تفريغ سلسلة حق النبي علي أمته للشيخ أبي إسحاق الحويني حفظه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة حق النبيr على أمته
الدرس[1]
إنَّ الحمد لله نحمده َ وَنَسْتَعِيْنُ بِهِ وَنَسْتَغْفِرُه ُ وَنَعُوْذُ بِاللَّهِ تَعَالَىْ مِنْ شُرُوْرِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِىَ الْلَّهُ تَعَالَىْ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِىَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَا الَلّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ ، (آل عمران: 102)﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾( النساء:1).
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾(الأحزاب: 70،71 )
أَمَّا بَعْــــدُ .........
فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيْثِ كِتَابُ الْلَّهِ تَعَالَي وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّيْ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ ، وَشَرِّ الْأُمُورَ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدَعِهِ وَكُلْ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِيْ الْنَّارِ الْلَّهُمَّ صَلّىِ عَلَىَ مُحَمَّدٍ وَعَلَىَ آَلِ مُحَمِّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَىَ إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَىَ آَلِ إِبْرَاهِيْمَ فِيْ الْعَالَمِيْنَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ ، وَبَارِكْ عَلَىَ مُحَمَّدٍ وَعَلَىَ آَلِ مُحَمِّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَىَ إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَىَ آَلِ إِبْرَاهِيْمَ فِيْ الْعَالَمِيْنَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ.
أيها الأخوة الكرام: فإن من المستقر لدى المؤمنين جميعًا أن طاعة النبي r فرض وأنها أحد أركان الإيمان والإسلام قال r في تعريف الإسلام:« أن تشهد ألا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله » ، وبقية الأركان مبنية على هذه الشهادة فالشهادة هى القاعدة ، فلا تقبل صلاة ، ولا زكاة ، ولا صيام ، ولا حج ، ولا سائر الطاعات إلا بعد أن يسلم المرء بأن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله .
معنى وأن محمد رسول الله: أي لا متبوع بحقٍ سواه ، كما أنه لا معبود بحقٍ إلا الله فلا متبوع بحقٍ إلا رسول الله r ، فلا شريك لله في العبادة ولا شريك للنبي r في الإتباع ، وكل أحدٍ يتبع من عالم إنما طاعته من طاعة رسول الله r فإليها المرد في النهاية كما قال سفيان بن عيينة - رحمه الله -: إن رسول الله r هو الميزان الأكبر الذي يوزن عليه كل أحد .
أول حقوق النبي r على هذه الأمة: ألا يُوضع في مقابله أحد إذا لا يزنه أحد أصلًا فكيف يُوضع في مقابله أي إنسان كائنا من كان ؟ ابن عباس أتاه جماعة فجادلوه في متعة الحج وكان ابن عباس يفتي بوجوب التمتع فقال له القائلون: إن أبا بكرٍ وعمر كانا لا يريان ذلك ، فقال: يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول لكم: قال رسول الله r وتقولون: أبو بكر وعمر ! يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء ترجمون لمجرد أنه يضع رأيًا لأفضل الناس بعد النبي r وأزكاهم ، وأفضلهم باتفاق الأمة ومع ذلك يستعظم ابن عباس أن يُوضع أحد في مقابل النبي r ، هذا أول حقه علينا .
في مجادلات الناس مع أبنائهم وهم في طريق الالتزام كثير من الناس مثلًا إذا كان رجل يريد أن يعفي لحيته ، ويحضر مجالس العلم ، يترك التعامل مع البنوك الربوية أو فتاة تنتقب فيقفوا لهم بالمرصاد ، والشاب ماضي بعزيمة ، والفتاة ماضية بعزيمة الكلمة المشتركة التي يقولها الناس إذا لم يذعن الفتى أو الفتاة لما يريدون يقول له: أنت ليس لك كبير ، لا والله هذا له كبير ولا أكبر منه وهو رسول الله r ، أنتم ليس لكم كبير لأنكم خالفتموه ولم ترجعوا إليه وطاعته واجبة ، ومخالفته تساوي نار وعذاب فمخالفته ليست بأمر هين ، فأول حقه عليك: ألا تضع أحدًا في مقابله لأنه لا يساويه أحد ، ولكن يا أخي هذا الحق إنما يُبني على شيء ضروري وهو أن تحبه فإن أحببه أحققت هذا الحق الذي هو له r .
