من مشكاة النبوة
عن أبي موسى الأشعري ] قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن بين يدي الساعة أياما، يُرفع فيها العلم، وينزل فيها الجهل، ويكثر فيها الَهرْج.والهرج: القتل».
وعن أبي هريرة ]، عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه قال: «يتقارب الزمان، وينقص العمل، ويُلقى الشح، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج»، قالوا: يا رسول الله، أيُّمَ هو؟ قال: «القتل، القتل»، متفق عليهما.
معجم المعاني
في علل الإنسان
- العُذْرة: وجع الحلق، يقال: عُذر الرجل؛ فهو معذور.
- والكُباد: وجع الكبد.
- والصُّفار: اجتماع الماء في البطن، وهو الاستسقاء.
- والذَّرَب: فساد المعدة، وهو الإسهال.
- والرَّس والرسيس: مسّ الحمى قبل أن تظهر.
- والعُرَواء: أخْذُ الحمى، والقلع: وقت انقلاعها، والرحضاء: عَرقها.
سحر البيان
قال الأفوه الأودي:
فينا معاشر لم يبنوا لقومهمُ
وإن بنى قومهم ما أفسدوا عادوا
لا يرشُدون ولن يرعوا المرشدهم
فالغيّ منهمُ والجهل ميعاد
والبيت لا يبتنى إلا له عَمَدٌٌ
ولا عماد إذا لم تُرس أوتاد
فإن تجمّعَ أوتاد وأعمدة
وساكنُُ بلغوا الأمر الذي كادوا
لا يصلح الناس فوضى لا سَراة لهم
ولا سراة إذا جهالهم سادوا
تُلْفَى الأمور بأهل الرشد ما صلحت
فإن تولوا فبالأشرار تنقاد
إذا تولى سراة القوم أمرهم
نما على ذاك أمر القوم فازدادوا
أمارة الغيّ أن تلقى الجميع لدى
الإبرام للأمر والأذنابُ أكتاد
كيف الرشاد إذا ما كنت في نفر
لهم عن الرشد أغلال وأقياد
أعطوا غُواتهمُ جهلا مقادتهم
فكلهم في حبال الغي منقاد؟!
من الأوهام الشائعة
- خطأ بعضهم في استعمال حرف الجر «الباء»، فيقولون: إن فلانا منوط بكذا، أو: مناط بكذا، يريدون أنه يتولى إنجاز أمر ما.
- والصواب: منوط به كذا، أو: مناط به كذا.
الدر المنثور
عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: إنما مثل المؤمن في الدنيا كمثل المريض معه طبيبه الذي يعلم داءه ودواءه، فإذا اشتهى ما يضره منعه وقال: لا تقربه فإنك إن أتيته أهلكك، فما زال يمنعه حتى يبرأ من وجعه، وكذلك المؤمن يشتهي أشياء كثيرة مما قد فُضَّل به غيره من العيش، فيمنعه الله عز وجل إياه ويحجزه حتى يتوفاه فيدخله الجنة.
وعنه رضي الله عنه قال: إذا أسأت سيئة في سريرة فأحسن حسنة في سريرة، وإذا أسأت سيئة في علانية فأحسن حسنة في علانية؛ لكي تكون هذه بهذه.
الإعلام عن الأعلام
ملك النحاة (489-568 هـ)
هو الحسن بن صافي بن عبد الله بن نزار، النحوي المعروف بـ «ملك النحاة».
قال العماد الكاتب في «الخريدة»: كان من الفضلاء المبرَّزين وبرع في النحو حتى صار أنحى أهل طبقته، وكان فهما فصيحا ذكيا، إلا أنه كان عنده عجب بنفسه وتيه، لقّب نفسه «ملك النجاة»، وكان يسخط على من يخاطبه بغير ذلك.
تفقه على مذهب الشافعي، وقرأ أصول الدين على أبي عبدالله القيرواني، والخلاف على أسعد الميهني، وأصول الفقه على أبي الفتح بن برهان.
ولد ببغداد، وسكن واسط مدة، وسافر إلى خراسان وكرمان وغزنة، ثم رحل إلى الشام واستوطن دمشق وتوفي بها ودفن بمقبرة باب الصغير.
ما قل ودل
- إذا سئل غيرك فلا تجب؛ فإن ذلك استخفاف بالسائل والمسؤول.
- ما قرن شيء إلى شيء أحسن من حلم إلى علم ومن عفو إلى مقدرة.
- راحة الجسم في قلة الطعام، وراحة الروح في قلة الآثام، وراحة اللسان في قلة الكلام.
- لا تلم من أفشى لك سرا، وأنت قد ضقت به صدرا.
- فوت الحاجة أهون من طلبها إلى غير أهلها.
- إذا بلغ الأمر المشورة فاستعن بحزم ناصح أو نصح حازم.
- إياك ومصاحبة الأحمق؛ فإنه يريد نفعك فيضرك.
من طرائفهم
يحكى أن أبا العباس الطوسي- وكان سيئ الرأي في أبي حنيفة، رحمه الله- أقبل على أبي حنيفة يوما فقال: إن أمير المؤمنين يدعو الرجل منا فيأمره بضرب عنق الرجل لا يدري ما هو، أيسعه ذلك؟ فقال أبو حنيفة: يا أبا العباس، أمير المؤمنين يأمر بالحق أم بالباطل؟ قال: بالحق، فقال أبو حنيفة: أنفذ الحق حيث كان ولا تسأل عنه. فلما رحل أبو العباس قال أبو حنيفة: إن هذا أراد أن يوثقني فربطته!
اعداد: أبوهاشم مغربي