في لقاء أجرته قناة المجد مع فضيلة الشيخ: سليمان بن عبد الله الماجد، في برنامجها المتميز: "الجواب الكافي" بتاريخ 16/4/ 1433هـ هـ أجاب فضيلة الشيخ يوسف على عدد من الأسئلة، والتي كان منها:
ما حكم قول ( جمعة مباركة ) في يوم الجمعة ؟
هذه مسألة الحقيقة يسيرة بحمد الله عز وجل ، واختلف فيها الفقهاء ومن منازع النظر وتجاذب القضية فيها أيضا كثيرة لكن الأرجح والأقرب بين القولين أنها غير مشروعة؛ لأنها من جنس الأدعية في الحقيقة من جنس الأدعية المرتبطة بالعبادة الشرعية وهي دعاء وهذا الدعاء تعبد محض ، وهي أيضاً مرتبطة بعبادة شرعية وهي تعبُّدٌ محض؛ ولهذا لا ينبغي أن نحكم العقول في قضايا التعبدية المحضة ، وهنا يحصل الانحراف، لا أسميه انحرافا هنا، لكن في غيره من قضايا البدع وآثارها في هذه المسألة، حين يبدأ الإنسان في الإغراق في المسألة العقلية لمسألة تعبدية، وهذا لا حد له في النهاية في الحقيقة ، ولو أننا قلنا للأخ الذي يستنكر هذه الفتوى وقد لا تعجبه: ما حكم أن المؤذن إذا أذن في المسجد للناس أن يدعو بدعاء الأذان المشروع الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذان مباشرة، وبنفس صيغة الأذان والتغني به وترتيله يعني كما يؤذن تماماً !! لاستنكره الناس أعظم استنكار لماذا ؟ لأنهم يقولون أنه مرتبط بعبادة والنبي صلى الله عليه وسلم لم يُظهره ومع ذلك أظهروه ، لاحِظْ أن العبادة مشروعة والدعاء مشروع ومع ذلك صار بدعة لماذا ؟ لأنه ظهر بصفة جديدة لم تكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم لمجرد ارتباطها بالعبادة، وهذا دعاء ومرتبط أيضاً بعبادة، الحقيقة ما أطلت في هذا لأن بعض الناس بعقله يقوم يستنكر هذه الأمور ولا يعرف وجهها ولا أصلها ولا قواعدها فيؤدي الحقيقة إلى استنكار مثل هذه الأقوال والأقرب هو صحتها ، فأقول: الأقرب -والله أعلم- أنه لا يشرع في ذلك أن يدعا بها وسيلزم من ذلك أن تدعوا ( صلاة مباركة ) بعد كل صلاة لأنها صلاة وعبادة فينفتح هذا الباب بما لا مغلق له في الحقيقة ، وليست القضية سد ذرائع فقط هي في الحقيقة أصول شرعية تبنى عليها في كون هذا العمل تعبدي فلا يجوز أن يغير في بنيته في صفته في وقته في مكانه ولا يلتزم على وجه معين أيضاً كما نص على ذلك الإمام الشاطبي الأندلسي رحمة الله تعالى عليه والله أعلم .
*قد يقيسها الناس يا شيخ على العيد مثلاً ( عيد مبارك ) أو رمضان مثل بعض الأدعية يعني ( تقبل الله ) أو ( صيام مبارك ) أو كذا ؟
نعم أما العيد فالحقيقة يتجاذبه المعنى التعبدي والمعنى العادي النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إن الله أبدلكم فيهما ) مثل الزكاة بعض العلماء يقول أنها تعبد هي في الذمة وتتعلق بالمال ، وفي المال يتعلق بالذمة فالقضية هي مزيج ، حتى الزكاة مزيج بين المعنى المعقول والتعبد المحض وكذلك العيد فيه تعبد في وقت كونه بعد رمضان وكونه في العاشر من شهر ذي الحجة هذا فيه معاني تعبديه ، لكن فيه معاني معقولة المعنى أيضا فهي تختلف الحال هي كلما كان الشيء تعبداً محضاً كلما ازداد قيود الشريعة الحقيقة بل المنع أحياناً في الزيادة فيها بصفة أو زمان أو مكان وغيره ، الجمعة تعبد محض ليس فيه مجال للأمور العادية مطلقاً وكذلك أيضاً الدعاء تعبد محض فلذلك كان مسألة ظهور الحدث فيه والبدعة أوضح وأبين والله أعلم .
http://www.islamfeqh.com/News/NewsItem.aspx?NewsItemID=4517
|