[align=center]
لمحات من حياة الإمام علامة عصره محمد بن اسماعيل الأمير الصنعاني رحمه الله
من العلماء الأعلماء الذين ظهروا في اليمن في القرن الثاني عشر الإمام محمد بن إسماعيل الصنعاني رحمه الله ، وهو إما مجتهد، كان له باع طويل في العلم، وخلَّف تراثا ضخما تجاوز الثلاثمائة مؤلف ما بين كتاب كبير ورسالة صغيرة، وكان له إلى جانب الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمهما الله تعالى أثر كبير في النهضة العلمية الإصلاحية في العصر الحاضر، لهذا أحببت أن أضع بين يدي القارئ الكريم لمحات عن حياة هذا العالم نتناول سيرته الذاتية، وجهوده العلمية، وعقيدته ومذهبه، وذلك وفاءً بحق هذا العلم، ودفعًا لما يمكن أن يظن به، بسبب ظهوره في بيئة زيدية معتزلة، بل إن بعض الباحثين لا يرغب في دراسة تراث أمثال هؤلاء، مع تحررهم من التقليد والتبعية، واتباعهم للكتاب والسنة المحمدية، وقد ذكر ذلك الشوكاني رحمه الله فقال: "ولا ريب أن علماء الطوائف لا يكثرون العناية بزهل هذه الديار لاعتقادهم في الزيدية ما لا مقتضى له إلا مجرد التقليد لمن لم يطلع على الأحوال، فإن في ديار الزيدية من أئمة الكتاب والسنة عددا يجاوز الوصف، يتقيدون بالعمل بنصوص الأدلة ويعتمدون على ما صح في الأمهات الحديثية وما يلتحق بها من دوواين الإسلام المشتملة على سنة سيد الأنام صلى الله عليه وسلم ولا يرفعون إلى التقليد رأسا، لا يشوبون دينهم بشيء من البدع التي لا يخلو أهل مذهب من المذاهب من شيء منها، بل هم على نمط السلف الصالح في العمل بما يدل عليه كتاب الله وما صح من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ع اشتغالهم بالعلوم التي هي آلات علم الكتاب والسنة من نحو وصرف وبيان وأصول ولغة..."(1).
وبعد، فهذا أوان الشروع في المقصود بعون الملك المعبود.
أولا: سيرته الذاتية وتشتمل على ما يلي:
1 اسمه ونسبه وكنيته ولقبه:
هو محمد بن إسماعيل بن صلاح بن محمد بن علي، وينتهي نسبه إلى الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم ، ويكنى "بأبي إبراهيم" وإبراهيم هو أكبر أولاده، وأمه ابنة السيد هاشم بن يحيى الشامي، وقد تزوجها الصنعاني في شوال عام 1317ه(2)، ويلقب "بالمؤيد بالله"، وقد ذكر ذلك صديق خان(3) والزركلي(4)، وهو غير مشهور به بين أهل العلم كلقبه الثاني وهو: "البدر"(5) وقد اشتهر به شهرة واسعة، والبدر: هو القمر إذا امتلأ، ويشبه الرجل به إذا تم وكمل، قال ابن منظور(6): "وبدر القوم: سدهم على التشبيه بالبدر".
كما اشتهر الصنعاني أيضا "بالأمير"، وهو يطلق عليه وعلى أجداده، كما يطلق على أحفاده، ولكن إطلاقه عليه أشهر، وقد قال الشوكاني(7) بعد سياقه لنسبه: "المعروف بالأمير"، والأمير نسبة إلى الأمير الشهير: "يحيى بن حمزة بن سليمان ت636ه"(8) ولهذا يقال للصناعني: "الأمير"، ويقال أيضا: "ابن الأمير".
وقد لقَّب الشيخ عبد الحي الكناني(9) رحمه الله الصنعاني "بالمتوكل على الله" والصواب أن هذا ليس لقبًا له، وإنما لأبيه كما قال الزركلي(10) في ترجمة محمد بن إسماعيل: "... يلقب "المؤيد بالله" ابن "المتوكل على الله".
