يتبع: الموازنة بين الحسنات والسيئات: مدح شيخ الإسلام لبعض أئمة الكلام
مدح شيخ الإسلام لبعض أئمة الكلام:
إن من سمات أصحاب الغلو التي طغت على ساحة الحوار بين طوائف المسلمين اليوم عدم ذكر محامد الرجل إذا ثبت عليه الغلط، ناهيك عن البدعة، فإنهم يقصفونه بصواعق الكلام من التجريح والعيب والنقص مما لا يحسنه غيرهم، وليس معهم في ذلك ولو شبه دليل وعلم ولا شموا رائحته، ونحن نذكر في هذه المقالة كلمات عن أبرز عالم حمل لواء السلفية ودافع عن أصولها بما لا يوجد مثله عند غيره من العلماء والأئمة، وهو يذكر محامد بعض أئمة الكلام.
فقد عدد شيخ الإسلام رحمة الله عليه بعض محاسن القاضي أبي بكر الباقلاني وهو إمام في الأشعرية؛ وقال عنه في الدرء: "وهذا الذي نقلوه -من إنكار أبي حامد وغيره على القاضي أبي بكر الباقلاني- هو بسبب هذا الأصل، وجرى له بسبب ذلك أمور أخرى، وقام عليه الشيخ أبو حامد و الشيخ أبو عبد الله بن حامد وغيرهما من العلماء من أهل العراق وخراسان والشام وأهل الحجاز ومصر، مع ما كان فيه من الفضائل العظيمة والمحاسن الكثيرة والرد على الزنادقة والملحدين وأهل البدع، حتى إنه لم يكن في المنتسبين إلى ابن كلاب و الأشعري أجل منه ولا أحسن كتبا وتصنيفا، وبسببه انتشر هذا القول، وكان منتسبا إلى الإمام أحمد وأهل السنة وأهل الحديث والسلف مع انتسابه إلى مالك و الشافعي وغيرهما من الأئمة".
وقال رحمه الله تعالى في المنهاج: "وعبد الرحمن الأصم وإن كان معتزليا فإنه من فضلاء الناس وعلمائهم، وله تفسير ومن تلاميذه إبراهيم بن إسماعيل بن علية، ولإبراهيم مناظرات في الفقه وأصوله مع الشافعي وغيره، وفي الجملة فهؤلاء من أذكياء الناس وأحدهم أذهانا وإذا ضلوا في مسألة لم يلزم أن يضلوا في الأمور الظاهرة التي لا تخفى على الصبيان".
وقال في الصفدية: "ومن جعل الحقائق تتبع العقائد كما يظن طائفة من النظار أن ليس في الحوادث التي ليس فيها نص قاطع عندهم حكم معين يطلب بالاجتهاد، بل الحكم فيها يتبع الاعتقاد، ولهذا قيل في هذا المذهب أوله سفسطة، ولكن هو سفسطة حدثت على طائفة من النظار الأذكياء، فإن هذا قول أبي الهذيل وأبي علي وأبي هاشم والأشعري في أظهر قوليه وقول القاضي أبي بكر وأبي حامد الغزالي وغيرهم، وهو وإن كان قولا ضعيفا مخالفا للكتاب والسنة وإجماع السلف، باطل شرعا وعقلا، فالقائلون به قوم فضلاء قصدهم الحق لم يكن غرضهم أن يقولوا ما يعلمون أنه باطل".
