أحكام لصيام لأبي عبد الحفيظ العباسي الجزائري
وتــحتـــه مســـائل
المـــســـألـــ ة الأولـــى:
تعريف الصيام في اللغة:
الصوم والصيام مصدران لصام يصوم- من باب قال-.
وهو في اللغة: هو الإمساك عن الأكل، والشراب، والكلام، وعن النكاح، وعن السير.
جاء في الصحاح: قال الخليل: الصوم: قيام بلا عمل. والصوم: الإمساك عن الطعام.
وقال أبو عبيدة: كل ممسك عن طعام أو كلام أو سير فهو صائم. اهـ[1]-[2]
قال البُهُوتي[3]: الصيام لغة: الإمساك. يقال: صام النهار، إذا وقف سير الشمس. وللساكت: صامت، لإمساكه عن الكلام. ومنه: {إني نذرت للرحمن صوما}( مريم/26)، وصام الفَرَسُ: أمسك عن العلف وهو قائم، أو عن الصهيل في موضعه.
وشرعا: ( إمساك بنية عن أشياء مخصوصة)وهي مفسداته، وستأتي.(في زمن معين)وهو من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس(من شخص مخصوص)هو المسلم العاقل، غير الحائض والنفساء.اهـ[4]
قال النووي[5]: إمساك مخصوص عن شيء مخصوص في زمن مخصوص من شخص مخصوص. اهـ
وتعريف النووي رحمه الله هو شيبه بتعريف الفتوحي، فالصيام إمساك عن شهوتي البطن والفرج، وهذا هو الشيء المخصوص، في شهر من شهور السنة وهو: رمضان، وهذا هو الزمن المخصوص،من مسلم عاقل بالغ، غير الحائض والنفساء، وهذا هو الشخص المخصوص .فيمسك المكلف عن تعمد ما يفسد صومه من المفطرات كأكل أو شرب أو جماع، أو تعمد قيء ونحوه، على ما سيأتي بيانه إن شاء الله، ويكون ذلك الإمساك من طلوع الفجر الثاني الصادق من يوم الصيام إلى غروب شمس ذلك اليوم.
وعرفه العيني: :فالصوم هو الإمساك عن الأكل والشرب والجماع وما هو ملحق به من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس.[6]
و لابد في هذه التعريفات من استحضار نية التعبد إلى الله تعالى، بهذه العبادة، وهي عبادة الصيام.
والصيام أحد أركان الإسلام ومبانيه الخمس، لحديث ابن عمر – رضي الله عنه- الأتي معنا إن شاء الله.
تعريف رمضان: اسم لشهر من أشهر السنة القمرية في اللغة العربية.
ومادة الكلمة في العربية موضوعة لشدة الحر، فالرمض، والرمضاء: شدة الحر.
والرمض: حرُ الحجارة من شدة حر الشمس. وشدة وقع الشمس على الرمل وغيره.
ويقال: أرض رمضةُ الحجارة. وأرض رمضاء.اهـ[7]
المـــســـألـــ ة الـــثـــانـــي ة:
الأصل في ذلك:
الكتاب والسنة المطهرة وإجماع الأمة، أما الكتاب قوله تعالى:{يأيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكُم لعلكم تتقون(183) أياما معدودات، فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر، وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين، فمن تطوع خيرا فهو خير له، وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون(184) شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، فمن شهد منكم الشهر فليصمه، ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر، يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر، ولتكملوا العدة، ولتكبروا الله على ماهداكم، ولعلكم تشكرون(185)}( البقرة )
وفي هذه الآية مسائل:
الأولى: هي أول ما نزل من القرآن الكريم بشأن الصيام المطلوب في الشريعة الإسلامية، وهي أول سورة نزلت في المدينة بعد هجرة الرسول – صلى الله عليه وسلم- إليها.
الثانية: كتب عليكم الصيام: أي فرض عليكم الصيام، فكلمة (' كتب) في القرآن قد تأتي أحيانا بمعنى فرض وقرينة السياق تدل عليه.[8]
الثالثة: اختلف أهل التأويل في الذين عنى الله تعالى بقوله:{ كما كتب علىالذين من قبلكم} فقال بعضهم: النصارى. وقال بعضهم: أهل الكتاب . وقال بعضهم: كان ذلك على الناس كلهم.
