-
المسائلُ التي نقلَ فيها الحافظُ ابنُ حجرٍ في ( الفتح ) آراءَ شيخ الإسلام ابن تيميَّة
الحمد لله وحدَه ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .
أما بعد ؛
فهذا نقلٌ لآراء ابن تيمية ـ رحمه الله ـ التي نقلها الحافظُ ابن حجرٍ ـ رحمه الله ـ في فتح الباري ، وهي قرابة العشرين مسألة .
وآراءُ ابن تيمية التي نقلها الحافظ ابنُ حجرٍ ـ في الفتح ـ على قسمين :
/// قسمٌ من الآراء نقلها الحافظ مؤيداً لها ، أو ناسباً لها إليه عند ذكر المسائل .
/// وقسمٌ نقله الحافظُ ، وتعقبَّه بالردِّ أو المناقشة .
وسأبدأ ـ إن شاء الله ـ بذكر مسائل القسمِ الأوَّل .
ويظهرُ للقارئ جليّاً سَعَةُ اطّلاع الحافظِ ـ رحمه الله ـ على اختياراتِ الشيخ وآرائه . وهي تندرج تحت مبحث ( موارد الحافظ في الفتح )
فإلى المسائل .....
___________
/// المسألة الأولى :
في باب كتابة العلم .
فخرج ابن عباَّس ررر يقول : ( إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله (ص) ، وبين كتابه )
قال الحافظ ( 1 /209 ) :
(ظَاهِرُه أَنَّ ابن عَبَّاس كَانَ مَعَهُمْ ، وَأَنَّهُ فِي تِلْكَ الْحَالَة خَرَجَ قَائِلًا هَذِهِ الْمَقَالَة . وَلَيْسَ الْأَمْر فِي الْوَاقِع عَلَى مَا يَقْتَضِيه هَذَا الظَّاهِر ، بَلْ قَوْل اِبْن عَبَّاس الْمَذْكُور إِنَّمَا كَانَ يَقُولهُ عِنْدَمَا يُحَدِّث بِهَذَا الْحَدِيث...)
ثم قال : (وَجَزَمَ اِبْنُ تَيْمِيَة فِي الرَّدّ عَلَى الرَّافِضِيّ بِمَا قُلْته ) .
_________
/// المسألة الثانية :
مسألة تعذيب الميت ببكاءِ أهله .
في ( بَاب قَوْل النَّبِيّ : يُعَذَّب الْمَيِّت بِبَعْضِ بُكَاء أَهْله إِذَا كَانَ النَّوْح مِنْ سُنَّته ).
قال الحافظ ( 3 / 155 ):
( سَادِسهَا :
مَعْنَى التَّعْذِيب : تَأَلُّمُ الْمَيِّت بِمَا يَقَع مِنْ أَهْله مِنْ النِّيَاحَة وَغَيْرهَا ، وَهَذَا اِخْتِيَار أَبِي جَعْفَر الطَّبَرِيّ مِنْ الْمُتَقَدِّمِي نَ ، وَرَجَّحَهُ اِبْن الْمُرَابِط وَعِيَاض وَمَنْ تَبِعَهُ وَنَصَرَهُ اِبْن تَيْمِيَة وَجَمَاعَة مِنْ الْمُتَأَخِّرِي نَ ) .
________________
/// المسألة الثالثة :
في باب ما قيلَ في أولاد المشركين .
قال الحافظ (3/246) :
(سَادِسهَا ـ أي سادس الأقوال ـ هُمْ فِي النَّار .
حَكَاهُ عِيَاض عَنْ أَحْمَد ، وَغَلَّطَهُ اِبْن تَيْمِيَة بِأَنَّهُ قَوْل لِبَعْضِ أَصْحَابه وَلَا يُحْفَظ عَنْ الْإِمَام أَصْلًا ) .