وذكر رحمه الله في الدرء عن أبي ذر الهروي وغيره من المتكلمين كلاما لو قاله أي واحد من أهل السنة والجماعة اليوم؛ لأخرجوه أولائك المتشددون من الملة بالنعال، ولا حول ولا قوة إلى بالله، إذ شيخ الإسلام وهو من هو يقول عنهم أنهم أصحاب علم وفضل وحسنات مبرورة، ولهم جهاد لأهل الإلحاد والبدع، ويشيد بانتصارهم لأهل السنة والدين، ويبين أن هذا هو المذهب الوسط في مثل هؤلاء؛ وهو مذهب العلم والصدق والعدل والإنصاف، فقال: "أبو ذر فيه من العلم والدين والمعرفة بالحديث والسنة وانتصابه لرواية البخاري عن شيوخه الثلاثة وغير ذلك من المحاسن والفضائل ما هو معروف به، وكان قد قدم إلى بغداد من هراة، فأخذ طريقة ابن الباقلاني وحملها إلى الحرم، فتكلم فيه وفي طريقته من تكلم كأبي نصر السجزي، وأبي القاسم سعد بن على الزنجاني، وأمثالهما من أكابر أهل العلم والدين، لما ليس هذا موضعه، وهو ممن يرجح طريقة الصبغي والثقفي على طريقة ابن خزيمة وأمثاله من أهل الحديث، وأهل المغرب كانوا يحجون فيجتمعون به ويأخذون عنه الحديث وهذه الطريقة ويدلهم على أصلها، فيرحل منهم من يرحل إلى المشرق، كما رحل أبو الوليد الباجي، فأخذ طريقة أبو جعفر السمناني الحنفي صاحب القاضي أبي بكر، ورحل بعده القاضي أبو بكر بن العربي، فأخذ طريقة أبي المعالي في الإرشاد، ثم إنه ما من هؤلاء إلا من له في الإسلام مساع مشكورة وحسنات مبرورة، وله في الرد على كثير من أهل الإلحاد والبدع والانتصار لكثير من أهل السنة والدين ما لا يخفى على من عرف أحوالهم، وتكلم فيهم بعلم وصدق وعدل وإنصاف، لكن لما التبس عليهم هذا لأصل المأخوذ ابتداء عن المعتزلة؛ وهم فضلاء عقلاء؛ احتاجوا إلى طرده والتزام لوازمه، فلزمهم بسبب ذلك من الأقوال ما أنكره المسلمون من أهل العلم والدين، وصار الناس بسبب ذلك: منهم من يعظمهم لما لهم من المحاسن والفضائل، ومنهم من يذمهم لما وقع في كلامهم من البدع والباطل، وخيار الأمور أوساطها".
ثم يبين شيخ الإسلام -وكأنه يعيش بيننا، وهذا من توفيق الله تعالى للمؤمن-؛ أن الخطأ والبدعة ليس محصورا على أهل الكلام فقط، بل حتى أهل العلم والدين -كما وصفهم- معرضون للغلط وارتكاب ما هو بدعة في الدين، ثم يعتذر للجميع ويرجو لهم السلامة، فانطبق عليه (من عرف الحق رحم الخلق)؛ فيقول: "وهذا ليس مخصوصا بهؤلاء، بل مثل هذا وقع لطوائف من أهل العلم والدين، والله تعالى يتقبل من جميع عباده المؤمنين الحسنات، ويتجاوز لهم عن السيئات، {ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم}، ولا ريب أن من اجتهد في طلب الحق والدين من جهة الرسول صلى الله عليه وسلم وأخطأ في بعض ذلك فالله يغفر له خطأه؛ تحقيقا للدعاء الذي استجابه الله لنبيه وللمؤمنين حيث قالوا: {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا}".
ولم يفت شيخ الإسلام أن يلزم المتشددين أصحاب الغلو في كل عصر بارتداد مذهبهم الباطل عليهم وعلى متبوعهم، مبينا أنه قل من يسلم من مثل غلط أولائك في المتأخرين ولو كان بدعة؛ فهو عن اجتهاد وابتغاء اتباع الرسول، وكذلك قل من يسلم من التناقض فإنه من لوازم الخلقة البشرية، هذا مع أن شيخ الإسلام رحمه الله تعالى لم ير ما هو واقع اليوم بين الأتباع وحتى بعض المتبوعين على الساحة السلفية ممن تميز بالجهل والبغي وقد استأثر بهما، مما سلط الأعداء الحقيقين للدين كالسقاف وغيره على أهل السنة والجماعة، بل على السلفية تحديدا -منهجا وعقيدة وأئمة-، فقال:"ومن اتبع ظنه وهواه، فأخذ يشنع على من خالفه بما وقع فيه من خطأ ظنه صوابا بعد اجتهاده وهو من البدع المخالفة للسنة، فإنه يلزمه نظير ذلك أو أعظم أو أصغر فيمن يعظمه هو من أصحابه، فقل من يسلم من مثل ذلك في المتأخرين لكثرة الاشتباه والاضطراب وبعد الناس عن نور النبوة وشمس الرسالة الذي به يحصل الهدى والصواب ويزول به عن القلوب الشك والارتياب، ولهذا تجد كثيرا من المتأخرين من علماء الطوائف يتناقضون في مثل هذه الأصول ولوازمها، فيقولون القول الموافق للسنة وينفون ما هو من لوازمه غير ظانين أنه من لوازمه، ويقولون ما ينافيه غير ظانين أنه ينافيه، ويقولون بملزومات القول المنافي لما أثبتوه من السنة، وربما كفروا من خالفهم في القول المنافي وملزوماته، فيكون مضمون قولهم: أن يقولوا قولا ويكفروا من يقوله، وهذا يوجد لكثير منهم في الحال الواحد، لعدم تفطنه لتناقض القولين، ويوجد في الحالين لاختلاف نظره واجتهاده".
