الحمد لله حمدًا كثيرًا طيّبا مباركًا فيه, والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان.
فائدة جليلة قرأتها وأنا أطالع الشرح الممتع على زاد المستقنع للشيخ الفاضل محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - فلفت انتباهي لنقطة الإساءة من حيث يُظن أنه إحسان!
قال - رحمه الله - في شرح باب "محظورات الإحرام" (الطيب):
"ونحن نرى أن الذين يضعون الطيب في الحجر الأسود قد أساؤوا إساءة بالغة؛ لأنهم سوف يحرمون الناس من استلام الحجر الأسود، أو يوقعونهم في محظور من محظورات الإحرام، وكلاهما عدوان على الطائفين.
فيقال لهم: إذا أبيتم إلا أن تطيّبوا الكعبة فنحن لا نمنعكم، ولكن لا تجعلوا الطيب في مشعر من مشاعر الطواف اجعلوه في جوانب الكعبة لا يمسح، أما أن تجعلوه في مكان يحتاج المسلمون إلى مسحه وتقبيله فهذا جناية عليهم؛ لأنهم إما أن يدعوا المسح مع القدرة عليه، وإما أن يقعوا في المحظور، فعلى طالب العلم أن ينبه هذا الذي احتسب بنيته، وأساء بفعله أنه عدوان على المسلمين؛ لأن من قبَّلَ الحجر أو مسحه وأصابه طيب، وقيل: اغسله يكون فيه أذى شديداً عليه، خصوصاً مع الزحام". ا.هـ
وهنا يسيئ المرء من حيث يظن أنه يُحسن, وكما أشار العلماء, لابد من السير على هدي الرسول - صلى الله عليه وسلم - مع النيّة الصالحة ليكون العمل صوابًا, ولا تكفي النيّة وحدها.