__________
/// المسألة الرابعة :
في : بَاب مَا جَاءَ فِي قَوْل اللَّه تَعَالَى ( وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ )
قال الحافظُ : ( 6 / 289 )
(.... " تَنْبِيهٌ " :
وَقَعَ فِي بَعْضِ الْكُتُب فِي هَذَا الْحَدِيث " كَانَ اللَّه وَلَا شَيْء مَعَهُ ، وَهُوَ الْآن عَلَى مَا عَلَيْهِ كَانَ " وَهِيَ زِيَادَة لَيْسَتْ فِي شَيْء مِنْ كُتُب الْحَدِيث ، نَبَّهَ عَلَى ذَلِكَ الْعَلَّامَة تَقِيّ الدِّين بْن تَيْمِيَّةَ ، وَهُوَ مُسَلَّم فِي قَوْله ) .
_______________
/// المسألة الخامسة :
( بَابُ ذِكْر الْجِنّ وَثَوَابهمْ وَعِقَابهمْ )
قال الحافظ ( 6 / 345 ):
( ...وَقَالَ اِبْنُ تَيْمِيَّةَ : اِتَّفَقَ عَلَى ذَلِكَ عُلَمَاء السَّلَف مِنْ الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ وَأَئِمَّة الْمُسْلِمِينَ .
وَثَبَتَ التَّصْرِيح بِذَلِكَ فِي حَدِيث " وَكَانَ النَّبِيّ يُبْعَث إِلَى قَوْمه وَبُعِثْت إِلَى الْإِنْس وَالْجِنّ " فِيمَا أَخْرَجَهُ الْبَزَّار بِلَفْظٍ)
____________
/// المسألة السادسة :
في ( بَاب فَضْل عَائِشَة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا )
قال الحافظ ( 7 / 109 ) :
(.. قَالَ السُّبْكِيّ الْكَبِير : الَّذِي نَدِينُ اللَّهَ بِهِ أَنَّ فَاطِمَة أَفْضَل ثُمَّ خَدِيجَة ثُمَّ عَائِشَة ، وَالْخِلَاف شَهِير وَلَكِنَّ الْحَقّ أَحَقّ أَنْ يُتَّبَع . وَقَالَ اِبْن تَيْمِيَة : جِهَات الْفَضْل بَيْن خَدِيجَة وَعَائِشَة مُتَقَارِبَة . وَكَأَنَّهُ رَأَى التَّوَقُّف ..)
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـ
/// المسألة السابعة :
في ( بَاب قِصَّة أَبِي طَالِب )
قال الحافظ ( 7 / 194) :
( وَاسْمه عِنْد الْجَمِيع عَبْد مَنَافٍ ، وَشَذَّ مَنْ قَالَ عِمْرَان ، بَلْ هُوَ قَوْل بَاطِل .
نَقَلَهُ اِبْن تَيْمِيَة فِي كِتَاب الرَّدّ عَلَى الرَّافِضِيّ أَنَّ بَعْض الرَّوَافِض زَعَمَ أَنَّ قَوْله تَعَالَى : إِنَّ اللَّه اِصْطَفَى آدَم وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيم وَآلَ عِمْرَان أَنَّ آلَ عِمْرَان هُمْ آلُ أَبِي طَالِب وَأَنَّ اِسْم أَبِي طَالِب عِمْرَان وَاشْتُهِرَ بِكُنْيَتِهِ ) .
____________
/// المسألة الثامنة :
في ( بَاب هَلْ يُصَلَّى عَلَى غَيْر النَّبِيّ )
قال الحافظ ( 11 / 170 ) :
(...... وَأَمَّا الْمُؤْمِنُونَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ فَقِيلَ : لَا تَجُوز إِلَّا عَلَى النَّبِيّ خَاصَّة ، وَحُكِيَ عَنْ مَالِك كَمَا تَقَدَّمَ ، وَقَالَتْ طَائِفَة لَا تَجُوز مُطْلَقًا اِسْتِقْلَالًا وَتَجُوز تَبَعًا فِيمَا وَرَدَ بِهِ النَّصّ أَوْ أُلْحِقَ بِهِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى ( لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُول بَيْنكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضكُمْ بَعْضًا ) وَلِأَنَّهُ لَمَّا عَلَّمَهُمْ السَّلَام قَالَ " السَّلَام عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَاد اللَّه الصَّالِحِينَ " وَلَمَّا عَلَّمَهُمْ الصَّلَاة قَصَرَ ذَلِكَ عَلَيْهِ وَعَلَى أَهْل بَيْته ، وَهَذَا الْقَوْل اِخْتَارَهُ الْقُرْطُبِيّ فِي " الْمُفْهِم " وَأَبُو الْمَعَالِي مِنْ الْحَنَابِلَة ، وَقَدْ تَقَدَّمَ تَقْرِيره فِي تَفْسِير سُورَة الْأَحْزَاب ، هُوَ اِخْتِيَار اِبْن تَيْمِيَةَ مِنْ الْمُتَأَخِّرِي نَ .......) .