وليتعلم جميع الناس كيف يقيم القول ويوزن الكتاب من شيخ الإسلام إذ سئل عن قوت القلوب لأبي طالب المكي وإحياء علوم الدين لأبي حامد الغزالي، حيث قرر أن كل كتاب لا بد أن يشتمل على ما ينقد لكن يجب العدل والإنصاف، فقال في المجموع: " وأما كتاب (قوت القلوب) وكتاب (الإحياء) تبع له فيما يذكره من أعمال القلوب مثل الصبر والشكر والحب والتوكل والتوحيد ونحو ذلك، وأبو طالب أعلم بالحديث والأثر وكلام أهل علوم القلوب من الصوفية وغيرهم من أبي حامد الغزالي، وكلامه أشد وأجود تحقيقا وأبعد عن البدعة، مع أن في (قوت القلوب) أحاديث ضعيفة وموضوعة وأشياء مردودة كثيرة. وأما ما في (الأحياء) من المهلكات مثل الكلام على الكبر والعجب والرياء والحسد ونحو ذلك فغالبه منقول من كلام الحارث المحاسبي في (الرعاية)، ومنه ما هو مقبول ومنه ما هو مردود ومنه ما هو متنازع فيه، و(الإحياء) فيه فوائد كثيرة؛ لكن فيه مواد مذمومة، فإن فيه مواد فاسدة من كلام الفلاسفة تتعلق بالتوحيد والنبوة والمعاد، -فإذا ذكرت معارف الصوفية كان بمنزلة من أخذ عدوا للمسلمين ألبسه ثياب المسلمين، وقد أنكر أئمة الدين على أبي حامد هذا في كتبه، وقالوا: أمرضه الشفاء، يعني شفاء ابن سينا في الفلسفة-، وفيه أحاديث وآثار ضعيفة، بل موضوعة كثيرة، وفيه أشياء من أغاليط الصوفية وترهاتهم، وفيه مع ذلك من كلام المشايخ الصوفية العارفين المستقيمين في أعمال القلوب الموافق للكتاب والسنة ومن غير ذلك من العبادات والأدب ما هو موافق للكتاب والسنة ما هو أكثر مما يرد منه، فلهذا اختلف فيه اجتهاد الناس وتنازعوا فيه ".
أقول: من لا يحسن مثل هذا الكلام أو قريب منه فالسكوت أسلم له وأحسن عاقبة.
رد: يتبع: الموازنة بين الحسنات والسيئات: مدح شيخ الإسلام لبعض أئمة الكلام
رد: يتبع: الموازنة بين الحسنات والسيئات: مدح شيخ الإسلام لبعض أئمة الكلام
قال فضيلة الشيخ صالح بن صالح الفوزان فى كتابه ((الأجوبة المفيدة على أسئلة المناهج الجديدة ))(ص13)
إجابة عن السؤال :
هل يلزمنا ذكر محاسن من نحذر منهم ؟
فأجاب حفظه الله :إذا ذكرت محاسنهم فمعناه أنك دعوت لهم , لا...لا, لا تذكر محاسنهم اذكر الخطأ الذى هم عليه فقط . لأنه ليس موكولا َََََ إليك أن تدرس وضعهم وتقوم , أنت موكول إليك بيان الخطأ الذى عندهم من أجل أن يتوبوا منه ,ومن أجل أن يحذره غيرهم ,أما إذا ذكرت محاسنهم قالوا :الله يجزاك خير , نحن هذا الذى نبغيه ...انتهى.