وقال الطبري[9]: وأولى هذه الأقوال بالصواب قول من قال: معنى الآية: يأيها الذين آمنوا فرض عليكم الصيام كما فرض على الذين من قبلكم من أهل الكتاب أياما معدودات، وهي شهر رمضان كله، لأن من بعد إبراهيم صلوات الله عليه كان مأمورا بإتباع إبراهيم، وذلك أن الله جل ثناؤه كان جعَله للناس إماما، وقد أخبرنا الله أن دينه كان الحنيفية المسلمة، وأمر نبينا – صلى الله عليه وسلم – من إتباعه بمثل الذي أمرَ به من قبله من الأنبياء.
وأما التشبيه فإنما وقع على الوقت، وذلك أن من كان قَبلَنا إنما كان فُرضَ عليهم صوم شهر رمضان، مثلَ الذي فُرضَ عَلينا سواء .اهـ[10]
قال القرطبي[11]: واختلف أهل التأويل في موضع التشبيه وهي:
قال الشعبي،وقتادة، وغيرهما: التشبيه يرجع إلى وقت الصوم وقدر الصوم، فإن الله تعالى كَتَبَ على قوم موسى وعيسى صوم رمضان، فغيروا، وزاد أحبارهم عليهم عشرة أيام...
وقيل التشبيه راجع إلى أصل وجوبه على من تقدم، لا في الوقت والكيفية.
وقيل: التشبيه واقع على صفة الصوم الذي كان عليهم، من مَنعهم من الأكل والشرب والنكاح، فإذا جاز الإفطار، فلا يفعل هذه الأشياء من نام.اهـ[12]
أما السنة:
فهناك أحاديث كثيرة ومستفيضة، نذكر منها ما يهمنا في مسألتنا هذه:
فعن عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما –قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم- يقول:" بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان."[13]
عن طلحة بن عبيد الله- أن أعربيا جاء إلى رسول الله – صلى الله عليهوسلم- ثائر الرأس فقال: يا رسول الله، أخبرني ماذا فرض الله علي من الصلاة ؟ فقال:" الصلوات الخمس إلا أن تطوع شيئا " فقال: أخبرني بما فرض الله علي من الصيام؟ فقال: " شهر رمضان إلا أن تطوع شيئا" فقال: أخبرني بما فرض الله علي من الزكاة؟ قال: فأخبره رسول الله – صلى الله عليه وسلم- بشرائع الإسلام. قال: والذي أكرمك، لا أتطوع شيئا ولا انقُصُ مما فرض الله علي شيئا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أفلح إن صدق، أُدخلَ الجنة إن صدق".[14] -[15]
فهذه الأحاديث دلت على أن صيام رمضان من أركان الإسلام، وهو واجب أوجبه الله على المكلفين. فمن جحد فرضيته فقد كفر.
أما الإجماع:
فقد اتفقت الأمة على أن صيام رمضان واجب، ونقل الإجماع جمع من أهل العلم.[16]
المــســـألــــ ــة الـــثــــالـــ ـثـة:
المراحل التي مر بها تشريع الصيام: إن الصيام عبادة مشروعة، وتشريع رباني عرفته الأمم السابقة من أهل الكتاب، كما دل عليه قوله تعالى: { يأيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون}( البقرة/184). ثم جاء الإسلام ليستقر فيه تشريع الصيام على الوجه الأكمل، وقد اقتضت حكمة الله تعالى أن يتدرج هذا التشريع في مراحل، كما هو الحال في كثير من التشريعات في الإسلام، رحمة من الله بعباده وتلطفا بهم وتسيرا عليهم. وهذه المراحل هي كالأتي:
المرحلة الأولى:
الأمر بصيام يوم عاشوراء، فعن ابن عمر –رضي الله عنهما- قال: {صام النبي- صلى الله عليه وسلم- عاشوراء وأمر بصيامه، فلما فرض رمضان ترك. وكان عبد الله لا يصومه إلا أن يوافق صومه}.[17]
وعن عائشة – رضي الله عنها-أن قريشا كانت تصوم يوم عاشوراء في الجاهلية، ثم أمر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بصيامه حتى فُرضَ رمضان، وقال رسول الله صلى الله عليه:" من شاء فليصمه، ومن شاء أفطر.[18]
فهذه الأحاديث فيها دلالة على أمر النبي- صلى الله عليه وسلم- أصحابه بصيام يوم عاشوراء، والأمر يفيد الوجوب عند علماء الأصول كما هو معروف، ولا توجد قرينة تصرف هذا الوجوب إلى الاستحباب، والواجب هو مرادف للفرض عند جمهور أهل العلم خلافا للحنفية. وبأمر رسول الله – صلى الله عليه وسلم- أمته بأن تصوم يوم عاشوراء دليل على فرض الصيام قبل صيام رمضان.
