رد: فطنة العالم والمفتي وحذره من أسئلة المغرضين.
شيخنا البخاري ـ حفظك المولى ـ :
هل يجوز السؤال بغير الله ؟!.
رد: فطنة العالم والمفتي وحذره من أسئلة المغرضين.
/// بارك الله فيك..
/// أولًا: قوله: (أنشدك بحرمة هذا البيت) يحتمل أمرين:
1- أنَّه يقسم على ابن عمر بحرمة البيت أن يجيبه، وهو لا يجوز؛ لأنَّ الحلف بغير الله شركٌ.
2- أنَّه يستعين على سؤاله ويستحثُّه على إجابته بتذكيره بحرمة وتعظيم البيت عنده؛ كأنَّه يقول: بحرمة هذا البيت أتوسَّلُ إليك أن تجيبني، وهذا نظير ما لو قال: أسألك أن تعطيني بما لي عليك من قرابة، أوأخوة، أوحق، وهذا لا بأس به إن كان من مخلوقٍ لمخلوقٍ، وإن كان تركه أولى لخشية اللَّبس.
/// ثانيًا: عدم إنكار ابن عمر على الرجل لا يستدلُّ به على جواز الحلف بحرمة الكعبة -إن كان هو المقصود من كلام الرجل-؛ لأنَّ عدم نقل النكير لا يدلُّ على نقل عدم النكير منه.
رد: فطنة العالم والمفتي وحذره من أسئلة المغرضين.
يبدو أن الأول أقرب الاحتمالين .
اقتباس:
لأنَّ عدم نقل النكير لا يدلُّ على نقل عدم النكير منه
هل هذه قاعدة عامة معتبرة ؟.
شيخنا البخاري جعلك الله كالبخاري !
ولعل أصلك من بخارى ...(ابتسامة ).
جزاكم الله خيرا ونفع بكم .
رد: فطنة العالم والمفتي وحذره من أسئلة المغرضين.
اقتباس:
يبدو أن الأول أقرب الاحتمالين .
لماذا ؟
رد: فطنة العالم والمفتي وحذره من أسئلة المغرضين.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان البخاري
2- أنَّه يستعين على سؤاله ويستحثُّه على إجابته بتذكيره بحرمة وتعظيم البيت عنده؛ كأنَّه يقول: بحرمة هذا البيت أتوسَّلُ إليك أن تجيبني، وهذا نظير ما لو قال: أسألك أن تعطيني بما لي عليك من قرابة، أوأخوة، أوحق، وهذا لا بأس به إن كان من مخلوقٍ لمخلوقٍ، وإن كان تركه أولى لخشية اللَّبس..
/// ومنه قول عمرو بن سالم الخزاعي يشكو نقض قريش وأحلافها العهد الذي أبرم بالحديبية:
لا هُمّ إنّي ناشدٌ مُحمَّدَا /// /// /// حِلْفَ أبِينا وأبيه الأتلدا
قال جار الله الزمخشري في فائقه: ... قول حسان:
نَشَدْتُ بني النَّجَّارِ أفعالَ وَالِدِي ... إذا الْعَانِ لم يُوجَدْ له من يُوَارِعُهْ
أي: ذكرتهم إياها.
اقتباس:
....
اقتباس:
لأنَّ عدم نقل النكير لا يدلُّ على نقل عدم النكير منه
هل هذه قاعدة عامة معتبرة ؟
/// طبعًا قاعدةٌ عقليَّةٌ معتبرة، وقريبٌ منه: "عدم العلم بالشيء ليس علمًا بالعدم"، ويتأكَّد هذا فيما لو أردنا توجيه ما ظاهر أحد احتماليه مخالفٌ لما ورد في الحديث من النَّهي عنه وهو الحلف بغير الله، والأمر به، وهو إنكار المنكر.
/// هل ثَمَّ ما يخرم هذه القاعدة أويبطلها؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد محيسن
يبدو أن الأول أقرب الاحتمالين ..
/// بارك الله فيك.. ما دليلك على أنَّ الأوَّل هو أقرب الاحتمالين؟
رد: فطنة العالم والمفتي وحذره من أسئلة المغرضين.
الإخوة الكرام.. رشيد الحضرمي، الأندلسي، أحمد الدهشوري، أبو محمد البكري، أبو عبدالله المكي، صالح العمودي، أبو يوسف النجدي.. بارك الله فيكم وجزاك خيرًا
/// وأعتذر عن التأخُّر في الرد..
رد: فطنة العالم والمفتي وحذره من أسئلة المغرضين.
