بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى " وَأَشهدوا ذويْ عَدْلٍ منكم " وقد تكلّمَ الفُقهاءُ في العدالة في الشُّهود ، وذكروا ما يَقْدحُ في عدالة الشّاهد ، وما يُخرِجُه من سمةِ العدالة ، وقالوا : العدالة هي :
أولاً : فعل الواجبات وترك المُحرّمات . ثانيا : المُحافظة على الشّيم والأخلاق . ثالثاً : فعلُ المُروءات . والمروءةُ هي : أن يَفْعَلَ كلَّ ما يُجَمِّلُ ويُزيّن ، ويتركُ ما يُدنِّسُ ويَشين ، فهذا هو العدل ، وتفصيل ذلك طويل ، وقد توسّعوا فيه في كتب الفقه في كتاب الشّهادات ، وذكروا أمثلةً مما يقدحُ في عدالة الشّاهد ، حتى أوصلها بعضُهم إلى مائة قادح أو أكثر ، حتى قدحوا في شهادة من يأكل في الأسواق ، أو يمشي كاشِفاً لبعض عورته كفخذيه ، أو يمدّ رجليه في المجالس ، أو يضطجعُ أمام النّاس ولا يبالي ، لأن ذلك يدلّ على سخافته ودناءته ، وعلى نذالة خلقه ، وكذلك قدحوا في شهادة من يُجاهرُ بالمعصية ويُعلِنُ بها ونحو ذلك ، فكذلك يقدحُ في روايته . اهـ قاله العلاّمة ابن جبرين - عليه رحمةُ الله - في شرحه على البيقونية ص 25 .
قلتُ :
- قال ابنُ الجَوْزِي : لمّا قِيلَ لابراهيم النَّخَعي : تَكُونُ قَاضِياً لَبِسَ قَميصاً أحْمَرَ ، وَجَلَسَ فِي السُّوق، فَقَالُوا : هَذا لا يصْلُح ...ص 553
- ذكرَ كمال الدِّين محمد بن موسى الدُّمَيْرِي في كِتابِهِ حياة الحيوان الكُبرى ج 2 ص 225 أنّ يزيدَ بنَ مَزيد الهمذاني الصّنعاني الدِّمشقي طلبوهُ للقضاءِ فقعدَ يأكُلُ في السُّوق فتخلّصَ بذلك منهم ، وقالوا هذا سفيهٌ لا يصلحُ لهذا الأمر ....انتهى بتصرف يسير
من مُذكّرَتِي /