روى البخاري من حديث عبد الله بن هشام قال: كنا مع النبي r فأخذ بيد عمر فقال عمر: يا رسول الله والله لأنت أحب إليّ من كل شيءٍ إلا نفسي ، فقال له النبي r:« لا يا عمر حتى أكون أحب إليك من نفسك » ، فقال عمر مباشرة بلا تردد: الآن يا رسول الله والله لأنت أحب إليّ من نفسي ، الحب هنا ليس حب الطبع إنما هو حب الاختيار ، فإن المرء قد يطبع على حب ولده حتى يموت من حبه لو مس الولد شيء يموت ويهلك .
روى ابن أبو الدنيا في كتاب العيال إن سفيان الثوري سئُل عندما مات ولده محمد وكان الولد الوحيد ، كان سفيان الثوري كلما يراه يقول: يا بني لو مت قبلي فاحتسبتك وهو أحب واحد إليه ليس له ولد في الدنيا غيره ، يقول: لو مت قبلي فاحتسبتك فمات الولد ، فسئُل: ماذا فعلت يوم مات محمد قال: بُلت دمًا ، بال دمًا من الحزن .
لا سبيل إلى تغيير الطباع: ممكن الإنسان يحب إنسانًا آخر إلى درجة الهلكة ويُغلب على حبه مثل حب الوالد لابنه ، وحب الطبع لا يحتاج إلى توصية لا يحتاج إلى توصية ولذلك أوصى الله الأبناء بالآباء وليس العكس ﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَي ْنِ إِحْسَانًا ﴾(البقرة:83) ، ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَي ْنِ إِحْسَانًا ﴾(النساء:36) ،﴿ قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَي ْنِ إِحْسَانًا ﴾(الأنعام:151) ، ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ ألا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَي ْنِ إِحْسَانًا ﴾(الإسراء:23) ، ﴿ وَوَصَّيْنَا الإنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا ﴾(العنكبوت:8) وإحسانًا ولم يوصي ربنا - تبارك وتعلى - الوالد بولده إلا في موضعٍ واحد قال:﴿ يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأنْثَيَيْنِ ﴾(النساء:11)لأن الوالد مطبوع على حب الولد مغلوب على حب الولد فمثل هذا الحب المطبوع عليه صاحبه لا يقال له: أحب ولدك ، ولذلك وأنت ترى آية ذلك في الناس
ولد مريض وأبوه يبحث في أرجاء الأرض عن طبيبٍ يرفع هذه العلة بإذن الله ، وينفق ماله كله ويذهب إلى أبعد مكانٍ في الأرض ، ثم يموت الولد ويفلس أبوه لا يندم الوالد على هذا الإفلاس أبدًا ، ولا يقول: يا ليتني كنت سمعت كلام الأطباء عندما قالوا لي: اغسل يديك منه لا أمل ، الطبيب يقول له: لا أمل ، وهو يقول: الكلمة الأخيرة لله أنا سأفعل ويسعى بجد ونشاط كما قلت لكم: بعد ما يموت الولد يكون هو فلس ، ومع ذلك لا يندم أبدًا أنه أنفق كل ما يملك على ولده برغم أنه يعلم بكلام الأطباء أنه لا فائدة .
اقلب الصورة بالعكس والد مريض وطالت علته والولد ينفق على أبيه من مال أبيه وليس من ماله ويطوف به على الأطباء فيقابله صاحب له: ماذا فعل أبوك ؟ يقول: ربنا يريحه ، لماذا قلت هذه الكلمة ؟ إذا كانت كلمة بكلمة قل: الله يشفيه ، قل: الله يعافيه ، قل له: أدعو لأبي ، لكن عندما قال: الله يريحه ، هو يريد أن يقول: الله يريحني أنا ، لكنه يستحي أن يقول ما في دخيلة نفسه .