حنانيكم ...بوركتم .
شيوخي الأفاضل : هونا على أخيكم المتعلم ...
إن كان من خطأ فبينوه وفقكم الله دون سؤالي فلستُ أهلا لإجابة الأسئلة ،... فأقبل كلامكم أو أستفهم ...
أما لماذا ؟.
فهو المتبادر إلى الذهن ، والأصل الظاهر ...(إن صح الاستدلال ! ) .
ولم أر داعيا لأن نتكلف التأويل لرجل يُظهر ـ أصلا ـ في مقالته السوء ...
أما أن نؤول ( أو نلتمس العذر ) للصحابي فنعم كما ذكرت ـ شيخنا البخاري ـ في القاعدة الجميلة ...
اقتباس:
لأنَّ عدم نقل النكير لا يدلُّ على نقل عدم النكير منه
هل تشمل هذه القاعة النبي ـ عليه السلام ـ ؟
أسئلتي للاستفهام ... جزاكم الله خيرا .
رد: فطنة العالم والمفتي وحذره من أسئلة المغرضين.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد محيسن
أما لماذا ؟.
فهو المتبادر إلى الذهن ، والأصل الظاهر ...(إن صح الاستدلال ! ) .
ولم أر داعيا لأن نتكلف التأويل لرجل يُظهر ـ أصلا ـ في مقالته السوء ..
/// بارك الله فيك أخي جوابي لك هيِّنٌ إن شاء الله، فسل ما بدا لك، فهل بدا لك من جوابي غير ما رجوت؟
/// إن كان هذا هو الظَّاهر عندك وعندي، فلعل ذلك لأجل بعد استعمال الظاهر الآخر عندنا؛ بمعنى: إن كان ما رجَّحته هو الظَّاهر ماذا تسمِّي الآخر وقد استعملته العرب، أليس هو ظاهرٌ أيضًا؟
/// أمَّا أنَّ الرجل كان مظهرًا في سؤاله السوء ونريد التكلُّف بالجواب عن مقاله فليس الأمر كذلك، إذ لا علاقة لهذا بأسلوب كلامه، فلا شيء في أسلوبه على ظاهر كلام العرب الذي استبعدَّتَهُ، لكنَّ غرضه سيءٌّ.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد محيسن
هل تشمل هذه القاعدة النبي ـ عليه السلام ـ ؟
أسئلتي للاستفهام ... جزاكم الله خيرا .
/// قد يقع هذا قليلًا، إذا كان الاختصار في القصَّة من الراوي لحديثه (ص)، ولا أحفظ في هذا مثالًا الآن.
/// لكن الأصل أنَّ مثل هذا لا يقع؛ لأنَّ سكوت النَّبِيِّ (ص) موضع تشريع من جهة الإقرار، فيستدعي ذلك الهمم لنقله، وممَّا تعمُّ البلوى بحفظه.
/// والله أعلم..
رد: فطنة العالم والمفتي وحذره من أسئلة المغرضين.
اقتباس:
فهل بدا لك من جوابي غير ما رجوت؟
نعم ...
بدا لي أحسن مما رجوت!!
شكرا لكم على سعة صدركم و إجاباتكم الكافية الشافية ...كما و أشكركم على تصحيح كلمة ( القاعدة ) ...
شيخنا : اسمحوا لي أن أتتبع مواضيعكم (شبرا شبرا ) ...ولن أتردد ـ بحول الله وقوته ـ بالسؤال ...
جزاكم الله الجنةَ ...
رد: فطنة العالم والمفتي وحذره من أسئلة المغرضين.
/// الأخ الكريم.. محمد محيسن.. آمين.. وجزاك، وبارك فيك وفي ووفَّقنا لمحابِّه وسدَّدنا لهداه.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صالح بن محمد العمودي
أذكر بالمناسبة أنني التقيت مع الشيخ العلامة محمد العثيمين رحمه الله تعالى أنني سألته وهو خارج من المسجد الحرام بعد إلقائه الدرس وكان ذلك في شهر رمضان المبارك بعد صلاة التراويح ، أنني سألته عن حكم دعاء ختم القرآن ، فقال رحمه الله تعالى : لا ينبغي أن يفعل ، فكررت عليه السؤال ، فأجاب رحمه الله تعالى بنفس الجواب الأول ، فقلت له : يا شيخ محمد هل هو بدعة ؟ فقال رحمه الله تعالى : (( نعم بدعة )) بنص هذه العبارة .
ففهمت من أسلوب الشيخ محمد رحمه الله تعالى أنه لا يريد بذلك تفريق بين الأمة الإسلامية....
