تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 32

الموضوع: لبيك اللهم لبيك مناسك وأجور ...

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي لبيك اللهم لبيك مناسك وأجور ...

    مقدمـــــة

    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ،ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنامن يهده الله لا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك لهوأشهد أن محمدًا عبده ورسوله .
    ۞يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ۞(1)
    ۞يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍوَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءوَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً۞(2)
    ۞يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً۞(3)
    أما بعد :

    فإن أحسن الكلام كلام الله سبحانه وتعالى وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
    ثم أما بعد :
    إن الحـج مـن أعظـم منـن الله- سبحانه وتعالى- علـى خلقـه ؛ حيـث جعـل الجـزاء على أدائه مغفـرة ما سبق من الذنب جميعه، وجعـل الجنـة جائزتـه شـريطة أن يأتـي ببـره .
    فمعرفـة أجـر كـل منسـك من المناسـك ، واسـتحضار ذلـك المعنـىعنـد أدائه يرغِّب النفس وإلي إجادته تسابق ؛ فتبذل في سبيل أدائهالجهـد ، وتسـتفرغ في تحصيلكماله الوسـع ، و بكل حبّ تُقبِل على العمل ، يحدوها في نوال ما ذُكِر من الأجور الرجاء و الأمل ، تصديقًا لما جاء من صحيح الأخبار عن الرسول : بأن الجنة هي جزاء الحج المقبول ، الذي جاء نعته فيما صح من المنقول : أنه حـج -ولابد- مبـرور.

    وقـد عايـن بعضنـا تلكـم المعانـي، ورام بقلبه نوال تلكـم الأماني؛ فأحـب لإخوانـه أن يستشعروا مثـل مـا امتـن الله بـه عليـه؛ فسـارع ينصـح كـل حـاج إلـى البيـت الحـرام بكل ما لـديه.
    وبقـي لنـا أن نطلع على نصحـه؛ لنعايـن بأنفسنا مـا أخبـرنا بـه:
    فـ( ليـس الخبـر كالمعاينـة ) .

    يقول صاحبا : نبدأ بالتعرّض لهذه النفحة المباركة الفوّاحة : نجعلها بين يدي حديثنا الطويل كالتوطئـــةفأعيروني - فضلا - الأسماع والأفئدة سائلين الله : أن ينفعنا بكل شاردة وواردة :

    الحج يهدم ما كان قبله:

    هل استشعرت أن الحج يمحو جميع ما تقدم من الذنوب ؟
    هل علمت ذلك الثواب واستشعرته ، ولهجت بسؤال ربك نواله ؟

    قال صلى الله عليه وسلم : ( أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها وأن الحج يهدم ما كان قبله )(4)

    الحجاج والعمّار وفد الله

    هل استشعرت أنك ضيفٌ على بيت الربّ الإله، فحق للضيف الطمع في إكرام سيده مولاه ؟

    عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( الغازي في سبيل الله والحاج والمعتمر وفد الله دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم)(5)

    الحج جهاد لاشوكة فيه

    هل اسشتشعرت ذلك وتأملت معانيه ؟

    عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- فقال: إني جبان وإني ضعيف. فقال : ( هلم إلى جهاد لا شوكة فيه : الحج )(6)

    دوام أجر من مات حاجًا

    هل استشعرت عظيم ذلك المعنى ، وتمنيت الفوز بتلكم البُشرى ؟

    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من خرج حاجًا فمات كتب له أجر الحاج إلى يوم القيامة ومن خرج معتمرًا فمات كتب له أجر المعتمر إلى يوم القيامة ومن خرج غازيًا فمات كتب له أجر الغازي إلى يوم القيامة ) (7)

    وأخيرا : اغتنموا واستمتعوا قبل أن يرفع البيت

    هل علمت بهذه الفاجعة وسارعت لتغتنم كل سبيل إلى البيت الحرام ناجعة ؟
    عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( استمتعوا بهذا البيت فقد هدم مرتين ويرفع في الثالثة ) (8)
    قال ابن خزيمة قوله ويرفع في الثالثة يريد بعد الثالثة

    وبعد تلكم النفحات هلموا : نعش بقلوبنا تلكم الصفحات...


    ---------------------------------------------


    (1)- سورة آل عمران : آية رقم (102)

    (2)- سورة النساء : آية رقم (1)

    (3)- سورة الأحزاب : آية رقم (70، 71)

    (4)- علق عليه الشيخ الألباني في: صحيح الجامع الصغير وزياداته /رقم 1329 قائلا صحيح .

    (5)- علق عليه الشيخ الألباني في : سنن ابن ماجه / كتاب المناسك / باب فضل دعاء الحاج / حديث رقم : 2893 / قائلا : حسن

    (6)- علق عليه الشيخ الألباني في: صحيح الترغيب والترهيب / ج:2 / كتاب الحج / لترغيب في الحج والعمرة وما جاء فيمن خرج يقصدهما / رقم: 1098 / التحقيق: صحيح

    (7)- علق عليه الشيخ الألباني في:صحيح الترغيب والترهيب / ج:2 / كتاب الحج/ الترغيب في الحج والعمرة وما جاء فيمن خرج يقصدهما / حديث رقم: 1114 / قائلا: صحيح

    (8)- علق عليه الشيخ الألباني في: صحيح الترغيب والترهيب / ج:2 / كتاب الحج/ لترغيب في الحج والعمرة وما جاء فيمن خرج يقصدهما / حديث رقم: 1110 / قائلا: صحيح



    يتبــــــــــع .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: لبيكـ اللهم لبيكـ مناسكـ وأجور ...

    أولا : أجر الإحرام



    عسى الله أن يشرح صدورنا لأدائه على وجه يرضى به عنا





    يقول صاحبنا :

    وُفقتُ من عدة أعوام لحج بيت الله الحرام فتبذلت بلبس الدون من ثياب الإحرام ، مضمرًا في قلبي التسنن بفعل الأنبياء عليهم من الله السلام :

    عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : ( حج النبي - صلى الله عليه وسلم - على رحل رث وقطيفة خلقة تساوي أربعة دراهم أو لا تساوي ثم قال : اللهم حجة لا رياء فيها ولا سمعة ) (1)

    وعن أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( لقد مر بالروحاء (2)
    سبعون نبيا فيهم نبي الله موسى عليه السلام حفاة عليهم العباء يؤمون بيت الله العتيق ) (3) رواه أبو يعلى والطبراني ولا بأس بإسناده في المتابعات .

    وكم سعدتُ ببقائي بعض الأيام ملزمًا بارتداء ملابس الإحرام مستحضرا ما صح به الخبر عن نبينا عليه من الله الصلاة و السلام :

    عن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( تابعوا بين الحج والعمرة ؛ فإنهما ينفيان الفقر والذنوب ، كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة ، وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة ما من مؤمن يظل يومه محرما إلا غابت الشمس بذنوبه ) (4)

    كلما مرّ يوم ومازلتُ متلبسـا بإحرامٍ من الإله مطلـوب
    رفعت سُؤْلي إلى علاّم الغيوب بقلب راغبٍ و بالرجاء يذوب :
    اللهم: لا تحرمني من فضل محـو الخطايا و الذنـوب...........،
    اللهم: أذهبها عني كما تذهب الشمس نحو الغـــروب .









    ( 1) - علق عليه الشيخ الألباني في ( صحيح الترغيب والترهيب ) ج2 / كتاب : الحج / باب : [ الترغيب في التواضع في الحج والتبذل ولبس الدون من الثياب ؛ اقتداءً بالأنبياء عليهم السلام ] رقم: 1122 قائلا : صحيح لغيره

    (2)- الرَّوحاء : على وزن الصفراء : موضع بين مكة والمدينة

    (3)- علق عليه الشيخ الألباني في ( صحيح الترغيب والترهيب ) ج2 / كتاب : الحج / باب : [ الترغيب في التواضع في الحج والتبذل ولبس الدون من الثياب ؛ اقتداءً بالأنبياء عليهم السلام ] رقم: 1128 قائلا : حسن لغيره

    (4)- علق عليه الشيخ الألباني في ( صحيح الترغيب والترهيب ) ج2 / كتاب : الحج / باب : ]الترغيب في الإحرام والتلبية ورفع الصوت بهما ] رقم: 1133 قائلا : الحديث حسن صحيح والزيادة في آخره : حسن لغيره


    يتبــــــــع .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: لبيكـ اللهم لبيكـ مناسكـ وأجور ...

    ثانيا : أجر التلبية .

    عسى الله أن يشرح صدورنا لأدائه على وجه يرضى به عنا .


    يقـول صاحبنـا :

    أذّن الخليل عليه السلام ، داعيًا جميع الخلق لحج بيت الله الحرام ، وبلّغ المولى سبحانه للعالمين ذاك النداء ، وأمر الحجيج بالتلبية ؛ إجابةً لذاك الدعاء فأذّن الخليل في الناس داعيا ، وشرّع الله إجابته برفع التلبيــة ، فصارت التلبية شعارًا للحجيج ، واستُحِبَّ لهم بها العــجيج بذا نزل جبريل بوحيٍ من السماء ، على رسولنا صاحب الشريعة الغراء :

    عن زيد بن خالد الجُهني ـ رضي الله عنه ـ أن رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : (أتاني جبريل ، فقال : مر أصحابك فليرفعوا أصواتهم بالتلبية ، فإنها من شعائر الحج ) (1)


    فلمـا علمـتُ فضـل التلبيـة وأجرهـا كنـت ألبـي وألبـي وألبـي ...
    [ لبيـك اللهـم لبيـك ... ] رافعًا شعار حجيّ، حتـى بُـح بترديدها صوتـي،
    فصيرهـا الله لـي بمنزلـة رطوبـة فـيّ، ولـم يُوهـنْ عزمـي،
    ولا فـتّ فـي عضـدي صمـت الحاجيـن حولـي إلا نـزر ممـن رحـم ربـي ...

    أتعلمـون لِـمَ ؟

    لأنـي علمـتُ الأجـر واستحضرت معناه ، وُفقتُ إلى ذلك بحـول وقوة مـن الإله .
    فعـن سـهل بـن سـعد السـاعدي ـ رضي الله عنه ـ قـال : قـال رسـول الله
    ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
    ( مـا مـن مسـلم يلبـي ؛ إلا لبـى مـا عـن يمينـه وشـماله ـ
    مـن حجـر ، أو شجـر أو مـدر ـ ، حتـى تنقطـع الأرض مـن
    هـا هنـا وهـا هنـا عن يميـنه وشمـاله) (2)


    عـن أبـي بكـر ـ رضي الله عنه ـ قـال : سـئل رســول الله
    ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ أي الأعمـال أفضـل ؟
    ( قـال العـج والثـج ) (3)


    قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
    (أفضـل الحـج العـج والثـج)(4)(5)
    اللهم : ارزقنا إجابة لنداء الخليل إجابة بعد إجابة ،
    ولا تحرمنا من حج دائما لبيتك الحرام مَثــابــة .

    ______________________________ ________

    فائدة : قال الألباني رحمه الله : "فإن قيل ما فائدة المسلم في تلبية الأحجار
    والشجر وغيرهما مع تلبيته؟ قلت: اتباعها إياه في هذا الذكر دليل على
    فضيلته وشرفه ومكانته عند الله تعالى، إذ ليس اتباعُها إياه في هذا الذكر
    إلا لذلك، على أنه يجوز أن يكتب له أجر هذه الأشياء؛ لأنها صدرت
    عنها تبعاً، فصار المؤمن بالذكر كأنه دال على الخير، والله أعلم".
    انتهى، حاشية كتاب صحيح الترغيب والترهيب


    (1)- علق عليه الشيخ
    الألباني في :صحيح الترغيب والترهيب / ج : 2 / كتاب : الحج / 5- باب ] الترغيب في الإحرام والتلبية ورفع الصوت بهما ] رقم : 1136 / قائلا : صحيح لغيره .


    (2)- صححه الشيخ الألباني في: ( صحيح الترغيب والترهيب ) / ج2 / كتاب: الحج / باب : [ الترغيب في الإحرام والتلبية ورفع الصوت بهما ] رقم: 1134

    (3)- علق عليه الشيخ الألباني في ( صحيح الترغيب والترهيب ) قائلا: حسن لغيره ج2 / كتاب: الحج / باب: [ الترغيب في الإحرام والتلبية ورفع الصوت بهما ] رقم: 1138.

    (4)- العج : رفع الصوت بالتلبية و ( الثج ) : سيلان دماء الهدي والأضاحي (نقلا عن حاشية رقم (4) من كتاب مناسك الحج للألباني تعليقا على حديث رقم 16)

    (5)- حسنه الألباني في كتاب مناسك الحج / رقم: 16 (عن كتاب الكتروني من موقع الشيخ)


  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: لبيكـ اللهم لبيكـ مناسكـ وأجور ...

    ثالثـا : أجر الطواف
    عسى الله أن يشرح صدورنا لأدائه على وجه يرضى به عنا


    يقـول صاحبنا: أمّا الطواف بالبيت العتيق، فأثره على النفوس عميق
    فللدمع بالعيـن حال الطواف بريـق، وللهواء حال الطواف رحيق
    وللرحمات بردٌ على القلوب رقيق ، وللرجاء في القبول من الإله طريق
    فلما علمتٌ فضل الطواف الوثيق، وما تفضل به ربّ شكورٌ رفيـق
    حرصـت كـل الحـرص علـى أدائـه متنفـلاً بلـه متنسـكًا ما اسـتطعت إلـى ذلـك سبيلا ، وكنـت كلّمـا اشـتد الزحـام أحتسـب أجرًا عليه من الشكور جميلا ، ودعـوت الله أن : يرزقني طواف بيته طوافًا كثيرًا يسيرا .