قال العيني: قوله"وأمر بصيامه" يدل على أنه كان فرضا ثم نسخ بفرض رمضان.اهـ[19]
قال الكرماني:واتفقوا على أن صوم عاشوراء في زمننا سنة واختلفوا في زمان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أكان واجبا أم سنة ولفظ أمر يقتضي كونه واجبا فنسخ برمضان وفيه مسألة أصولية وهي أن النسخ يجوز ببدل أثقل منه. اهـ[20]
ومن ثم وقع خلاف بين السلف هل فرض على الناس صيام قبل رمضان أو لا؟
قال الحافظ ابن حجر: وقد اختلف السلف هل فرض على الناس صيام قبل رمضان أو لا؟ فالجمهور- وهو المشهور عند الشافعية- أنه لم يجب قط صوم قبل صوم رمضان، وفي وجه وهو قول الحنفية أول ما فرض صيام عاشوراء، فلما نزل رمضان نسخ.[21]
أدلة الجمهور:
استدل الجمهور ومنهم الشافعية، بحديث معاوية بن أبي سفيان، من طريق مالك عن ابن شهاب عن حُميد بن عبد الرحمان أنه سمع معاوية بن أبي سفيان يوم عاشوراء عام حج على المنبر يقول: يا أهل المدينة، أين علمائكم؟ سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم- يقول: "هذا يوم عاشوراء، ولم يكتب الله عليكم صيامه، وأنا صائم، فمن شاء فليصم ومن شاء فليفطر".[22]
وجه الدلالة من الحديث، أن قول النبي- صلى الله عليه وسلم –" فمن شاء فليصم ومن شاء فليفطر" هو تخيير للأمة، والتخيير ينافي الوجوب، فلا فرض قبل رمضان.
الجواب على هذا الاستدلال:
إن التخير في صيام يوم عاشوراء في حديث معاوية، وقع بعد فرض رمضان، والدليل على ذلك ما استدل به الفريق الثاني وهم الحنفية، وكذلك حديث عائشة المتقدم:" كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم- أمر بصيام يوم عاشوراء، فلما فُرض رمضان كان من شاء صام ومن شاء أفطر.
وفي الطريق الثاني من رواية هشام عن أبيه مثله وفيه زيادة:" إن أهل الجاهلية كانوا يصومونه وأن النبي – صلى الله عليه وسلم-كان يصومه في الجاهلية فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه، فلما فرض رمضان ترك صيام يوم عاشوراء"[23] فالنبي – صلى الله عليه وسلم- كان يصومه في الجاهلية، وصامه لما قدم المدينة، وكان فرض رمضان في السنة الثانية كما سيأتي بيانه – إن شاء الله- فبينت هذه الرواية تعيين الوقت الذي وقع فيه الأمر بصيام عاشوراء وقد كان أول قدومه المدينة، و لا شك أن قدومه كان في ربيع الأول فحينئذ كان الأمر بذلك في أول السنة الثانية، وفي السنة الثانية فرض صيام رمضان فعلى هذا لم يقع الأمر بصيام عاشوراء إلا في سنة واحدة ثم فوض الأمر في صومه إلى رأي المتطوع.[24]
فدل أن صيام عاشوراء فرض ثم نسخ بفرض رمضان.
وحديث سلمة بن الأكوع قال: أمر النبي- صلى الله عليه وسلم – رجلا من أسلم أن أذن في الناس: " أن من كان أكل فليصم بقية يومه، ومن لم يكن أكل فليصم، فإن اليوم يوم عاشوراء.[25]
فهذا هذا الحديث يدل على أمر النبي – صلى الله عليه وسلم- على من أصبح مفطرا أن يمسك عن الأكل، ومن كان صائما أن يتم صومه، وهذا لا يكون إلا في صوم الفريضة.. والله أعلم.
ووقع خلاف بين أهل العلم، في إجزاء نية الصوم نهارا بناء على حديث سلمة بن الأكوع، وسيأتي تفصيل ذلك في باب النية في رمضان والله الموفق.
المرحلـــة الثـــانيـــة:
الترخيص بالإفطار في رمضان للقادر على الصيام، مع إيجاب الفدية عليه، فقد كان من شاء صام، ومن شاء أفطر وأدى الفدية، حيث إن الصحابة- رضي الله عنهم- كانوا قوما لم يتعودوا الصيام ، وكان الصيام عليهم شديدا.
قال الله تعالى:{ وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين} البقرة: 184.[26]
قال الطبري: اختلفوا في ذلك: فقال بعضهم: كان ذلك في أول ما فُرض الصوم، وكان من أطاقه من المقيمين صامه إن شاء، وإن شاء أفطَرَه وافتدى، فأطعم لكل يوم أفطره مسكينا حتى نسخ ذلك. ذكر من قال ذلك: ابن عباس – رضي الله عنهما – وعلقمة – وابن مرة- وعكرمة – والحسن البصري وغيرهم.[27]
وجاء في تفسير ابن كثير: وقوله تعالى:{ وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين}كما قال معاذ – رضي الله عنه- كان في ابتداء الأمر من شاء صام، ومن شاء أفطر وأطعم عن كل يوم مسكينا.[28]
قال السعدي: وقول الله تعالى: { وعلى الذين يطيقونه}، أي: يطيقون الصيام{ فدية}، عن كل يوم يفطرونه { طعام مسكين، وهذا في ابتداء فرض الصيام لما كانوا غير معتادين للصيام وكان فرضه حتما فيه مشقة عليهم دَرَجَهم الربُ الحكيم بأسهل طريق، وخَيَرَ المطيق للصوم بين أن يصوم وهو أفضل أو يطعم ولهذا قال: { وأن تصوموا خير لكم}، ثم بعد ذلك جعل الصيام حتما على المطيق، وغير المطيق يفطر ويقضيه في أيام أُخَر، وقيل: وعلى الذين يطيقون، أي يتكلفونه، ويشق عليهم مشقة غير محتملة كالشيخ الكبير، فدية عن كل يوم مسكين، وهذا هو الصحيح.[29]
وهذا الذي اختاره الشيخ – رحمه الله – سيأتي الكلام عليه في باب خاص بصيام الشيخ الكبير والعجوز الهرم، و الحامل، والمرضع – إن شاء الله-.
الـــمـــرحـــل ــــة الـــثـــالـــث ــــة
على قولنا بنسخ الترخيص(لأن في المقال بقية لو أتينا بها لطال بنا المقام، ولكن سيأتي تفصيل ذلك في محله – إن شاء الله-) ، أوجب الله تعالى الصيام عند القدرة، فقال تعالى: { فمن شهد منكم الشهر فليصمه} البقرة 185.
الـــمـــرحـــل ـــة الـــرابـــعـــ ة
تخصيص الترخيص بالإفطار في رمضان في حالين: الأول: المرض في البدن الذي يشق معه الصيام، أو يُؤَدي إلى تَأَخر بُرء المريض، أو يتسبب بزيادة مرضه، الثاني:حال السفر، بأن كان متلبسا بالسفر وقت طلوع الفجر، فله في هذين الحالين أن يفطر، ثم يقضي بعد رمضان صيام أيام عدد ما أفطره حال المرض والسفر. قال الله تعالى:{ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر}البقرة-185-.
وقد استقر التشريع – ولله الحمد- على ذلك الوجه الأكمل بعد أن تدرج بهم، مريدا بهم اليسر، وإتمام عدة الصيام الشهر المبارك، وذلك بصيامه كاملا عند عدم العذر، وبتدارك ما فات منه بعذر القضاء. قال تعالى:{ يريد الله بكم اليسر و لا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون} البقرة-185-.[30]
فــــــــــــــ ــــــــــــــا ئــــــــــــدة :
قال النووي: ويقال: رمضان وشهر رمضان، وهذا هو الصحيح الذي ذهب إليه البخاري والمحققون، وقالوا: ولا كراهة في قول: رمضان. وقال أصحاب مالك: يكره أن يقال: رمضان، بل لا يقال إلا شهر رمضان، سواء إن كان هناك قرينة أم لا، وزعموا أن رمضان اسم من أسماء الله تعالى، قال البيهقي: وروى ذلك عن مجاهد والحسن والطريق إليهما ضعيف ورواه عن محمد بن كعب.
واحتجوا بحديث رواه البيهقي عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن النبي – صلى الله عليه وسلم-قال: "لا تقولوا رمضان فان رمضان اسم من أسماء الله تعالى، ولمن قولوا : شهر رمضان."وهذا حديث ضعيف ضعفه البيهقي، والضعف فيه بين، فان من رواته نجيح السندي وهو ضعيف سيء الحفظ. اهـ[31]
ـ[32] والصحيح أنه لا كراهة في ذلك، وقد ثبتت أحاديث في الصحيحين في تسميته رمضان من غير شهر في كلام رسول الله –صلى الله عليه وسلم- منها حديث أبي هريرة- رضي الله عنه- " إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار..." الحديث ، وهذا ما ذهب إليه البخاري والنووي رحمهما الله.[33]
وقد بوب البخاري في صحيحه: باب هل يقول رمضان أو شهر رمضان؟ ومن رأى كله واسعا.
وذكر رحمه الله تحت هذا الباب أحاديث استدل بها على جواز قول رمضان بدون إضافته للشهر، ومن بينها: حديث أبي هريرة أن النبي – صلى الله عليه وسلم- قال " إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة" رقم (1852)، ولم يجزم البخاري رحمه الله كعادته لوجود الخلاف .
قال الحافظ: وقد يتمسك للتقييد بالشهر بورود القرآن به حيث قال{ شهر رمضان}مع احتمال أن يكون أن يكون حذف لفظ شهر من الأحاديث من تصرف الرواة، وكأن هذا هو السر في عدم جزم المصنف بالحكم، ونقل عن أصحاب مالك الكراهية، وعن ابن الباقلاني منهم وكثير من الشافعية أن كان هناك قرينة تصرفه إلى الشهر فلا يكره، والجمهور على الجواز. اه[34]
يتبع
[1]الصحاح – للجوهري- ج-1-1970.
[2]تهذيب اللغة- للأزهري- ج-12 – 260.
[3]هو الإمام العلامة المدقق أبو السعادات منصور بن يُونُس بن صلاح الدين بن حسن البُهُوتي، نسبة إلى بُهُوت مصر، وهو من الحنابلة، ولد سنة ألف من الهجرة، وكانت وفاته ضحى يوم الجمعة عاشر شهر ربيع الثاني سنة إحدى وخمسين وألف بمصر، ودفن في تربة المجاورين رحمه الله تعالى.اهـ أنظر مقدمة شرح منتهى الإرادات – لعبد المحسن التركي_ ج-1-10.
[4]شرح منتهى الإرادات –ج2- 337.
[5]هو الإمام الحافظ الأوحد القدوة شيخ الإسلام وعلم الأولياء، محيى الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مري الحزامي الشافعي صاحب التصانيف النافعة، ولد في محرم سنة631بقرية نوى من أعمال دمشق بالشام، وتوفي الإمام ليلة الأربعاء لست بقين من رجب سنة 676 ودفن ببلدة نوى – رحمه الله. اهـ أنظر مقدم المجموع ص-5-.
[6]عمدة القاري – ج 10- 316.
[7]الصيام ورمضان – 12-.
[8]الصيام ورمضان-37-.
[9] هو العالم المجتهد، المحدث، الفقيه، المقرئ، المؤرخـ علامة وقته، أبو جعفر محمد بن جرير الطبري إمام المفسرين وقدوة المتأولين من أهل طبرستان ولد في آخر سنة أربع وعشرين ومائتين، أو أول سنة خمس وعشرين ومائتين، وتوفي عشية يوم الأحد ليومين بقيا من شوال سنة عشر وثلاثمائة، وقد جاوز الثمانين سنة بخمس أو ست سنين، ودفن في رحبة يعقوب ببغداد.اهـ أنظر مقدمة تفسير الطبري لعبد المحسن التركي.
[10]تفسير الطبري –ج3-ص 156.
[11]هو محمد بنُ أحمد بن أبي بكر بنُ فَرَح، أبو عبد الله الأنصاري، الخزرجى، القرطبيُ، الأندلسيُ، المالكيُ. توفي رحمه الله بمُنية بني خصيب من الصعيد الأدنى بمصر، ليلة الاثنين، التاسع من شوال، سنة إحدى وسبعين وست مئة، ودُفن بها. اهـ انظر مقدمة تفسير الطبري لعبد المحسن التركي.
[12]الجامع لأحكام القرآن – ج-3- 124.
[13]أخرجه البخاري ( 1/49 فتح)، ومسلم ( 16).
[14]أخرجه البخاري-كتاب الصوم- باب وجوب صوم رمضان-رقم-1845_.
[15]وأخرجه النسائي-كتاب الصيام-2090.
[16]أنظر المغني –لابن قدامه- -ج-4-ص324: قال رحمه الله: وأجمع المسلمون على وجوب صيام شهر رمضان. اهـ
[17]أخرجه البخاري – كتاب الصوم- 1846.
[18]أخرجه البخاري- كتاب الصوم- 1847
[19]عمدة القاري –ج 10- 365.
[20]الكواكب الدراري- ج-9- 78.
[21]فتح الباري – 4- 124.
[22]أخرجه البخاري_ باب صوم يوم عاشوراء- 1952-
[23]ا×رجه كذلك أبو داود في سننه- ج7 – باب في صوم يوم عاشوراء- 63-2420 .
[24]للمزيد أنظر فتح الباري- ج-4-289.
[25]أخرجه البخاري- كتاب الصوم – باب صيام يوم عاشوراء – ج-4- 1955.
[26]الصوم جنة- 21-.
[27]تفسير الطبري – المسمى- جامع البيان عن تأويل آي القرآن_ج-3-163.
[28]تفسير ابن كثر ج-2- 177.
[29]تفسير الكريم المنان – 136.
[30]الصوم جنة-21-.
[31]المجموع شرح المهذب –ج6-248.
[32]فتح الباري – ج-4-136.
[33]والحديث الذي استدل به المالكية- أخرجه البيهقي- كتاب الصيام- باب ما روي في كراهة قول القائل جاء رمضان ذهب رمضان- -6-7904-وقال رحمه الله: وهكذا رواه الحارث بن عبد الله الخازن عن أبي معشر هم نجيح السندي ضعفه يحيى بن معين وكان يحيى القطان لا يحدث عنه وكان عبد الرحمان بن مهدي يحدث عنه والله أعلم. اهـ ص 339.
[34]فتح الباري – ج-4-136.
رد: أحكام لصيام لأبي عبد الحفيظ العباسي الجزائري
جزاكم الله خيرا على الجهد المبارك.
رد: أحكام لصيام لأبي عبد الحفيظ العباسي الجزائري
السلام عليكم
شكرا على هذه الكلمة الطيبة، ونسأل الله جلا في علاه أن يشفيك وأن يثبتك، والسلام عليكم
رد: أحكام لصيام لأبي عبد الحفيظ العباسي الجزائري
رد: أحكام لصيام لأبي عبد الحفيظ العباسي الجزائري
السلام عليكم شكرا أخي حملاوي على هذا التشجيع وجزاك الله خيرا
هذا إيميل merazilahcene@hotmail.com