سئل فضيلة الشيخ العلامة صالح اللحيدان حفظه الله :
هل من منهج أهل السنة والجماعة فى التحذير من أهل البدع والضلال ذكر محاسنهم المبتدعة والثناء عليهم وتمجيدهم بدعوى الإنصاف والعدل ؟
فأجاب الشيخ : وهل كانت قريش فى الجاهلية وأئمة الشرك ,لاحسنة لأحدهم ؟!
هل جاء فى القران ذكر حسنة من حسناتهم ؟!
هل جاء فى السنة ذكر مكرمة من مكارمهم ؟!
وكانوا يكرمون الضيف ,كان العرب فى الجاهلية يكرمون الضيف , ويحفظون الجوار , ومع ذلك لم تذكر فضائل من عصى الله جل وعلا
ليست المسألة مسألة تعداد المحاسن والمساوىء وإنما مسألة تحذير من خطر .
وإذا أراد الإنسان ان ينظر , فلينظر إلى أقوال الأئمة كأحمد ابن حنبل ويحيى بن معين وعلى بن المدينى وشعبة .
هل كان أحدهم إذا سئل عن شخض مجروح وقال :كذاب .هل قال :ولكنه كريم الأخلاق , وجواد فى بذل المال , كثير التهجد فى الليل ؟!
وإذا قالوا مختلط .أو قالوا :أخذته الغفلة .هل كانوا يقولون :ولكن فيه ..ولكن فيه ..؟إلا لماذا يُطلب من الناس فى هذا الزمن , إذا حذر شخص أن يقال : ولكنه كان فيه .. وكان فيه ..وكان فيه ؟!!هذه دعايات من يجهل قواعد الجرح والتعديل , ويجهل أسباب تحقيق المصلحة , والتنفير من ضياعها. انتهى
رد: يتبع: الموازنة بين الحسنات والسيئات: مدح شيخ الإسلام لبعض أئمة الكلام
مجموع الفتاوى (10/ 364)
فَإِذَا لَمْ يَحْصُلْ النُّورُ الصَّافِي بِأَنْ لَمْ يُوجَدْ إلَّا النُّورُ الَّذِي لَيْسَ بِصَافٍ. وَإِلَّا بَقِيَ الْإِنْسَانُ فِي الظُّلْمَةِ فَلَا يَنْبَغِي أَنْ يَعِيبَ الرَّجُلُ وَيَنْهَى عَنْ نُورٍ فِيهِ ظُلْمَةٌ. إلَّا إذَا حَصَلَ نُورٌ لَا ظُلْمَةَ فِيهِ وَإِلَّا فَكَمْ مِمَّنْ عَدَلَ عَنْ ذَلِكَ يَخْرُجُ عَنْ النُّورِ بِالْكُلِّيَّةِ إذَا خَرَجَ غَيْرُهُ عَنْ ذَلِكَ؛ لِمَا رَآهُ فِي طُرُقِ النَّاسِ مِنْ الظُّلْمَةِ. وَإِنَّمَا قَرَّرْت هَذِهِ " الْقَاعِدَةَ " لِيُحْمَلَ ذَمُّ السَّلَفِ وَالْعُلَمَاءِ لِلشَّيْءِ عَلَى مَوْضِعِهِ وَيُعْرَفَ أَنَّ الْعُدُولَ عَنْ كَمَالِ خِلَافَةِ النُّبُوَّةِ الْمَأْمُورِ بِهِ شَرْعًا:
تَارَةً يَكُونُ لِتَقْصِيرِ بِتَرْكِ الْحَسَنَاتِ عِلْمًا وَعَمَلًا
وَتَارَةً بِعُدْوَانِ بِفِعْلِ السَّيِّئَاتِ عِلْمًا وَعَمَلًا
وَكُلٌّ مِنْ الْأَمْرَيْنِ قَدْ يَكُونُ عَنْ غَلَبَةٍ وَقَدْ يَكُونُ مَعَ قُدْرَةٍ. "
فَالْأَوَّلُ " قَدْ يَكُونُ لِعَجْزِ وَقُصُورٍ وَقَدْ يَكُونُ مَعَ قُدْرَةٍ وَإِمْكَانٍ.
