الدرس الخامس

الحرف- الكلام

الحرف علامته التي تميزه عن الاسم والفعل هي عدم قبوله شيئا من علامات الاسم أو شيئا من علامات الفعل.
مثل: هل، في، لمْ.
والحرف ثلاثة أنواع:
1- نوع يشترك في الدخول على الأسماء والأفعال، مثل: ( هلْ )، تقول: هلْ زيدٌ في الدار، وهلْ جاءَ بكرٌ.
2- نوع يختص بالأسماء، مثل حروف الجر، تقول زيدٌ في المسجدِ.
3- نوع يختص بالأفعال، مثل حروف الجزم والنصب، قال : ( فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا وَلَن تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ ).
وتنقسم من حيث العمل وعدمه إلى قسمين:
1- عاملة مثل حروف الجر والجزم والنصب فإنها تجلب الجر أو الجزم أو النصب لمدخولها.
2- مهملة أي لا تؤثر فيما بعدها مثل هل فهو حرف استفهام لا عملَ له.
وجميع الحروف مبنية.

الكلام
الكلام هو: القولُ المفيدُ.
والقول هو: اللفظ الموضوع لمعنى، أي وضعته العرب للدلالة على معنى.
والمفيد هو: الذي يصح الاكتفاء به. مثل: قامَ زيدٌ، وزيدٌ قائمٌ.
ولا يكون القول مفيدا إلا إذا كان مركبا، فاشتراط الإفادة يستلزم التركيب.
والحاصل هو أن العناصر التي يجب توفرها في الكلام هي:
1- اللفظ وهو: الصوت المشتمل على بعض الأحرف، وبهذا يخرج عن تعريف الكلام، الكتابة فلو كُتب في صفحة: زيدٌ قائمٌ، ولم ينطق به فلا يسمى كلاما، ويخرج الإشارة فلو قيل لك هل تذهبُ للدرسِ فأشرت برأسك للدلالة على الموافقة فلا تسمى كلاما وإن فهم عنك المعنى لأنك لم تنطق، فكل ما يفيد وليس بلفظ لا يسمى كلاما.
2- المركب وهو: ما تكون من كلمتين فأكثر، وبهذا يخرج المفرد كزيد إذا تلفظت به فإنه وإن كان لفظا لكنه مفرد، والمركب قسمان: مركب ناقص وهو: ما لا يصح الاكتفاء به، مثل المركب الإضافي نحو: غلامُ زيدٍ، والمركب الوصفي نحو: الرجلُ المؤمنُ، ومركب تام وهو: ما يصح الاكتفاء به، وهو الكلام.
3- المفيد وهو: الذي يصح الاكتفاء به، ويخرج كل مركب لا يصح الاكتفاء به مثل: ( جاءَ الذي ) فليس بكلام لأنه يحتاج إلى صلة الموصول، ومثل: ( إنْ قامَ زيدٌ ) فليس بكلام لأنه يحتاج إلى جواب الشرط، أي أن جملة الشرط لا تكون كلاما حتى تنضم إليها جملة جواب الشرط، ومثل: ( أقسمُ باللهِ ) فليس بكلام لأنه يحتاج إلى جواب القسم، أي أن جملة القسم لا تكون كلاما حتى تنضم إليها جملة جواب القسم كأن تقول في جواب القسم لأفعلن كذا.
4- الوضع وهو: كون الكلمات عربية، فيخرج ما لو تكلم أحد بأي لغة أخرى غير لغة العرب، فإنه وإن نطق بجملة مفيدة إلا أنه ليس بكلام عند النحاة ولا يعتريه الإعراب والبناء.
فالكلام: قول مفيدٌ= لفظ مركب مفيد بالوضع، والفرق بينهما في الإجمال والتفصيل.
ثم إن الكلام - كما علمتَ- لا بد أن يكون مركبا، والمركب قد يتركب من كلمتين أو ثلاث أو أربع أو أكثر، ولا يحصل الكلام بأقل من كلمتين فالرقم اثنان هو الحد الأدنى لحصول الكلام.
ثم إن الكلام المصدر باسم مثل: زيدٌ قائمٌ، والمطر نازلٌ، يسمى جملة اسمية.
والكلام المصدر بفعل مثل: قامَ زيدٌ، وعُوقِبَ المجرِمُ- أي سواء كان الفعل مبنيا للمعلوم أو المجهول- يسمى جملة فعلية.