    وكلَّمـا رُزقـت بعمـرة سـارعت إلـى طـواف الـوداع منشـرحًا بأدائـه صـدري ، دون أن يَغُــمَّ عليّ أمري ، ولا أجد في نفسي :
    هل طواف الوداع واجب على المعتمر ، أم أن وجوبه على الحاج حصري ؟!

    أتعلمـون لِـمَ ؟

    لأننـي مـا طفـتُ ـ بفضـل مـن الله ـ قـط – إلا وكل تلك المعاني حاضرة في خاطري وجناني ، آملاً حال طوافي نوال تلك الأجور ، محتسـبًا اللأواء والمشقة عند ربّ كريم شكــور .

    فعـن عبـد الله بـن عمـر ـ رضي الله عنه ـ قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم:( مـن أحصـى (1) أسـبوعًا (2) كـان كعتـق رقبـة) (3)


    عـن المنكـدر بن عبـد الله بن الهديـر ـ رضي الله عنه ـ قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
    (مـن طـاف بالبيـت أسـبوعًا لا يلغـو فيـه؛ كـان كعـدل رقبـة يعتقهـا)(4)

    عـن عبـد الله بـن عمـر ـ رضي الله عنه ـ قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :( مـن طـاف بالبيـت ؛ لـم يرفـع قدمًـا ؛ ولـم يضـع قدمًـا ؛ إلا كتـب الله لـه حسـنة ، وحـط عنـه خطيئـة وكتـب لـه درجـة ) (5)

    عـن عبـد الله أن أبـاه عبيـد بـن عميـر قـال لابـن عمـر : مالـي لا أراك تسـتلم إلا هذيـن الركنيـن الحجـر الأسـود والركـن اليمانـي ، فقـال ابـن عمـر : إن أفعـل فقـد سـمعت رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقـول : " إن اسـتلامهما يحـط الخطايـا " قـال وسـمعته يقـول: ( مـن طـاف أسـبوعًا يحصيـه وصلـى ركعتيـن كـان لـه كعـدل رقبـة ) قـال : وسـمعته يقـول : ( مـا رفـع رجـل قدمًـا ولا وضعهـا إلا كتبـت لـه عشـر حسـنات وحـط عنـه عشـر سـيئات ورفـع لـه عشـر درجـات)(6)

    فـائــدة :

    لابـد مـن صـلاة ركعتيـن سـنة طـواف بعـد كـل طـواف سـواء كـان هـذا الطـواف مـن النسـك ، أو نفـلاً مطلقًـا .

    وبعـد تلـك الأجـور والآلاء ، ألا تهـون المشقـة واللأواء
    فحقيـق على كـل ذي لبٍّ من العقلاء ، أن يرفع لخالقه الدعاء
    أن يرزقه طواف بيته العتيق كثيرًا ، و أن يتفضل فيمنحه من لدنه قبولا




    -------------------------------------


    (1) أحصـى أي : يحصـر عـدده فيجعلـه سـبعًا لا زيـادة ولا نقـص ..وفيـه إشـارة إلـى أن فضائـل العبـادات المقيـدة بعـدد مسـمى ، لابـد فيهـا مـن التمسـك بالعـدد ، لا يزيـد ولا ينقـص . تنبـه انتهى كلام الشيخ الألباني في حاشية رقم (1) : من كتاب صحيح الترغيب والترهيب / ج : 2 / 11 ـ كتاب الحج / 7 ـ باب ( الترغيب في الطواف واستلام الحجر الأسود والركن اليماني ... ) / ص : 26 / حديث رقم : 1139 / رقم : 2 .

    ( 2)- قـال ابـن الأثيـر : أسـبوعًا : أي سـبعة أشـواط ( مـرات) انتهى كتاب : النهاية في غريب الحديث والأثر / المجلد الواحد /باب السين مع الباء ص : 415 / مادة(سبع)

    (3)علق عليه الشيخ الألباني في كتاب : صحيح الترغيب والترهيب قائلاً : إنه صحيح لغيره / ج : 2 /باب : ( الترغيب في الطواف واستلام الحجر الأسود والركن اليماني ...) / تحت رقم : 1139 .

    (4)علق عليه الشيخ الألباني في كتاب : ( صحيح الترغيب والترهيب ) قائلاً : إنه صحيح لغيره / ج : 2 /باب : ( الترغيب في الطواف واستلام الحجر الأسود والركن اليماني ... ) / رقم : 1140

    (5) علق عليه الشيخ الألباني في كتاب : صحيح الترغيب والترهيب قائلاً : إنه صحيح لغيره / ج : 2 / باب : ( الترغيب في الطواف واستلام الحجر الأسود والركن اليماني ... ) تحت رقم : 1139 .

    (6) حسنه الشيخ أحمد شاكر في تعليقاته على : ( مسند أحمد 6/217 )


  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: لبيكـ اللهم لبيكـ مناسكـ وأجور ...

    رابعـــا : أجر إستلام الركنين

    [ الحجـر الأسـود والركـن اليمانـي ]
    عسى الله أن يشرح صدورنا لأدائه على وجه يرضى به عنا


    يقـول صاحبنـا :


    كم لله في شرعه من رحمات ، يشرّع ما به يحط الخطايا ويغفر الزّلات ، نفحات عفوه تترى من السموات، فبعد نفحة أجر طواف سبعة الأشواط ، تفضل سبحانه وتعالى على كل العباد ، وجعل استلام الركنين حال الطواف يحط عن كاهلهم ما اقترفوا من ذنوبٍ و سيّئات ..
    فلما علمت بفضل استلام هذين الركنين بالذات ، حرصت كل الحرص حال طوافي أن أستلمهما ما استطعت كل شوط من الأشواط ، مستنًا بفعل الرسول عليه أتم السلام وأفضل الصلوات :

    متمثلاً قول عبـد الله بـن عمـر - رضي الله عنه - فـي هـذا الحديـث : سـأل رجـل ابـن عمـر - رضي الله عنهما - عـن اسـتلام الحجـر ، فقـال : رأيـت رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يسـتلمه ويقبلـه قـال : أرأيـت إن زُحمـتُ ، أرأيـت إن غُلبـتُ ؟ قـال: اجعـل أرأيـت باليمن، رأيـت رسـول الله - صلى الله عليه وسلم - يسـتلمه ويقبلـه. (1)

    ولكـن - يعلـم الله دون إضـرار بأحـد من الطائفين أوالطائفات - متمثـلاً هـذا الحديـث :
    ( يـا عمـر ! إنـك رجـل قـوي ، فـلا تـؤذ الضعيـف ، وإذا أردت اسـتلام الحجـر ، فـإن خـلا لـك فاسـتلمه ، وإلا فاسـتقبله وكبـر ) (2)

    فالحمـد لله الـذي جعـل أجـر اسـتلام الركـن اليمانـي مماثـلاً لأجـر اسـتلام الحجـر الأسـود فكلاهما يحطّ السّيّئات.
    حتـى إذا مـا شـق اسـتلام الحجـر هيهات ثم هيهات؛ لشدة الزّحـام وكثرة العثرات، بقـي اسـتلام الركـن حيـث مشـقة اسـتلامه أقلّ بكثيرٍ من الدرجات...

    عـن عبـد الله بـن عمـر - رضي الله عنه - قـال : قـال رسـول الله- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- : ( إن اسـتلام الركنيـن يحطـان الذنـوب ) (3)

    عـن عبـد الله بـن عمـر - رضي الله عنه - قـال : قـال رسـول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: ( مسـح الحجـر والركـن اليمانـي يحـط الخطايـا حطًـا ) (4)

    عـن عبـد الله بـن عمـر ـ رضي الله عنه ـ قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم : ( إن مسـحهما كفـارة للخطايـا ) (5)

    فالحمـد لله الـذي شـرَّع فأحسن و قدّر ، وأمـر فأعـان ويسّر : حمـدًا كثيـرًا طيبًـا مباركًـا فيـه نرفعه بقلوبنا لمولانا الودود الأكبر ..


    -------------------------------------

    (1)- صحيح البخاري
    كتاب الحج/53- باب تَقْبِيلِ الْحَجَرِ / رقم1611 .

    (2)- قوَّاه الشيخ الألباني في كتابه : ( مناسك الحج )/ رقم : 21 .

    (3)- صححه الشيخ : أحمد شاكر في: [ مسند أحمد ] / رقم: 6 / 267 .

    (4)- صححه الشيخ : الألباني في: (صحيح الترغيب والترهيب) 11-كتاب الحج / 5 – باب: ]الترغيب في الإحرام والتلبية ورفع الصوت بها[ رقم: 1139.

    (5)- علق عليه الشيخ الألباني في: (صحيح الترغيب والترهيب ) 11-كتاب الحج / 5 – باب: الترغيب في الإحرام والتلبية ورفع الصوت بها / رقم: 1139 قائلاً: إنه صحيح لغيره





  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: لبيكـ اللهم لبيكـ مناسكـ وأجور ...

    خامسا : أجـــر السعـــي
    عسى الله أن يشرح صدورنا لأدائه على وجه يرضى به عنا .





    يقـول صاحبنـا :

    لمَّـا علمـتُ بمـا فـي السـعي مـن عظيـم الثـواب وكبير الأجـر : شـحذت بمـا علمـت همّتـي ، واسـتجمعت لنيلـه قوتـي ، وقمـت بـه منشـرح الصـدر ، متفكـر العقـل ، ولسـاني رطـبٌ بالذكـر والدعـاء ، ألـحٌّ علـى الكريـم بالرجـاء : أن يتقبـل منـي السـعي ، ويثبـت لـي عليـه الأجـر ، وقـد امتـن قبـلُ ، فهدانـي إليـه ، وزاد فأنعـم علـيّ وأعاننـي عليـه .

    فمـا أرحمـك مـن رب ، ومـا أكرمـك مـن إلـه ؛ لا أحصـي ثنـاءً عليـك أنـت كمـا أثنيـت علـى نفسـك .

    ** عـن عبـد الله بـن عمـر بـن الخطـاب ـ رضي الله عنهما ـ قـال : كنـت جالسًـا مـع النبـي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فـي مسـجد منـى فأتـاه رجـل مـن الأنصـار ورجـل مـن ثقيـف فسـلما ثـم قـالا يـا رسـول الله جئنـا نسـألك
    فقـال : " إن شـئتما أخبرتكمـا بمـا جئتمـا تسـألاني عنـه فعلـت ، وإن شـئتما أن أمسـك وتسـألاني فعلـت " .
    فقـالا : أخبرنـا يـا رسـول الله !
    فقـال الثقفـي للأنصـاري : سـل .
    فقـال : " جئتنـي تسـألني عـن مخرجـك مـن بيتـك تـؤم البيـت الحـرام ومـا لـك فيـه ، وعـن ركعتيـك بعـد الطـواف ومـا لـك فيهمـا ، وعـن طوافـك بيـن الصفـا والمـروة ومـا لـك فيـه ، وعـن وقوفـك عشـية عرفـة ومـا لـك فيـه ، وعـن رميـك الجمـار ومـا لـك فيـه ، وعـن نحـرك ومـا لـك فيـه ، مـع الإفاضـة " .
    فقـال : والـذي بعثـك بالحـق ! لعـن هـذا جئـت أسـألك .
    قـال : " فإنـك إذا خرجـت مـن بيتـك تـؤم البيـت الحـرام ؛ لا تضـع ناقتـك خفًـا ، ولا ترفعـه ؛ إلا كتـب ( الله ) لـك بـه حسـنة ، ومحـا عنـك خطيئـة . وأمـا ركعتـاك بعـد الطـواف ؛ كعتـق رقبـة مـن بنـي إسـماعيل . وأمـا طوافـك بالصفـا والمـروة ؛ كعتـق سـبعين رقبـة ...... ) (1)

    فكنت كلما زادت علىّ الشُّقة ، أتمثل حال من جعلها الله سببًا لتلك السنة

    رحم الله أمة الخليل فقد أدام بالسعي ذكرها ربٌّ جليــل

    أحدثُ نفسي : رحمك الله يا أم إسماعيل ؛ قد عاينتُ مدى صبرك الجميل

    كيف كان سعيها بين الجبال طويلا ، وطريقها وعرّ بلا ظل ظليلا

    رزقنا الله لقياها على خير حال ، وجعل بفضله جنة الخلد للجميع مآل .


    ______________________________ __________

    (1)
    علق عليه شيخنا
    الألباني في : ( صحيح الترغيب والترهيب ) / رقم : 1112 قائلاً : حسن لغيره / المجلد
    الثاني / كتاب : الحج / باب : ( الترغيب في الحج والعمرة والترغيب فيمن جاء يقصدها فمات ) / ص : 9

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: لبيكـ اللهم لبيكـ مناسكـ وأجور ...

    سادسـا : أجر الوقوف بعـرفة .
    عسى الله أن يشرح صدورنا لأدائه على وجه يرضى به عنا .