_________
/// المسألة التاسعة :
في ( بَاب فَضْل الْفَقْر )
قال الحافظ ـ في مسألة المفاضلة بين الغني والفقير ـ ( 11 / 275 ) :
( قُلْت : وَهَذَا كُلّه صَحِيح ، لَكِنْ لَا يَدْفَع أَصْل السُّؤَال عَنْ أَيّهمَا أَفْضَل : الْغِنَى أَوْ الْفَقْر ؟ لِأَنَّ النِّزَاع إِنَّمَا وَرَدَ فِي حَقّ مَنْ اِتَّصَفَ بِأَحَدِ الْوَصْفَيْنِ أَيّهمَا فِي حَقّه أَفْضَل ؟ وَلِهَذَا قَالَ الدَاوُدِيّ فِي آخِر كَلَامه الْمَذْكُور أَوَّلًا : إِنَّ السُّؤَال أَيّهمَا أَفْضَل لَا يَسْتَقِيم ، لِاحْتِمَالِ أَنْ يَكُون لِأَحَدِهِمَا مِنْ الْعَمَل الصَّالِح مَا لَيْسَ لِلْآخَرِ ، فَيَكُون أَفْضَل ، وَإِنَّمَا يَقَع السُّؤَال عَنْهُمَا إِذَا اِسْتَوَيَا بِحَيْثُ يَكُون لِكُلٍّ مِنْهُمَا مِنْ الْعَمَل مَا يُقَاوِم بِهِ عَمَل الْآخَرِ ، قَالَ : فَعِلْم أَيّهمَا أَفْضَل عِنْد اللَّه اِنْتَهَى . وَكَذَا قَالَ اِبْن تَيْمِيَةَ ، لَكِنْ قَالَ : إِذَا اِسْتَوَيَا فِي التَّقْوَى فَهُمَا فِي الْفَضْل سَوَاء ...)
______________
يُـتْـبَـع ـ إن شاءَ الله ـ
-
رد: المسائلُ التي نقلَ فيها الحافظُ ابنُ حجرٍ في ( الفتح ) آراءَ شيخ الإسلام ابن تيمي
-
رد: المسائلُ التي نقلَ فيها الحافظُ ابنُ حجرٍ في ( الفتح ) آراءَ شيخ الإسلام ابن تيمي
جزاكم الله خيرا ,, أكمل فنحن بالانتظار ,,
-
رد: المسائلُ التي نقلَ فيها الحافظُ ابنُ حجرٍ في ( الفتح ) آراءَ شيخ الإسلام ابن تيمي
ما من شك أن الحافظ ابن حجر زاهد في علم ابن تيمية..
وأعني بزهده..أنه لديه تحفظ عليه..ولهذا لم يكثر النقل عنه
فبالنظر إلى منزلة الإمام ابن تيمية..ومقارنة ذلك بندرة ما نقله عنه في كتاب ضخم كفتح الباري
يتبين صدق ما أقول
والله الموفق
-
رد: المسائلُ التي نقلَ فيها الحافظُ ابنُ حجرٍ في ( الفتح ) آراءَ شيخ الإسلام ابن تيمي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو القاسم
ما من شك أن الحافظ ابن حجر زاهد في علم ابن تيمية..