2 مولده ونشأته الأولى:
ولد محمد بن إسماعيل ليلة الجمعة نصف جمادى الآخرة عام 1099ه(11) بمدينة "كحلان"(12)، ثم انتقل مع والده إلى مدينة "صنعاء" عام 1107ه كما ذكر الشوكاني(13)، وقد ذكر المؤرخ زيارة أنه انتقل عام 1110ه(14)، ثم ذكر في ترجمة والد الصنعاني أنه انتقل عام 1108ه(15)، والذي أميل إليه في ذلك هو رأي الشوكاني رحمه الله لقرب عهده بالمترجم له، كما أنه لم يذكر إلا تاريخا واحدا، وقد ذكر المؤرخ زيارة تاريخين مختلفين كما سبق ذكره .
وقد أقام الصنعاني رحمه الله بصنعاء ومات فيها، ولم يخرج منها إلا لتلقى العلم على يد المشايخ، أو للابتعاد عن السلطة الحاكمة في صنعاد، ومكنه في نهاية الأمر استقر بها حتى وفاته.
وقد أتم الصنعاني حفظ القرآن عن ظهر قلب بعد دخوله صنعاء، ولعل الباعث لهجرة والد الصنعاني من "كحلان" إلى "صنعاء" رغبته في تلقي العلم له ولأولاده على علماء صنعاء، وقد رجح ذلك مؤلفو الكتاب "ابن الأمير وعصره"(16).
3 ورعه وزهده:
عاش الصنعاني رحمه الله حياته مكبا على العلم ونشره والدعوة إليه، ولم يطلب جاها أو سلطانا، ولما ولاه المهدي العباس أوقاف صنعاء في رمضان عام 1161ه باشر أعمال الوقف بصدق وأمانة، واتخذ بيتا صغيرا قريبا من بيته لسِجن فيه من يستحق التأديب فرارا من السجن بقصر صنعاء للتأثم عن زيادة العقوبة، ثم اعتذر عن الوقف وقال: إن ولايته للوقف عقوبة من الله على ذنب يعلمه بعينه، وأوصى بأن يتصدق من تركته بمائة قرش، ومائة قرش لفقراء بني هاشم تورعا من الوقف(17).
وقد عرض عليه المتوكل القاسم بن الحسين تولية القضاء في بندر "المخا"(18)، فامتنع، ثم عرض عليه الوزارة فامتنع، ثم القضاء العام والتصدر على الأعلام فامتنع من قبول جميع ذلك، واستقر على عادته في التدريس ونشر الإفادة(19).
وكانت العبادة هَمُّه وذكر الله شغله، وقد قال في قصيدة أرسلها إلى والده عند عزمه للحج في عام 1132ه:
ومن كان ذكر الله زاد رحيله
كفاه عن الزاد المجازى وأغناه
ومن كان بيت الله غاية همه
فطوبى له إن نال ما يتمناه(20)
وقد قال فيه صديق خان: "كان إماما في الزهد والورع. حكى بعض أولاده أنه قرأ في صلاة الصبح وهو يصلي بالناس "هل أتاك حديث الغاشية" فبكى وغشى عليه(21).
وكان دائما يذكر نفسه بلقاء ربه، فيقول في نحو سنة 1170ه وقد حمل العصا في يده:
ما حملت العصا يضعف ولكني
رأيت الرحيل مني قريبا
فحملت العصا لتذكير نفسي
أنني صرت في الأنام غريبا(22)
ثانيًا: سيرته العلمية وتشتمل على ما يلي:
1 نشأته وتحصيله العلمي:
نشأ الصناعني في بيئة علمية، فجده كان عالما فاضلا(23)، وأبوه كان من العلماء المحققين في معظم الفنون، يقول عنه حفيده إبراهيم: "حقق الفقه والفرائض ودرس ونقل ونظم واشتهر بالعلم والفضل والزهد والورع والتقوى وحسن الخلق، ولطف الطبع والتقشف الباهر ولينن الجانب، ومجانبة الدول وأربابها..."(24)، وهكذا ذكر عنه صديق خان(25)، والمؤرخ زبارة(26).