رد: تفريغ سلسلة حق النبي علي أمته للشيخ أبي إسحاق الحويني حفظه الله
فأنظر إلى هذا التباين ما بين حب الطبع وحب الاختيار :الولد يحب أباه حب اختيار والوالد يحب ابنه حب طبع ، لذلك يكون حب الاختيار أعلى في الميزان من حب الطبع ، لأن معنى الاختيار أنك تتجاوز هواك أي في مصارعه بينك وبين هواك لأن هذا حب اختيار أملاه العقل ، بخلاف حب الطبع ، ولذلك قال النبي r يبين لنا التباين ما بين الحقين قال:« لا يجزي ولد والده مهما فعل الولد » مهما فعل الولد وتخيل كل شيء يمكن أن تفعله لأجل أبيك لا تجزيه أبدًا إلا في حالة واحدة إذا فعلتها قلت لأبيك: رأسي برأسك ولا فضل لك عليّ ، « لا يجزي ولد والده إلا أن يجده مملوكًا فيعتقه » هذه هى الحالة الوحيدة التي يستوفي فيها الولد جميل والده ويأتي عليه إذًا حب الاختيار له إشكال: وهو وقوف الهوى ، والنفس ، وقرناء السوء ضد هذا الاختيار ، فالنبي r عندما قال له عمر: أنت أحب إليّ من كل شيء إلا نفسي قال:« لا يا عمر حتى أكون أحب إليك من نفسك » ليس هذا حب الطبع ، لا ، إنما هو حب الاختيار ، ولذلك بادر عمر مباشرة وأعلن أن حب النبي r أولى من حب نفسه يكون معنى الحديث كأن النبي r قال: يا عمر إنك لا تصدق في حبي إلا إذا آثرت رضاي على هواك ولو كان فيه تلف نفسك ، هذا معنى الحديث لا تصدق في حبي إلا إذا آثرت رضاي على هواك ولو أدى إتباعي إلى هلاك نفسك ، وكما قال الإمام الشافعي - رحمه الله -: كل شيء أمر به رسول الله r فهو في القرآن ، وقد ورد هذا في القرآن صريحًا في سورة النساء ربع أغلبه يدور على هذا المعنى وهو من أول قوله تعالى:﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ﴾(النساء:58) ، إلى قوله تعالى:﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ﴾(النساء:69) في بداية الربع ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ ﴾(النساء:59) فذكر الفعل مع لفظ الجلالة ، وذكر الفعل مع الرسول ، وأقلاه من أولي الأمر ، ولم يقل: يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأطيعوا أولي الأمر ، فدلل ذلك على أن طاعته - تبارك وتعالى - واجبة ، وطاعته r واجبة ، وطاعة أولي الأمر خاضعة وتابعة لطاعة الله ورسوله وليست مستقلة ، فأوجب علينا تبارك وتعالى هذه الطاعة ، ثم قال بعد ذلك:﴿ وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا * وَإِذًا لآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا * وَلَهَدَيْنَاهُ مْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ﴾(النساء:66، 67، 68) ، أي لو أنا الله U كتب عليك أقتل نفسك فلا ينبغي لك أن تتردد ، أخرج من دارك فلا ينبغي لك أن تتردد لو فعلت ما توعظ به لكان خيرًا لك ، ما هو هذا الخير ؟ ختمت هذه الفقرة بالبشارة وبالأجر أن من فعل ذلك من أطاع الله ورسوله وأدى الذي أطاع إلى هلاك نفسه ، وإلى خروجه من ماله وخروجه من داره فهذا الرجل قال فيه الله - تبارك وتعالى -:﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِين َ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا * ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ ﴾(النساء:70،69) ، فهذا هو الأجر.
جملة التكاليف الشرعية في جملتها تساوي القتل ، أو تساوي الخروج من الدار : وفي الحديث الصحيح الذي رواه جماعة من الصحابة أن النبي r قال:« ثلاثة يحتجون على الله يوم القيامة: الشيخ الهرم الذي جاء الإسلام ولا يعقل يقول: يا ربي جاء نبيك ولا ادري ، كيف ؟ ، والمجنون والصغير » فهؤلاء يحتجون على الله أي لو كنا عقلاء وجاءنا الرسول لأمنا ، فيقول الله U:« ألا إن أرسلت إليكم رسولًا تؤمنون به ؟ قالوا: أجل ، فأرسل إليهم رسولًا أن أدخلوا النار » أدخلوا النار تساوي جملة التكاليف الشرعية حرب ضروس على كل ملتزم شيء عجيب ، قال الأولون:﴿ أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ﴾(النمل:56) ، هل هى جريمة أن أتطهر ؟ ولد كان يسير مع البنات ، بنت تسير مع الأولاد ، ولد شغال في عصابة لا يصلي أول ما بدأ يعفي لحيته ، بدأ يلزم المسجد ، بدأ يترك الربا تقوم عليه الحرب لماذا ؟ بأي عقل ، فتاة منتقبة تقوم عليها الحرب ويقوم عليه الأسرة الواسعة الطويلة العريضة ويجبرونها على خلع نقابها ، لماذا ؟ هذا يساوي نار نار الاحتراق النفس لهذا الملتزم الذي يريد أن يوفي دينه لله ولا يستطيع ، وقد يضحي برقبته في سبيل هذه الكلمة ، وقد يسجن ولا يخرج إلا محمولًا على الأعناق ، وقد يسجن ويخرج معه عدة أمراض أو معه عاهات وهو ثابت على الطريق كل هذا لو جمعته لساوى النار نار الابتلاء ، « فيرسل إليهم رسولًا أن ادخلوا النار ، فمن أبى أن يدخلها سحب إليها ، ومن دخلها وجدها بردًا وسلامَا » ، « من أبى أن يدخلها »: أي هذا لو عاش وكان سليم الأعضاء وجاءه النبي لعارضه ﴿ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴾(الأنعام:28) .