و " الثَّانِي ": قَدْ يَكُونُ مَعَ حَاجَةٍ وَضَرُورَةٍ وَقَدْ يَكُونُ مَعَ غِنًى وَسَعَةٍ،
وَكُلُّ وَاحِدٍ -مِنْ الْعَاجِزِ عَنْ كَمَالِ الْحَسَنَاتِ وَالْمُضْطَرِّ إلَى بَعْضِ السَّيِّئَاتِ- مَعْذُورٌ فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} وَقَالَ: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إلَّا وُسْعَهَا} - فِي الْبَقَرَةِ وَالطَّلَاقِ (1) - وَقَالَ: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إلَّا وُسْعَهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرِ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ} وَقَالَ سُبْحَانَهُ: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} وَقَالَ: {مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ} وَقَالَ: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} وَقَالَ: {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إثْمَ عَلَيْهِ} وَقَالَ: وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ.
وَهَذَا أَصْلٌ عَظِيمٌ: وَهُوَ: أَنْ تَعْرِفَ الْحَسَنَةَ فِي نَفْسِهَا عِلْمًا وَعَمَلًا سَوَاءٌ كَانَتْ وَاجِبَةً أَوْ مُسْتَحَبَّةً. وَتَعْرِفَ السَّيِّئَةَ فِي نَفْسِهَا عِلْمًا وَقَوْلًا وَعَمَلًا مَحْظُورَةً كَانَتْ أَوْ غَيْرَ مَحْظُورَةٍ - إنْ سُمِّيَتْ غَيْرُ الْمَحْظُورَةِ سَيِّئَةً -
وَإِنَّ الدِّينَ تَحْصِيلُ الْحَسَنَاتِ وَالْمَصَالِحِ وَتَعْطِيلُ السَّيِّئَاتِ وَالْمَفَاسِدِ. وَإِنَّهُ كَثِيرًا مَا يَجْتَمِعُ فِي الْفِعْلِ الْوَاحِدِ -أَوْ فِي الشَّخْصِ الْوَاحِدِ- الْأَمْرَانِ؛ فَالذَّمُّ وَالنَّهْيُ وَالْعِقَابُ قَدْ يَتَوَجَّهُ إلَى مَا تَضَمَّنَهُ أَحَدُهُمَا فَلَا يَغْفُلُ عَمَّا فِيهِ مِنْ النَّوْعِ الْآخَرِ كَمَا يَتَوَجَّهُ الْمَدْحُ وَالْأَمْرُ وَالثَّوَابُ إلَى مَا تَضَمَّنَهُ أَحَدُهُمَا فَلَا يَغْفُلُ عَمَّا فِيهِ مِنْ النَّوْعِ الْآخَرِ وَقَدْ يُمْدَحُ الرَّجُلُ بِتَرْكِ بَعْضِ السَّيِّئَاتِ الْبِدْعِيَّةِ والفجورية لَكِنْ قَدْ يُسْلَبُ مَعَ ذَلِكَ مَا حُمِدَ بِهِ غَيْرُهُ عَلَى فِعْلِ بَعْضِ الْحَسَنَاتِ السُّنِّيَّةِ الْبَرِّيَّةِ.
فَهَذَا طَرِيقُ الْمُوَازَنَةِ وَالْمُعَادَلَة ِ وَمَنْ سَلَكَهُ كَانَ قَائِمًا بِالْقِسْطِ الَّذِي أَنْزَلَ اللَّهُ لَهُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ.
رد: يتبع: الموازنة بين الحسنات والسيئات: مدح شيخ الإسلام لبعض أئمة الكلام
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه وسلم.
