.. نصيحة من القلب أرجو أن تصل إلى القلب ..

بسم الله الرحمن الرحيم

في بداية عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان الناس مستمسكين بدينهم جدا، وكان من المنطقي في الظاهر أن يستمر هذا التمسك الشديد بالدين إلى يوم القيامة لسببين:
1- ﻷنه هو الحق.
2- ﻷن الصحابة يرون النبي صلى الله عليه وسلم عاملا به فلا يفعل معصية أو مكروها وكذلك لا يترك واجبا ولا مستحبا، وكذلك أبناء الصحابة يرون آباءهم الصحابة وهكذا حتى قيام الساعة.
ولكن لماذا السبب الثاني لم يتحقق كله ؟؟!!
الجواب: بما أن شهوات الدنيا قريبة ومشاهدة بالعين وسهلة الحصول عليها ونعيم الآخرة أمر غيبي يدرك بالحس والعقل أصبح بعض الناس يعيدون التفكير مرة أخرى بعد أن كانوا قد تيقنوا أن نعيم الآخرة ـ وإن كان غيبا ـ أفضل بدون مقارنة، ومع ترداد التفكير في هذا الأمر مرة بعد أخرى ـ مع أنهم قد فرغوا منه ووصلوا إلى نتيجة سليمة من قبل !! ـ تزداد رغبته في الاستمتاع بهذه الشهوة الحاضرة القريبة منه ناسيا أو متناسيا نعيم الآخرة الأفضل.
وسبب وقوع هؤلاء الناس في هذا أنهم أعادوا التفكير مرة أخرى في أمر كانوا قد توصلوا من قبل إلى نتيجة سليمة له، فلماذا التفكير به مرة أخرى؟؟!! أم هو الوسواس ؟؟!!
ومن أمثلة هذا الصنف هو أول مسلم عصى الله من أمة محمد صلى الله عليه وسلم بعد يقينه وإيمانه بالله واليوم الآخر !!

ثم إذا جاء الجيل الذي بعد هذا الصنف يكونون معرضين لما كان معرضا له آباؤهم بل ويزيد عليه أمر آخر وهو أن السبب الثاني المذكور في الأعلى يقل وقوعه عما كان عليه في الجيل السابق !!!
وهكذا تتتابع الأجيال تلو الأجيال والقرون تلو القرون والسبب الثاني يقل وقوعه أكثر فأكثر
حتى يصل إلى أناس ـ وهذا مثال على عصرنا تقريبا ـ يكون لسان حاله أكثرهم : لو كان اﻷمر بهذه الأهمية والخطورة التي نتعلمها وندرسها ونقرؤها في الكتاب والسنة لما رأينا آباءنا يتجرؤون كل هذه الجرأة !!!
فهلا ردوا على هذه الشبهة بقولهم : إن سبب وقوع آبائنا بهذه الجرأة هما الأمران السابقان : قلة وقوع السبب الثاني المذكور في الأعلى واﻷمر الثاني هو سببه الذي ذُكر بعده ؟؟!!
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.