فحب النبي r في هذا الحديث حب الاختيار الذي يمليه العقل والإيمان : أنت لا تستطيع أن تطيعه إلا إذا أحببته ، فما هو السبيل إلى حبه ؟ ، كيف تحب رسول الله r ؟ إننا إذا وفقنا في الإجابة عن هذا السؤال وفي وصفه r حتى يكون رأى عين فنوفي هذا الحق ، وإنما يحسن تصور المرء بقدر ما يعطي قلبه وأذنه للكلام ، فإنه إذا أعطى أذنه وقلبه عاين أو كان قريبًا من المعاينة ، والفرق ما بين المعاينة والسماع المجرد كالفرق بين السماء والأرض .
قال القائل:
وكنت أرى أن قد تناهى بي الهوى
إلى غاية ما بعدها لي مطلبُ
فلما تلاقينا وعاينت حسنها
تيقنت أني إنما كنت ألعبُ
إنسان يحب ومتعلق بمعنى من المعاني لكنه إذا رأى هذا المعنى علم أنه كان يلعب أي لعظمه ، ولأنه لم يقدره حق قدره ، إنما يحب المرء لصفاته ، وشمائله فكلما كان أقرب إلى الكمال كان ينبغي أن يكون هذا الإنسان أوفى في مسألة المحبة له ، وأنت إذا تأملت في صفات الله - تبارك وتعالى - وأمعنت النظر فيها غلبت على حبه ، لأجل هذا نتمنى إذا طرح باب الأسماء والصفات على الناس لا يطرح بالطريقة الأكاديمية الموجودة في الكتب ، إنما نريد أن نحبب الخلق في الله نريد من الخلق أن يحبوا الله وأوسع هذه الأبواب باب الأسماء والصفات ، وأنت تقرأ القرآن تأمل خواتيم الآيات ، وتأمل أسماء الله وصفاته مع سياق الآيات فإن كنت ذكيًا وعاقلًا بحثت في هذا الكون عن مقتضى لكل اسم من هذه الأسماء ، مثلًا﴿ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾(البقرة:255) عندما تنظر إلى صفة الإحياء المشتملة على الرحمة في قوله - تبارك وتعالى - مثلًا:﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ ﴾(الحج:5) أرجو أنك تعطيني سمعك لأن الآيات لها سياق ﴿ وَنُقِرُّ فِي الأرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا ﴾(الحج:5) ، ثم قال تعالى:﴿ وَتَرَى الأرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ * ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * وَأَنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ ﴾(الحج:7،6،5) ، وقال تعالى:﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الأرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾(فصلت:39) ، أنظر إلى هذا الربط ما بين خلق الإنسان وما بين الأرض إنما يتكون المرء جنينًا في بطن أمه ، والنساء هى الأرض التي تبذر فيها النطفة فتخيل امرأة لا تنجب وطافت على الأطباء وقالوا لها: لا أمل تستطيع أن تصف حالتها حزينة ولا أمل لها ﴿ وَتَرَى الأرْضَ هَامِدَةً ﴾ هامدة مثل خاشعة وأظهر علامات الخشوع الذل والانكسار ﴿ فَإِذَا أَنزلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ ﴾ فإذا ذهبت المرأة إلى طبيب وقال: مبروك أنت حامل ، اهتزت وربت وتورد وجهها وصار لها في الدنيا أمل ، فإذا تأملت هذا في الناس وفي الأرض علمت معنى المحيي وظهر لك هذا الاسم هو صحيح في القرآن ، لكن إذا ربطته بواقع زاد إيمانك علاقة ما بين نمو الإنسان وما بين الأرض والمرأة هى الأرض كما قالت امرأة أبي حمزة عندما هجرها لأنها لا تلد الذكور قالت:
ما لأبي حمزة لا يأتينا * * غضبان ألا نلد البنينا
تالله ما ذاك بأيدينا * * إنما نحن كالأرض لزارعينا
نخرج ما قد يبذر فينا
رد: تفريغ سلسلة حق النبي علي أمته للشيخ أبي إسحاق الحويني حفظه الله
ولذلك لا عهدة على المرأة في مسألة الذكور والإناث ، رجل متزوج امرأة عندها بنات على طول فيتزوج واحدة أخرى لكي يأتي بالأولاد ، لا عهدة على المرأة في هذا ، فأنظر إلى أثار الله U في هذا الكون واربطه بأي اسم من الأسماء والصفات .