وقد تأثر الصنعاني بالجو العلمي المحيط به، فحفظ القرآن عن ظهر قلب، وبدأ بالطلب وهو صغير السن، فدرس الفقه والنحو والبيان وأصول الدين والحديث وتفوق في ذلك، حتى أعجب به مشايخه، وقد ذكر الشوكاني أنه قرأ الحديث على أكابر علماء مكة والمدينة وبرع في جميع العلوم وفاق الأقران وتفرد برئاسة العلم في صنعاء(27).
وقد أحب الصنعاني العلم والبحث وتطلع إليها فاستهان المشاق في سبيل الطلب، فقد روى عنه أنه كان يكتب "زاد المعاد" لابن القيم، وكتاب "بهجة المحافل" على ضوء القمر لعدم توفر السراج، ولمَّا وصل عالم زبيد الشيخ "عبد الخالق المزجاجي" إلى صنعاء انصرف الصنعاني إليه ليدرس على يديه صحيح البخاري ومسلم وسنن أبي داود، وكان الناس يذهبون إلى البيت الحرام للحج، ولكن الصنعاني كان يذهب للحج والعلم معا(28)، كما سيتضح من رجلاته.
2 رحلاته في طلب العلم:
للرحلة في طلب العلم مكانة كبيرة بين العلماء والمحققين، وعند علماء الحديث بوجه أخص، وقد نشأت في عصر الصحابة رضوان الله عليهم فجابر بن عبد الله رضي الله عنهما يرحل من المدينة إلى الشام ليقف على حديث واحد(29).
ولقد سار على هذا النهج الأمير الصنعاني، فرحل إلى أرض الحرمين الشريفين ليؤدي نسكه ويلتقي بالعلماء والمحققين ويأخذ العلم عنهم، ولقد حج أربع مرات في كل مرة كان يلتقي بالمشايخ ويستفيد منهم ويلازمهم، وكانت رحلته الأولى في عام 1124ه كما ذكر ذلك صاحب كتاب نفحات العنبر، وقد أخذ الصنعاني في هذه الرحلة عن ابن أبي الغيث أوائل الصحيحين وغيرهما وأجازه إجازة عامة، كما أخذ عن الشيخ طاهر بن إبراهيم الكردي، ثم ذهب إلى الحج للمرة الثانية عام 1132ه، وزار المدينة النبوية واجتمع فيها بالشيخ الحافظ أبي الحسن ابن عبد الهادي السندي، وكانت بينهما مباحثة ومراسلة علمية، ولم يرجع إلا في ربيع الأول من عام 1133ه، ثم حج الحجة الثالثة عام 1134ه، واجتمع في الحجاز بالشيخ العلامة الأشبولي، والشيخ عبد الرحمن بن أسلم وغيرهما، وقرأ على الشيخ العلامة محمد بن أحمد الأسدي شرح عمدة الأحكام لابن دقيق العيد، وشرع في تأليف حاشيته عليه المسماة: "العدة على شرح العمدة" وقرأ في علم التجويد على الشيخ المقرئ الحسن بن حسين شاجور، وأخذ عن الشيخ سالم بن عبد الله البصري في مسند الإمام أحمد بن حنبل، وفي صحيح مسلم وإحياء علوم الدين، ثم رجع إلى صنعاء وأحيا السنن واستمر على التدريس والفتيا والتأليف أما الحجة الرابعة والأخيرة فكانت في عام 1139ه، وفيها اجتمع ببعض العلماء المحققين، وأقام مدة في الطائف بعد الحج، ثم رجع عن طريق الحجاز، ولما وصل إلى مدينة "صعدة"(30) بلغه أن أمر الخلافه قد استقر للإمام الناصر "محمد بن إسحاق"، فاجتمع به في "شبام"(31)، ومنها عزم إلى "شهارة"(32) في ذي القعدة عام 1140ه، ولازم التدريس والإفادة والفتيا بها، وبقى فيها حتى صفر من عام 1148ه، ثم رجع إلي صنعاء وعكف فيها على التدريس والتأليف، ولم يذهب إلى مكان آخر خارج القطر اليماني إلا هذه الأماكن المذكورة في رحلاته الأربع.
