وهناك حجة يذكرها من ينفي التدليس عن أبي الزبير -لم يذكرها الشيخ ابو الحسن حفظه الله-وهي كالآتي:
(النوع الحادي عشر : معرفة الأحاديث المعنعنة
هذا النوع من هذا العلوم هو معرفة الأحاديث المعنعنة وليس فيها تدليس وهي متصلة بإجماع أئمة أهل النقل على تورع رواتها عن أنواع التدليس
مثال ذلك ما حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر الخولاني حدثنا عبد الله بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن عبد ربه بن سعيد الأنصاري عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال : [ لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برئ بإذن الله عز و جل ]
قال الحاكم : هذا حديث رواته بصريون -الصحيح مصريون-ثم مدنيون ومكيون وليس من مذاهبهم التدليس فسواء عندنا ذكروا سماعهم أولم يذكروه وإنما جعلته مثالا لألوف مثله ).(1/78) معرفة علوم الحديث
و وددت من هؤلاء أن يذكروا المثال الثاني الذي أتى به الحافظ الحاكم بعد هذا الحديث وهو كالآتي :
(ومثال ذلك ما : أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي بمرو ثنا سعيد بن مسعود ثنا عبيد الله بن موسى ثنا إسرائيل عن عبد الله بن المختار عن ابن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : [ سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : إن مع الغلام عقيقة فأهريقوا عنه دما وأميطوا عنه أذى ]
قال الحاكم : هذا حديث رواته كوفيون وبصريون ممن لا يدلسون وليس ذلك من مذهبهم ورواياتهم سليمة وإن لم يذكروا السماع.)نفس المرجع
بالله عليكم ..،إذا كان المصريون والمكيون والمدنيون والكوفيون والبصريون لا يدلسون ..،؟
من يدلس إذن..،
وليعلم ان المتسمك بكلام الحاكم -رحمات ربي عليه- فهو متسمك بحبل مهترئ ..،لتساهل الإمام الحاكم في هذا الفن ..،
مع ان قول الحاكم ليس على إطلاقه فهناك من اهل مصر من يدلس كابن لهيعة ،ومن أهل مكة كابن جريج وأبو الزبير،ومن المدينة كابن اسحاق ..،
واما اهل الكوفة والبصرة ..،فقد نقل عنه الحافظ السيوطي خلاف ذلك كما في"تدريب الراوي" ..،ان الحاكم قال-ما معناه- :" ان اهل الكوفة هم الذين عرفوا بالتدليس وطائفة من أهل البصرة.."ط دار الفكر ولا أستحضر الصفحة الآن ..،
ولقد سبقني -وغيري- إلى تخطيء الحاكم رحمه الله..،الحافظ ابن حجر في "طبقات المدلسين ص15" فقال:( و وهم الحاكم في “ كتاب علوم الحديث “ فقال في سنده :و فيه رجال غير معروفين بالتدليس ! و قد وصفه النسائي و غيره بالتدليس ,...).