    يقـول صاحبنـا :

    أمـا عـن الوقـوف بعرفـة : فالنفـس إليـه توّاقـة ، تتلهـف علـى أدائـه ؛ إلـى عظيـم الأجـر فيـه مشـتاقة :
    فعـن عبـد الله بـن عمـرو بـن العـاص ـ رضي الله عنهما عـن النبــي صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قـال : (إن الله تعالـى يباهـي ملائكتـه عشـية عرفـة بأهـل عرفـة، يقـول :انظـروا إلـى عبـادي، أتونـي شـعثًا غبـرًا ) (1)


    ففضـل الله فيـه عظيـم ، والرحمـات علـى العبـاد تتـرى مـن الكريـم ؛ فحقـيق أن يكـون وقـوف هـذا اليـوم المشـهود أهـم المناسـك علـى الحجيـج
    فعـن عبـد الرحمـن بـن يعمـر الديلـي - رضي الله عنه - عـن النبــي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قــال : ( الحـج عرفـة ) (2)


    فحـري بمـن وقـف هـذا الموقـف : أن يكـون الدعـاء إلـى الله همـه ، فـلا يكـف لسـانه عنـه سـائر يومـه .
    فعـن طلحـة بـن عبيـد الله بـن كريز - رضي الله عنهما - عـن النبــي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قـال :
    ( أفضـل الدعـاء دعـاء يـوم عرفـة ...)(3)

    وحقيـق بمـن امتـن الله عليـه بشـهوده : أن يتحـرى الدعـاء بالمأثـور ؛ مسـتنًا بمـا جـاء عـن الرسـول ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ .
    فعـن علـي بـن أبـي طالـب ـ رضي الله عنه ـ عـن النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قـال : ( أفضـل مـا قلـت أنـا والنبيـون عشـية عرفـة : لا إله إلا الله وحـده لا شريك لـه ، له الملـك ولـه الحمـد ، وهـو علـى كـل شـيء قديـر) (4)

    فمـن وضـع نصـب عينيـه أجـر وقـوف ذلـك اليـوم ؛ لـن يكـف عـن سـؤال الكريـم أن يجعـل لـه إلـى ذلـك سـبيلاً ، ولـن يألـو فـي طلـب الأسـباب ، ولـن يدخـر في سـبيل تحقيـق نوالـه مـن حيلـة ، يحـدوه فـي ذلـك الأمـل مشـفوعًا بالدعـاء والعمـل :
    عـن عبـد الله بـن عمـر بـن الخطـاب ـ رضي الله عنهما ـ قـال : ( كنـت جالسًـا مـع النبـي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فـي مسـجد منـى فأتـاه رجـل مـن الأنصـار ورجـل مـن ثقيـف فسـلما ثـم قـالا يـا رسـول الله جئنـا نسـألك فقـال : " إن شـئتما أخبرتكمـا بمـا جئتمـا تسـألاني عنـه فعلـت ، وإن شـئتما أن أمسـك وتسـألاني فعلـت " ؟ . فقـالا : أخبرنـا يـا رسـول الله ! فقـال الثقفـي للأنصـاري : سـل . فقـال : " جئتنـي تسـألني عـن مخرجـك مـن بيتـك تـؤم البيـت الحـرام ومـا لـك فيـه ، وعـن ركعتيـك بعـد الطـواف ومـا لـك فيهمـا ، وعـن طوافـك بيـن الصفـا والمـروة ومـا لـك فيـه ، عـن وقوفـك عشـية عرفـة ومـا لـك فيـه ، وعـن رميـك الجمـار ومـا لـك فيـه ، وعـن نحـرك ومـا لـك فيـه ، مـع الإفاضـة " . فقـال : والـذي بعثـك بالحـق ! لعـن هـذا جئـت أسـألك . قـال : " فإنـك إذا خرجـت مـن بيتـك تـؤم البيـت الحـرام ؛ لا تضـع ناقتـك خفًـا ، ولا ترفعـه ؛ إلا كتـب ( الله ) لـك بـه حسـنة ، ومحـا عنـك خطيئـة . وأمـا ركعتـاك بعـد الطـواف ؛ كعتـق رقبـة مـن بنـي إسـماعيل . وأمـا طوافـك بالصفـا والمــروة ؛ كعتـق سـبعين رقبـة .وأمـا وقوفـك عشـية عرفــة ؛ فـإن الله يهبـط إلـى سـماء الدنيـا فيباهـي بكـم الملائكـة يقـول : عبـادي جاؤنـي شـعثًا مـن كـل فـج عميـق يرجـون رحمتـي ، فلـو كانـت ذنوبكـم كعـدد الرمـل ، أو كقطـر المطـر ، أو كزبـد البحـر ؛ لغفرتهـا ، أفيضـوا عبـادي ! مغفـورًا لكـم ، ولمـن شـفعتم لـه ....) (5)


    وعـن عائشـة - رضي الله عنها - قالـت: قـال : النبـي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: ( مـا مـن يـوم أكثـر مـن أن يعتـق الله فيـه عبيـدًا مـن النـار مـن يـوم عرفـة ، وأنـه ليدنـو ، ثـم يباهـي بهـم الملائكـة فيقـول : مـا أراد هـؤلاء ؟ اشـهدوا ملائكتـي أنـي قـد غفـرت لهـم ) (6)

    فـائــدة:

    قـال ابـن الأثيـر: ... وفيـه : ( صلـى بنـا رسـول الله ـ عليه السلام - إحـدى صلاتـي العشـي فسـلم مـن اثنتيـن ) يريد صـلاة الظهـر أو العصـر ؛ لأن مـا بعـد الـزوال إلـى المغـرب عشـي ، وقيـل : العشـي مـن زوال الشـمس إلـى الصبـاح . (7) انتهى النقل

    ولن أستطيع وصف ما أصاب القلب ، فلم يكن له في يومه همٌ و لا كرب ، إلا الإلحاح متذللاً للربّ ، أن يجعله مغفورا له الذنب ، وأن يدخله برحمته في زمرة من أحبّ .

    وبعدُ : ألا يحق لنا الرجاء ، والإلحاح على الكريم بالدعاء ، مشفوعٍ بالتذلل والبكاء ، أن يرزقنا شهود الموقف مرات ومرات ، وألا يحرمنا نوال تلك الفضائل والرحمات بما ارتكبناه من ذنوبٍ وزلاّت ، إنه كريم سميع مجيب الدعوات .


    ______________________________ ______



    (1)- صححه الألباني في: صحيح الجامع / رقم : 1868

    (2)- صححه الألباني في : إرواء الغليل المجلد الرابع /كتاب :الحج/ باب أركان الحج وواجباته /رقم : 1064/ص256


    (3) علق عليه الألباني في: السلسلة الصحيحة / ج4/ ص 7/ تحت رقم: 1503: فقال: إسناده مرسل صحيح


    (4) علق عليه الشيخ الألباني في: السلسلة الصحيحة / المجلد الرابع تحت عنوان: فضل التهليل عشية عرفة / رقم 1503 ص 6/ قائلاً: ثابت بجموع طرقه .

    (5) علق عليه الشيخ الألباني في ( صحيح الترغيب والترهيب ) المجلد الثاني / كتاب: الحج / الترغيب في الحج والعمرة والترغيب فيمن جاء يقصدها فمات / رقم 1112 /ص: 9 قائلاً حسن لغيره .

    (6) علق عليه الشيخ الألباني في : صحيح الترغيب و الترهيب / المجلد الثاني/كتاب : الحج /9 ( الترغيب في الوقوف بعرفة والمزدلفة وفضل يوم عرفة)/ رقم : 1154 قائلاً : صحيح لغيره .

    (7) النهايـة فـي غريـب الحديـث والأثـر / المجلد الواحد / ص: 618 / باب: العين مع الشين .





  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: لبيكـ اللهم لبيكـ مناسكـ وأجور ...

    سابـعــا : أجر المبيت في مزدلفة (جمع )


    ( المِشْـعَر الحـرام)

    عسى الله أن يشرح صدورنا لأدائه على وجه يرضى به عنا




    يقـول صاحبنـا :

    لـم أكـن أدري مـا المِشْـعَر الحـرام ؟ ولا أيـن هـو مـن مناسـك الحـج ؟ فبحثـت وسـألت أهـل الذكـر ؛ فإنمـا شـفاء العـيّ السـؤال وكـان خلاصـة البحـث مـا يلـي :

    قـال تعالـى : ۞لَيْـسَ عَلَيْكُـمْ جُنَـاحٌ أَن تَبْتَغُـواْ فَضْـلاً مِّـن رَّبِّكُـمْ فَـإِذَا أَفَضْتُـم مِّـنْ عَرَفَـاتٍ فَاذْكُـرُواْ اللهَ عِنـدَ الْمَشْـعَرِ الْحَـرَامِ وَاذْكُـرُوهُ كَمَـا هَدَاكُـمْ وَإِن كُنتُـم مِّـن قَبْلِـهِ لَمِـنَ الضَّآلِّيـنَ۞ (1)

    قـال الشـيخ السـعدي فـي تفسـيره :
    [ لمـا أمـر تعالـى بالتقـوى ، أخبـر تعالـى أن ابتغـاء فضـل الله بالتكسـب فـي مواسـم الحـج وغيـره ، ليـس فيـه حـرج إذا لـم يشـغل عمـا يجـب إذا كـان المقصـود هـو الحـج ، وكـان الكسـب حـلالاً منسـوبًا إلـى فضـل الله ، لا منسـوبًا إلـى حـذق العبـد ، والوقـوف مـع السـبب ، ونسـيان المسـبب ، فـإن هـذا هـو الحـرج بعينـه ...
    وفـي قولـه : ۞... فَـإِذَا أَفَضْتُـم مِّـنْ عَرَفَـاتٍ فَاذْكُـرُواْ اللهَ عِنـدَ الْمَشْـعَرِ الْحَـرَامِ ...۞ دلالـة علـى أمـور :
    أحدهـا : الوقـوف بعرفـة ، وأنه كـان معروفًـا أنـه ركـن مـن أركـان الحـج ، فالإفاضـة مـن عرفـات ، لا تكـون إلا بعـد الوقـوف .
    الثانـي :الأمـر بذكـر الله عنـد المشـعر الحـرام ، وهـو المزدلفـة ، وذلـك أيضًـا معـروف ، يكـون ليلـة النحـر بائتًـا بهـا ، وبعـد صـلاة الفجـر ، يقـف فـي المزدلفـة داعيًـا ، حتـى يسـفر جـدًا ، ويدخـل فـي ذكـر الله عنـده ، إيقـاع الفرائـض والنوافـل فيـه .
    الثالـث : أن الوقـوف بمزدلفـة ، متأخـر عـن الوقـوف بعرفـة ، كمـا تـدل عليـه الفـاء والترتيـب .
    الرابـعوالخامـس : أن عرفـات ومزدلفـة ، كلاهمـا مـن مشـاعر الحـج المقصـود فعلهـا ، وإظهارهـا .
    السـادس: أن مزدلفـة فـي الحـرم ، كمـا قيـده بالحـرام .
    السـابع: أن عرفـة فـي الحـل ، كمـا هـو مفهـوم التقييـد بـ " مزدلفـة" ۞...وَاذْكُـرُوهُ كَمَـا هَدَاكُـمْ وَإِن كُنتُـم مِّـن قَبْلِـهِ لَمِـنَ الضَّآلِّيـنَ ۞ أي : اذكـروا الله تعالـى كمـا مـنّ عليكـم بالهدايـة بعـد الضـلال ، وكمـا علمكـم مـا لـم تكونـوا تعلمـون ، فهـذه مـن أكبـر النعـم ، التـي يجـب شـكرها ومقابلتهـا بذكـر المنعـم بالقلـب واللسـان . ] انتهـــى .

    وجاء في أحد التفاسير :

    ۞لَيْـسَ عَلَيْكُـمْ جُنَـاحٌ أَن تَبْتَغُـواْ فَضْـلاً مِّـن رَّبِّكُـمْ ...۞ أي : ليـس عليكـم حـرج فـي أن تطلبـوا رزقًـا من ربكـم بالتجـارة في الحـج ۞ ... فَـإِذَا أَفَضْتُـم ... ۞ أي رجعتـم ۞ .... مِّـنْ عَرَفَـاتٍ فَاذْكُـرُواْ اللهَ ... ۞ بالتلبيـة والتسـبيح والتحميـد والتهليـل ۞عِنـدَ الْمَشْـعَرِ الْحَـرَامِ ... ۞ و هـو جبـل يقـف عليـه الإمـام وسـمي " قـزح " وهـو آخـر حـد المزدلفـة
    وقـال بعضهـم : المشـعر الحـرام هـو المزدلفـة ، لأن الذكـر المأمـور بـه عنـده يحصـل عقـب الإفاضـة مـن عرفـات ومـا ذاك إلا بالمبيـت بالمزدلفـة ۞وَاذْكُـرُوهُ۞ أي الله ۞كَمَـا هَدَاكُـمْ۞ أي لأجـل هدايتـه إياكـم لمعالـم دينـه ۞ ... وَإِن كُنتُـم مِّـن قَبْلِـهِ لَمِـنَ الضَّآلِّيـنَ۞ أي وإنكـم كنتـم مـن قبـل الهـدي لمـن الجاهليـن بالإيمـان والطاعـة .} انتـــــــهى
    ـ قـال ابـن الشيخ العثيميـن – رحمه الله - فـي { الشـرح الممتـع } تحـت قـول الماتـن : أتـى المشـعر الحـرام .
    والمشـعر الحـرام: جبـل صغيـر معـروف فـي مزدلفـة ، وعليـه المسـجد المبنـي الآن ..... لكنـه قـال: ( وقفـت هـا هنـا وجمـع كلهـا موقـف )(2) وجمع أي مزدلفة. (3) انتهى النقل بتصرف