وأعني بزهده..أنه لديه تحفظ عليه..ولهذا لم يكثر النقل عنه
فبالنظر إلى منزلة الإمام ابن تيمية..ومقارنة ذلك بندرة ما نقله عنه في كتاب ضخم كفتح الباري
يتبين صدق ما أقول
والله الموفق
هل يبدو هذا واضحا لك من مشاركة أخينا الفاضل / مهند ، أم أن هذا رأيتَه بعد مداومة النظر في كتب ابن حجر العسقلاني ؟
-
رد: المسائلُ التي نقلَ فيها الحافظُ ابنُ حجرٍ في ( الفتح ) آراءَ شيخ الإسلام ابن تيمي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو القاسم
ما من شك أن الحافظ ابن حجر زاهد في علم ابن تيمية..
وأعني بزهده..أنه لديه تحفظ عليه..ولهذا لم يكثر النقل عنه
فبالنظر إلى منزلة الإمام ابن تيمية..ومقارنة ذلك بندرة ما نقله عنه في كتاب ضخم كفتح الباري
يتبين صدق ما أقول
والله الموفق
بل لقد استفاد منه الكثير , ويكفي لمعرفة موقفه منه وقفته في صفه في حادثة الحنابلة و الأشاعرة لما تجرأ العلاء البخاري الأشعري على تكفير شيخ الإسلام فقام عليه الحنابلة , ثم انتدب حافظ الشام ابن ناصر الدين فصنف مصنفه المشهور في الذب عنه , فقرّظه ابن حجر , رغم ان الكثير من الأشاعرة المتعصبين غضبوا عليه لذلك
قال السخاوي في الضوء :
" لكن لما كان شيخنا بدمشق حدث بتقريضه للمصنف المشار إليه ولم يلتفت إلى المتعصبين."
و ابن حجر من أعدل الأشاعرة - ان جازت نسبته إليهم نسبة كاملة - في موقفه من شيخ الإسلام رغم انه يعلم عقيدته جيدا و قد قرأ رده على الرافضي و أشياء من تصانيفه و يعرف كلامه في المسائل العقدية , و روى عن ابنة أخيه عبدالرحمن بن تيمية , و جماعة من تلامذة شيخ الإسلام ابن تيمية
و أسند من طريق شيخ الإسلام غير مرة و روى أربعينيته , و من طالع فهرسه علم ذلك جلياً
-
رد: المسائلُ التي نقلَ فيها الحافظُ ابنُ حجرٍ في ( الفتح ) آراءَ شيخ الإسلام ابن تيمي
كلامك أخي الفاضل المقدادي يدل أن مرادي لم يكون واضحا
فهل نقل عنه..كما نقل مثلا عن الجويني والغزالي وابن قدامة المقدسي والعراقي..إلخ؟
نحن لا نقول هو يبغضه حاشاه
لكن المراد شيء آخر
-
رد: المسائلُ التي نقلَ فيها الحافظُ ابنُ حجرٍ في ( الفتح ) آراءَ شيخ الإسلام ابن تيمي
فعلا موقف الحافظ ابن حجر تجاه شيخ الإسلام محل نظر ، وخاصة ترجمة الحافظ لشيخ الإسلام في الدرر الكامنة فهو ينقل أمور غير صحيحة عن شيخ الإسلام بدون أي تحفظ !!...ويكفي شيخ الإسلام تراجم الإمام الذهبي له فالإمام الذهبي أعلم وأفضل من يعرف بالرجال وتراجمهم في عصره بلا منازع ،
ربما يكون الحافظ ابن حجر معذور بسبب وجودة في بيئة أشعرية متعصبة ، لكن لا يعذر بمدح بعض رموز الشيعة !!!
فالواجب أن يمدح اهل السنة كشيخ الإسلام ويذم أهل البدعة كالرافضي ابن مطهر الحلي.