وقد رحل إلى مدينة "كحلان"، وهي المدينة التي ولد فيها ليتلقى العلم على يد الشيخ: صلاح بن الحسين الكحلاني، وكان ذلك في عام 1128ه تقريبا وقرأ عليه هناك في شرح الأزهار(33).
3 شيوخه وتلاميذه:
أولا: شيوخه:
أخذ الصنعاني عن جملة من علماء بلده وخاصة فيما يتعلق بعلم البيان واللغة والفقه والأصول وغير ذلك، وقد ذكر الشوكاني أربعة من شيوخه فقط، ولعل هولاء أشهر مشايخه في بلده، ولكن كما سبق القول خرج محمد بن إسماعيل إلى مكة والمدينة والتقى بعلماء هذه الديار وأخذ على أيديهم علم الحديث، ولقد كان تلقي العلم وخاصة علم الحديث من البواعث على السفر إلى أرض الحرمين مع تأدية فريضة الحج، ولقد صرح الصنعاني بذلك فقال:
"ولما ألقى الله وله الحمد الولوع بهذا الشأن أي دراسة الحديث ومعرفته وكان علماء الحديث لا جود لهم بهذه الأوطان، وكان مشائخنا رحمهم الله وأنزلهم غرف الجنان الذين أخذنا عنهم علوم الآلات من نحو وتصريف وميزان، وأصول فقه ومعان وبيان، ليس لهم إلى هذا الشأن نزوع، وإنما يدرسون فيما تجرد عن الأدلة من الفروع، ووقفت على قول بعض أئمة الحديث شعرا:
إن علم الحديث علم رجال
تركوا الابتداع للاتباع
إلى أن قال: ثم من الله وله الحمد بالبقاء في مكة والاجتماع بأئمة من علماء الحرمين ومصر، وإملاء كثير من الصحيحين وغيرهما، وأخذ الإجازة من عدة علماء والحمد لله"، وبهذا القول يتبين لنا نوعية المادة العلمية التي حصَّلها الصنعاني، ولاشك أنها أثَّرت في تكوينه العلمي الذي فاق به غيره، ولم يذكر لنا الصنعاني مشايخه هؤلاء، ولكن بالتتبع والبحث وقفت على كثير منهم، وسأذكرهم هنا، مع ذكر ترجمة موجزة عن كل علم مع ذكر العلوم التي أخذها الصنعاني عنهم.
1 والده إسماعيل بن صلاح الأمير ت1146ه بصنعاء، كان آية في الذكاء، وحقق الفقه والفرائض ودرس واشتهر بالعلم، وأخذ عنه ابنه الفقه والنحو البيان.
2 الشيخ المقرئ الحسن بن حسين شاجور، قرأ عليه الصنعاني في علم التجويد أثناء تأديته للحج في المرة الثالثة.
3 زيد بن محمد الحسن ت1123ه. قال عن الشوكاني: "المحقق الكبير شيخ مشايخ صنعاء في عصره في العلوم الآلية بأسرها.
4 سالم بن عبد الله بن سالم البصري ت1134ه. أحد علماء الحرمين في عصره. أخذ عنه في مسند أحمد وصحيح مسلم وإحياء علوم الدين.
5 صلاح بن الحسين الأخفشي ت1142ه. قال عنه الشوكاني: "العالم المحقق الزاهد المشهور المتقشف... برع في النحو الصرف والمعاني والبيان وأصول الفقه" أخذ عنه في شرح الأزهار.
6 أبو طاهر إبراهيم بن حسن الكردي المدني. أخذ عنه في حجته الأولى.
7 عبد الله بن علي الوزير ت1147ه. برع في العلوم الآلية والتفسير.