    وكـان عبـد الله بـن عمـر ـ رضي الله عنهما ـ يقـدم ضعفـة أهلـه ، فيقفـون عنـد المشـعر الحـرام بالمزدلفـة بليـل ، فيذكـرون الله مـا بـدا لهـم ، ثـم يرجعـون قبـل أن يقـف الإمـام وقبـل أن يدفـع ، فمنهـم مـن يقـدم منـى لصـلاة الفجـر ، ومنهـم مـن يقـدم بعـد ذلـك ، فإذا قدمـوا رمـوا الجمـرة . وكـان ابـن عمـر - رضي الله عنهما ـ يقـول : أرخـص فـي أولئـك رسـول الله - صلى الله عليه وسلم - . (4)

    عـن عبـد الله بـن ميمـون قـال: ( سـألت عبـد الله بـن عمـرو عـن المشـعر الحـرام ، فسـكت حتـى إذا هبطـت أيـدي رواحلنـا بالمزدلفـة قـال : أيـن السـائل عن المشـعر الحـرام ؟ هـذا المشـعر الحـرام .)(5)

    قـال ابـن عمـر رضي الله عنهما : ( المشـعر الحـرام المزدلفـة كلهـا ) (6)

    قـال جابـر بـن عبـد الله - رضي الله عنهما - فـي وصـف حجـة النبـي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : (.... فلما كان يوم التروية توجهوا إلى منى. فأهلوا بالحج . وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى به الظهر والعصر والمغرب و العشاء والفجر. ثم مكث قليلا حتى طلعت الشمس . وأمر بقبة من شعر تضرب له بنمرة . فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تشك قريش إلا أنه واقف عند المشعر الحرام .كما كانت قريش تصنع في الجاهلية . فأجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى عرفة. فوجد القبة قد ضربت له بنمرة . فنزل بها . حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء . فرحلت له . فأتي بطن الوادي . فخطب الناس وقال : ......... ثم أذن . ثم أقام فصلى الظهر . ثم أقام فصلى العصر . ولم يصل بينهما شيئا . ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم . حتى أتى الموقف . فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات وجعل حبل المشاة بين يديه واستقبل القبلة فلم يزل واقفا حتى غربت الشمس وذهبت الصفرة قليلا حتى غاب القرص وأردف أسامة خلفه ودفع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد شنق للقصواء الزمام إن رأسها ليصيب مورك رحله ويقول بيده اليمني أيها الناس السكينة السكينة كلما أتى حبلا من الحبال أرخى لها قليلا حتى تصعد حتى أتى المزدلفة فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين ولم يسبح بينهما شيئا ثم اضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى طلع الفجر وصلى الفجر حين تبين له الصبح بأذان وإقامة ثم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام فاستقبل القبلة فدعاه وكبره وهلله ووحده فلم يزل واقفا حتى أسفر جدا فدفع قبل أن تطلع الشمس...) (7)


    فكانــت الخلاصــة ممـا ســبق :


    أولا: المشـعر الحـرام هـو : جبـل صغيـر علـى حـدود جَمْـع ( مزدلفـة)
    ثانيا: وقـال النبـي- صلى الله عليه وسلم - ( وقفـت ها هنـا - عنـد الجبـل - وجمـع ( مزدلفـة ) كلهـا موقـف أي : مشـعر حـرام كمـا فهـم ابـن عمـر وأجـاب السـائل.
    الثالث: المبيـت بهـا واجـب علـى أرجـح أقوال أهـل العلـم يجبـر تركـه بـدم . ( نجتـزئ بهـذا لأن المقـام ليـس مقـام تفصيـل فقهـي )
    الرابع: ينبغي على الحاج ذكر الله عند المشعر الحرام بعد صلاة الفجر حتى يسفر جدًا ثم يدفع من مزدلفة قبل الشروق .


    يقـول صاحبنـا :

    فحرصـت علـى المبيـت فـي جمـع( مزدلفـة ) رغـم رخـص المرخصيـن بتركها ، وتمسـكت بالمبيـت بهـا ، وزدت بأداء صـلاة الفجــر فيهـا ، ثـم توجهـت باحثًـا عـن المشـعر الحــرام ( الجبـل) فلـم أوفـق لدليـل يـدل عليـه ، فعملـت بقـول رسـولنا صلوات ربي عليه: ( وقفـت هـا هنـا وجمـع كلهـا موقـف ) حيـث اشـتكيت لربـي عجـزي عـن الوصـول ، أناجيـه أنـي مـا قصـرت فـي اقتفـاء أثـر الرسـول ، فانتقلـت مـن سـنته الفعليـة إلـى العمل بسـنته القوليـة ، وكـان همـي الدعـاء بالتكبيـر والتهليـل والحمـد والثنـاء ، مسـتحضرًا الأجـر العظيـم ، سـائلاً ربـي ألا يحرمنـه باسـمه الكريـم:

    عـن أنـس بـن مالـك - رضي الله عنه - أنـه قـال : قـال رسـول الله -صلى الله عليه وسلم - : " يـا بـلال ! أنصـت لـي النـاس " . فقـام بـلال ، فقـال : أنصتـوا لرسـول الله ، فأنصـت النـاس ، فقـال : " معاشـر النـاس ! أتانـي جبرائيـل آنفًـا ، فأقرأنـي مـن ربـي السـلام ، وقـال : أن الله عـز وجـل غفـر لأهـل عرفـات ، وأهـل المشـعر ، وضمـن عنهـم التبعـات.
    فقـام عمـر بـن الخطـاب فقـال : يـا رسـول الله ! هـذا لنـا خاصـة ؟ قـال : " هـذا لكـم ، ولمـن أتـى مـن بعدكـم إلـى يـوم القيامـة ." فقـال عمـر بـن الخطـاب : كثـر خيـر الله وطـاب. (8)

    صدقـــت يـا عمــر : كثــر خيــر ربّنـــا وطــاب.

    فالله نسأل باسمه الأعظم الذي إذا دُعِيَ به أجاب:

    ألا يحرمنا بذنوبنا عفوًا عباده المقبولين به أصاب

    وأن يجعل لنا إلى جَمْعٍ بفضله إياب ثم إيـاب

    إنه قريب سميع مجيب لمن لجنابه أنـــاب .



    ______________________________ __________________


    (1) سورة البقرة / آية : 198

    (2) صحيح مسلم / 15 كتاب الحج /(20) باب ما جاء أن عرفة كلها موقف/رقم 1218

    (3) الشرح الممتع / ج: 7 / كتاب: المناسك / ص : 346 .

    (4) صحيح البخاري/ كتاب الحج / بَابُ مَنْ قَدَّمَ ضَعَفَةَ أَهْلِهِ بِلَيْلٍ فَيَقِفُونَ بِالْمُزْدَلِفَ ةِ وَيَدْعُونَ وَيُقَدِّمُ إِذَا غَابَ الْقَمَرُ /ج2/ص 165رقم : 1676

    (5) صححه أحمد شاكر في : عمدة التفسير / رقم : 1 / 249 .

    (6) صححه أحمد شاكر في : عمدة التفسير / رقم : 1 / 249

    (7) صحيح مسلم بشرح النووي / ج8 / 15 - كتاب الحج / 19- باب حجة النبي صلى الله عليه وسلم / رقم: 1218

    (8) علق عليه الألباني في : صحيح الترغيب والترهيب / ج : 2 / ( 9 ) ـ باب : الترغيب في الوقوف بعرفة والمزدلفة ... / رقم : 1151 - قائلاً :
    صحييح لغيره.


  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: لبيكـ اللهم لبيكـ مناسكـ وأجور ...

    ثامنا : أجر رمي الجمار (1)


    عسى الله أن يشرح صدورنا لأدائه على وجه يرضى به عنا

    قـال ابـن الأثيـر فـي كتابـه: النهايـة فـي غريـب الحديـث والأثـر:
    جمـر : فيـه : ( إذا اسـتجمرت فأوتـر ) الاسـتجمار : التمسـح بالجمـار ، وهـي الأحجـار الصّغـار ، ومنـه سـميت جمـار الحـج ، للحصـى الـذي يرممـى بهـا . وأمـا موضـع الجمـار بمنـى فسـمي جمـرة لأنهـا تُرمـى بالجمـار ، وقيـل : لأنهـا مجمـع الحصـى الـذي يُرمـى بهـا ، مـن الجمـرة وهـي اجتمـاع القبيلـة علـى مـن ناوأهـا ، وقيـل : سـميت بـه مـن قولهـم أجمـر إذا أسـرع .(1) انتهى النقل .


    يقـول صاحبنـا:


    ففـي صبيحـة يـوم النحـر ، وبعـد أداء صـلاة الفجـر ، والإلحـاح علـى الكريـم بالدعـاء بعـد الذكـر والثنـاء عنـد المشـعر الحـرام ، وقبـل الشـروق التـام ، وفـي شـدّة الإسـفار ، يمـمتُ وجهـي للجمـار ؛ عمـلاً بمـا ورد مـن مناسـك فـي صحيـح الأخبـار:
    عـن أبـي الزبيـر أنـه سـمع جابـر بـن عبـد الله - رضي الله عنهما - يقـول : رأيـت النبـي - صلى الله عليه وسلم- يرمـي علـى راحلتـه يـوم النحـر ويقـول : ( لتأخـذوا مناسـككم فإنـي لا أدري لعلـي لا أحـج بعـد حجتـي هـذه ). (2)

    فكنـت أسـلك طريقـي إلـى منـىً خفيـف البـدن، منشـرح الفـؤاد، أنظـر لجمـوع الحجيـج حولـي، يلهـج لسـاني بالذكـر والتكبيـر والتلبيـة ، غيـر متسـرع الخطـوات ، ولا مزاحـم فـي الطرقـات ، متمثـلاً - فـي قلبـي - تواضـع خيـر الأنـام - بأبـي هـو وأمـي - فـي هـذا الموضـع شـديد الزحـام :

    فعـن قدامـة بـن عبـد الله العامـري - رضي الله عنه - قـال : رأيـت النبـي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يرمـي الجمـار علـى ناقتـه ليـس ضـرب ولا طـرد ولا إليـك إليـك .(3)


    فـائــدة :

    ( ليس ضـرب ولا طـرد ولا إليـك إليـك )
    أي تنـح تنـحَ وهـو اسـم فعـل بمعنـى تنـحَ عـن الطريـق:

    وفـي طريقـي جمعـت سـبع حصيـات كحصـى الخـذف بالـذات :
    فعـن جابـر بـن عبـد الله- رضي الله عنه- قـال : ( رأيـت رسـول الله - صلى الله عليه وسلم - يرمـي الجمـار بمثـل حصـى الخـذف).(4) (5)


    فلمـا وصلـتُ عـن التلبيـة سـكتُّ، وفـي الحـال رميـت أُكَبـِّر مـع كـل حصـاة:
    فعـن عبـد الرحمـن بـن يزيـد : ( أنـه كـان مـع عبـد الله بـن مسـعود فأتـى جمـرة العقبـة فاسـتبطن الـوادي فاسـتعرضها فرماهـا مـن بطـن الـوادي بسـبع حصيـات يكبـر مـع كـل حصـاة قـال فقلـت يـا أبـا عبـد الرحمـن إن النـاس يرمونهـا مـن فوقهـا فقـال هـذا والـذي لا إله غيـره مقـام الـذي أنزلـت عليـه سـورة البقـرة ). (6)

    مسـتحضرًا حـال رمـي الجمـار قصـة أبـي الأنبيـاء إبراهيـم ، كمـا جـاء فـي:
    حديـث عبـد الله بـن عبـاس- رضي الله عنهما - قـال رسـول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : ( لمـا أتـى إبراهيـم خليـل الله المناسـك عـرض لـه الشـيطان عنـد جمـرة العقبـة ، فرمـاه بسـبع حصيـات حتـى سـاخ فـي الأرض ، ثـم عـرض لـه عنـد الجمـرة الثانيـة ، فرمـاه بسـبع حصيـات حتـى سـاخ فـي الأرض ثم عرض لـه عنـد الجمـرة الثـالثة فرمـاه بسبع حصيـات حتى سـاخ فـي الأرض. قـال ابـن عبـاس : الشـيطان ترجمـون ، وملـة أبيكـم إبراهيـم تتبعـون ) .(7)

    وفـاض الدمـع ، رغـم اشـتداد الزحـام والجمـع ، وتوجـه قلبـي لربـي بالدعـاء ، اللهـم تجـاوز عـن السـيئات ، وضاعـف لحـاجٍّ فقيـرٍ راجيـك الحسـنات يحدونـي بالاسـتجابة الأمـل ؛ لمـا جـاء فـي صحيـح الأثـر مـن عظيـم أجـر لهـذا العمـل:
    فعـن عبـد الله بـن عمـر- رضي الله عنهما - قـال: قـال رسـول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : ( أمـا خروجـك مـن بيتـك تـؤم البيـت الحـرام ؛ فإن لـك بكـل وطـأة تطؤهـا راحلتـك يكتـب الله لـك بهـا حسـنة ، ويمحـو عنـك سـيئة . وأمـا وقوفـك بعرفـة ؛ فإن الله عـز وجـل ينـزل إلـى السـماء الدنيـا فيباهـي بهـم الملائكـة ، فيقـول : هـؤلاء عبـادي جاؤونـي شـعثًا غبـرًا مـن كـل فـج عميـق ، يرجـون رحمتـي ويخافـون عذابـي ولـم يرونـي ، فكيـف لـو رأونـي ؟ فلـو كـان عليـك مثـل رمـل عالـج(8) أو مثـل أيـام الدنيـا أو مثـل قطـر السـماء ذنوبًـا غسـلها الله عنـك . وأمـا رميـك الجمـار فإنـه مدخـور لـك . وأمـا حلقـك رأسـك فـإن لـك بكـل شـعرة تسـقط حسـنة ، فإذا طفـت بالبيـت خرجـت مـن ذنوبـك كيـوم ولدتك أمـك ).(9)


