-
حدثتني نفسي بالعمل
حدثني نفسي يوما وقالت لمن تطلب العلم؟
قلت: لله
قالت: كذبت وانما انت من المدعين وما هي الا رعونة
قلت: وكيف ذلك
قالت: لا نسلم لاحد هذا الادعاء حتى نراه كيف هو مع الامر والنهي, فمن اقام على المعصية نهاره, ونام عن الطاعة ليله فاي علم هذا الذي يطلبه.
قلت: وكانك يا نفسي قيدتي العلم بالعمل حتى يكون لله
قالت: وكانك لم تقرا قول الله تعالى مَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ فجمع بين العلم والعمل فستوجب مدح الله له بالعلم, بالله عليك من كان هذا حاله لمن يطلب العلم... اليس لله؟
قلت: اللهم نعم
قالت: فشمر على ساعد الجد وعمل بعلمك
قلت يا نفسي يكفيني العلم دون العمل الم يقل الله تعالى إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ فمدح العلماء بالخشية ولم يمدحهم الا لكونهم علماء فاين العمل؟
فقالت وكانك لم تقرا الاية بعين الصدق الم تعلم ان الخشية من العمل؟
قلت: كيف؟
قالت: ان دوافع العمل قسمين: اما دافع محبة, او دافع خشية فان الخشية دافع للعمل ان كان الرجل عالما والمحبة دافع للعمل ان كان الرجل غير عالم ففهم... والعلم المجرد من العلم لا يوجب مدح الله له الا مقترنا بالايمان والعمل كقوله سبحانه
يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِير ٌ
قلت: لكن هناك علم ليس تحته عمل كالعلم باصول العقائد فلا يندرج تحته عمل, اذا كيف امدح بهذا العلم دون عمل تحته؟
قالت: العلم بالعقيدة يستوجب الايمان والايمان يولد خشية او محبة ومن هذين الاصلين يندرج العمل كما قلت انفا , ولهذا مدح الله العلماء بالخشية
قلت: ولكن اين مدح الله الذين عملوا بمحرك المحبة لا بالخشية, لان الخشية للعلماء كما قلتي والمحبة لغيرهم؟؟
قالت الخشية متعلقة بالمعرفة وهي خلاف العلم, وليس كل عالم عارف, وكل من خشى الله فهو عارف, وان لم يكن عالما برسوم العلم ,اما الذين يعملون بدافع المحبة فقد قال تعالى في حقهم: قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ ٱللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
فارشد الله عباده الذين رفعوا شعار المحبة الى العمل بالاتباع لا القول وحده, محبة والعمل
قلت: فاين موضع المدح في الاية؟
قالت الم يكفيك ان الرحمن ارشدهم الى معنى المحبة الحقيقية واظهر لهم محبته ان هم عملوا ما امرهم به فيكون العمل تحت المحبة موجبا لهم لمحبة الرب لهم ومغفرة ذنوبهم
-
رد: حدثتني نفسي بالعمل
بارك الله فيك..
وإن خير من جادل المرء نفسه فقومها و أقام عليها الحجة ..
يذكرني هذا بكتاب صيد الخاطر لابن الجوزي فلكم استمتع و أنا اقرأ حديثه مع نفسه و تقريعه لها .