حتى لا نقول ان كلام العلامة الفوزان والعلامة اللحيدان ومن ينقل عنهم مثل هذه الاجوبة من العلماء المعاصرين متناقض مع كلام وتقعيد ومنهج شيخ الاسلام يجب ان نقول أن مراد علماءنا هؤلاء هو التحذير من خطر بدعة وحتى لاتنتشر بسبب حسن ظن الناس بذاك الشخص ،لكن هناك شيء آخر وهو أن الشباب السلفي اليوم مشغوف بتصنيف الناس وجدولتهم فقضية الموازنة قد لاتنفع في التقسيم مع الشغف بتبديع المخالف ولا أقول المخالف للكتاب والسنة فليس أحدهما أولى من الآخر بالصواب ولكنه مخالف له في اجتهاده وإلا مثلا ..هل هؤلاء العلماء يقولون إحذروا الحويني فإنه ضال ولا تقرأوا له ولا تسمعوا!!!؟فإن كانت له بدعة أو مخالفة فليَحذر منها ولا يهضم الرجل حقه وخيره، فلعله بطريقته هذه ذكر المعايب والتحذير يكون ممن صد عن سبيل الله وهو لا يشعر ، وقضية أخرى أن شيخ الاسلام كثيرا ماتجده يتأول للمخالف و يتعذر له لحسن قصده ودينه وهذا صعب على النفوس إلا من رحم الله. حقيقة أجد ان الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى من العلماء الذين يشابهون شيخ الاسلام في هذا الباب وقد ذكر مثل هذه الاشكالات ونبه عليها لكن سبحان الله لا تشيع فينا مثل هذه الفهوم والعلوم!! ترى الشدة والجفاء والغلظة ممن هم أقرب الناس لك في عقيدتك ودينك ،اللهم ارحم علماءنا جميعهم أحيائهم وامواتهم وهيء لنا رجلا من مثل شيخ الاسلام توئد به فتنة عمت وطمت [ليس لها من دون الله كاشفة ]وجزى الله علماءنا عنا خيرا .
رد: يتبع: الموازنة بين الحسنات والسيئات: مدح شيخ الإسلام لبعض أئمة الكلام
سبحان الله العظيم
تنهون عن شيء أنتم واقعون فيهم
ولله في خلقه شؤون
أرى أن في بعض المسائل ليس العلم الفاصل فيه وإنما الوقوف بين يدي الرحمن
وإن كنت أدري أن هذه الكلمات ستحذف ولكن
أرى أن سبب الخلاف أنه إنما اختلت الموازين وطبعا تأثير بعض الدعاة على من لا علم له
رد: يتبع: الموازنة بين الحسنات والسيئات: مدح شيخ الإسلام لبعض أئمة الكلام
جزاك الله خيرا
فلا مانع من ذكر المحاسن كما ذكرت
وشيخ الاسلام ابن تيمية أعلم بمراحل وأكثر غيرة على الشريعة
من عامة العلماء القائلين بعدم ذكر الحسنات للخصوم في هذا الزمن.
وأين الثرى من الثريا !!
مع الاحترام لجميع العلماء.
رد: يتبع: الموازنة بين الحسنات والسيئات: مدح شيخ الإسلام لبعض أئمة الكلام
يا إخواني الأمر هين الموازنات قائمة على المصلحة والمفسدة فليس هناك نص بالتحريم ولا بالإيجاب ، وكل النصوص الواردة في هذا الأمر سواء بهذا أو بذاك إنما مواقف مختلفة لأحوال مختلفة ليس فيها أمر ولا نهي.
بل ربما يكون ذكر حسنة المبتدع لإبطالها أشد نفعا : مثل ذكر النبي صفة الخوارج: تحقرون صلاتكم لصلاتهم، وهذا ليبين أن عبادتهم لم تنفعهم دون علم فلا نغتر بها
وكذلك قوله تعالى {ومن أهل الكتاب من إن تأمنه ....} .
فالأمر يدور على المصلحة المرجوة من الذكر أو عدمه: المصلحة ، المصلحة ...
والله أعلم
رد: يتبع: الموازنة بين الحسنات والسيئات: مدح شيخ الإسلام لبعض أئمة الكلام
ذكر الاخ الفاضل صاحب الموضوع أن شيخ الاسلام ابن تيمية ـ عليه الرحمه ـ كان يذكر حسنات للمبتدعة من المتكلمين ، يريد بذلك ان نمدح المبتدعة اتباعاً لشيخ الاسلام كما احب ان يُئصل الاخ .
و السؤال هنا هل مدح شيخ الاسلام احد من المبتدعة في معرض الرد عليه و التحذير منه ، ام الثناء جاء في معرض الترجمة لهذا الرجل و التعريف به و ما قيل فيه و بيان كلمة الحق التي يتدين بها شيخ الاسلام بالنسبة لهذا الشخص ؟
مثال رد شيخ الاسلام على الاخنائي فهل يستطيع الاخ ان يأتي لنا بثناء شيخ الاسلام على الاخنائي قبل الرد عليه أو في اثناء الرد عليه ؟
و الخلط في هذا الباب محدثة لا نعلمها من فهم السلف ، فكان عند السلف كتب للتراجم خاصة بالتعريف بالرجال ككتاب سير الاعلام للذهبي، فتري الذهبي يبدء الترجمة بقوله الشيخ الفقيه المحدث اللغوي ... ثم تراه يذكر ان الرجل كان على بدعة القدر مثلاً .