اسم الوكيل عندما واحد يظلمك تقول: حسبي الله ونعم الوكيل ، ويبتدئ يذهب يعمل ضده يضرب نفسه ويذهب للقسم يعمل له محضر ويكذب عليه مع أنه قال: حسبي الله ونعم الوكيل يكون هذا الإنسان لم يفهم معنى الوكيل ، لكي يذهب يضرب نفسه ويفعل تقرير مكذوب فيكون لم يفهم معنى الوكيل ، ما معنى الوكيل أو الكفيل ؟.
لا يكون الوكيل وكيلًا حتى يحفظ ، ولا يكون كفيلًا حتى يحفظ: فإذا لم يحفظ لم يكن لا كفيلًا ولا وكيلًا ، قصة الخشبة التي رواها البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة t أن النبي r قال:« تسلف رجل من رجلٍ ألف دينار فقال الرجل: ائتني بكفيل ، قال: كفى بالله كفيلا ، ائتني بوكيل ، قال: كفى بالله وكيلا ، ائتني بشهيد ، قال: كفى بالله شهيدًا قال: صدقت ، وأعطاه الألف دينار على أجل بعد ما انتهت المدة المضروبة أراد الرجل أن يوفي دينه إلى صاحبه وكان بينهما بحرًا هاجت الريح انقطعت حركة الملاحة وحيل بينهما ، الرجل صاحب المال منتظر على الشط الآخر والرجل المدين على الشاطئ الثاني ،( فلما يئس المدين أن يجد مركبًا أتى بخشبةٍ فنقرها ثم رفع بصره إلى السماء قال: ربي إنك تعلم أنني جئت فلانًا فقلت: أسلفني ألف دينار ، قال: ائتني بشهيد ، قلت : كفى بالله بالله شهيدًا فرضيا بك ، قال: ائتني بكفيل قلت: كفى بالله كفيلًا فرضيا بك ، ائتني بوكيل ، قلت: كفى بالله وكيلًا فرضي بك وإني استحفظك هذه الخشبة وضع الألف دينار في الخشبة ومسمر عليها وقذف بها في البحر » ، ماذا تعني خشبة في بحر لجي الموج فيه كالجبال أليس من السهل أن تبتلع هذه الخشبة ، لكن الله وكيل ، ماذا يعني وكيل ؟ أي حفيظ كفى بالله كفيلا ، ولذلك البخاري افتتح كتاب الكفالة بهذا الحديث ليقول لك: لا يكون كفيلًا إلا أن يكون حفيظًا ، فإذا ضيع لا يكون كفيلًا ولا يكون وكيلًا ، « فلما رمى بالخشبة في البحر وذهبت الخشبة ووصلت إلى الرجل على الشاطئ الآخر وجعلت تتأرجح على الموج فلما يأس الرجل أن يجد مركبًا ونظر إلى الخشبة فقال: أخذها استدفئ بها أنا وعيالي فأخذها ، فلما ذهب إلى البيت نقرها فإذا سرة تنزل منها فتح السرة فإذا كتاب من صاحبه إليه أنه قد حيل بيني وبينك ، وإني قد استودعت الشهيد والكفيل الخشبة ، فأخذ الرجل الخشبة وعلم أن صاحبه عجز أن يصل إليه كل ذلك والرجل يحاول أن يجد مركبًا آخر حتى وجد مركبًا فأخذ ألف دينارٍ أخرى وانطلق إلى صاحبه فقال: هذا مالك وأنه لم يمنعني أن آتيك في الموعد إلا أنه حيل بيني وبينك ولم أجد مركبًا ، فقال له صاحبه: هل أرسلت إليّ شيئًا ؟ ، فقال الرجل: أقول لك: هذا أول مركب » فقال له كما في صحيح ابن حبان في رواية أبي سلمة عن أبي هريرة « قال له: ارجع راشدًا فقد أدى عنك وكيلك » لا يكون وكيلاً إلا أن يكون حفيظً ، ولذلك كثير من الناس يفهم كفالة اليتامى خطئًا يفهمها خطئًا النبي r عندما يقول للصحابة كما في الصحيحين من حديث سهل بن سعد:« أنا وكافل اليتيم كهاتين » فبعض الناس يتصور أنه عندما ينفق عشرة جنية أو عشرين جنية لكفالة اليتيم ويمضي أنه هكذا حقق الكفالة وسيأخذ هذا الأجر أبدًا « أنا وكافل اليتيم » ، والنبي يقول:« لا يتم بعد احتلام » أول ما الولد يبلغ الاحتلام سقط عنه اسم اليتم ، أول ما المرأة تبلغ المحيض لم تعد يتيمة ، إذًا قبل الاحتلام وقبل المحيض طفل صغير شاب صبي صغير لا يدبر أمر نفسه ، هذا الولد ، ماذا فقد ؟ فقد أباه ، فلا تأخذ هذا الأجر إلا إذا كنت في موضع الوالد من هذا اليتيم تذهب إليه وترعاه ، وتتفقد أمره إذا كان مريض تسعى لعلاجه ، إذا كان في المدرسة ترى ملفاته أنت ولي أمره تنزله بمنزلة الولد إذا فعلت هذا كنت كافلًا لأن الكفيل بمعنى الحفيظ ، لا رجل يعطيه مبلغ ولا يعلم عنه شيئًا ، لا ، لاشك أن هذا فيه خير لكن لا يصل إلى هذا الفضل أن يكون هو والنبي r كهاتين.
الحافظ بن حجر يقول: وإن كان هناك فرق بين الأصبعين لكن ليس بينهما أصبع ثالث ، وهذا يدل على المكافلة وعلى قرب ما بين هذا الكافل وما بين النبي r .
إذًا عندما تظلم تقول: حسبي الله ونعم الوكيل إياك أن تفعل شيء ، تذهب تكذب عليه وتفعل تقرير وغير ذلك ، لماذا ؟ لأنك جعلت الله وكيلك وهذا شرف لك أن يكون الله وكيلك شرف لك ، أنت لا يمكن أن تعطي توكيلًا رسميًا لخائن أو واحد تظن أنه ممكن يبيع أملاكك أبدًا ، لا تعطي عادة التوكيل إلا لرجلٍ يحفظ لك حقك سواء كان توكيلًا مؤقتًا ، أو خاصًا ، أو عامًا ، ولا يتصور أن توكل خائنًا أبدًا ، فمعنى أن تجعل الله وكيلك فإنه سيستوفي لك يقينًا أكثر من استيفاءك لنفسك ، فعندما تقول: حسبي الله ونعم الوكيل تحقق من معنى اسم الوكيل ، لو تحققت من معناه وملء قلبك لتركت كل شيء له ﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴾(آل عمران:173) ، ما الذي حدث لهم ؟ ﴿ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ﴾(آل عمران:174) فهذا جزاء الوكالة ، فأنت لا تحب ربك إلا إذا ربطت ما بين الأسماء والواقع لترى أثار الأسماء الحسنى في الدنيا .
انتهى الدرس الأول أختكم أم محمد الظن
http://tafregh.a146.com/play.php?catsmktba=65
للتحميل ملف ورد
رد: تفريغ سلسلة حق النبي علي أمته للشيخ أبي إسحاق الحويني حفظه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة حق النبيr على أمته
الدرس[2]
إنَّ الحمد لله نحمده َ وَنَسْتَعِيْنُ بِهِ وَنَسْتَغْفِرُه ُ وَنَعُوْذُ بِاللَّهِ تَعَالَىْ مِنْ شُرُوْرِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِىَ الْلَّهُ تَعَالَىْ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِىَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَا الَلّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ ، (آل عمران: 102)﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾( النساء:1).