8 عبد الرحمن بن أسلم. أحد علماء الحرمين التقى به الصنعاني أثناء تأدية الحج للمرة الثالثة.
9 عبد الرحمن بن أبي الغيث خطيب المسجد النبوي أخذ عنه أوائل الصحيحين وغيرهما وأجازه إجازة عامة.
10 عبد الخالق بن زيد المزجاجي ت1152ه بصعناء وقد تقدم ذكره.
11 علي بن محمد العني ت1139ه. كان شاعرا بليغا وقاضيا مشهورا، أخذ العلم عن جماعة من أعيان عصره، وقد أخذ الصنعاني عنه في النحو والمنطق والفقه.
12 أبو الحسن الحافظ محمد بن عبد الهادي السندي ت1138ه أحد علماء المدينة المنورة في عصره، وقد التقى به في حجته الثانية، وقد وصفه الصنعاني بأنه شيخ علامة، وحامل لواء السنة في البقاع المقدسة.
13 محمد بن أحمد الأسدي. شيخ علامة، التقى به الصنعاني في حجته الثالثة عام 1134ه، وقرأ عليه شرح عمدة الأحكام، وشرع في تأليف حاشيته المسماة "العدة في شرح العمدة".
14 هاشم بن يحىى الشامي ت1158ه أحد العلماء المشاهير الأدباء برع في جميع العلوم وفاق الأقران، ودرَّس للطلبة وانتفع به أهل صنعاء، وقد أخذ الصنعاني عنه علم الجدل.
ثانيًا: تلاميذه:
لقد كان للصنعاني نشاط بارز وأثر ملموس في نشر العلم وتدريسه وخاصة في صنعاء، ويصف المؤرخ زبارة نشاط الصنعاني في نشر العلم بين أبناء عصره ومدى تأثيره فيهم فيقول: "واستمر البدر الأمير على نشر العلم والسنة والدعاء إلى العمل بها حتى انتشرت كتب الحديث واشتغل الناس بها وتنافسوا فيها...".
وقد ذكر الشوكاني بعضا من تلاميذه ووصفهم بأنهم نبلاء وعلماء مجتهدون وهم كما يلي:
1 شيخ الشوكاني العلامة عبد القادر الناصر ت1199ه. قال عنه الشوكاني: "شيخنا الإمام المحدث الحافظ المسند المجتهد المطلق".
2 القاضي العلامة أحمد بن محمد قاطن ت1199ه كان له شغف في العلم وعرفان تام بفنون الاجتهاد، وكانت له عناية كاملة بعلم السنة ويد طولي في حفظها، وهو عامل باجتهاد نفسه لا يقلد أحدا، وقال عنه زبارة: "أخذ عن السيد الحافظ محمد بن إسماعيل الأمير، وحضر دروسه العامة في علم الحديث".
3 القاضي العلامة أحمد بن صالح بن أبي الرجال ت1092ه قال عنه الشوكاني: "برع في كثير من المعارف...، وهو من العلماء المشاركين في فنون عدة، وله أبحاث ورسائل وقفت عليها وهي نفيسة ممتعة، ونظمه ونثره في رتبة متوسطة".
4 العلامة الحسن بن إسحاق المهدي ت1160ه. فاق في غالب العلوم وصنف التصانيف منها "منظومة الهدي النبوي"، وهي نظم لكتاب الهدي النبوي لابن القيم، ثم شرحها شرحا نفيسا، وله أشعار فائقة منها قصيدة مدح فيها شيخه العلامة محمد بن إسماعيل الأمير، وقد قرأ على الصنعاني في البحر الزخار وضوء النهار وغيرهما.
5 العلامة محمد بن إسحاق المحدي ت1167ه كان من أئمة العلم المجمع على جلالتهم ونبالتهم وإحاطتهم بعلوم الاجتهاد.
