على قدر غيرتك يكون إنكارك...وعلى قدر إنكارك يكون إيمانك

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله وكفى,والصلاة والسلام على نبينا المصطفى وعلى آله وأصحابه وأتباعه أجمعين..

أمابعد...

(قال الله - عز وجل -:"والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يـــأمرون بالمعــروف وينهون عن المنــكر"
وقـــال - صلى الله عليه وسلم -:"ومن جاهدهم بيده فهو مؤمن ,ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن,ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن,وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل"

وكـــمــا أن المــطر يدل على الســحاب ,والشــرريدل على النــار,والأثــ� �ر يدل على المســير،كذا الأمر بالمعروف والنهي عن المــنــكر يدلان على الإيمــان..فالمؤ من الحق يغضب لمحارم الله إذا انتهكها المنتهكــون,ولح� �وقه إذاتهــاون بها المتهاونون...وال� �سلام كله حــثّ على تأجيج نـــار الغــيرة على محــارم الله ..

ولمّــا كــان الأنبيــاء أشد الناس غيرة على هذه المحارم كـــانواأشــد الناس قيــاما بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر...

*فعـــلى قدرغيرتـــــك يكـــون إنكــــارك , وعلى قـــدر إنكارك يكــــون إيــمــانك...فاع� �م حقــيقة إيمانك قبل أن تــــصدح بهتاف الإيمان) "من كتاب صفقات رابحة لخالد أبوشادي..."

وللأسف فإن الكثير من أهل الصلاح والخير يتكاسل عن القيام بهذه الشعيرة والتي عدّها بعض العلماء ركنا سادسا من أركان الاسلام...ويخشى أن يورثه إنكار المنكر وحشة بينه وبين الناس , ووحدة ونبذا من قِبلهم ,وغربة بينهم..

ولكن في الحقيقة...
(هي غربــة تميز لا غربة وحشة مع الانس بالله,ولا وحدة مع مؤاخــاة الصالحين من لدن آدم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها..

فقطرة الزيت علت على سطح المــاء لما صبرت على العصر , وطحن الرحــا,فهي كثيفة مــما يوحي بغنــاها,متماسك� � بما يدل على تميزها..
وكـــذلك الآمر بالمعروف الناهي عن المنــكرالداعي إلى الخــيرعلا قدره لمّــا صبر على التزام الحق والثبات عليه,علا بإيمانه وصـــلاحه فــلم يــهبـط إلى القــاع ,ولم ينشغل بالسفاسف ..

قال الله - عزوجل -"فلولا كان من القــرون من قــبلكــم أولوا بقية ينهــون عن الفســاد في الأرض إلا قليلا مــمن أنجـينـا منهم"هود116/- وقــد استشهد شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله بهذه الآية في بــاب الغربة وهذا يدل على رسوخ قدمه في العلم والمعرفة-

وقــال عليه الصلاة والسلام "بــدأالإسلام غريبــا ,وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء"قيل ومن الغرباء يارسول الله ؟قال:" الذين يصلحون إذا فسد الناس" رواه الآجري وابو عمر الداني في السنن الوارده في الفتن وله شاهد من حديث سهل بن سعد عند الطبراني وهو حديث صحيح..)"من كتاب صفقات رابحة لخالد ابوشادي."

وبعد فهل آن لنا ان نقدر الله حق قدره ...
هل آن لنا أن نعترف لله بالعزة فلا نجعله جل وعلا أهون ناظر الينا...
هل آن لقلوبنا أن تعظم حرمات الله فلا ترضى أن يستبيحها أحد...
الى متى ونحن نرى أن انكار المنكر تدخل في شؤون الغير ...
الى متى ونحن ننعت من أنكر المنكر بصفة "اللقافة " وعدم احترام خصوصيات الغير ؟
أما نخشى الله جل جلاله ؟
أنسينا أفضال الله جل وعلا علينا,,
والله لوشاء ربنا لسلبنا نعمة الاسلام والايمان ولأتى بقوم يحبهم ويحبونه لا يخشون فيه لومة لائم...
المنكرات والفواحش واالمجاهرة بالعصيان من حولنا وفي كل مكان ونتعامى عن ذلك ونتغافل وكأننا لانرى ولا نسمع؟ وكأننا لا نعرف المعروف من المنكــــر ؟

هذه الكلمات انما هي ذكرى ..لعلها أن تجد باب قلب مفتوح فتلج فيه وتحرك في جوانبه بقايا الايمان والتقى والخشية..فكم أخطأنا وتغافلنا وألهانا التكاثر ولا حول ولا قوة الا بالله ..

والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله...

صدقت فان الذي اهلك من كان قبلنا تركهم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ ومدح الله خيرية هذه الامة كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ
وقال في اهل التمكين الذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ
ولقد وصى لقمان ابنه بهذا الاصل العظيم يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ

جزاك الله خيرا