عوامل النسيان ومهارات تحسين الذاكرة



موضوع ضعف الذاكرة وقلة الذكاء وقلة الاستيعاب موضوع عاناه الكثير من التلاميذ والطلاب والكثير من الناس، حيث يشكو الكثير منهم من كثرة نسيانهم للعديد من المعلومات والمفردات التي يحتاجونها في حياتهم، وبعضهم ممن تجاوز مرحلة الدراسة يخشون أن يكون هذا النسيان لديهم يعزى لمرض (الزهايمر)، كما يحدث حين ينسى معظمنا أين وضع المفتاح أو الأدوات اليومية من وقت لآخر، وتجد هؤلاء يبحثون عن كيفية امتلاك سرعة البديهة وقوة الانتباه، وهذا ما سنحاول بيانه في النقاط التالية:
عوامل النسيان قلة المذاكرة والمراجعة:
هل سألت نفسك -عزيزي الطالب- لماذا لم تنس سورة الفاتحة بينما تنسى سورًا أخرى كنت قد حفظتها كاملة في المرحلة المتوسطة مثلاً؟ وهل سألت نفسك لماذا أتذكر بعض الدروس التي أحبها بينما أنسى تلك الدروس التي لا أحبها ؟ إنه عامل الوقت والمراجعة، فنحن عادة ننسى إن لم نحاول استعادة ما تعلمناه مع مضي الوقت، دعني أضرب لك مثالاً توضيحياً لذلك، أنت لو بدأت بحفظ سورة من سور القرآن الكريم ولم تحاول مع الأيام مراجعتها فإن النتيجة الحتمية هي نسيانك لهذه السورة، ولكن لو حفظت هذه السورة اليوم، وبعد غد ذاكرتها، وبعد ثلاثة أيام كذلك، وبعد أسبوع وهكذا فإن السورة لن تتبخر من ذاكرتك.
عدم تمرين الذاكرة:
إن التمرين سر النجاح، فالخطيب المشهور، والكاتب المعروف، والخطاط صاحب الخط الجميل، كل هؤلاء وغيرهم من المشاهير ما كان لهم أن يصلوا إلى هذا المستوى من الإتقان في أعمالهم إلا من خلال التمرين المستمر.
إن الذي يشتكي من خطه ( الكوفي ) أو (الفرعوني) ويحتاج إلى محللين لفك خطه يستطيع بكل سهولة أن يتخطى هذه الصعوبة من خلال التمرين ، أعني الكتابة المستمرة.
وكذلك الطالب الذي يعاني كثرة النسيان، وبالذات في ساعة الاختبار أقول له: (تمرن)، ليس بحمل الأثقال والجري فإن ذلك بلا شك سيكون له دور في تحسين ذاكرتك ولكن بالدرجة الأولى جسمك، (مرّن ذاكرتك) أعني ثقف ذاكرتك ولا تتكل على الآخرين في تذكيرك، أنصحك الآن بحفظ ما هو مقرر عليك ومراجعة هذا الحفظ على فترات، فإن ذلك -فضلاً عن الدراسة المنتظمة التي أشرت إليها- سيساعد في تدريب الذاكرة .
الذنوب والمعاصي:
إن الذنوب والمعاصي تؤثر تأثيرًا بالغًا في الجهاز العصبي لدى الإنـسان، وأول من يتأثر بذلك المخ، وفي زمن ابن قـيـم الجوزية -وهو أحد علماء الإسلام- كتب أحد الشباب إليه رسالة يطلب فيها نصيحة تـنـقـذه من هموم المعاصي، فألف كتاباً قـيماً أسماه (الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي)، وضح فيه أثر المعاصي في حياة الإنـسـان، وبإمكانك الرجوع إليه وقراءته والتفكير في كل كلمة ونصيحة ذكرت في هذا الكتاب.
ما الحل إذاً؟ وحتى تكون في دائرة الصالحين، عليك ببعض الأمور التي تعينك على ذلك:
- أولاً: حافظ على الصلاة في وقتها، واحرص على صلاة الجماعة في المسجد القريب من منزلك.
- ثانياً: ابتعـد عن رفقة السوء ورافق أهل الصلاح والفلاح.
- ثالثاً: اذكر الله واقرأ القرآن أو استمع إليه.
- رابعاً: ليكن لك في الأسبوع يوم أو يومان للصيام، ولك في رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة وأسوة في صيامه يومي الإثنين والخميس.
- خامساً: اسـتمع إلى الأناشيد الإسلامية والمحاضرات والدروس التي تقوي من إيمانك، وتدخل البهجة والسرور إلى قلبك.
كثرة الهموم والمشكلات:
ولعـل أول ما يتولد من ارتكاب المعصية هو (الهم) و(الاكتئاب) و(القلق) وغير ذلك من الأمراض النفسية التي تؤثر تأثيراً بالغاً في سير الطالب الدراسي, كيف يستطيع الطالب أن يدرس للاختبار وقد تملكه الهم والغم؟ كيف يستطيع الطالب أن يشارك في الدرس وهو (مكتئب)؟ بلا شك إن هذه الأمراض النفسية قد لا يكون سببها الوحيد المعاصي؛ بل هناك عوامل أخرى خارجية واجتماعية, كالمشكلات بين الأب والأم , ضعف الحالة المادية , مشاكل في الأسرة مع الإخوة والأقارب . . . . إلخ إن هذه العوامل تؤثر تأثيراً بالغاً في القدرة على التركيز، أو جمع التفكير والدراسة.
لا تكن كتوماً:
لا تكونوا كتومين على الدوام، فذلك له أثر سلبي كبير, إنَّ بث همومك ومشاكلك الخاصة إلى صديق عزيز أو قريب تثق به بلا شك سيخفف من حدة المشكلة، وبالتالي يخفف التوتر الكبير المحيط بجسدك، والنتيجة تحسن الدراسة والذاكرة.
مهارات تحسين الذاكرة
- أولاً: {واذكر ربك إذا نسيت} قوة الإيمان والتقرب إلى الله عز وجل، والمحافظة على الصلوات الخمس، وكثرة الذكر والصلاة على النبي[.
- ثانياً: الرجوع إلى الطريقة القديمة التكرار، ككتابة المعلومات وما تود أن تقوم به وتكرره أكثر من مرة كعملية تنشيط.
- ثالثاً: الإكثار من أكل الخضروات والفاكهة الطازجة، وهي مهمة جداً لصحة الإنسان عامة، وكذلك (الخميرة) لوجود (فيتامين ب مركب) بها، وتؤخذ كملعقة كبيرة تذاب في كوب ماء، والإكثار من المأكولات البحرية، والتنوع في الأكل وعدم التركيز على نوع واحد، والابتعاد قدر الإمكان عن الأطعمة الجاهزة والمعلبة.

- رابعاً : المحافظة على الصحة العامة كإعطاء الجسم حقه في النوم وعدم الإجهاد والسهر، وممارسة الرياضة والمواظبة عليها.
- وأخيرًا: يؤكد العلماء المتخصصون في هذا المجال أن الذاكرة تشبه العضلة، فكلما زاد استعمالها زادت كفاءتها، والشيء نفسه مع الذاكرة.
لذلك عليك أن تتدرب على بعض الطرق الحديثة لتطوير قدرتك في التذكر، وستصل بإذن الله إلى تحسين ذاكرتك لدرجة قد تصل إلى100% عما أنت عليه الآن.



اعداد: وائل رمضان