فإذا رجعت لترجمة الرجل في ميزان الاعتدال للذهبي ايضا لا تجد شئ من الثناء عليه و لكم حكمه مباشرة هو ضعيف ، هو ثقة ...هكذا
رد: يتبع: الموازنة بين الحسنات والسيئات: مدح شيخ الإسلام لبعض أئمة الكلام
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو صهيب وليد بن سعد
ذكر الاخ الفاضل صاحب الموضوع أن شيخ الاسلام ابن تيمية ـ عليه الرحمه ـ كان يذكر حسنات للمبتدعة من المتكلمين ، يريد بذلك ان نمدح المبتدعة اتباعاً لشيخ الاسلام كما احب ان يُئصل الاخ .
و السؤال هنا هل مدح شيخ الاسلام احد من المبتدعة في معرض الرد عليه و التحذير منه ، ام الثناء جاء في معرض الترجمة لهذا الرجل و التعريف به و ما قيل فيه و بيان كلمة الحق التي يتدين بها شيخ الاسلام بالنسبة لهذا الشخص ؟
مثال رد شيخ الاسلام على الاخنائي فهل يستطيع الاخ ان يأتي لنا بثناء شيخ الاسلام على الاخنائي قبل الرد عليه أو في اثناء الرد عليه ؟
و الخلط في هذا الباب محدثة لا نعلمها من فهم السلف ، فكان عند السلف كتب للتراجم خاصة بالتعريف بالرجال ككتاب سير الاعلام للذهبي، فتري الذهبي يبدء الترجمة بقوله الشيخ الفقيه المحدث اللغوي ... ثم تراه يذكر ان الرجل كان على بدعة القدر مثلاً .
فإذا رجعت لترجمة الرجل في ميزان الاعتدال للذهبي ايضا لا تجد شئ من الثناء عليه و لكم حكمه مباشرة هو ضعيف ، هو ثقة ...هكذا
وليس يصح في الأذهان شيء ... إذا احتاج النهار إلى دليل
رد: يتبع: الموازنة بين الحسنات والسيئات: مدح شيخ الإسلام لبعض أئمة الكلام
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده :
الموازنة بين الحسنات والسيئات أو الاقتصار على الأخيرة لا يمكن أن تكون قاعدة تجري على الجميع ؛ بل يُراعى في ذلك معتقد الرجل والمكانة العلمية ووزن الخطأ الذي وقع فيه ؛ فإن كان من أهل السنة ومن دعاتها الكبار وكان الزلل بسيطا وجبت الموازنة بل تغليب المحاسن يتأكد ؛ لأنه داعية معروف ، أما إذا لم يكن من أهل السنة فهنا يُنظر في حجم الخطأ ؛ فإن كان بدعة من العيار الثقيل أو شتما في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أو ماشابه ذلك فينبغي الاقتصار على سيئاته فقط ، وإن كان خطؤه بسيطا فالموازنة أفضل ، والله أعلم .
رد: يتبع: الموازنة بين الحسنات والسيئات: مدح شيخ الإسلام لبعض أئمة الكلام
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو صهيب وليد بن سعد
ذكر الاخ الفاضل صاحب الموضوع أن شيخ الاسلام ابن تيمية ـ عليه الرحمه ـ كان يذكر حسنات للمبتدعة من المتكلمين ، يريد بذلك ان نمدح المبتدعة اتباعاً لشيخ الاسلام كما احب ان يُئصل الاخ .
و السؤال هنا هل مدح شيخ الاسلام احد من المبتدعة في معرض الرد عليه و التحذير منه ، ام الثناء جاء في معرض الترجمة لهذا الرجل و التعريف به و ما قيل فيه و بيان كلمة الحق التي يتدين بها شيخ الاسلام بالنسبة لهذا الشخص ؟
مثال رد شيخ الاسلام على الاخنائي فهل يستطيع الاخ ان يأتي لنا بثناء شيخ الاسلام على الاخنائي قبل الرد عليه أو في اثناء الرد عليه ؟
و الخلط في هذا الباب محدثة لا نعلمها من فهم السلف ، فكان عند السلف كتب للتراجم خاصة بالتعريف بالرجال ككتاب سير الاعلام للذهبي، فتري الذهبي يبدء الترجمة بقوله الشيخ الفقيه المحدث اللغوي ... ثم تراه يذكر ان الرجل كان على بدعة القدر مثلاً .