قلت: ومن تلاميذه أيضا أبناؤه الثلاثة. قال زبارة: "كان يقول بعض الأكابر خلف السيد محمد بن إسماعيل الأمير ثلاثة أولاد وتقسموا فضائله" وهم كما يلي:
6 إبراهيم بن محمد بن إسماعيل ت1213ه. قال عنه الشوكاني: "كان من أعيان العلماء وأكابر الفضلاء"، ووصفه زبارة بقوله: "براعة والده وفصاحته وقوة استنباطه للأحكام من الأدلة الشرعية".
7 عبد الله بن محمد بن إسماعيل ت1142ه. قال عنه الشوكاني: "برع في النحو والصرف والمعاني والبيان والأصول والحديث والتفسير، وهو أحد علماء العصر المفيدين العاملين بالأدلة الراغبين عن التقليد".
8 القاسم بن محمد بن إسماعيل ت1246ه. قال عنه الشوكاني: "ابن العلامة الكبير البدر... برع في علوم الاجتهاد وعمل بالأدلة.
وللصنعاني تلاميذ غير هؤلاء كانوا يقصدونه من خارج صنعاء للاستفادة والطلب، ومنهم العلامة أحمد بن صالح الرومي الذي قدم من قسطنطينية لما بلغته أخبار البدر، وعرض على الصنعاني مشكلات عرضت له في مسائل، وكذلك وصل إليه السيد لطف الرومي وقرأ عليه في البخاري.
والحمد لله رب العالمين
المصادر والمراجع:
البدر الطالع نشر العرف
توضيح الأفكار شرح تنقيح الأنظار
الأنفاس الرحمانية
--------------------------------------------------------------------------------
(1) البدر الطالع (2-83).
(2) نشر العرف لنبلاء اليمن بعد الألف للمؤرخ زبارة (3-31)، والإعلام للزركشي (1-263).
(3) أبجد العلوم (3-191). (4) الإعلام (6-263).
(5) نشر العرف (3-29)، والروض النضير لإبراهيم بن محمد بن إسماعيل (ص332).
(6) لسان العرب (4-49). (7) البدر الطالع (2-133).
(8) نشر العرف (3-29). (9) فهرس الفهارس (1-513).
(10) الإعلام (6-263). (11) البدر الطالع (2-133)، ونشر العرف (1-29).
(12) كحلان من أشهر مخاليف اليمن وبينها وبين صنعاء أربعة وعشرون فرسخًا، معجم البلدان لياقوت (4-439).
(13) البدر الطالع (2-133). (14) نشر العرف (3-30).
(15) ملحق البدر الطالع (2-60).
(16) كتاب ابن الأمير وعصره لقاسم غالب ورفقاه (ص127، 128).
(17) نشر العرف (3-41)، والقرش ريال فرنسي في ذلك الوقت كما أفاد بذلك الدكتور ربيع بن هادي.
(8!) المخا: مدينة بساحل البحر الأحمر جنوب زبيد وشمال مضيق باب المندب.
(19) نشر العرق (1-31)، وابن الأمير وعصره (ص165).
(20) ديوان الأمير الصنعاني (ص434). (21) أبجلد للعلوم (3-191).
(22) ديوان الصنعاني (ص60)، ونشر العرف (3-66). (23) نشر العرف (1-382).
(24) الروض النضير، مخطوط (ص353). (25) أبجد العلوم (3-191).
(26) نشر العرف (1-362، 363). (27) البدر الطالع (2-133).
(28) نشر العرف (3-30)، وابن الأمير وعصره (ص138).
(29) انظر القصة كاملة في مسند أحمد (3-495)، والأدب المفرد للبخاري حديث رقم (970) (ص337)، وذكره البخاري تعليقًا في موضعين- كتاب العلم- باب (15)، وكتاب التوحيد، باب (32).
(30) بلدة في شمالي صنعاء على مسافة ستون فرسخًا. معجم البلدان (3-406).
(31) شبام: جبل عظيم فيه شجر وعيون وهو صعب المرتقى، وبينه وبين صنعاء يوم وليلة. المرجع السابق (3-318).
(32) وهي حصن من حصون صنعاء باليمن. السابق (3-374).
(33) نشر العرف (3-50).[/align]