المعربات- الاسم المفرد- جمع التكسير

المعربات ثمانية هي: الاسم المفرد، وجمع التكسير، والأسماء الخمسة، والمثنى، وجمع المذكر السالم، وجمع المؤنث السالم، والأفعال الخمسة، والفعل المضارع.
فالاسم المفرد هو: ما ليس مثنى ولا مجموعا ولا من الأسماء الخمسة، مثل: رجل وكتاب وقلم.
وهو قسمان:
1- منصرف وهو: الذي يدخله التنوين، فهذا يعرب بالحركات الثلاث ظاهرة أو مقدرة.
تقول: جاءَ زيدٌ، والفتى، ورأيت زيدًا والفتى، ومررت بزيدٍ والفتى، فزيد والفتى اسمان منصرفان.
2- غير منصرف وهو: الذي لا يدخله التنوين، فهذا يجر بالفتحة، أمَّا في حالتي الرفع والجرفإنَّه على الأصل يُرْفَع بالضمة وينصب بالفتحة ولكن بدون تنوين، وذلك مثل الأعلام الأعجمية كآدم وإبراهيم وموسى وجون وجورج وباريس.
تقول: جاءَ إبراهيمُ وموسى، ورأيتُ إبراهيمَ وموسى، ومررتُ بإبراهيمَ وموسى، فإبراهيم وموسى اسمان غير منصرفين.
وجمع التكسير هو: ما دل على ثلاثة فأكثر بتغيير صورة مفرده، مثل رجال وكتب وأقلام.
وهو قسمان:
1- منصرف وهو: الذي يدخله التنوين، فهذا يعرب بالحركات الثلاث ظاهرة أو مقدرة.
تقول: جاءَ قضاةٌ، ورأيتُ قضاةً، وسلمتُ على قضاةٍ، وحضَرَ المرضى، وساعدتُ المرضى، ودعوتُ للمرضى.
2- غير منصرف وهو: الذي لا يدخله التنوين، فهذا يجر بالفتحة.
أمَّا في حالتي الرفع والجر فإنَّه على الأصل يُرْفَع بالضمة وينصب بالفتحة ولكن بدون تنوين.
وضابطه هو: ( كل جمع ثالثه ألف بعدها حرفان، أو ثلاثة أوسطهن ساكن ).
مثل: مَسَاجِد، ومَصَانِع، وقَوَاعِد، فهذه جموع ثالثها ألف بعدها حرفان فتمنع من الصرف.
ومثل: مَصَابِيح، ومَحَارِيب، وأَقَاوِيل، فهذه جموع ثالثها ألف بعدها ثلاثة أحرف أوسطهن هو الياء الساكنة فتمنع من الصرف.
تقول: هذه مساجدُ، ورأيت مساجدَ، وصليتُ في مساجدَ.
وتقول: السواقِي جميلةٌ، ورأيتُ السواقِيَ، ونظرتُ إلى السواقِي.
وهي في المثال الأول مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة، وفي الثاني مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة، وفي الثالث اسم مجرور بالفتحة المقدرة لأنه ممنوع من الصرف.