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾(الأحزاب: 70،71 )
أَمَّا بَعْــــدُ .........
فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيْثِ كِتَابُ الْلَّهِ تَعَالَي وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّيْ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ ، وَشَرِّ الْأُمُورَ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدَعِهِ وَكُلْ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِيْ الْنَّارِ الْلَّهُمَّ صَلّىِ عَلَىَ مُحَمَّدٍ وَعَلَىَ آَلِ مُحَمِّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَىَ إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَىَ آَلِ إِبْرَاهِيْمَ فِيْ الْعَالَمِيْنَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ ، وَبَارِكْ عَلَىَ مُحَمَّدٍ وَعَلَىَ آَلِ مُحَمِّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَىَ إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَىَ آَلِ إِبْرَاهِيْمَ فِيْ الْعَالَمِيْنَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ.
محبة النبي r ينبغي أن تعلم في الصغر لأن هذا الحب إذا لقنه الصغير ينمو معه كما ينمو جسمه يكون من ثمرة هذا ألا ينفسخ حبه ، الذين يطرقون باب الالتزام الآن وهم يتعذبون مع أهلهم المانعين لهم من الالتزام أنا أعلم أنهم يحبون النبيr لكن سرعان ما ينفسخ عزمه لانفساخ حبه لأنه لم يتعلم التسليم من الصغر قال: مجنون ليلى بيتين يقول الذهبي في السير وهى من أفحل الشعر يصف حبه فيقول:
تعلقت ليلى وهى بعد صغيرة
ولم يبدو للأتراب من ثديها حجم
صغيرا ن نرعى البهم يا ليت أننا
صغيرين لم نكبر ولم تكبر البهم
فهذا يصف شدة حبه ، لماذا ؟ لأنه من الصغر ، يأتيني أسئلة كثيرة من طلبة وطالبات الجامعة الأسئلة كلها مع اختلاف صيغها تصبُ في معنىً واحد يقول الشاب: أحببت فتاتًا ذات خلقٍ ودين وفي عقبات في سبيل زواجها ، فبما تشير عليه ؟ أقول: أنا لا أشير عليك بشيء إلا إذا استطعت الباء ، لكن سأقف مع هذا الوصف المغلوط الذي يكون من نتيجته ولد يتربى تربية مغلوطة لأن أول خطوة كانت خاطئة يقول: أحببت فتاتًا ذات خلقٍ ودين ، فنقول: من الذي جعلك تقول: أنها ذات خلقٍ ودين ألا لأنها ترتدي الحجاب أو النقاب ؟ هذا ليس كافيًا ، مع مشروعية ذلك، لكن المرأة الصالحة وصف مختلف ، لا تقل: أنا أحبها ، ولا تقولي: أنا أحبه ، فهذا وصف خطأ لن يتزوج أحد امرأةً لأنه يحبها أبدًا ، إنما تزوجها لأنه يريدها ويشتاق إلى وصلها ، هذا هو المعنى الصحيح الذي ينبغي أن نقف عليه ، إنما الحب له معنىً مختلف وعندما أبين لك معنى الحب ستعلم أن هناك فرقًا بين الشوق والحب ، الاثنين الذين يتزوجوا بعد عاصفة حب ملتهب خمس سنين حب ملتهب وبعد ذلك بعد أربع خمس سنين يطلقها ويجرجروا بعض في المحاكم ، أين الحب ؟ لا ، المسألة كلها شوق رجل يريد أن يصل إلى المرأة وامرأة تريد أن تصل إلى رجل فقط ، هذا الذي نحن نسميه شوق الذي ينطفئ بالوصل ، فإذا انطفأ الشوق بالوصل بقى الحب أو لم يبق ، ما هو الحب ؟ هو الاحترام المتبادل وهو التبجيل والتوقير وهو إعطاء كل واحد منزلته هذا هو الحب ، النبي r وهو يصف المرأة الصالحة قال:« هى التي إن نظرت إليها سرتك ، وإن أقسمت عليها أبرتك ، وإن غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك » ، .