/// أحسنت، بل قد سمعتُ الشيخ في سطح الحرم المكِّي من كرسيِّه الذي كان يؤمَّه المئات قبل بضعٍ من السنين -أعاد الله تلك الأيام- تكلَّم بعد الختم عن هذه القضيَّة بأسلوب فيه كثير من الصَّراحة مع كثيرٍ من تعليم الطلبة الأدب وفقه الخلاف بنحو ما ذكرت من كلامه فيه، وقال: أنا لا أحبُّ الكلام في هذه القضيَّة لولا أنَّ السؤال عنه كثر من الطلَّاب أو نحو ذلك.
رد: فطنة العالم والمفتي وحذره من أسئلة المغرضين.
من لطائف ما يُروى في فطنة المفتي [بغض النظر عن مدى ثبوت الحكاية]، ما حُكي عن الإمام أبي حنيفة رحمه الله، أن أحد قواد جيش المنصور، وكان ضغنا عليه، جاءه فقال: يا أبا حنيفة، أمير المؤمنين يأمرني بقتل الرجل فآخذه ولا أدري أيقتل على حق أم باطل؟
فقال أبو حنيفة: يا فلان، أمير المؤمنين يأمر بالحق أم بالباطل؟
قال: بل بالحق
قال: أنفذ الحق حيث كان
فقام الرجل منكسرا، فقال أبو حنيفة لمن عنده: هذا أراد أن يقيدني فربطته.
رد: فطنة العالم والمفتي وحذره من أسئلة المغرضين.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان البخاري
/// ومنه قول عمرو بن سالم الخزاعي يشكو نقض قريش وأحلافها العهد الذي أبرم بالحديبية:
لا هُمّ إنّي ناشدٌ مُحمَّدَا /// /// /// حِلْفَ أبِينا وأبيه الأتلدا
قال جار الله الزمخشري في فائقه: ... قول حسان:
نَشَدْتُ بني النَّجَّارِ أفعالَ وَالِدِي ... إذا الْعَانِ لم يُوجَدْ له من يُوَارِعُهْ
أي: ذكرتهم إياها.
ومن هذا -كما في أُسْد الغابة- قول قاتل محمد بن طلحة السجاد حين رفع السيف عليه فقال له محمد بن طلحة: نشدتك بـ(حم)، فأنشأ قاتله يقول:
وأشعث قوام بـآيات ربه*****قليل الأذى فيما ترى العين مسلمِ
ضممت إليه بالقناة قـميصه*****فـخـرّ صريعًا لليدين ولـلـفـمِ
على غير شيءٍ غير أن ليس تابعًا*****عليًا ومن لا يتبع الحق يَظْلمِ
يُذَكرني حاميمَ والرمح شاجرٌ*****فهلا تلا حاميم قبل التقدمِ
ومما ذُكر في فطنة العالم أن ابن الجوزي سُئل يوماً في مجلس فيه سُنة وشيعة فقال له الشيعة: من الأفضل أبو بكر أم علي؟
ففطن -رحمه الله- لخبث سؤالهم وقال بسرعة بديهة: من كانت ابنته تحته.
فرضي الشيعة واعتقدوا أنه يقصد عليًا -رضي الله عنه- لأنهم ظنوا أن الضمير عائد على فاطمة الزهراء، ولكنه كان يقصد أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- لأن ابنة الصديق كانت تحت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
رد: فطنة العالم والمفتي وحذره من أسئلة المغرضين.
/// جزاكما الله خيرًا، وبارك فيكما على المشاركة.
رد: فطنة العالم والمفتي وحذره من أسئلة المغرضين.
موضوع جميل ...بارك الله فيكم
رد: فطنة العالم والمفتي وحذره من أسئلة المغرضين.
/// وفيك بارك الله ونفع بك.
/// إضافة مثالٍ لأصل الموضوع:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو اليمان الأثري
قال القرطبي - رحمه الله - في تفسيره [5/333] : «روى يزيد بن هارون قال: أخبرنا أبو مالك الأشجعي عن سعد بن عبيدة قال: جاء رجل إلى ابن عباس رضي الله عنهما فقال: ألمن قتل مؤمنًا متعمدًا توبة؟ قال: لا، إلا النار، قال: فلما ذهب. قال له جلساؤه: أهكذا كنت تفتينا؟ كنت تفتينا أن لمن قتل توبة مقبولة، قال: إني لأحسبه رجلاً مغضبًا يريد أن يقتل مؤمنًا. قال: فبعثوا في أثره فوجدوه كذلك " وهذا مذهب أهل السنة وهو الصحيح . اهـ
رد: فطنة العالم والمفتي وحذره من أسئلة المغرضين.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان البخاري
/// بارك الله فيك..