فإذا رجعت لترجمة الرجل في ميزان الاعتدال للذهبي ايضا لا تجد شئ من الثناء عليه و لكم حكمه مباشرة هو ضعيف ، هو ثقة ...هكذا
أحسنت أخي وبارك الله فيك ولا فض فوك
وننتظر من صاحب الموضوع أو من نحا نحوه أن يأتو لنا بما طلبه الأخ بارك الله فيه
رد: يتبع: الموازنة بين الحسنات والسيئات: مدح شيخ الإسلام لبعض أئمة الكلام
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابراهيم النخعي
جزاك الله خيرا
فلا مانع من ذكر المحاسن كما ذكرت
وشيخ الاسلام ابن تيمية أعلم بمراحل وأكثر غيرة على الشريعة
من عامة العلماء القائلين بعدم ذكر الحسنات للخصوم في هذا الزمن. لا تحرف النقل أخي نحن في مسألة ذكر المحاسن في التحذير من الخطأ والضلال والبدعة والزلة وغيرها
وأين الثرى من الثريا !!
مع الاحترام لجميع العلماء.
هذا طعن ليس من ورائه طعن يا أخي فاين الاحترام
رد: يتبع: الموازنة بين الحسنات والسيئات: مدح شيخ الإسلام لبعض أئمة الكلام
كلا طرفي الحوار جزاكم الله خيرا فقد إستفدنا مما ذكرتموه .
رد: يتبع: الموازنة بين الحسنات والسيئات: مدح شيخ الإسلام لبعض أئمة الكلام
[quote=أبو وائل العلمي;613730]أفتى الشيخ ابن باز بعدم وجوب ذكر حسنات المردود عليه وكذا ابن عثيمين والفوزان لأن ذلك يضعف الرد في كتابه منهج أهل السنة في نقد الرجال والكتب والطوائف بتقديم ابن باز والراجحي واخرين فالمقدمون من كبار العلماء لا يختلف عليهم اثنان ....
نعم هكذا تكون الدقة نفي الوجوب، ولا يعني هذا وجوب النفي، فالأمر كما قلت وقال إخواني
اقتباس:
يا إخواني الأمر هين الموازنات قائمة على المصلحة والمفسدة فليس هناك نص بالتحريم ولا بالإيجاب ، وكل النصوص الواردة في هذا الأمر سواء بهذا أو بذاك إنما مواقف مختلفة لأحوال مختلفة ليس فيها أمر ولا نهي.
بل ربما يكون ذكر حسنة المبتدع لإبطالها أشد نفعا : مثل ذكر النبي صفة الخوارج: تحقرون صلاتكم لصلاتهم، وهذا ليبين أن عبادتهم لم تنفعهم دون علم فلا نغتر بها
وكذلك قوله تعالى {ومن أهل الكتاب من إن تأمنه ....} .
فالأمر يدور على المصلحة المرجوة من الذكر أو عدمه: المصلحة ، المصلحة ...
والله أعلم
والعجيب أن الأخ الفاضل "أبو صهيب وليد بن سعد" يريد أن يحتج بعدم مدح ابن تيمية للإخنائي بحرمة ذكر الحسنات فيما يظهر لي من كلامه، في حين أن الأخ "فتحي" قد أورد لابن تيمية ذكر حسنات بعض المبتدعة في معرض النقد
باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كله قائم على المصلحة والمفسدة
رد: يتبع: الموازنة بين الحسنات والسيئات: مدح شيخ الإسلام لبعض أئمة الكلام
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبد المهيمن السلفي
أحسنت أخي وبارك الله فيك ولا فض فوك
وننتظر من صاحب الموضوع أو من نحا نحوه أن يأتو لنا بما طلبه الأخ بارك الله فيه
جزاك الله خيرا
و نحن معك ننتظر الرد من صاحب الموضوع و من نحا نحوه
و انبه الاخ الفاضل أبو صهيب المصري أن شيخ الاسلام لم يرد على الاخنائي فقط و لكنه مثل و على ذلك فقس :)