العثور على قطعة من كتاب المغازي لابن منبه من مجموعة شُت رينهار مكتبة هيدلبرج بألمانيا

مخطوط كتاب المغازي لوهب بن منبه رضي الله عنه (أسلم سنة: 10هـ) /

وجد المستشرق بيكر C.N. Becker فيما نقل عنه المستشرق هوروفقس مجموعة أوراق بردي shott- Reinhardt في مجموعة المستشرق شُت رينهاردت المحفوظة الآن في مكتبة هيدلبرج بألمانيا، وهذه المجموعة تقع في مجلداً؛ وفيها ما يرجح أنه قطعة من كتاب المغازي لوهب بن منبه (ت: 110هـ)؛ وتاريخ نسخ هذه القطعة سنة 288هـ، فهي بعد وفاة وهب بنحو قرن من الزمن .

وتبدأ عبارة هذه القطعة من المغازي بـ : أخبرنا محمد ابن أبي بكر أبو طلحة ؛ ثنا عبد المنعم ؛ عن أبيه ؛ عن أبي إلياس ؛ عن وهب ...

وتحتوي هذه المخطوطة من المغازي على معلومات وأخبار عن :
(بيعة العقبة الكبرى)، (وحديث قريش في دار الندوة)، (وتدبير قريش لقتل الرسول صلي الله عليه وسلم)، (والاستعداد للهجرة إلى المدينة)؛ (والهجرة للمدينة)؛ (ودخول النبي إلى المدينة)؛ (وغزوة بني خيثمة) .

بارك الله فيك
ولكن هذا العثور كان قبل مائة سنة
والقطعة منشورة
وهذا نصّ سزكين 1/ 3/ 125

http://majles.alukah.net/attachment....1&d=1309861740

أخبي بارك الله فيك هذه معلومة قديمة جدًا وناقشها كثير من الباحثين .
وفي نسبة هذه القطعة إلى وهب بن منبه محل شك كبير ، وأنقل كلامًا للباحث عمار نصار في أطروحته عن تطور كتابة السيرة النبوية قال:
. وهب بن منبه (ت 114 هـ) وهو يماني المولد، فارسي الأصل. سكن المدينة، وحدث بها، وكان من المقربين لدى الخلفاء الأمويين، وممن أشتهر برواية أخبار الأمم السالفة وأهل الكتاب، وعرف العديد من لغات عصره .
عدّ هذا الرجل من قبل أحد المتأخرين في عداد من كتب في المغازي ، ومال الى هذا الرأي أحد الباحثين إذ علق على ذلك بالقول: " وقول حاجي خليفة صحيح فقد وجد أحد المستشرقين بين مجموعة أوراق بردي في هيدلبرج [بالمانيا] مجلدا يحوي قطعة من كتاب المغازي هذا" ، ووافق باحث آخر على هذا الرأي ايضا .
ولكن نسبة هذه المجلدة في المغازي إلى وهب محل تدبر وتأمل، وذلك بملاحظتنا ان سندها الذي أورده لنا هوروفتس قد حوى في طريق الإسناد إلى وهب سبطه عبد المنعم بن إدريس (ت 228 هـ) الذي اتفق جميع العلماء الذين ترجموا له على أنه وضاع ويضع الحديث على جده وهب .
تدل الرواية التي أوردها لنا أبو نعيم الأصبهاني (ت 430 هـ) التي ينتهي إسنادها إلى وهب والتي وجد في أحد طرقها سبطه عبد المنعم على مصداقية الكلام آنف الذكر ، إذ أخرج ابن الجوزي (ت 597 هـ) هذه الرواية ضمن الموضوعات ، فضلا عن تعليق أحد الباحثين على هذه الرواية بالقول:
" وهذه الفقرة طويلة مفصلة ولكن قارئها لا يسعه إلا أن يشك فيها الشك الشديد فأسلوبها مما لا نألفه في أساليب تلك الفترة وعبارتها غريبة عن الرجل الذي يعيش في ذلك العصر وكان للخيال فيها دور كبير، ولذلك إن صحت نسبتها لوهب فأننا لا نستطيع إطلاق صفة مؤرخ بل قصاص" .
إن الذي دفعنا لإثارة هذه الشكوك حول صحة كتابة وهب لمغازي الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم هو أننا لم نجد في أثناء تصفحنا للكتب التي تحدثت عن سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم رواية ينتهي سندها إلى وهب أو يكون هو في أحد طرقها هذا من جانب، ومن جانب آخر كانت معظم الروايات التي وصلت إلينا عن وهب تتضمن عرضا لأخبار الأنبياء والرسل والأمم والأقوام السالفة ، مع ذكر ابن النديم (ت 381 هـ) أن له كتابا في هذه المحاور من التأريخ ، وهذا ما دفع بهوروفتس إلى عدّ اسهامات وهب في هذه الجوانب من التأريخ مدخلا متمما لسيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلّم، لارتباط الرسالات التي استعرضها وهب بالرسالة التي أتى بها محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، فضلا عن ذلك فقد عدّ أحد الباحثين تدوين وهب لأخبار الرسل والأمم السالفة حافزا للمؤرخين الذين أتوا بعده على جعلهم وهبا من أوائل من قدم نموذجا للتأريخ العالمي متمثلا في تأريخ الرسالات؛ حتىكان لذلك صدى قوي في عقل محمد بن إسحاق حين بدأ سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم بأخبار الأمم والأقوام والأنبياء السالفة التي أسماها بأخبار المبتدأ .