/// أولًا: قوله: (أنشدك بحرمة هذا البيت) يحتمل أمرين:
1- أنَّه يقسم على ابن عمر بحرمة البيت أن يجيبه، وهو لا يجوز؛ لأنَّ الحلف بغير الله شركٌ.
2- أنَّه يستعين على سؤاله ويستحثُّه على إجابته بتذكيره بحرمة وتعظيم البيت عنده؛ كأنَّه يقول: بحرمة هذا البيت أتوسَّلُ إليك أن تجيبني، وهذا نظير ما لو قال: أسألك أن تعطيني بما لي عليك من قرابة، أوأخوة، أوحق، وهذا لا بأس به إن كان من مخلوقٍ لمخلوقٍ، وإن كان تركه أولى لخشية اللَّبس...
/// تتمَّة:
/// قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله [كما في مجموع الفتاوى 1/210-211]: "قول القائل: (أسألك بكذا) نوعان:
فإنَّ الباء قد تكون للقَسَم.
وقد تكون للسَّبَب.
فقد تكون قسمًا به على الله، وقد تكون سؤالاً بسبَبِه..." الخ كلامه رحمه الله.
/// تنبيه: كلام ابن تيميَّة رحمه الله هذا في دعاء العبد لله، وليس في خطاب العبد للعبد، والشاهد المراد منه هو الكلام في الباء التي يتوهَّم كونها للقسم عند استخدامها في خطاب العبد للعبد.
رد: فطنة العالم والمفتي وحذره من أسئلة المغرضين.
الشيخ الكريم عدنان البخارى جزاك الله كل خير
لماذا أنت منقطع عن ملتقى أهل الحديث؟
رد: فطنة العالم والمفتي وحذره من أسئلة المغرضين.
/// وإياك يا أخانا الكريم.
/// لست منقطعًا، فإني أدخله بين حين وآخر؛ لكن الانشغال بهذا المنتدى يشغل عن الكتابة هناك.
رد: فطنة العالم والمفتي وحذره من أسئلة المغرضين.
بارك الله فيكم على هذا الموضوع القيم.
وفق الله الإخوة المشاركين فيه .
هكذا هم علماء الإسلام عليهم رحمة الله.
نسأل الله أن يرزقنا التقوى ويجعلنا من الذين يحبون علمائهم
ويدعون لهم بالرحمة والمغفرة على ما قدموه لهذة الأمة.
جزاهم الله خير الجزاء .
رد: فطنة العالم والمفتي وحذره من أسئلة المغرضين.
/// وفيكَ بارك الله..
/// ومن هذا الباب:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماجد مسفر العتيبي
عن أبي وائل قال قال عبد الله -ابن مسعود- رضي الله عنه:
"لقد أتاني اليوم رجل فسألني عن أمر ما دريت ما أرد عليه فقال أرأيت رجلا مؤديا نشيطا يخرج مع أمرائنا في المغازي فيعزم علينا في أشياء لا نحصيها فقلت له:
والله ما أدري ما أقول لك إلا أنا كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فعسى أن لا يعزم علينا في أمر إلا مرة حتى نفعله وإن أحدكم لن يزال بخير ما اتقى الله وإذا شك في نفسه شيء سأل رجلا فشفاه منه وأوشك أن لا تجدوه والذي لا إله إلا هو ما أذكر ما غبر من الدنيا إلا كالثغب شرب صفوه وبقي كدره". رواه البخاري, كتاب الجهاد, باب عزم الامام على الناس فيما يطيقون.
قال ابن حجر في الفتح: وفي الحديث أنهم كانوا يعتقدون وجوب طاعة الإمام , وأما توقف ابن مسعود عن خصوص جوابه وعدوله إلى الجواب العام فللإشكال الذي وقع له من ذلك , وقد أشار إليه في بقية حديثه , ويستفاد منه التوقف في الإفتاء فيما أشكل من الأمر كما لو أن بعض الأجناد استفتى أن السلطان عينه في أمر مخوف بمجرد التشهي وكلفه من ذلك ما لا يطيق , فمن أجابه بوجوب طاعة الإمام أشكل الأمر لما وقع من الفساد , وإن أجابه بجواز الامتناع أشكل الأمر لما قد يفضي به ذلك إلى الفتنة , فالصواب التوقف عن الجواب في ذلك وأمثاله . والله الهادي إلى الصواب . أ هـ