الحب هو الاحترام المتبادل والتوقير: المرأة توقر زوجها لأن الزوج هو السيد المالك وهذه ملكية تشريف للمرأة قوامة الرجل ليس كما يتصور البعض أنه يكتم على نفسها وهو يكون هكذا أصبح بطل ورجل ، لا ، نحن سنقف في اللحظات القادمة على قوامة النبي r لأن هذا داخل في باب الوفاء .
المراد بالقوامة: قوامة على المرأة أن ترحم المرأة هذه هى القوامة وليس أنك تكتم على نفسها وتكون أنت هكذا أثبت أنك رجل لا تستطيع أن تتكلم وأنت موجود ، لا ، ليست هذه القوامة ملكية الرجل للمرأة ملكية تشريف للمرأة ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ ﴾(الروم:21) هذا تمليك ِ﴿ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾(الروم:21) ، ولذلك امرأة إبراهيم u وصفت زوجها الوصف الصحيح فوصفته بالبعل ﴿ قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا ﴾(هود:72) البعل: السيد المالك لأجل هذا نحن ننصح الشباب الذي يقول: أنا أحب فتاة ، أقول له: لا ، أنت لا تحبها أنت تشتاق إليها فقط أوصف المسألة وصفًا صحيحًا حتى لا تخطئ بعد ذلك الحب شيء مختلف تمامًا .
أولى أو أعظم ثمرات هذا الحب الإتباع وعدم المخالفة: الزوج إذا أمرها اتبعت وهذا هو الذي قاله ربنا - تبارك وتعالى -:﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي ﴾(آل عمران:31) ليس علامة الحب أنه يقول: صلى على الذي يشفع وتقول: حضرة النبي وحضرة النبي الحضرة هذه أصلًا مصطلح صوفي يقول: لأن الرسول يحضر معنا يأتي في الحضرة فهو حضرة النبي ، وبعضهم وهو جالس معك وأنت جالس تكلمه فجأة: وعليكم السلام ورحمة اله وبركاته ، ماذا ؟ أصله كان يمر وسلم عليه ، وبعد ذلك يخالف النبي r في طريقة الذكر ، وفي الطواف على الأضرحة ، وفي الاستغاثة بالموتى وكل هذا وهو يزعم أنه يحب النبي r هذا حب كاذب ، لماذا ؟ لأن ثمرات الحب الإتباع ، .
لا يقوى قلب المحب على المخالفة أبدًا ولا يستطيع :، أنظر الحديث الذي ذكرته في الخطبة النبي r يقول:« ارموا وأنا مع بني فلان » أنظر إلى أدب الصحابة يلقون سهامهم ويقفوا ، ما بكم لما لا ترمون ؟ ، كيف نرمي وأنت مع بني فلان ؟ ، هل النبي r ؟؟؟ لا ، لكن يكفي أن يكون هو معهم لنكف عن الرمي ، أنظر إلى أدب الصحابة إخواننا عندما سنسرد شمائل النبي r أنا أريد كل واحد منكم يخلو وهو خالي بنفسه يقدر حجم المصيبة التي أصيب الصحابة بها عندما مات النبيr أعظم الناس مصيبة هؤلاء الصحابة الذين رأوا بأعينهم وعاينوا .
والمعاينة لها تأثير قوي جدًا في تثبيت الحب وترسيخه: ، ومع ذلك يحملونه على أعناقهم ويردموا عليه التراب ، ثم يرجعون إلى بيوتهم بدونه .
النبي r في باب الوفاء ضرب المثل الأعلى: مثلًا هو كزوج عندما تزوج خديجة t وكانت امرأة عاقلة تخيل هى وحدها أخذت ربع الكمال في الدنيا من لدن آدم حتى تقوم الساعة كما قال r:« كمل من الرجال كثير ، ولم يكمل من النساء إلا أربع: خديجة ، وفاطمة ، ومريم ، وامرأة فرعون » تكون خديجة وابنتها أخذا نصف الكمال فوقفت بجانب النبي r وآزرته وأعطته مالها ، نحن لدينا آفة لو المرأة معها مال تأخذ نصف القوامة من زوجها لأن القوامة شركة بينهما ، لأن الله U جعل القوامة للرجل على المرأة لشيئين قال:﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ﴾(النساء:34) ، بما فضل الله U الرجل على المرأة من العقل والجسم وغير ذلك ، وبما أنفقوا من أموالهم ، فالرجل له نصف القوامة بالإنفاق المرأة اشتغلت وتدخل مرتبها في البيت أكثر المشاكل في بيوت النساء العاملة.