الدرس السابع عشر
الإنشاء
الإنشاء إما طلبي أو غير طلبي.
فالطلبي: كلام دال على طلب شيء غير حاصل وقت الطلب. مثل: اكتب فهو طلب كتابة غير حاصلة وقت الطلب بل يطلب حصولها.
وغير الطلبي: كلام غير دال على طلب شيء غير حاصل وقت الطلب. مثل القسم: نحو واللهِ، فليس فيه طلب.
والإنشاء الطلبي خمسة أقسام: الأمر، والنهي، والاستفهام، والتمني، والنداء.
أولا: الأمر وهو: طلب الفعل على وجه الاستعلاء. مثل: اكتبْ.
فقولنا: "طلب" الطلب جنس يشمل: النهي، والدعاء، والالتماس وهو الطلب من المساوي كقولك لصاحبك: اسقني الماء.
وقولنا:" فعل" يخرج النهي لأنه طلب ترك.
وقولنا:" على وجه الاستعلاء" أي على وجه العلو سواء أكان الآمر عاليا حقيقة كأمر الملك، أو كان المتكلم يستعلي عليه كأن يصدر كلامه بافعل كذا بغلظة وقوة صوت.
وطلب الفعل على وجه الاستعلاء هذا هو معناه الحقيقي وقد يخرج لمعان أخر مجازا بقرينة مثل:
1- التهديد كقوله تعالى: (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) فقوله تعالى:"فليكفر" للتهديد لا لطلب إيجاد الكفر.
2- التعجيز كقوله تعالى:(كونوا حجارة أوحديدا) فظاهر أنه ليس المقصود أن يجعلوا أنفسهم حجارة أو حديدا.
ثانيا: النهي وهو: طلب الترك على وجه الاستعلاء. وصيغته هي" المضارع المقرون بلا الناهية مثل: لا تكتبْ.
وهذا هو المعنى الحقيقي وقد يخرح لمعانأخر مجازا بقرينة مثل:
1- التهديد كقولك لخادمك: لا تطع أوامري. تقصد تهديده.
2- التمني كقولك: يا ليل لا تنقضي. تتمنى عدم انقضاء الليل لكونك تناجي ربك وتتلذذ بعبادته.
ثالثا: الاستفهام وهو: طلب العلم بشيء.وأدواته: الهمزة وهل وما ومن ومتى وأيان وكيف وأين وأنى وكم وأي.
فالهمزة تستعمل لطلب التصور والتصديق.
فالتصور هو: إدراك المفرد مثل: زيد وعمر فهما كلمتان مفردتان يطلب تصورهما، تقول: أزيدٌ قامَ أم عمرٌو؟ إذا كنت تعلم أن أحدهما قد جاء ولكن تطلب تعيينه، ولذا يجاب بتعيين أحدهما.
والتصديق هو: إدراك النسبة أي الجملة والقضية مثل: قام زيدٌ وزيد قائمٌ فالنسبة هي قيام زيد في الجملتين، تقول: أقامَ زيدٌ؟ ويجاب بنعم أو لا.
وأما هل فهي لطلب التصديق فقط ولا تستعمل للتصور تقول: هل قامَ زيدٌ؟ فتجيب بنعم أو لا.
وأما بقية الأدوات فيطلب بها التصور فقط مثل: مَنْ قام؟ وكيف قامَ؟ وأين ذهبَ؟.
وطلب العلم بالشيء هو المعنى الحقيقي ولكن قد يخرج الاستفهام لمعان آخر مجازا بقرينة مثل:
1- الاستبطاء كقوله تعالى: (حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله).
2- التقرير وهو: حمل المخاطب على الإقرار كقوله تعالى: (ألم نشرح لك صدرك).
3- الإنكار كقوله تعالى: (أغيرَ اللهِ تدعون).
4- التحقير كقولك: مَنْ زيدٌ؟ لشخص تعرفه وتريد التقليل من شأنه.