-
رد: المسائلُ التي نقلَ فيها الحافظُ ابنُ حجرٍ في ( الفتح ) آراءَ شيخ الإسلام ابن تيمي
قلة نقله عنه ليس لزهد و انما و الله أعلم كما قال الشيخ عبد الله مداراة للأشاعرة من الشافعية يدل على ذلك أنه ينقل اختيارات لشيخ الاسلام في الفتح دون التصريح باسمه و يستغني باختيارات ابن القيم كثيرا مع أنها في الأصل لشيخه
-
رد: المسائلُ التي نقلَ فيها الحافظُ ابنُ حجرٍ في ( الفتح ) آراءَ شيخ الإسلام ابن تيمي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوالبركات
فعلا موقف الحافظ ابن حجر تجاه شيخ الإسلام محل نظر ، وخاصة ترجمة الحافظ لشيخ الإسلام في الدرر الكامنة فهو ينقل أمور غير صحيحة عن شيخ الإسلام بدون أي تحفظ !!...ويكفي شيخ الإسلام تراجم الإمام الذهبي له فالإمام الذهبي أعلم وأفضل من يعرف بالرجال وتراجمهم في عصره بلا منازع ،
ربما يكون الحافظ ابن حجر معذور بسبب وجودة في بيئة أشعرية متعصبة ، لكن لا يعذر بمدح بعض رموز الشيعة !!!
فالواجب أن يمدح اهل السنة كشيخ الإسلام ويذم أهل البدعة كالرافضي ابن مطهر الحلي.
ينبغي ألا ننسى أن الميزان الذي يوزن به الناس والأعمال والأقول إنما هو الحق وليس الموقف من شيخ الاسلام ابن تيميه أو غيره من علماء المسلمين ، فإنه لا يضر ابن حجر شيئاً أن يتنقد شيخ الاسلام أو يعارضه أو يكون له رأي فيه غير ما نرضاه ، لا سيما إن كان ذلك باجتهاد منه ونظر ، بدلاً من الحديث عن البيئة الأشعرية وغير ذلك .
-
توضيحٌ لأخي الحبيب أبي القاسم .
بارك اللهُ فيكم جميعاً .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو القاسم
ما من شك أن الحافظ ابن حجر زاهد في علم ابن تيمية..
وأعني بزهده..أنه لديه تحفظ عليه..ولهذا لم يكثر النقل عنه
فبالنظر إلى منزلة الإمام ابن تيمية..ومقارنة ذلك بندرة ما نقله عنه في كتاب ضخم كفتح الباري
يتبين صدق ما أقول
والله الموفق
بارك الله فيك أخي الحبيب أبا القاسم ..
لكن كلامك فيه عدة ملاحظات .
أولها : قطعُك بزهد ابن حجر في علم ابن تيمية ، وهذا ليس صحيحاً إطلاقاً .
فالزهدُ له معنى معيّن ينصرفُ الذهنُ إليه .. وقيَّدتَ زهده في علمه ..، وجعلتَ أبرزَ أدلة هذا قلة النقل عنه .
وابنُ حجرٍ ليس زاهداً في علم ابن تيمية ، بل ينقل عنه في أعزّ المسائل ، وأهمها .. بل يتقوّى برأيه !
كما في نقلي عنه ، فتأمله ..
وليس لازماً لمن له تحفظٌ على شخصٍ ما في قضيّة ما لسببٍ ما ، أن يزهد فيه بالكليّة .
يقول في المسألة الأولى : ( وجزم ابن تيمية في رده على الرافضي بما قلتُه ) ، وهذا تقويةٌ لرأيه برأي شيخ الإسلام .
كذلك في المسألة الثالثة ذكر تغليطَ ابت تيمية للقاض عياض ؛ لعلمه بتحقيق ابن تيمية للمذهب .
كذلك اعتماده في ذكر الإجماع على نقل ابن تيمية ، مع أن المسألة معروفة .
ثم إنّ الحافظ ـ رحمه الله ـ يحرصُ كلَّ الحرص على اختيار محققي الشافعية كالنووي والسبكي وابن دقيق وغيرهم أولاً .
أما قلة النقل عنه ، فلا تدل لا من قريب ولا من بعيد على هذا الزهد ، فليس الأمر عندنا ـ كحنابلة ـ أن ننقل جميع آراء الشيخ في كل مسألة .
والحافظُ يدرك تماماً منزلة الشيخ في العلم ..
أما مخالفته له في كثير من مسائل العلم ؛ كالنصوص المتعلقة بالصفات .. وردّه عليه ، فلا يدل على الزهد فيه . بل إنّه يرى ـ كما صرّح بذلك ـ أنها من مسائله البشعة ـ رحمهما الله جميعاً ـ .
أما ماذكرت ـ أخي الحبيب ـ من نقله عن الجويني والعراقي والغزالي ؛ فلأنّهم من محققي الشافعية ..
أما ابن قدامة ، فلم يتجاوز النقل عنه أربعين موضعاً ، أكثرها حكاية الإجماع ، وحكاية أقوال الإمام أحمد ، وفي بعضها ذكر ترجيحاته ...
وفي بعضٍ منها نقدُ له ، بقوله : ( زعمَ ابن قُدامة ) ، ( أغرب ابن قدامة في نقل الإجماع ) ..
ولأن ابن قدامة من أئمة المذهب الحنبلي ومحققيهم ، وله في المذهب من التصانيف المعتمدة المنقحة ماليس لشيخ الإسلام .
وختاماً أشكر لك تعقيبك أخي الحبيبَ أبا القاسم .
دمتَ مسدداً موفقاً .
محبّك .
-
رد: المسائلُ التي نقلَ فيها الحافظُ ابنُ حجرٍ في ( الفتح ) آراءَ شيخ الإسلام ابن تيمي
بل نقل عن حنابلة مالم ينقل عنه..
وأما قولي بزهده في علمه فالمراد بالنظر النسبي
فإن علم الإمام ابن تيمية مما لا يختلف اثنان..ولو كانا مناوئين له
فإذا كان علمه بهذه المثابة الكبيرة..ثم أقل من النقل عنه..مع كون كتابه ضخما جدا وألفه في أكثر من عشرين سنة
فهذا عيبٌ..يجعلني أرجح زهادته في علمه أي بالقدر المطلوب المتوقع
والله الموفق
-
رد: المسائلُ التي نقلَ فيها الحافظُ ابنُ حجرٍ في ( الفتح ) آراءَ شيخ الإسلام ابن تيمي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو القاسم
بل نقل عن حنابلة مالم ينقل عنه..
وأما قولي بزهده في علمه فالمراد بالنظر النسبي
فإن علم الإمام ابن تيمية مما لا يختلف اثنان..ولو كانا مناوئين له
فإذا كان علمه بهذه المثابة الكبيرة..ثم أقل من النقل عنه..مع كون كتابه ضخما جدا وألفه في أكثر من عشرين سنة
فهذا عيبٌ..يجعلني أرجح زهادته في علمه أي بالقدر المطلوب المتوقع
والله الموفق
هذا ما أسميه " المختصر المفيد "
أعزك الله عز وجل، أفلا كان هذا قبل هذا؟ ( ابتسامة )
هذا عندي من نوع ( إنها صفية )
-
رد: المسائلُ التي نقلَ فيها الحافظُ ابنُ حجرٍ في ( الفتح ) آراءَ شيخ الإسلام ابن تيمي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو القاسم
بل نقل عن حنابلة مالم ينقل عنه..
وأما قولي بزهده في علمه فالمراد بالنظر النسبي
فإن علم الإمام ابن تيمية مما لا يختلف اثنان..ولو كانا مناوئين له
فإذا كان علمه بهذه المثابة الكبيرة..ثم أقل من النقل عنه..مع كون كتابه ضخما جدا وألفه في أكثر من عشرين سنة
فهذا عيبٌ..يجعلني أرجح زهادته في علمه أي بالقدر المطلوب المتوقع
والله الموفق
أرى أن بياني السابق كافي ـ أخي الحبيب ـ .
-
رد: المسائلُ التي نقلَ فيها الحافظُ ابنُ حجرٍ في ( الفتح ) آراءَ شيخ الإسلام ابن تيمي
-
رد: المسائلُ التي نقلَ فيها الحافظُ ابنُ حجرٍ في ( الفتح ) آراءَ شيخ الإسلام ابن تيمي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن رشد
رحم الله الشيخان
عفوا، تقصد : رحم اللهُ الشيخين، أليس كذلك ؟
قل : بلى.
جزاك الله خيرا
-
رد: المسائلُ التي نقلَ فيها الحافظُ ابنُ حجرٍ في ( الفتح ) آراءَ شيخ الإسلام ابن تيمي
من قصر النظر حين نقيس الامور من منظارنا اليوم من جهة توفر كتب شيخ الإسلام وكثرة تداولها بالمقارنة بعصر ابن حجر رحمه الله أو غيره.
فمن المعلوم أن كتب المخالفين يقل بل يندر وجودها عند من يخالفونهم.
ولابد أن يفهم طالب العلم إن شيخ الإسلام ابن تيمية أكثر تؤاليفه وفتاواه كانت في باب العقيدة.
وقد طغى على غالب الأمة في وقت من الأوقات الزاهدة في عقيدة السلف , والإتجاة إلى العقليات في باب العقيدة إلا طائفة نُصرت ونصرت هنا أو هناك.
وهنا معلومة وهي أن المحققين من المخالفين لشيخ الإسلام لم يزهدوا في علمه بل بعضهم كان ينقل عنه ويبهمه كقولهم: وذكر بعض الحنابلة ؟!
والله اعلم
وأخيراً جزيت خيرا أخي مهند فقد جمعت لنا موضوع مميز فالرجاء إكماله فضلا منك لا امرا منا
-
رد: المسائلُ التي نقلَ فيها الحافظُ ابنُ حجرٍ في ( الفتح ) آراءَ شيخ الإسلام ابن تيمي
حتى تعرف معنى كلام أخيك
فقم بإحصاء العلماء الذين استشهد بهم من غير محققي الشافعية..
ثم قارن عدة المشهورين منهم من الحنفية والمالكية والحنابلة..بعدد ما نقل عن ابن تيمية يتبين لك الأمر جليا
ولست حنبليا بالمناسبة..
وقارن إن شئت أيّ كتاب كبير الحجم جاء مؤلفه بعد ابن تيمية مع كون صاحبه غير متحامل على الإمام
وأحص نقولاته عن ابن تيمية..يتبين لك أن ما قلته صحيح..
ولست أعني بزهده فيه إلا نسبيا..
-
رد: المسائلُ التي نقلَ فيها الحافظُ ابنُ حجرٍ في ( الفتح ) آراءَ شيخ الإسلام ابن تيمي
سمعت مرة من الشيخ مصطفى العدوى رحمه الله ما مفاده أن الحافظ ابن حجر له شئء من السياسة أو المداراة في موقفه عن شيخ الإسلام رحمهما الله . فقد ألف كتابا في الرد على فتوى شيخ الإسلام في الطلاق "استجابة لأمر من السلطان" - ومع ذلك فلا نحسب أن الحافظ رحمه الله يقول إلا بما يدين به عند الله تعالى .
وبالمناسبة ، سؤال مني بسيط : لماذا كان الغالب من نقل الحافظ عن شيخ الإسلام إنما أخذه من "المنهاج" ؟ أولم يكن يطلع على أمثال "الدرء" و "الصفدية" و "نقض التأسيس" ؟ بله "الحموية" و "شرح أول المفصل" ؟ فإن أمثال ابن حجر يبعد منه أن يعرض عن تلك الأدلة الناصعة والحجج الدامغة من شيخ الإسلام الموجودة بتلك الكتب ثم يقبل - بدلا من ذلك - على ابن البطال والبيهقي وابن المنير والكرماني - رحم الله الجميع . قالظاهر لنا حتى الآن أن الحافظ لم يكن ملمّا - كما ينبغي - بنفائس شيخ الإسلام إلا ما أخذه عنه من بعض كتبه اليسيرة أو ما هذبه ابن القيم (في "بعض" كتبه أيضا) . والله أعلم . ولعل شيخنا الفاضل أبو فهر يتحفنا بالجواب عليه جوابا مفصلا ، فقد عهدنا منه خبرته في مثل هذه الأمور .
وأخيرا : وجدت في الفتح نقلا عن شيخ الإسلام - فيما أحسب - من غير تصريح في قوله إن الناس تجاه نصوص الصفات ست طوائف (ولا أذكر الآن موضعه بالضبط لكنه فيما أذكر في كتاب التوحيد والرد على الجهمية) .
-
رد: المسائلُ التي نقلَ فيها الحافظُ ابنُ حجرٍ في ( الفتح ) آراءَ شيخ الإسلام ابن تيمي
بارك الله فيك شيخنا
والله بحث جيد