الأسماءالخمسة

الأسماء الخمسة هي: الأب والأخ والحم والفم وذو ( التي بمعنى صاحب ).
وهذه الأسماء تُرفَع بالواو وتُنصَب بالألف وتُجر بالياء.
تقول
: جاءَأبوكَ، ورأيتُ أباك َوذهبتُ إلى أبيكَ.
فالأول فاعل مرفوع بالواو، والثاني مفعول به منصوب بالألف، والثالث اسم مجرور بالياء، لأنها من الأسماء الخمسة.
وهذه الأسماء لاتُعرَب هذا الإعرابَ إلا أن تكون ( مفردةً، مكبرةً، مضافةً، إلى غيرياء المتكلم ).
فإن كانت مثناةً أُعرِبت إعرابَ المثنى، تقول: جاءَ أبَواكَ، ورأيتُ أبوَيكَ، وذهبتُ إلى أبَويكَ .
وإن كانت مجموعةً جمعَ تكسيرأُعربت إعراب جمع التكسير أي بالحركات تقول: جاء آباؤُكَ، ورأيت آباءَكَ، وذهبت إلى آبائِكَ.
وإنكانتمجموعةجمعمذكرٍسالمًا أُعربتإعرابَه،تقول: جاءأبُونَ، ورأيت أبينَ،ومررتُ بأبينَ .
ولم يجمع منها جمع المذكر السالم إلا ثلاثة ( الأب والأخ والحم ) تقول هذا أخونَ ورأيتُ أخينَ، وسلمتُ على حَمِينَ.
وإن كانت مصغرة أعربت بالحركات الظاهرة، تقولُ: جاءَ أُبَيُّ زيدٍ، ورأيتُ أُبَيَّ زيدٍ، ومررتُ بأُبَيِّ زيدٍ.
وإن كانت غيرمضافة أعرِبت بالحركات الظاهرة، تقول: جاءَ أبٌ، ورأيتُ أبًا، وذهبتُ إلى أبٍ.
وإن كانت مضافةً إلى ياءالمتكلم أعربت بحركاتٍ مقدرةٍ، تقول: جاءَ أبي، وأكرمتُ أبي،وذهبتُ إلى أبي.
فالأول فاعل مرفوع بضمة مقدرة على ما قبل الياء أي على الباء، والثاني منصوب بفتحة مقدرة كذلك، والثالث مجرور بكسرة مقدرة كذلك.
كما يشترط في فم شرط إضافي وهو أن تسقط منه الميم تقول: هذا فوكَ، ورأيتُ فاكَ، وخرجَ هذا الكلامُ من فِيكَ.
فإن لم تسقط الميم أعرب بالحركات الظاهرة تقول: هذا فمٌ، ورأيتُ فمًا، وخرجَ هذا الكلامُ من فمٍ.
واعلم أنه قد ذكر بعض النحاة اسما سادسا وهو ( الهَنُ ) بمعنى ما يستقبح ذكره كالعورة، ولكن الأفصح أن يعرب بالحركات الظاهرة على النون.
والحاصل هو أن في هَن لغتين:
الأولى: أن يعرب بالحركات الظاهرة تقول: خرجَ هَنُ الطفلِ، وسترتُ هَنَ الطفلِ، وغسلت الأمُّ النجاسةَ عن هَنِ الطفلِ.
وهذه هي اللغة المشهورة والأكثر استعمالا وهي الأحسن والأفصح.
الثانية: أن يعرب إعراب الأسماء الخمسة بالواو رفعا وبالألف نصبا وبالياء جرا، تقول: خرجَ هَنُو الطفل، وسترتُ هَنَا الطفلِ، وغسلت الأم النجاسة عن هَنِي الطفلِ.
فمن عدها خمسة فقد اتبع المشهور الفصيح، ومن عدها ستة فقد التفت إلى هذه اللغة القليلة.

( شرح النص )

وأمَّا الحرفُ فيُعرفُ بأنْ لا يقبلَ شيئًا مِن علاماتِ الاسمِ والفعلِ، نحوُ: هلْ، وبلْ.
وليسَ منهُ مَهْما وإذْمَا، بل مَا المصْدَرِيَّةُ ولمَّا الرَّابِطَةُ في الأصحِّ.
والكلامٌ لفظٌ مفيدٌ وأقلُ ائتلافِهِ من اسمينِ كزيدٌ قائمٌ، أو فعلٍ واسمٍ كقامَ زيدٌ.
فصلٌ: أنواعُ الإعرابِ أربعةٌ رفعٌ ونصبٌ في اسمٍ وفعلٍ نحو: زيدٌ يقومُ وإنَّ زيدًا لنْ يقومَ، وجرٌ في اسمٍ نحو بزيدٍ، وجزمٌ نحو لمْ يقمْ.
فيرفعُ بضمةٍ وينصبُ بفتحةٍ ويجرُ بكسرةٍ ويجزمُ بحذفِ حركةٍ إلا الأسماءَ الستةَ وهي: أبوهُ وأخوهُ وحَمُوهَا وهَنُوهُ وفوهُ وذو مالٍ، فترفعُ بالواوِ، وتنصبُ بالألفِ، وتجرُّ بالياءِ. والأفصحُ استعمالُ هنٍ كغَدٍ.
.............................. .............................. .............................. .............................
لما فرغ من الاسم والفعل شرع يتكلم في الحرف فقال ( وأمَّا الحرفُ فيُعرفُ بأنْ لا يقبلَ شيئًا مِن علاماتِ الاسمِ والفعلِ، نحوُ: هلْ، وبلْ ) فكل كلمة تقبل علامة من علامات الاسم فهي اسم، وكل كلمة تقبل علامة من علامات الفعل فهي فعل، وكل كلمة لا تقبل شيئا من علامات الاسم أو الفعل فهي حرف، مثل: هل وهو حرف استفهام مبني على السكون تقول: هَلْ جاءَ زيدٌ، ومثل: بل وهو حرف عطف مبني على السكون تقول: ما جاءَ زيدٌ بلْ عمروٌ.
ثم أخذ المصنف يذكر بعض الكلمات التي اختلف في حرفيتها ( وليسَ منهُ ) أي من الحرف ( مَهْما وإذْمَا ) أما مهما فذكر بعض العلماء أنها حرف، والمختار أنها اسم بدليل عود الضمير عليها، وكل كلمة يعود الضمير عليها فهي اسم، فهذه علامة إضافية من علامات الاسم، قال : (وَقَالُواْ مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِن آيَةٍ لِّتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ ) نلاحظ هنا أن مهما بمعنى أي شيء أي قالوا أي شيء تأتنا به، فيكون الضمير في به عائدا على مهما فنعرف أنها اسم، وهي اسم شرط جازم يجزم فعلين، وأما إذْمَا فقال بعضهم هي حرف وقال آخرون هي اسمٌ، واستدلوا على اسميتها بأن ( إذْمَا ) كلمتان: إذْ + ما ، وإذْ اسم يدل على الزمان بمعنى حين ، قال : ( إلا تنصروه فقد نصرهُ اللهُ إذْ أخرجَهُ الذينَ كفروا ) أي فقد نصره الله حين إخراجِ الكفار له، وإذا ثبت أنها قبل دخول ما كانت اسما، فبعد دخول ما الزائدة عليها تبقى اسما أيضا لأن الأصل بقاء ما كان على ما كان، وهي بعد دخول ما اسم شرط جازم لفعلين بمعنى متى تقول إذْمَا تقمْ أقمْ، أي متى تقم أقم، وذلك نظير إمّا في قوله : ( إمَّا تَرَيِنَّ من البشرِ أحدًا ) فإما هي إن حرف الشرط وقد اقترن به ما الزائدة فلم يخرج عن الحرفية باقتران ما به. ( بل )من الحرف ( مَا المصْدَرِيَّةُ ولمَّا الرَّابِطَةُ في الأصحِّ ) من القولين، لأنهما لا يقبلان شيئا من علامات الاسم أو الفعل، وما المصدرية هي التي تدخل على الأفعال وتؤولها بمصدر تقول: سَرَّنِي ما فعلتَ أي سرني فِعْلُكَ، قال : ( ودُّوا ما عَنِتُّم ) أي ودُّوا عنتكم، وقال : ( لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا ) أي ذلك اللعنُ بعصيانهم أي بسببه، وإعرابها: حرف مصدري مبني على السكون، ولَـمَّا الرابطة هي حرف يدل على وجود شيء عند وجود شيء آخر تقول: لما جاءني أكرمتُهُ، فإنها ربطت وجود الإكرام عند وجود مجيئه، ولما درسَ زيدٌ نجحَ، فإنها ربطت وجود النجاح بوجود الدراسة، وهي حرف وجود لوجود مبني على السكون، فتلخص أن كلمتين الراجح فيهما الاسمية وهما: ( مهما، وإذْمَا ) وكلمتين الراجح فيهما هو الحرفية وهما: ( ما المصدرية، ولمَّا الرابطة ).
ثم لما فرغ من بيان الكلمة وأقسامها شرع يتكلم في الكلام فقال: ( والكلامٌ لفظٌ مفيدٌ ) واللفظ هو صوت مشتمل على بعض الأحرف، والمفيد هو: ما يصح الاكتفاء به، نحو الحمدُ للهِ ( وأقلُ ائتلافِهِ ) أي تركبه( من اسمينِ كزيدٌ قائمٌ ) وهي الجملة الاسمية ( أو فعلٍ واسمٍ كقامَ زيدٌ ) وهي الجملة الفعلية.
ثم شرع يتكلم في المعربات التي تكون في الكلام فقال ( فصلٌ: أنواعُ الإعرابِ أربعةٌ رفعٌ ونصبٌ في اسمٍ وفعلٍ نحو زيدٌ يقومُ ) زيدٌ اسم مرفوع، ويقوم فعل مضارع مرفوع ( وإنَّ زيدًا لنْ يقومَ ) زيدًا اسم منصوب، ويقومَ فعل مضارع منصوب ( وجرٌ في اسمٍ نحو بزيدٍ ) من قولك مررتُ بزيدٍ ( وجزمٌ نحو لمْ يقمْ فيرفعُ ) الاسم والفعل المضارع ( بضمةٍ وينصبُ بفتحةٍ ويجرُ بكسرةٍ ويجزم بحذف حركةٍ ) أي بالسكون لأنه عدم الحركة، والجر للأسماء والجزم للأفعال المضارعة، والأصل في الإعراب أن يكون الرفع بالضمة والنصب بالفتحة والجر بالكسرة والجزم بالسكون، وخرج عن هذا الأصل سبعة أبواب هي: الأسماء الستة، والمثنى، وجمع المذكر السالم، وجمع المؤنث السالم، والاسم الذي لا ينصرف، والأفعال الخمسة، والفعل المضارع المعتل الآخر، وسيأتي بيانها إن شاء الله.
( إلا الأسماءَ الستةَ وهي: أبوهُ ) نحو جاءَ أبوه، ورأيتُ أباه ومررتُ بأبيه ( وأخوهُ ) نحو جاءَ أخوه، ورأيتُ أخاه، ومررتُ بأخيه، ( وحَمُوهَا ) الحم هو أقارب الزوج بالنسبة للزوجة كأبيه وأخيه وعمه، ولذلك قال حموها بالإضافة إلى المرأة ولم يقل حموه، تقول: جاءَ حموها، ورأيتُ حماها ومررتُ بحميها ( وهَنُوهُ ) نحو هذا هنو الطفلِ، وسترتُ هنا الطفلِ، وغسلت الأم النجاسة عن هني الطفلِ ( وفوهُ ) نحو هذا فوكَ، وأكرمْ فاكَ، واغسلْ الطعامَ من فِيكَ (وذو مالٍ ) أي صاحب مال وقد أضافه إلى اسم ظاهر لأنه لا يضاف إلى الضمائر فلا تقل ذوك أو ذوها، تقول: جاءَ ذو مالٍ، ورأيتُ ذا مالٍ، ومررتُ بذي مالٍ ( فترفعُ بالواوِ، وتنصبُ بالألفِ، وتجرُّ بالياءِ ) ولكن بشروط هي: أولا: أن تكون مفردة، ثانيا: أن تكون مكبرة، ثالثا: أن تكون مضافة، رابعا: أن تكون الإضافة إلى غير ياء المتكلم، قال المصنف في شرحه: واستغنيتُ عن اشتراط هذه الشروط لكوني لفظتُ بها مفردة مكبرة مضافة إلى غير ياء المتكلم. اهـ .
( والأفصحُ استعمالُ هنٍ كغَدٍ ) أي يعرب بالحركات فكما تقول: الغدُ قريبٌ، وإن غدًا لقريبٌ، واصبرْ عليَّ لغدٍ، تقول: خرجَ هنُ الطفلِ، وسترتُ هنَ الطفلِ، وغسلت الأمُّ النجاسةَ عن هنِ الطفلِ.

( تدريب )
أعربْ ما يلي:
1- مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ.
2- قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ.
3- قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا.
4- إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بآيَاتِ اللهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ.