قال الإمام:
وَلا يَمْنَعُ الإِدْغامُ إِذْ هُوَ عَارِضٌ * * * إِمَالَةَ كَالأَبْرَارِ وَالنَّارِ أَثقَلا
قال الإمام أبو شامة:
و (إمالةَ) مفعولُ (يمنعُ)، وسقط التنوينُ منه لإضافتِه إلى (كالأبرار)، وهو مُشكِلٌ؛ فإنّه ليس في القرآن (كالأبرار) بالكاف، فالوجه أن يقال هو مضاف إلى الكاف وحدَها، وهي هنا اسم بمعنى "مثل" كقول الراجز: يضحكن عن كالبرد المثهم
أي: "إمالةَ مثلِ الأبرارِ".
ويجوز أن تكون الكاف ضميرَ المخاطَب و "الأبرارَ" مفعولُ إمالةَ؛ أي: "إمالتَكَ الأبرارَ" فهو مثل قوله: وإِضجاعُك التَّوراةَ ...
والناظم - رحمه الله - كان ضريرًا فأمْلى هذا اللَّفظ، فسبق إلى ذِهن الكاتب السَّامع منه أنَّها كاف التشبيه، فكتبها متَّصلة بالأبرار،، والله أعلم.
فيكون البيت على هذا الاحتمال:
وَلا يَمْنَعُ الإِدْغامُ إِذْ هُوَ عَارِضٌ * * * إِمَالَتَكَ "الأَبْرَار" وَالنَّارِ أَثقَلا
وتكون الأبرار محتملة للجر على الحكاية أو النصب مفعول إمالتك.