    عـن عبـد الله بـن عمـر- رضي الله عنهما - قـال جاء رجل من الأنصار إالى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال : يا رسول الله كلمات اسأل عنهن فقـال - صلى الله عليه وسلم - : ( اجلـس ) ....... ثـم أقبـل علـى الأنصـاري ، فقـال : ( إن شـئت أخبرتـك عمـا جئـت تسـألني ، وإن شـئت تسـألني وأخبـرك ؟ فقـال : لا يـا نبـي الله ! أخبرنـي بمـا جئـت أسـألك . قـال : ( جئـت تسـألني عـن الحـاج مـا لـه حيـن يخـرج مـن بيتـه ؟ ومـا لـه حيـن يقـوم بعرفـات ؟ ومـا لـه حيـن يرمـي الجمـار ؟ ومـا لـه حيـن يحلـق رأسـه ؟ ومـا لـه حيـن يقضـي آخـر طـواف بالبيـت ). فقـال : يـا نبـي الله ! والـذي بعثـك بالحـق مـا أخطـأت ممـا كـان فـي نفسـي شـيئًا . قـال : ( فـإن لـه حيـن يخـرج من بيتـه أن راحلتـه لا تخطـو خطـوة ؛ إلا كتـب الله له بهـا حسـنة ، أو حـط عنـه بهـا خطيئـة ، فإذا وقـف بـ ( عرفـة ) فـإن الله عـز وجـل ينـزل إلـى سـماء الدنيـا فيقــول : انظـروا إلـى عبـادي شـعثًا غبـرًا ، أشـهدوا أنـي قـد غفـرت لهـم ذنوبهـم ، وإن كانـت عـدد قطـر السـماء ورمـل عالـج ، وإذا رمـى الجمـار لا يـدري أحـد مـا لـه حتـى يوفـاه يـوم القيامـة ، وإذا حلـق السـماء رأسـه ، فلـه بكـل شـعرة سـقطت مـن رأسـه نـور يـوم القيامـة ، وإذا قضـى آخـر طـواف بالبيـت خرج مـن ذنوبـه كيـوم ولدتـه أمـه ).(10)


    عـن عبـد الله بـن عبـاس رضي الله عنهما قـال : قـال رسـول الله - صلى الله عليه وسلم-:( إذا رميـت الجمـار؛ كـان لـك نـورًا يـوم القيامـة).(11)


    عـن عبـد الله بـن عمـر- رضي الله عنهما - قـال : قـال رسـول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( إن شـئتما أخبرتكمـا بمـا جئتمـا تسـألاني عنـه فعلـت ، وإن شـئتما أن أمسـك وتسـألني فعلـت) . فقـالا : أخبرنـا يـا رسـول الله ! فقـال الثقفـي للأنصـاري : سـل . فقـال : ( جئتنـي تسـألني عـن مخرجـك مـن بيتـك تـؤم البيـت الحـرام ومـا لـك فيـه ، وعـن ركعتيـك بعـد الطـواف ومـا لـك فيهمـا ، وعـن طوافـك بيـن الصفـا والمـروة ومـا لـك فيـه ، وعـن وقوفـك عشـية عرفـة ومـا لـك فيـه ، وعـن رميـك الجمـار ومـا لـك فيـه ، وعـن نحـرك ومـا لـك فيـه ، مـع الإفاضـة ) . فقـال : والـذي بعثـك بالحـق ! لعـن هـذا جئـت أسـألك . قـال : ( فإنـك إذا خرجـت مـن بيتـك تـؤم البيـت الحـرام ؛ لا تضـع ناقتـك خفًـا ، ولا ترفعـه ؛ إلا كتـب ( الله ) لـك بـه حسـنة ، ومحـا عنـك خطيئـة . وأمـا ركعتـاك بعـد الطـواف ؛ كعتـق رقبـة مـن بنـي إسـماعيل . وأمـا طوافـك بالصفـا والمـروة ؛ كعتـق سـبعين رقبـة . وأمـا وقوفـك عشـية عرفـة ؛ فإن الله يهبـط إلـى سـماء الدنيـا فيباهـي بكـم الملائكـة يقـول : عبـادي جاؤنـي شـعثًا مـن كـل فـج عميـق يرجـون رحمتـي ، فلـو كانـت ذنوبكـم كعـدد الرمـل ، أو كقطـر المطـر ، أو كزبـد البحـر ؛ لغفرتهـا ، أفيضـوا عبـادي ! مغفـورًا لكـم ، ولمـن شـفعتم لـه . وأمـا رميـك الجمـار ؛ فلـك بكـل حصـاة رميتهـا تكفيـر كبيـرة مـن الموبقـات . وأمـا نحـرك ؛ فمدخـور لـك عنـد ربـك . وأمـا حلاقـك رأسـك ؛ فلـك بكـل شـعرة حلقتهـا حسـنة ، وتمحـى عنـك بهـا خطيئـة . وأمـا طوافـك بالبيـت بعـد ذلـك ؛ فإنـك تطـوف ولا ذنـب لـك يأتـي ملـك حتـى يضـع يديـه بيـن كتفيـك فيقـول : اعمـل فيمـا تسـتقبل ؛ فقـد غفـر لـك مـا مضـى ).(12)


    عـن عبـادة بـن الصامـت - رضي الله عنه - قـال : قـال رسـول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( فإن لـك مـن الأجـر إذا أممـت البيـت العتيـق أن لا ترقـع قدمًـا أو تضعهـا أنـت ودابتـك ؛ إلا كتبـت لـك حسـنة ، ورفعـت لـك درجـة . وأمـا وقوفـك بعرفـة ؛ فإن الله عـز وجـل يقـول لملائكتـه : يـا ملائكتـي ! مـا جـاء بعبـادي ؟ قالـوا : جـاؤا يلتمسـون رضوانـك والجنـة . فيقـول الله عـز وجـل : فإنـي أشـهد نفسـي وخلقـي أنـي غفـرت لهـم ، ولـو كانـت ذنوبهـم عـدد أيـام الدهـر ، وعـدد رمـل عالـج . وأمـا رميـك الجمـار ؛ قـال الله عـز وجـل : ۞ فَلاَ تَعْلَـمُ نَفْـسٌ مَّـا أُخْفِـيَ لَهُـم مِّـن قُـرَّةِ أَعْيُـنٍ جَزَاء بِمَا كَانُـوا يَعْمَلُـونَ۞(13)وأمـا حلقـك رأسـك ؛ فإنـه ليـس مـن شـعرك شـعرة تقـع فـي الأرض ؛ إلا كانـت لـك نـورًا يـوم القيامـة . وأمـا طوافـك بالبيـت إذا ودعـت ؛ فإنـك تخـرج مـن ذنوبـك كيـوم ولدتـك أمـك ) .(14)


    والله يشـهد : أني عنـد الانتهـاء مـن رمـي الجمـار ، يـوم الثالـث عشر مـن ذي الحجـة عنـد الـزوال ، فاضـت العيـن لفراقهـا ، فكأنـي الدهـر ألفتهـا ، وليـس لبضعـة أيـام رميتهـا ، ودعـوت الله عندهـا ، وشـعرت بألـم الفـراق كأنمـا لعزيـز سـأشـتاق ؛ فطالـت منـي النظـرات لمنـى وتلـك الجمـرات ، ولسـان حالـي وقالي وأنـا مـن عندهـا منصرفًـا :- هـل يـا تُـرى يرزقنـي الكريـم حجـة خلفـا ؟

    -----------------------------------------


    (1) النهايـة فـي غريـب الحديـث والأثـر من المجلد الواحد /حرف الجيم / باب : الجيم مع الميم / ص : 163

    (2) صحيح مسلم / 15-كتاب: الحج /51- باب : استحباب رمي جمرة العقبة يوم النحر راكبًا وبيان قوله ./رقم 310-1297

    (3) صححه الشيخ مقبل بن هادي الوادعي في : الصحيح المسند / رقم : 1078
    (4) حصى الخذف وهي التي تشبه بعر الغنم - لأن الحذف هو صغار الغنم - المتوسط فوق الحمص ودون البندق كما قال الفقهاء وتسمى حصى الخذف كما تقدم أقل من بعر الغنم قليلاً

    (5) صحيح سنن الترمذي / المجلد الواحد / 7- كتاب الحج عن النبي صلى الله عليه وسلم / باب : ما جاء في رمي الجمار التي يُرمى بها مثل حصى الخَذْف / حديث رقم : 897

    (6) صحيح مسلم /15-كتاب الحج/50-باب: رمي جمرة العقبة من بطن الوادي عن يساره ويكبر مع كل حصاة/رقم 306-1296

    (7) صححه الألباني في : صحيح الترغيب و الترهيب/المجلد الثاني/ 11-كتاب الحج/10-الترغيب في رمي الجمار/ رقم : 1156

    (8) رمـل عالـج: هو تراكم من الرمل ودخل بعضه في بعض.

    (9) حسنه الشيخ الألباني في : صحيح الجامع / رقم : 1360

    (10) حسنه الشيخ الألباني في : صحيح الترغيب و الترهيب/المجلد الثاني/11-كتاب الحج/9-الترغيب في الوقوف بعرفة ومزدلة وفضل يوم عرفه / رقم : 1155

    (11) علق عليه الشيخ الألباني في : صحيح الترغيب والترهيب/المجلد الثاني/ 11-كتاب الحج/10-الترغيب في رمي الجمار/ رقم : 1157 قائلاً : حسن صحيح ، وحسنه في : السلسلة الصحيحة / رقم : 2515

    (12) علق عليه الشيخ الألباني في : صحيح الترغيب والترهيب/11-كتاب الحج/1-باب الترغيب في الحج والعمرة وما جاء فيمن خرج يقصدهما فمات / رقم : 1112 / قائلاً : حسن لغيره.

    (13) سورة السجدة / آية : 17

    (14) علق عليه الشيخ الألباني في : صحيح الترغيب والترهيب /11-كتاب الحج/1-باب الترغيب في الحج والعمرة وما جاء فيمن خرج يقصدهما فمات / رقم : 1113 / قائلاً حسن لغيره .





  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: لبيكـ اللهم لبيكـ مناسكـ وأجور ...

    تاسعا : أجر ذبح الهدي يوم النحر .


    عسى الله أن يشرح صدورنا لأدائه على وجه يرضى به عنا



    يقول صاحبنا :

    وكنت متمتعا في نسكي ، فعمدت إلى الإحسان قدر طوقي في اختيار هديي و استحضرت حال ذبحه بعد الرمي يوم النحر في حجي قوله تعالى :
    ۞ لَن يَنَالَ ٱللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَآؤُهَا وَلَـٰكِن يَنَالُهُ ٱلتَّقْوَىٰ مِنكُمْ ۚ ...۞ (1)
    فكبَّرت باسم الله ، داعيًا من قلبي الإله ، أن يتقبل هديتي سبحانه في علاهوأن يدخلني برحمته في زمرة من أخلص في تقواه .
    قال الشيخ السعدي في تفسيريه :
    { وقوله: ۞لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا۞ أي: ليس المقصود منها ذبحها فقط. ولا ينال الله من لحومها ولا دمائها شيء، لكونه الغني الحميد، وإنما يناله الإخلاص فيها، والاحتساب، والنية الصالحة، ولهذا قال: ۞وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ۞ ففي هذا حث وترغيب على الإخلاص في النحر، وأن يكون القصد وجه الله وحده، لا فخرا ولا رياء، ولا سمعة، ولا مجرد عادة، ، وهكذا سائر العبادات، إن لم يقترن بها الإخلاص وتقوى الله، كانت كالقشور الذي لا لب فيه، والجسد الذي لا روح فيه. …. } انتهى

    عـن عبـد الله بـن عمـر- رضي الله عنهما- قـال : قـال رسـول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( إن شئتما أخبرتكما بما جئتما تسألاني عنه فعلت ، وإن شئتما أن أمسك وتسألاني فعلت . فقالا : أخبرنا يا رسول الله ! فقال الثقفي للأنصاري : سل . فقال : جئتني تسألني عن مخرجك من بيتك تؤم البيت الحرام وما لك فيه ، وعن ركعتيك بعد الطواف وما لك فيهما ، وعن طوافك بين الصفا والمروة وما لك فيه ، وعن وقوفك عشية عرفة وما لك فيه ، وعن رميك الجمار وما لك فيه ، وعن نحرك وما لك فيه ، مع الإفاضة . فقال : والذي بعثك بالحق ! لعن هذا جئت أسألك . قال : فإنك إذا خرجت من بيتك تؤم البيت الحرام ؛ لا تضع ناقتك خفا ، ولا ترفعه ؛ إلا كتب ( الله ) لك به حسنة ، ومحا عنك خطيئة . وأما ركعتاك بعد الطواف ؛ كعتق رقبة من بني إسماعيل . وأما طوافك بالصفا والمروة ؛ كعتق سبعين رقبة . وأما وقوفك عشية عرفة ؛ فإن الله يهبط إلى سماء الدنيا فيباهي بكم الملائكة يقول : عبادي جاؤني شعثا من كل فج عميق يرجون رحمتى ، فلو كانت ذنوبكم كعدد الرمل ، أو كقطر المطر ، أو كزبد البحر ؛ لغفرتها ، أفيضوا عبادي ! مغفورا لكم ، ولمن شفعتم له . وأما رميك الجمار؛ فلك بكل حصاة رميتها تكفير كبيرة من الموبقات. وأما نحرك ؛ فمدخور لك عند ربك . وأما حلاقك رأسك ؛ فلك بكل شعره حلقتها حسنة ، وتمحى عنك بها خطيئة . وأما طوافك بالبيت بعد ذلك ؛ فانك تطوف ولا ذنب لك يأتى ملك حتى يضع يديه بين كتفيك فيقول : اعمل فيما تستقبل ؛ فقد غفر لك ما مضى ) (2)
    وسألته بأسمائه الحسنى وبصفاته العليا : أن أجد على هدي الثواب مدخورا عنده يوم الإياب

    فائدة : الفرق بين النحر والذبح :
    إن الذبح يختلف عن النحر في أربعة أشياء:
    الأول: أن الذبح مختص بالبقر والغنم، وما كان قصير الرقبة من غيرهما، أما النحر فمختص بالإبل،

    الثاني: أن المحل الذي يتم فيه الذبح هو ما بين الرأس والرقبة ، وأما محل النحر فهو الوهدة، وهي المكان المنخفض الذي بين العنق والصدر، وتُسمى أيضاً اللبة.

    الثالث: أن المقطوع في الذبح أربعة أشياء هي: الحلقوم والمريء والعرقان اللذان بينهما، ويسميان بالودجين ،أما النحر، فإنه يكفي فيه طعن اللبة (الوهدة) التي بين الصدر والعنق، ولا يشترط قطع الأوداج.
    الرابع: أن السنة في الذبح إلقاء الذبيحة على جنبها الأيسر عند الجمهور، لورود السنة بذلك قال النووي في شرح مسلم: وبهذا جاءت الأحاديث، وأجمع المسلمون عليه، واتفق العلماء وعمل المسلمين على أن إضجاعها يكون على جانبها الأيسر، لأنه أسهل على الذابح في أخذ السكين باليمين، وإمساك رأسها باليسار. ا.هـ.

    أما السنة في الإبل، فهي أن تكون معقولة الرجل اليسرى، قائمة على بقية قوائمها الثلاث، لما روى أبو داود في سننه عن عبد الرحمن بن سابط: أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا ينحرون البدن معقولة اليُسرى، قائمة على ما بقي من قوائمها.) (3)



    ولمن أراد مزيد تفصيل فليطلع على هذه الفتوى :


    اضغط هنا رجاءً



    ----------------------------------

    (1) سورة الحج/اية 37

    (2)
    علق عليه الشيخ الألباني في : صحيح الترغيب والترهيب / ج2 / كتاب : الحج / 1- باب : الترغيب في الحج والعمرة ، وما جاء فيمن خرج يقصدهما فمات / رقم : 1112 / قائلاً : حسن لغيره .

    (3)
    علق عليه الشيخ الألباني في : صحيح ابي داوود/ج6-ص15/5- أول كتاب المناسك /20- باب كيف تنْحَرُ البُدْنُ؟/رقم:1550 قــائلاً : حديث صحيح



  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: لبيكـ اللهم لبيكـ مناسكـ وأجور ...

    عاشرًا : أجر الحلق أو التقصير


    عسى الله أن يشرح صدورنا لأدائه على وجه يرضى به عنا



    يقـول صاحبنـا :

    لمـا رميـتُ جمـرة العقبـة غـداة يـوم النحـر ،سـارعت أحلـق جميـع رأسـي ، بعـد ذبـح هـديي ، أحـدثُ نفـسي لأفعلـنّ مـا يرضـي ربّي، ومـا قـدم فـي الكتـاب ذكـره ، ومـن عبـاده الحاجين أحبّه :۞... لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَۖ ..۞ (1)

    قـال المباركفوري صـاحب تحفـة الأحـوذي شـرح جامع الترمـذي :
    ( وظاهـر صيغـة المحلقيـن أنـه يشـرع حلـق جميـع الـرأس لأنـه الـذي تقتضيـه الصيغـة إذ لا يقـال لمـن حلـق بعـض رأسـه أنـه حلقـه إلا مجـازًا . وقـد قـال بوجوب حلـق الجميـع أحمـد ومالـك واسـتحبه الكوفيـون والشـافعي ...) ا. هـ (2)

    * سـائلاً الله الأجـر والثـواب ، وأن يتكـرم - بعظيـم جـوده- فيتفضـل علـى شـديد دعائـي بالقبول و الجـواب : فيجعلنـي الرحمـن الرحيـم مـن المكروميـن ، ولا يخرجنـي - بعظيـم ذنبـي - مـن جملـة المرحوميـن :
    عـن عبـد الله ابـن عمـر- رضي الله عنهما - قـال:أن رسـول الله - صلى الله عليه وسلم - قـال: (اللهـم ارحـم المحلقيـن قالـوا : والمقصريـن يـا رسـول الله ،قـال : اللهـم ارحـم المحلقيـن .قالـوا : والمقصريـن يـارسـول الله،قـال: والمقصريـن ).
    وقـال الليـث:حدثنـي نافـع : رحـم الله المحلقيـن . مـرة أو مرتيـن . قـال : وقـال عبيـد الله:حدثنـي نافـع ، وقـال فـي الرابعـة : والمقصريـن .(3)
    وعـن عبـد الله بـن عبـاس - رضي الله عنهما - قـال: (حلـق رجـال يـوم الحديبيـة وقصـر آخـرون فقـال رسـول الله- صلى الله عليه وسلم-: ( يرحـم الله المحلقيـن قالـوا : يـا رسـول الله والمقصريـن قـال : يرحـم الله المحلقيـن قالـوا:يـا رسـول الله والمقصريـن قـال:يرحـم اللهالمحلقيـن قالـوا : يـا رسـول الله والمقصريـن قـال: والمقصريـن قالـوا فمـا بـال المحلقيـن يا رسـول الله ظاهـرة لهـم الرحمـة قـال: لـم يشـكوا قـال : فانصـرف رسـول الله - صلى الله عليه وسلم -. (4)

    سـائلاً الله بقلبـي حـال حلقـي لرأسـي :
    أن يغيـث فقيـرًا ذليـلاً منـه برحمـات ، آمـلاً أن يقبـل الله الدعـوات ،فيرفعهـا إليـه بتلـكم الشَّـعرات ، متمثـلاً فرحـة الصحابـي العظيمـة ، بدخولـه فـي رحـاب دعـوات رسـولينا الكريمـة:

    عـن مالـك بـن ربيعـة السـلولي قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم - : ( اللهـم اغفـر للمحلقيـن اللهـم اغفـر للمحلقيـن قـال يقـول رجـل مـن القـوم والمقصريـن فقـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فـي الثالثـة أو فـي الرابعـة والمقصريـن.)
    ثـم قـال : ( وأنـا يومئـذ محلـوق الـرأس فما يسـرني بحلـق رأسـي حمـر النعـم أو خطـرًا عظيمًـا.)(5)

    وهنـا تواتـرت علـى قلبـي الأحاديـث فـي فضـل الحلـق ومـا لفاعلـه- إن كـان مقبـولاً- مـن أجـر نفيـس، فرغبـت النفـس وأقبلـت بحـبّ علـى العمـل ، يحدوهـا الرجـاء بالقبـول والأمـل:

    ـ لمـا جـاء فـي حديـث عبـدالله ابـن عمـر - رضي الله عنهما - قـال : (... إن شـئتما أخبرتكمـا بمـا جئتمـا تسـألاني عنـه فعلـت ، وإن شـئتما أن أمسـك وتسـألاني فعلـت . فقـالا : أخبرنـا يـارسـول الله ! فقـال الثقفـي للأنصـاري : سـل . فقـال : جئتنـي تسـألني عـن مخرجـك مـن بيتـك تـؤم البيـت الحـرام ومـا لـك فيـه ، وعـن ركعتيـك بعـد الطـواف ومـا لـك فيهمـا ، وعـن طوافـك بيـن الصفـا والمـروة ومـا لـك فيـه ، وعـن وقوفـك عشـية عرفـة ومـا لـك فيـه ، وعـن رميـك الجمـار ومـا لـك فيـه ، وعـن نحـرك ومـا لـكفيـه ، مـع الإفاضـة . فقـال : والـذي بعثـك بالحـق ! لعـن هـذا جئـت أسـألك . قـال : فإنـك إذا خرجـت مـن بيتـك تـؤم البيـت الحــرام ؛ لا تضـع ناقتـك خفًـا ، ولاترفعــه ؛ إلا كتـب ( الله ) لـك بـه حسـنة ، ومحـا عنـك خطيئـة . وأمـا ركعتـاك بعـد الطـواف ؛ كعتـق رقبـة مـن بنـي إسـماعيل . وأمـا طوافـك بالصفـا والمـروة ؛كعتـق سـبعين رقبـة . وأمـا وقوفـك عشـية عرفـة ؛ فإن الله يهبـط إلـى سـماءالدنيـا فيباهـي بكـم الملائكـة يقـول : عبـادي جاؤنـي شـعثًا مـن كـل فـج عميـق يرجـون رحمتـي ، فلـو كانـت ذنوبكـم كعـدد الرمـل ، أو كقطـر المطـر ، أو كزبـدالبحـر ؛ لغفرتهـا ، أفيضـوا عبـادي ! مغفـورًا لكـم ، ولمـن شـفعتم لـه . وأمـارميـك الجمـار ؛ فلـك بكـل حصـاة رميتهـا تكفيـر كبيـرة مـن الموبقـات . وأمـا نحـرك ؛ فمدخـور لـك عنـد ربـك. وأمـا حلاقـك رأسـك ؛ فلـك بكـل شـعرة حلقتهـا حسـنة ، وتمحـى عنـك بهـا خطيئـة. وأمـا طوافـك بالبيـت بعـد ذلـك ؛ فإنـك تطـوف ولا ذنـب لـك يأتـي ملـك حتـى يضـع يديـه بيـن كتفيـك فيقـول : اعمـل فيمـا تسـتقبل ؛ فقـد غفـر لـك مـا مضـى.)(6)

    وعـن عبـد الله بـن عمـر- رضي الله عنهما - قـال:قـال رسـول الله - صلى الله عليه وسلم -: (وأمـا حلاقـك رأسـك ؛ فلـك بكـل شـعرة حلقتهـا حسـنة ، وتمحـى عنـك بهـا خطيئـة.) (7)


    وعـن عبـادة بـن الصامـت -رضي الله عنه - قـال : قـال رسـول الله - صلى الله عليه وسلم -: (وأمـا حلقـك رأسـك ؛ فإنـه ليـس مـن شـعرك شـعرة تقـع فـي الأرض ؛ إلا كانـت لـك نـورًا يـوم القيامـة.) (8)


    والحـق أننـي لمـا انتهيـت مـن حلقـه ألبتـة ، شـعرت بخفـة مـن ثقـل شـديد ، كأنمـا ذنوبـي ذهبـت عـن كاهلـي بعيـد ، ففاضـت العيـن بالدمـوع ، وامتـلأ القلـب بجميـل الخشـوع:لـك الحمـد ربـي علـى كريـم هـداك لنفسـي بالخضـوع ، فأتـم اللهـم علـيّ نعمتـك وامتـن علـى فقيـر بعيـد قاصٍ بجميـل الدنـو إليـك والرجـوع .
    إنـك بكـل جميـل كفيـل ، أنـت مولانـا ونعـم الوكيـل.


    فـائــدة:

    قـال ابـن حجـرفـي الفتـح :

    }...والأولـى مـاقالـه الخطابـي وغيـره : إن عـادة العـرب أنهـا كانـت تحـب توفيـر الشـعر والتزيـن بـه ، وكـان الحلـق فيهـم قليـلاً وربمـا كانـوا يرونـه مـن الشـهرة ومـن زي الأعاجـم ؛ فلذلـك كرهـوا الحلـق واقتصـروا علـى التقصيـر .

    ـ وفـي حديـث البـاب مـن الفوائـد : أن التقصيـر يجـزئ عـن الحلـق ، وهـو مجمـع عليـه ...

    ـ وفيـه أن الحلـق أفضـل مـن التقصيـر ، ووجهـه أنـه أبلـغ فـي العبـادة وأبيـن للخضـوع والذلـة وأدل علـى صـدق النيـة ، والـذي يقصـر يبقـي علـى نفسـه شـيئًا ممـا يتزيـن بـه ، بخـلاف الحالـق فإنـه يشـعر بأنـه تـرك ذلـك لله تعالـى .

    ـ وفيـه إشـارة إلـى التجـرد ، ومـن ثـم اسـتحب الصلحـاء إلقـاء الشـعور عنـد التوبـة والله أعلـم ... والتقصيـر كالحلـق فالأفضـل أن يقصـر مـن جميـع شـعر رأسـه ، ويسـتحب أن لا ينقـص عـن قـدر الأنملـة ، وإن اقتصــر علـى دونهـا أجـزأ . هـذا للشـافعية وهـو مرتـب عنـد غيرهـم علـى الحلـق ،وهـذاكلـه فـي حـق الرجـال .

    ـ وفـي الحديـث أيضًـا مشـروعية الدعـاء لمـن فعـل مـا شـرع لـه ، وتكـرار الدعـاء لمـن فعـل الراجـح مـن الأمريـن المخيـر فيهمـا والتنبيـه بالتكـرار علـى الرجحـان وطلـب الدعـاء لمـن فعـل الجائـز وإن كـان مرجوحًـا...}(9)
    ا . هـ . النقل بتصرف



    -----------------------------------------------------------

    (1) سورةالفتح / آية : (27)

    (2) تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي كتاب : الحج عن رسـول الله ... / بـاب : مـا جـاء فـي الحلـق والتقصيـر / رقم 916 ص 565

    (3) فتح الباري بشرح صحيح البخاري /ج3/25-كتاب الحج/ 127-بَاب الْحَلْقِ وَالتَّقْصِيرِ عِنْدَ الْإِحْلَالِ /رقم : 1727

    (4) صححه الشيخ أحمد شاكر في : مسند أحمد / رقم : 5 / 107

    (5) علق عليه الشيخ الألباني في : إرواء الغليل / ج 4 - 286 /كتاب الحج/باب :دعا للمحلقين ثلاثا وللمقصرين مرة/7- تحت حديث رقم 1084/ قائلاً : هو بمجموع الطريقين عن بريد صحيح الإسناد .

    (6) علق عليه الشيخ الألباني في : صحيح الترغيب والترهيب/كتاب الحج/ الترغيب في الحج والعمرة وما جاء فيمن خرج يقصدهما فمات[/COLOR / رقم : 1112 / قائلاً : حسن لغيره .

    (7) حسنه الشيخ الألباني في : صحيح الترغيب والترهيب /كتاب الحج/11- باب :الترغيب في حلق الراس بمنى/رقم : 1160


    (8) حسنه الشيخ الألباني في : صحيح الترغيب والترهيب /كتاب الحج/11- باب :الترغيب في حلق الراس بمنى/رقم :
    1160

    (9) فتح الباري بشرح صحيح البخاري/ج3 / 25-كتاب:الحج / باب : الحلق و التقصير عند الإحلال
    الحج رقم 1726 .

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: لبيكـ اللهم لبيكـ مناسكـ وأجور ...

    أجر طواف الإفاض


    عسى الله أن يشرح صدورنا لأدائه على وجه يرضى به عن

    يقـول صاحبنـا :

    وفـي الأخيـر طفـت للإفاضـة ، وكانـت العيـن خلالـه فياضـة سـائلاً الله القبـول ، متوسـلاً إليـه بشـدة اقتفائـي أثـر الرسـول ، مسـتحضرًا الأجـر العظيـم إن قُبلـتْ توبتـي ، وجزانـي الكريـم بواسـع فضلـه علـى أدائـي حجتـي ، أسـأله بفقـري وغنـاه وذلـي وعـلاه : ألا يحرمنـي رضـاه ، وأن يغفـر لـي مـا قدمـت يـداي ، ويوفقنـي - برحمتـه - لطاعتـه مـا بقـي مـن محياي.

    عـن عبـد الله ابـن عمـر - رضي الله عنهما - قـال: قـال رسـول الله - صلى الله عليه وسلم -: (... إن شـئتما أخبرتكمـا بمـا جئتمـا تسـألاني عنـه فعلـت ، وإن شـئتما أن أمسـك وتسـألاني فعلـت . فقـالا : أخبرنـا يـا رسـول الله ! فقـال الثقفـي للأنصـاري : سـل . فقـال : (جئتنـي تسـألني عـن مخرجـك مـن بيتـك تـؤم البيـت الحـرام ومـا لـك فيـه ، وعـن ركعتيـك بعـد الطـواف ومـا لـك فيهمـا ، وعـن طوافـك بيـن الصفـا والمـروة ومـا لـك فيـه ، وعـن وقوفـك عشـية عرفـة ومـا لـك فيـه ، وعـن رميـك الجمـار ومـا لـك فيـه ، وعـن نحـرك ومـا لـك فيـه ، مـع الإفاضـة .) فقـال: والـذي بعثـك بالحـق ! لعـن هـذا جئـت أسـألك . قـال : ( فإنـك إذا خرجـت مـن بيتـك تـؤم البيـت الحــرام ؛ لا تضـع ناقتـك خفًـا ، ولا ترفعــه ؛ إلا كتـب ( الله ) لـك بـه حسـنة ، ومحـا عنـك خطيئـة . وأمـا ركعتـاك بعـد الطـواف ؛ كعتـق رقبـة مـن بنـي إسـماعيل . وأمـا طوافـك بالصفـا والمـروة ؛ كعتـق سـبعين رقبـة . وأمـا وقوفـك عشـية عرفـة ؛ فإن الله يهبـط إلـى سـماء الدنيـا فيباهـي بكـم الملائكـة يقـول : عبـادي جاؤنـي شـعثًا مـن كـل فـج عميـق يرجـون رحمتـي ، فلـو كانـت ذنوبكـم كعـدد الرمـل ، أو كقطـر المطـر ، أو كزبـد البحـر ؛ لغفرتهـا ، أفيضـوا عبـادي ! مغفـورًا لكـم ، ولمـن شـفعتم لـه . وأمـا رميـك الجمـار؛ فلـك بكـل حصـاة رميتهـا تكفيـر كبيـرة مـن الموبقـات. وأمـا نحـرك ؛ فمدخـور لـك عنـد ربـك . وأمـا حلاقـك رأسـك ؛ فلـك بكـل شـعرة حلقتهـا حسـنة ، وتمحـى عنـك بهـا خطيئـة . وأمـا طوافـك بالبيـت بعـد ذلـك ؛ فإنـك تطـوف ولا ذنـب لـك يأتـي ملـك حتـى يضـع يديـه بيـن كتفيـك فيقـول : اعمـل فيمـا تسـتقبل ؛ فقـد غفـر لـك مـا مضـى.)

    وعـن عبـادة بـن الصامـت - رضي الله عنه - قـال : قـال رسـول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( فإن لـك مـن الأجـر إذا أممـت البيـت العتيـق أن لا ترقـع قدمًـا أو تضعهـا أنـت ودابتـك ؛ إلا كتبـت لـك حسـنة ، ورفعـت لـك درجـة . وأمـا وقوفـك بعرفـة ؛ فإن الله عـز وجـل يقـول لملائكتـه : يـا ملائكتـي ! مـا جـاء بعبـادي ؟ قالـوا : جـاؤا يلتمسـون رضوانـك والجنـة . فيقـول الله عـز وجـل: فإنـي أشـهد نفسـي وخلقـي أنـي غفـرت لهـم، ولـو كانـت ذنوبهـم عـدد أيـام الدهـر، وعـدد رمـل عالـج. وأمـا رميـك الجمـار؛ قـال الله عـز وجـل: ۞فَلاَ تَعْلَـمُ نَفْـسٌ مَّـا أُخْفِـيَ لَهُـم مِّـن قُـرَّةِ أَعْيُـنٍ جَزَاء بِمَا كَانُـوا يَعْمَلُـونَ ۞
    وأمـا حلقـك رأسـك ؛ فإنـه ليـس مـن شـعرك شـعرة تقـع فـي الأرض ؛ إلا كانـت لـك نـورًا يـوم القيامـة . وأمـا طوافـك بالبيـت إذا ودعـت ؛ فإنـك تخـرج مـن ذنوبـك كيـوم ولدتـك أمـك .)

    عـن عبـد الله بـن عمـر - رضي الله عنهما - قـال : قـال رسـول الله - صلى الله عليه وسلم - : (اجلـس ) ، وجـاء رجـل مـن ثقيـف ، فقـال : يا رسـول الله ! كلمـات أسـأل عنهـن . فقـال صلـى الله عليـه وسـلم : ( سـبقك الأنصاري ) . فقـال الأنصـاري : إنـه رجـل غريـب ، وإن للغريـب حقًـا ، فابـدأ بـه ، فأقبـل علـى الثقفـي فقـال : ( إن شـئت أجبتـك عمـا كنـت تسـألني ، وإن شـئت سـألني وأخبـرك ؟ ) . فقـال : يـا رسـول الله ![بـل] أجبنـي عمـا كنـت أسـألك، قـال: ( جئـت تسـألني عـن الركـوع والسـجود والصـلاة والصـوم ) . فقـال : لا والـذي بعثـك بالحـق ؛ ما أخطـأت ممـا كـان فـي نفسـي شـيئًا ، قـال : ( فـإذا ركعـت ؛ فضـع راحتيـك علـى ركبتيـك ، ثـم فـرج بيـن أصابعـك ، ثـم امكـث حتـى يأخـذ كـل عضـو مأخـذه ، وإذا سـجدت ؛ فمكـن جبهتـك ، ولا تنقـر نقـرًا ، وصـل أول النهـار وآخـره .)
    فقـال: يـا نبـي الله ! فـإن أنـا صليـت بينهمـا ؟ قـال: ( فأنـت إذًا مصـل، وصـم مـن كـل شـهر ثـلاث عشـرة، وأربـع عشـرة، وخمـس عشـرة ). فقــام الثقفـي . ثـم أقبـل علـى الأنصـاري فقـال : (إن شـئت أخبرتـك عمـا جئـت تسـأل ، وإن شـئت اسـألني فأخبـرك . ) فقـال : لا يـا نبـي الله ! أخبرنـي عمـا جئـت أسـألك ؟ قـال : ( جئـت تسـألني عـن الحـاج ؛ مـا لـه حيـن يخـرج مـن بيتـه ، ومـا لـه حيـن يقـوم بعرفـات ، ومـا لـه حيـن يرمـي الجمـار ، ومـا لـه حيـن يحلـق رأسـه ، ومـا لـه حيـن يقضـي آخـر طـواف بالبيـت. )
    فقـال: يـا نبـي الله ! والـذي بعثـك بالحـق ؛ مـا أخطـأت ممـا كـان فـي نفسـي شـيئًا ، قـال : فـإن لـه حيـن يخـرج مـن بيتـه : أن راحلتـه لا تخطـو خطـوة ؛ إلا كتـب لـه بهـا حسـنة ، أو حـط عنـه بهـا خطيئـة ، فـإذا وقـف بعرفـة ؛ فـإن الله عـز وجـل ينـزل إلـى سـماء الدنيـا فيقــول : انظـروا إلـى عبـادي شـعثًا غُبـَّرًا ، اشـهدوا أنـي قـد غفـرت لهـم ذنوبهـم ، وإن كانـت عـدد قطـر السـماء ، ورمـل عالـج ، وإذا رمـى الجمـار ؛ لا يـدري أحـد ما له حتـى يوفـاه يـوم القيامـة ، وإذا حلـق رأسـه ؛ فلـه بكـل شـعرة سـقطت مـن رأسـه نـور يـوم القيامـة ، وإذا قضـى آخـر طوافـه بالبيـت ؛ خـرج مـن ذنوبـه كيـوم ولدتـه أمـه.)


    فلما أتممتُ طواف إفاضتي انصرفت ، وقد شبّ الأمل في القلب : عسى أن يتفضل بقبول حجتي الربّ ، فأعود نقيًا بلا جرمٍ ولا ذنبّ ، فما شيء مـن ذا إلى قلبي أحــبّ.

    ------------------------------------------------------

    (1) علق عليه الشيخ الألباني في: صحيح الترغيب والترهيب/كتاب الحج/ الترغيب في الحج والعمرة وما جاء فيمن خرج يقصدهما فمات[/COLOR / رقم: 1112 / قائلاً: حسن لغيره .

    (2) سورة السجدة ،/ آية / 17
    (3) علق عليه الشيخ الألباني في: صحيح الترغيب والترهيب /11-كتاب الحج/1-باب الترغيب في الحج والعمرة وما جاء فيمن خرج يقصدهما فمات
    / رقم: 1113 / قائلاً :حسن لغيره .

    (4)
    علق عليه الشيخ الألباني في: صحيح موارد الظمآن / رقم: 801 / قائلاً: حسن لغيره .




  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: لبيكـ اللهم لبيكـ مناسكـ وأجور ...

    ثاني عشر : الأجر على قدر النفقة والمشقة

    عسى الله أن يشرح صدورنا لأدائه على وجه يرضى به عن

    يقـول صاحبنـا :

    وعـاد الجسم إلـى الأهـل والأحبـاب ، بينمـا بقـي القلـب معلقًـا بتلكـم الرحـاب .
    وأخـذت أدعـو الله بالعـود القريب؛ لأنعـم بـأداء منسـكٍ عنـد بيتـه الحبيـب. ورغـم مـا نالنـي مـن اللأواء والنصـب ، علمـت أن الكريـم يجزينـي عليـه ، فتاقـت النفـس إلـى بذلـه إليـه .
    وسـألته أن يتقبـل -سـبحانه - منـي حـلال نفقتـي ، ومـا قـد توسـلت بـه لإتمـام حجتـي ؛ فبفضلـه رُزْقتُـه أولاً ، وفـي سـبيله أنفقتـه آخـرًا ، احتسـبته عنـد الشـكور قربـة ، علِّـي بــه أنـال الرحمـة .

    فالحمـد لله الـذي أعاننـي فيسـر لـي أداء المناسـك، ورزقنـي مـن واسـع فضلـه مـا بـه إلـى طاعتـه أسـابق، وزاد الرحمـن فوعـد بواسـع الأجـر والقبـول كمـا جـاء فـي الصحيـح مـن أحاديـث الرسـول:
    لحديـث أم المؤمنيـن عائشـة - رضي الله عنها - : { قالـت عائشـة - رضي الله عنه- : يـا رسـول الله ، يصـدر النـاس بنسـكين وأصـدر بنسـك ؟ فقيـل لهـا : انتظـري ، فـإذا طهـرت فاخرجـي إلـى التنعيـم فأهلـي ، ثـم ائتيـا بمكـان كـذا ، ولكنهـا علـى قـدر نفقتـك أو نصبـك } . (1)

    عـن أم المؤمنيـن عائشـة - رضي الله عنها - قالـت: قـال رسـول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : ( إن لـك مـن الأجـر علـى قـدر نصبـك ونفقتـك ) . (2)


    عـن أم المؤمنيـن عائشـة - رضي الله عنها - قالـت: (( قلـت يـا رسـول الله يصـدر النـاس بنسـكين وأصـدر بنسـك واحـد قـال : ( انتظـري فـإذا طهـرت فاخرجـي إلـى التنعيـم فأهلـي منـه ثـم القينـا عنـد كـذا وكـذا قـال أظنـه قـال غـدا ولكنهـا علـى قـدر نصبـك أو قـال نفقتـك . )) (3)

    .
    فـائــدة :
    قـال النـووي فـي شـرحه لهـذا الحديـث :
    قولـه صلـى الله عليـه وسـلم: ( ولكنهـا علـى قـدر نصبـك أو قـال: نفقتـك ) هـذا ظاهـر فـي أن الثـواب والفضـل فـي العبـادة يكثـر بكثـرة النصـب والنفقـة، والمـراد النصـب الـذي لا يذمـه الشـرع، وكـذا النفقـة(4).


    ومـرت السـنون وكلمـا غلبنـي إلـى الحج الحنيـن أحضـرت كتـاب المناسـك ، أقـرؤه أجـدد بقراءتـي لـه المعلومـات ، واجتـر مـع أحاديثـه أعطـر الذكريـات ، وكلمـا قـرأت حديثًـا صحيحًـا علـى تلكـم الأجـور ، زاد لهفـي علـى مثلهـا وامتلأ القلب شوقًا لأدائها :

    فعـن عبـد الله بـن مسـعود - رضي الله عنه - قـال: قـال رسـول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: ( تابعـوا بيـن الحـج والعمـرة؛ فإنهمـا ينفيـان الفقـر والذنـوب، كمـا ينفـي الكيـر خبـث الحديـد والذهـب والفضـة، وليـس للحجـة المبـرورة ثـواب إلا الجنـة. ومـا مـن مؤمـن يظـل يومـه محرمًـا إلا غابـت الشـمس بذنوبـه. ) (5)

    و عـن عبـد الله ابـن عمـر- رضي الله عنهما - قـال: قـال رسـول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: [(... إن شـئتما أخبرتكمـا بمـا جئتمـا تسـألاني عنـه فعلـت ، وإن شـئتما أن أمسـك وتسـألاني فعلـت ) . فقـالا : أخبرنـا يـا رسـول الله ! فقـال الثقفـي للأنصـاري : سـل . فقـال : ( جئتنـي تسـألني عـن مخرجـك مـن بيتـك تـؤم البيـت الحـرام ومـا لـك فيـه ، وعـن ركعتيـك بعـد الطـواف ومـا لـك فيهمـا ، وعـن طوافـك بيـن الصفـا والمـروة ومـا لـك فيـه ، وعـن وقوفـك عشـية عرفـة ومـا لـك فيـه ، وعـن رميـك الجمـار ومـا لـك فيـه ، وعـن نحـرك ومـا لـك فيـه ، مـع الإفاضـة . فقـال : والـذي بعثـك بالحـق ! لعـن هـذا جئـت أسـألك . قـال : فإنـك إذا خرجـت مـن بيتـك تـؤم البيـت الحــرام ؛ لا تضـع ناقتـك خفًـا ، ولا ترفعــه ؛ إلا كتـب ( الله ) لـك بـه حسـنة ، ومحـا عنـك خطيئـة . وأمـا ركعتـاك بعـد الطـواف ؛ كعتـق رقبـة مـن بنـي إسـماعيل . وأمـا طوافـك بالصفـا والمـروة ؛ كعتـق سـبعين رقبـة .. وأمـا وقوفـك عشـية عرفـة ؛ فإن الله يهبـط إلـى سـماء الدنيـا فيباهـي بكـم الملائكـة يقـول : عبـادي جاؤنـي شـعثًا مـن كـل فـج عميـق يرجـون رحمتـي ، فلـو كانـت ذنوبكـم كعـدد الرمـل ، أو كقطـر المطـر ، أو كزبـد البحـر ؛ لغفرتهـا ، أفيضـوا عبـادي ! مغفـورًا لكـم ، ولمـن شـفعتم لـه . وأمـا رميـك الجمـار؛ فلـك بكـل حصـاة رميتهـا تكفيـر كبيـرة مـن الموبقـات.. وأمـا نحـرك ؛ فمدخـور لـك عنـد ربـك . وأمـا حلاقـك رأسـك ؛ فلـك بكـل شـعرة حلقتهـا حسـنة ، وتمحـى عنـك بهـا خطيئـة . وأمـا طوافـك بالبيـت بعـد ذلـك ؛ فإنـك تطـوف ولا ذنـب لـك يأتـي ملـك حتـى يضـع يديـه بيـن كتفيـك فيقـول : اعمـل فيمـا تسـتقبل ؛ فقـد غفـر لـك مـا مضـى (6)


    ولسـان حالـي علـى الـدوام وقالـي :

    اللهـم: اجعـل لـي إلـى بيتـك الحـرام سـبيلاً، وارزقنـي
    اللهـم: بفضلـك أن أكـون لحجـاج بيتـك هاديًـا ودليـلاً.
    وكـل عـام فـي وقـت إجابـة الحجيـج النـداء، يهـز عمقـي مـا يعانـق سـمعي مـن جميـل التلبيـة والتكبيـر والثنـاء، وعندهـا يعلـو فـي قلبـي الوجيـب؛ شـوقًا إلـى بيـت الحبيـب. أودِّعهـم بدمـوع الحنيـن والرجـاء: لا تنسـوني مـن صالـح الدعـاء، أن يجعـل الله لـي إلـى بيتـه إيـاب، وألا يحرمنـي الكريـم عـود وعـود وعـود إلـى تلكـم الرحــــاب.

    وكأنمـا ناظـم هـذه الأبيـات ، قـد عايـن الحـال ، ورزقـه الله فتحًـا مـن جميـل المقـال ، فكأنـه شـعر بمحنتـي فقـال يشـكو شـوقه ولهفتـي :

    يـا راحلين خـذوا نفسي تودعكـم۞ثم اتركوني قليلاً أنتشـي معكـم


    فأنـا المحبُّ وقـد بعـدت حبيبتـه۞فلترحمونـي عسى الرحمن يرحمكم


    قـد مـزق الشوقُ أحشائي ومزقني۞فلتسألوا البيت كم أحببت يخبركم


    وكـم تسـاقط دمعـي وَالِهًا لهفًا۞واليـوم سرتم وسار القلب يتبعكـم


    يبكي وليس البكا حزنًـا على ذهبٍ۞أو أن ليلى مع العيـر التي معكـم


    بل دمعـه عشقه قد صار في حِجْرٍ۞أحلى من الشهد إن ذاق الهوى فمكم


    في جانب البيـت عند الباب موقعه۞فلتسرعوا المشي قلبي سوف يسبقكم


    فلتذهـب الآن ليلـى نحو مغربهـا۞أو ترحل اليوم سُـعدى فالحنين لكم


    فلقد تركت هناك القلب معتكفًـا۞والنفس صارت تنادي اليوم صحبتكم


    فـإذا لقيتـم غريبًـا في منىً وَلهًـا۞عنـد الجمـار فلا ترمـوه جمرتـم


    يبكـي على عمره قد ضاع مغتربًـا۞فلتعـذروه فـإن الله يعذركــم


    وفـــي الختـــام :

    أسـأل الله لنـا ولكـم: حجـة علـى سـنة الهادي الأمين - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وأن يجعـل عملنـا هـذا خالصًـا لوجهـه الكريم إنه بــــرّ رحيـــــــم .


    -----------------------------------------------------------


    (1) فتح الباري شرح صحيح البخاري / ج3 / 26- كتاب: العمرة /8- باب: أجر العمرة على قدر النصب / رقم : 1787 .


    (2) صححه الألباني في : صحيح الجامع / رقم : 2160

    (3) صحيح مسلم بشرح النووي / كتاب : الحج / باب : بيان وجوه الإحرام وانه يجوز إفراد الحج والتمتع / رقم : 1211


    (4) صحيح مسلم بشرح النووي / كتاب: الحج / باب: بيان وجوه الإحرام وانه يجوز إفراد الحج والتمتع / رقم: 1211

    (5) علق عليه الشيخ الألباني في ( صحيح الترغيب والترهيب ) قائلا : الحديث حسن صحيح والزيادة في آخره : حسن لغيره ج2 / كتاب : الحج / باب : [الترغيب في الإحرام والتلبية ورفع الصوت بهما ] رقم:1133

    (6)
    علق عليه شخنا الألباني في: ( صحيح الترغيب والترهيب ) / رقم: 1112 قائلاً حسن لغيره: المجلد الثاني / كتاب: الحج / الترغيب في الحج والعمرة والترغيب فيمن جاء يقصدها فمات / ص :9

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: لبيكـ اللهم لبيكـ مناسكـ وأجور ...

    تم بفضل من الله ونعمة

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    700

    افتراضي رد: لبيكـ اللهم لبيكـ مناسكـ وأجور ...

    ما شاء الله ، ربنـا يبارك
    جزاكم الله خيرًا.
    [ نرجو من كل مسلم ومسلمة دعاء الله عز وجل بشفاء أخي وشقيقـى من المرض الذي هو فيه ]

  16. #16
    سارة بنت محمد غير متواجد حالياً مشرفة سابقة بمجالس طالبات العلم
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    3,129

    افتراضي رد: لبيكـ اللهم لبيكـ مناسكـ وأجور ...

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    في المرفق الكتاب بالكامل عرض أنيق ، قام بعمله الأخ الموحد التونسي بارك الله فيه وجزاه الله خيرا
    الملفات المرفقة الملفات المرفقة
    عن جعفر بن برقان: قال لي ميمون بن مهران: يا جعفر قل لي في وجهي ما أكره، فإن الرجل لا ينصح أخاه حتى يقول له في وجهه ما يكره.

    السير 5/75

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    911

    افتراضي رد: لبيكـ اللهم لبيكـ مناسكـ وأجور ...

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم هانئ مشاهدة المشاركة
    ۞عِنـدَ الْمَشْـعَرِ الْحَـرَامِ ... ۞ و هـو جبـل يقـف عليـه الإمـام وسـمي " قـزح " وهـو آخـر حـد المزدلفـة
    وقـال بعضهـم : المشـعر الحـرام هـو المزدلفـة ، لأن الذكـر المأمـور بـه عنـده يحصـل عقـب الإفاضـة مـن عرفـات ومـا ذاك إلا بالمبيـت بالمزدلفـة ۞وَاذْكُـرُوهُ۞ أي الله ۞كَمَـا هَدَاكُـمْ۞ أي لأجـل هدايتـه إياكـم لمعالـم دينـه ۞ ... وَإِن كُنتُـم مِّـن قَبْلِـهِ لَمِـنَ الضَّآلِّيـنَ۞ أي وإنكـم كنتـم مـن قبـل الهـدي لمـن الجاهليـن بالإيمـان والطاعـة .} انتـــــــهى
    للفائدة :
    في الشريط رقم ( 17 ) من سلسة فتاوى نور على الدرب قال الشيخ محمد رحمه الله تعالى : ...... وعلى هذا يكون المشعر الحرام : تارة يراد به المكان المعيّن الذي وقف عنده النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو الجبل المعروف في المزدلفة وعليه بني المسجد ؛ وأحيانًا يراد به جميع المزدلفة ؛ لأنها مشعر حرام . وإنّما قيّدت بالمشعر الحرام ؛ لأن هناك ( مشعرًا حلالاً ) ، وهو عرفة ، فإنّه مشعر ، بل هو أعظم المشاعر المكانية ، فهو مشعر لكنّه حلال ؛ لأنه خارج أميال الحرم ، بخلاف المشعر الحرام الذي بمزدلفة الذي يقف الناس فيه ، فإنّه حرام. ولم تسمّ منىً مشعرًا حرامًا ؛ لأنه ليس بها وقوفًا مستقلاً .... إلى آخر كلامه رحمه الله رحمةً واسعة .
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=9671
    اللهم صل على محمد وعلى أزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم ، وبارك على محمد وعلى أزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: لبيكـ اللهم لبيكـ مناسكـ وأجور ...

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صدى الذكريات مشاهدة المشاركة
    ما شاء الله ، ربنـا يبارك
    جزاكم الله خيرًا.
    آمين وإياكم ... نشكر لكم كريم مروركم .

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: لبيكـ اللهم لبيكـ مناسكـ وأجور ...

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سارة بنت محمد مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    في المرفق الكتاب بالكامل عرض أنيق ، قام بعمله الأخ الموحد التونسي بارك الله فيه وجزاه الله خيرا
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    جزاك الله خيرا أختنا الكريمة بنت محمد وأحسن إليك .

    والشكر موصول لابننا الكريم : ( الموحد التونسي )
    جزاه الله خيرا و غفر له ولوالديه آمين .

  20. #20

    افتراضي رد: لبيكـ اللهم لبيكـ مناسكـ وأجور ...

    جزاك الله خيرا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •