث وثاقته وإتقانه لذلك الاختلاف.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد المحترف مشاهدة المشاركة
    وأما أبوحاتم الرازي ، ومسلم فقد رجحا الرواية الأخرى التي فيها ذكر أبي هريرة، وظاهر صنيع مسلم أنه يرجح ذلك ؛
    بسبب أن المخالف لشعبة وهو أبو عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري ثقة متقن،
    ولأن الحديث جاء من غير طريق أبي بشر الذي وقع فيه الخلاف على الاستواء من غير إرسال وذلك في رواية عبد الملك بن عمير التي رواها عن محمد بن المنتشر عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة مرفوعًا.
    قلتُ: وأضيف إلى ذلك أن رواية عبد الملك بن عمير روى عنه جم غفير من الرواة عنه، بل وذكر الدارقطني عدة من الرواة الذين رووا عنه منهم سفيان الثوري.
    ومما يدل على رجحان رواية عبد الملك بن عمير المتصلة أنه رواه عن محمد بن المنتشر وهو وادعي من قبيلة باليمن يروي عن حميد وهو حميري أيضا قبيلة باليمن.
    فحديث اليمنيين أعلم بحديثهم سيما وهما تابعيان يتقاربان في الطبقة.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد المحترف مشاهدة المشاركة
    وقال المعلمي عن حديث حميد الحميري الذي أخرجه مسلم: "وفي الحديث نظرٌ من وجوه:
    الأول: ما ذكره مسلم من أنه لا يعلم لـ "حميد الحميري" لقاءٌ لأبي هريرة.
    قلتُ: ذكرت نسب حميد بأنه حميري قبيلة من اليمن وأقام أبو هريرة باليمن، فلقاؤهما ممكن.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد المحترف مشاهدة المشاركة
    والثالث: أنه لا يُتابَعُ عن أبي هريرة، ولا عن جُندب، مع ما لأبي هريرة من الأصحاب الحفاظ المكثرين.
    قلتُ: حميد الحميري ثقة، وقال ابن الصلاح في مقدمته:
    ((إذا انفرد الراوي بشيء، نظر فيه: فإن كان ما انفرد به مخالفا لما رواه من هو أولى منه بالحفظ لذلك، وأضبط، كان ما انفرد به شاذا مردودا؛
    وإن لم تكن فيه مخالفة لما رواه غيره، وإنما هو أمر رواه هو ولم يروه غيره، فينظر في هذا الراوي المنفرد: فإن كان عدلا، حافظا، موثوقا بإتقانه، وضبطه، قبل ما انفرد به،
    ولم يقدح الانفراد فيه، كما فيما سبق من الأمثلة، وإن لم يكن ممن يوثق بحفظه وإتقانه لذلك الذي انفرد به، كان انفراده به خارما له، مزحزحا له عن حيز الصحيح
    ثم هو بعد ذلك دائر بين مراتب متفاوتة بحسب الحال فيه ، فإن كان المنفرد به غير بعيد من درجة الحافظ الضابط المقبول تفرده استحسنا حديثه ذلك ، ولم نحطه إلى قبيل الحديث الضعيف ،
    وإن كان بعيدا من ذلك رددنا ما انفرد به ، وكان من قبيل الشاذ المنكر )). اهـ.
    وخلاصته: أن التفرد يقبل من الثقة، ويرد من الضعيف، ويستحسن من المتوسط بينها،
    وهذا – كام نرى – مبني على مجرد أحوال الرواة وقبِله منه من جاء بعده كأنه حقيقة

    مسلمة وضابط كل مطرد يصلح في كل حديث يتفرد به ثقة أو ضعيف أو متوسط.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد المحترف مشاهدة المشاركة
    الرابع: أنه بالنسبة إلى الصوم ليس له شاهدٌ - فيما أعلم-
    قلتُ: بل هناك شاهدٌ ءاخر غير المذكور، وهو ما أخرجه النسائي في السنن الكبرى [4202]، فقال:
    أنبأ الْحَسَنُ بْنُ مُدْرِكٍ، قَالَ: حدثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: حدثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَوْدِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أُهْبَانُ ابْنُ امْرَأَةِ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ:
    سَأَلْتُ أَبَا ذَرٍّ، قُلْتُ: أَيُّ الرِّقَابِ أَزْكَى؟ وَأَيُّ اللَّيْلِ خَيْرٌ؟ وَأَيُّ الأَشْهُرِ أَفْضَلُ؟ فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَمَا سَأَلَتْنِي وَأُخْبُرُكَ كَمَا أَخْبَرَنِي، قُلْتُ:
    يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الرِّقَابِ أَزْكَى؟ وَأَيُّ اللَّيْلِ خَيْرٌ؟ وَأَيُّ الأَشْهُرِ أَفْضَلُ؟ قَالَ لِي: " أَزْكَى الرِّقَابِ أَغْلاهَا ثَمَنًا، وَخَيْرُ اللَّيْلِ جَوْفُهُ، وَأَفْضَلُ الأَشْهُرِ شَهْرُ اللَّهِ الَّذِي تَدْعُونَهُ الْمُحَرَّمَ ". اهـ.
    وأهبان بن صيفي الغفاري رضي الله عنه "له صحبة"،كذا قال أبو حاتم وابن حبان وبقية رجال الإسناد ثقات.
    وله شاهد ءاخر ذكره ابن رجب الحنبلي في لطائف المعرفة (ص:34)، فقال:
    قال آدم بن أبي إياس: حدثنا أبو الهلال الراسي، عن الحسن، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفضل الصلاة بعد المكتوبة في جوف الليل الأوسط وأفضل الشهور بعد شهر رمضان المحرم وهو شهر الله الأصم". اهـ.
    وهذا إسناد مرسل، رجاله ثقات، ولم أقف على تخريجه.
    والله أعلم.

  3. #3

    افتراضي رد: نقد حديث (أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم...)

    جزاك الله خيرا أخي عبد الرحمن

  4. #4

    افتراضي رد: نقد حديث (أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم...)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد المحترف مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيرا أخي عبد الرحمن
    جزاك الله خيرًا، أخي محمد.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    439

    افتراضي رد: نقد حديث (أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم...)

    أخي عبد الرحمن ماهي الخلاصة في حكمك على هذا الحديث ؟ هل يصح عندك؟

  6. #6

    افتراضي رد: نقد حديث (أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم...)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة
    قلتُ: بل هناك شاهدٌ ءاخر غير المذكور، وهو ما أخرجه النسائي في السنن الكبرى [4202]، فقال:
    أنبأ الْحَسَنُ بْنُ مُدْرِكٍ، قَالَ: حدثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: حدثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَوْدِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أُهْبَانُ ابْنُ امْرَأَةِ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ:
    سَأَلْتُ أَبَا ذَرٍّ، قُلْتُ: أَيُّ الرِّقَابِ أَزْكَى؟ وَأَيُّ اللَّيْلِ خَيْرٌ؟ وَأَيُّ الأَشْهُرِ أَفْضَلُ؟ فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَمَا سَأَلَتْنِي وَأُخْبُرُكَ كَمَا أَخْبَرَنِي، قُلْتُ:
    يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الرِّقَابِ أَزْكَى؟ وَأَيُّ اللَّيْلِ خَيْرٌ؟ وَأَيُّ الأَشْهُرِ أَفْضَلُ؟ قَالَ لِي: " أَزْكَى الرِّقَابِ أَغْلاهَا ثَمَنًا، وَخَيْرُ اللَّيْلِ جَوْفُهُ، وَأَفْضَلُ الأَشْهُرِ شَهْرُ اللَّهِ الَّذِي تَدْعُونَهُ الْمُحَرَّمَ ". اهـ.
    وأهبان بن صيفي الغفاري رضي الله عنه "له صحبة"،كذا قال أبو حاتم وابن حبان وبقية رجال الإسناد ثقات.
    قلتُ: أتراجع هنا وأقول أهبان ابن امرأة أبي ذر الغفاري ويقال ابن أخت أبي ذر، "بصري، لا تصح له صحبة، وإنما يروى عن خاله أبي ذر رضى الله عنهما" كذا قال ابن عبد البر في الاستيعاب (1/117).
    ما أثبته أبو حاتم من صحبة لأهبان فهو ابن صيفي تروي عنه ابنته، وفرق بينه وبين ابن أخت أبي ذر كما في الجرح والتعديل (2/309).
    قال الحافظ ابن حجر في الإصابة (1/391) : تابعي مشهور
    وزعم ابن مندة أنّ البخاري قال: إن أهبان بن صيفي هو أهبان ابن أخت أبي ذرّ.
    والّذي رأيت في «التّاريخ» التفرقة بينهما، نعم وحّد بينهما ابن حبان. والصّواب التفرقة. انتهى.
    وقول الحافظ عنه: "تابعي مشهور"، لم أقف على سلف لذلك، ولا أعلم روى عن أهبان ابن أخت أبي ذر غير حميد بن عبد الرحمن الحميري.
    فهو مجهول فحديثه لا يصح، وقد ورد نحوه في الصحيحين وليس فيه ذكر الشهر، أخرجه البخاري في صحيحه من حديث أَبِي مُرَاوِحٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ:
    سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِهِ، قُلْتُ: فَأَيُّ الرِّقَابِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: أَغْلَاهَا ثَمَنًا، وَأَنْفَسُهَا عِنْدَ أَهْلِهَا،
    قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ أَفْعَلْ؟ قَالَ: تُعِينُ ضَايِعًا أَوْ تَصْنَعُ لِأَخْرَقَ، قَالَ: فَإِنْ لَمْ أَفْعَلْ؟ قَالَ: تَدَعُ النَّاسَ مِنَ الشَّرِّ، فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ تَصَدَّقُ بِهَا عَلَى نَفْسِكَ ". اهـ.
    وقد روي من طريق ءاخر مطولا أخرجه أبو نعيم في الحلية [544]، وليس فيه ذكر الشهر.
    ولذكر جوف الليل له شاهد أخرجه ابن المبارك في مسنده
    عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْمُهَاجِرِ أَبِي مَخْلَدٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، حَدَّثَنِي أَبُو مُسْلِمٍ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا ذَرٍّ:
    أَيُّ قِيَامِ اللَّيْلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ أَبُو ذَرٍّ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَمَا سَأَلْتَنِي، فَقَالَ: " نِصْفُ اللَّيْلِ أَوْ جَوْفُ اللَّيْلِ "، شَكَّ عَوْفٌ، وَقَلِيلٌ فَاعِلُهُ". اهـ.
    وقد روي من حديث الحسن البصري عن أبي ذر موقوف فيما أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه [2 : 173] حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي حُرَّةَ، عَنِ الْحَسَنِ:
    " أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ أَبَا ذَرٍّ أَيُّ اللَّيْلِ أَسْمَعُ؟، قَالَ: جَوْفُ اللَّيْلِ الْأَوْسَطُ، قَالَ: وَمَنْ يُطِيقُ ذَلِكَ؟، قَالَ: مَنْ خَافَ أَدْلَجَ ". اهـ.
    وحديث أبي حرة عن الحسن ضعيف، وقد أخرجه أبو طاهر الذهلي في جزء له [82]، فقال: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:
    قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " أَيُّ اللَّيْلِ أَعْظَمُ؟ " قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " جَوْفُ اللَّيْلِ الأَوْسَطُ وَقَلَّ مَنْ يَقُومُهُ "، وَقَالَ: " أَيُّ الرِّقَابِ أَعْظَمُ؟ " قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " أَغْلاهَا ثَمَنًا ". اهـ.
    وهذا إسناد منكر، فيه موسى بن زكريا التستري "متروك"، كذا قال الدارقطني.


    وقد روي من طريق ءاخر قد ذكرته ءانفا:
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة

    وله شاهد ءاخر ذكره ابن رجب الحنبلي في لطائف المعرفة (ص:34)، فقال:
    قال آدم بن أبي إياس: حدثنا أبو الهلال الراسي، عن الحسن، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفضل الصلاة بعد المكتوبة في جوف الليل الأوسط وأفضل الشهور بعد شهر رمضان المحرم وهو شهر الله الأصم". اهـ.
    وهذا إسناد مرسل، رجاله ثقات، ولم أقف على تخريجه.
    قلتُ: أخرجه المستغفري في فضائل القرآن (1/383)، من طريق شيبان هو ابن فروخ، قال: حدثنا أبو هلال، قال: حدثنا الحسن، - قال: ولاَ أعلمه إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره.
    وفي الإسناد أبو هلال الراسبي "صدوق فيه لين"، كذا قال الحافظ ابن حجر في التقريب، وقد تفرد بذكر هذه الزيادة.
    وقد أخرج ابن أبي شيبة مرسلا [6673]، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: نَا مَنْصُورٌ، عَنِ الْحَسَنِ: " أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ أَيُّ اللَّيْلِ أَفْضَلُ؟ فَقَالَ: جَوْفُ اللَّيْلِ الْأَوْسَطُ ". اهـ.
    وهذا هو الأشبه.
    ويلاحظ أن هذه الشواهد ليس فيها ذكر صيام شهر المحرم إنما ذكر أفضليته بعد شهر رمضان.
    وقال المناوي في فيض القدير (4/18) :
    "وأخذ بقضيته بعض الشافعية فذهب إلى أن رجب أفضل الأشهر الحرم قال ابن رجب وغيره: وهو مردود والأصح أن الأفضل بعد رمضان المحرم ". اهـ.
    والله أعلم.

  7. #7

    افتراضي رد: نقد حديث (أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم...)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صالح محمود مشاهدة المشاركة
    أخي عبد الرحمن ماهي الخلاصة في حكمك على هذا الحديث ؟ هل يصح عندك؟
    أقول ما قاله الدارقطني.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة

    ثم إن الدارقطني صحح رواية عبد الملك بن عمير عن محمد بن المنتشر في كتاب العلل (9/90) له، بعدما ذكر اختلاف روايتي أبي عوانة وشعبة عن أبي بشر، فقال: "ورفعه صحيح". اهـ.
    والله أعلم.

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    439

    افتراضي رد: نقد حديث (أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم...)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة
    أقول ما قاله الدارقطني.

    والله أعلم.
    أي أن الحديث صحيح عندك ، أليس كذلك؟

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •