57- وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: " أن رجلاً ذكر للنبيِّ (صلى الله عليه وسلم) أنه يخدع في البيوع فقال: إذا بايعت فقل لا خلابة (أي خديعة). (البخاري، ح (2011)، ومسلم، ح (1533))
57- وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: " أن رجلاً ذكر للنبيِّ (صلى الله عليه وسلم) أنه يخدع في البيوع فقال: إذا بايعت فقل لا خلابة (أي خديعة). (البخاري، ح (2011)، ومسلم، ح (1533))
58- وعن معمر بن عبد الله: عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: " لا يحتكِرُ إلا خاطِئٌ". (مسلم، ح (1605)، وأبو داود، ح (3447))
59- رحمته صلى الله عليه وسلم بالإنسان:
وعن جرير بن عبد الله (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " لا يرحم الله من لا يرحم الناس". (البخاري، ح (6941)، ومسلم، ح (2319))
60- ومنها:
وعن ابن مسعود (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " لن تؤمنوا حتى ترحموا. قالوا: كلُّنا رحيم يا رسول الله، قال: إنه ليس برحمةِ أحدِكم صاحبَه، ولكنها رحمة الناس، رحمة العامة ". (البخاري، ح (6941)، ومسلم، ح (2319))
61- عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: مرَّت بنا جنازة فقام لها النبي (صلى الله عليه وسلم) وقمنا له. فقلنا: يا رسول الله إنها جنازة يهودي ؟ قال: " إذا رأيتم الجنازة فقوموا" (البخاري، ح (1249)، ومسلم، ح (960). والقيام هنا ليس تعظيماً، وإنما لئلا يستمر الإنسان على الغفلة بعد رؤية الموت لما يشعر ذلك من التساهل بأمر الموت فمن ثم استوى فيه كون الميت مسلما أو غير مسلم. فتح الباري 3/180)، وفي لفظ: " أليست نفساً " (البخاري، ح (1250))، وفي لفظ: " قام... حتى توارت " (مسلم، ح (960)).
62- عن عبدالله بن مسعود (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " لا تقتل نفسٌ ظلماً إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها؛ لأنه كان أول من سنَّ القتل" (البخاري، ح (1290))
63- عن أنس (رضي الله عنه) قال: كان غلام يهودي يخدم النبي (صلى الله عليه وسلم) فمرض فأتاه النبي (صلى الله عليه وسلم) يعوده فقعد عند رأسه فقال له: أسلم. فنظر إلى أبيه وهو عنده فقال له: أطع أبا القاسم (صلى الله عليه وسلم) فأسلم فخرج النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو يقول: الحمد لله الذي أنقذه من النار". (البخاري، ح (1290))
إن الأمثلة لرحمة سيدي صلى الله عليه وسلم لا تنتهي ولو بلغ العالَم نهايته. كيف وقد جعل الله رحمته صلى الله عليه وسلم لما أحاطت ربوبيته فهو للعالمين رحمة.
والله إن العالَم ليرتزق من آثار رحمة سيدي صلى الله عليه وسلم.
جعل الله الإخوة لا يفترون من المشاركة حتى ينتج من هذا الموضوع خير كثير.
عن أنَس أَنَّ امْرَأَةً كَانَ فِي عَقْلِهَا شَيْءٌ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً فَقَالَ يَا أُمَّ فُلَانٍ انْظُرِي أَيَّ السِّكَكِ شِئْتِ حَتَّى أَقْضِيَ لَكِ حَاجَتَكِ فَخَلَا مَعَهَا فِي بَعْضِ الطُّرُقِ حَتَّى فَرَغَتْ مِنْ حَاجَتِهَا. رواه مسلم.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ
إِنْ كَانَتْ الْأَمَةُ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لَتَأْخُذُ بِيَدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَا يَنْزِعُ يَدَهُ مِنْ يَدِهَا حَتَّى تَذْهَبَ بِهِ حَيْثُ شَاءَتْ مِنْ الْمَدِينَةِ فِي حَاجَتِهَا رواه ابن ماجه.
وفي لفظ ان كانت الأمة من أهل المدينة لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنطلق به في حاجتها. رواه أحمد.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ يَدْعُو بِهَا وَأُرِيدُ أَنْ أَخْتَبِئَ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي فِي الْآخِرَةِ
(متفق عليه)
نفع الله بك .
67 ـ رحمته صلى الله عليه وسلم لبكاء الصبي في الصلاة ، حتى أنه كان يخففها ، فعن أنس رضي الله عنه قال: ما صليت وراء إمام قط أخف صلاة ، ولا أتم من النبي صلى الله عليه وسلم ، وإن كان ليسمع بكاء الصبي ، فيخفف عنه مخافة أن تُفتن أمه . أخرجه البخاري في صحيحه .
ويؤكد الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك بنفسه فيقول :"إني لأدخل الصلاة وأنا أريد أن أطيلها ، فأسمع بكاء الصبي فأتجاوز في صلاتي مما أعلم من شدة وجد أمه من بكاءه . متفق عليه .
وفي لفظ عند مسلم : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يسمع بكاء الصبي مع أمه وهو في الصلاة فيقرأ بالسورة الخفيفة أو بالسورة القصيرة .
وهذه رحمة منه ـ بأبي هو وأمي ـ صلى الله عليه وسلم .
68 ـ ومن رحمته إصطحابه صلى الله عليه وسلم الأطفال للصلاة و مسحه خدودهم ، رحمة وإعجاباً وتشجيعاً لهم ، فعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال : صليت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم صلاة الأولى ثم خرج إلى أهله ، وخرجت معه ، فاستقبله ولدان فجعل يمسح خدي أحدهم واحدا واحدا ، قال : وأما أنا فمسح خدي ، قال : فوجدت ليده بردا أو ريحا كأنما أخرجها من جؤنة عطار .
الجؤنة بضم الجيم وهمزة بعدها ويجوز ترك الهمزة بقلبها واوا كما في نظائرها وقد ذكرها كثيرون أو الأكثرون في الواو قال القاضي هي مهموزة وقد يترك همزها وقال الجوهري هي بالواو وقد تهمز وهي السفط الذي فيه متاع العطار هكذا فسره الجمهور وقال صاحب العين : هي سليلة مستديرة مغشاة أدما .
وصفه صلى الله عليه وسلم الرحيمُ عز وجل رحيما. فقال جل وعلا (بِالْمُؤْمِنِي َ رَءُوفٌ رَحِيم)
التوبة 128
جزاك الله خيرا .
لقد وصفه حسان رضي الله عنه بأوصاف يعجز عنها البلغاء والفصحاء والحكماء :
وأجمل منك لم ترى قط عيني *** وأحسن منك لم تلد النساءُ
خُلقتَ مبرءاً من كل عيب *** كأنك قد خُلقت كما تشاءُ
فلا غرو أن يقول الصحب الكرام حين دفنوه صلى الله عليه وسلم : ما إن نفضنا التراب عن أيدينا حتى أنكرنا قلوبنا . وكيف لا ينكرون قلوبهم .
صدقتم والله وبررتم . . .
وقد كان حسان رضي الله عنه مؤيَّدا بالروح القدس فمن يدانيه في مدحة سيد البشر صلى الله عليه وسلم. ولا ينفي ذلك أن يكون جميع من يقول المديح مؤيدا بفضل الله من فوق سبع سموات.
لا يوجد في الهند والباكستان شاعر إلا وقد قال في مديح سيدنا صلى الله عليه وسلم مهما كان مشرب ذلك الشاعر.
حتى إنه يوجد من الملحدين الذين لا يؤمنون بدين وآخرين من الهندوس الكفرة من قال المدائح النبوية في لغاتهم ، بل وبعض المرتدين قالها بعد الارتداد ، ولا تعجبوا من هذا.
لقد تمثلت رحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى في أحكامه وهديه ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي أَوْ عَلَى النَّاسِ لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ كُلِّ صَلاة .
ومن رحمته صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق برمضان ـ ونحن في رمضان ـ : أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ ذَاتَ لَيْلَةٍ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ فَصَلَّى فِي الْمَسْجِدِ فَصَلَّى رِجَالٌ بِصَلاَتِهِ فَأَصْبَحَ النَّاسُ فَتَحَدَّثُوا فَاجْتَمَعَ أَكْثَرُ مِنْهُمْ فَصَلَّوْا مَعَهُ فَأَصْبَحَ النَّاسُ فَتَحَدَّثُوا فَكَثُرَ أَهْلُ الْمَسْجِدِ مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّوْا بِصَلاَتِهِ فَلَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الرَّابِعَةُ عَجَزَ الْمَسْجِدُ عَنْ أَهْلِهِ حَتَّى خَرَجَ لِصَلاَةِ الصُّبْحِ فَلَمَّا قَضَى الْفَجْرَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَتَشَهَّدَ ثمَّ قَالَ أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّهُ لَمْ يَخْفَ عَلَيَّ مَكَانُكُمْ لَكِنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْكُمْ فَتَعْجِزُوا عَنْهَا. متفق عليه .
قال الصالحي الشامي في سبل الهدى والرشاد : وما ذاك إلا برحمته صلى الله عليه وسلم لأمته ورفقه بهم لأنه صلى الله عليه وسلم كان يترك العمل خشية أن يفرض على أمته رحمة منه بهم .
71 ـ ومن رحمته : ما جاء في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: إن كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لَيَدَعُ العمل وهو يحب أن يعمل به ؛ خشية أن يعمل به الناس ، فيفرض عليهم .
72 ـ ولما واصل - صلى الله عليه وسلم - في صيامه ، وعلم الصحابة رضوان الله عليهم ذلك واصلوا معه، فنهاهم عن الوصال؛ إشفاقا عليهم ،ورحمة بهم ، قالوا: فإنك تواصل . قال: (( إني لست كهيئتكم )) .
وفي الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الوصال في الصوم ، فقال له رجل من المسلمين : إنك تواصل يا رسول الله. قال: (( وأيكم مثلي، إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني )) .
فلما أبوا أن ينتهوا عن الوصال واصل بهم يوما، ثم رأوا الهلال فقال: (( لو تأخر لزدتكم )) كالتنكيل لهم حين أبوا أن ينتهوا.
فإنه - صلى الله عليه وسلم - نهاهم عن الوصال؛ رحمة بهم وشفقة عليهم فلما راجعوه في ذلك؛ رغبة منهم في موافقته واصل بهم وكان آخر الشهر يوما، ثم يوما، ثم رأوا الهلال وقال: لو تأخر لزدتكم كالتنكيل لهم حين أبوا أن ينتهوا.
وهذا منه - صلى الله عليه وسلم - إرشاد عملي وتأديب نبوي للصحابة الكرام - رضي الله عنهم - ليوقفهم على ضعفهم، وأن الوصال يشق عليهم، فيبتعدوا عنه من تلقاء أنفسهم .